حراك غير طبيعى بين متصفحى مواقع التواصل الاجتماعى.. وحالة هجوم لم تشهدها هذه المواقع على شخص أو أشخاص من قبل، تتعجب منها، فى الوقت الذى يدعو أو يدعى مجموعة هذه الأشخاص ممن يطلق عليهم التنويريون أنهم يعملون على توعية المجتمع ورفع درجة ثقافة المواطن، وهؤلاء هم أعضاء مركز تكوين يأتى فى مقدمتهم مثلث تكوين الأشهر (زيدان، بحيرى ورئيس المركز إبراهيم عيسى) لإخراج المصريين من ظلمات الجهل إلى نور التكوين.
أنا مع التنوير، وفكرة إنشاء مركز تنويرى مستحسنة ولكن إذا حسنت النوايا وكل تكلم فى تخصصه وأفاد بتخصصه المجتمع وألا يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
ونقدى لهم ليس على الإطلاق: فإبراهيم عيسى زميل قيمة وقامة، ولكن فى فنه: أى مجاله، فهو من هو فى عالم الصحافة، فهذا هو قلمه اللاذع الذى هز عرش مبارك، وكان بسببه ترفع له القبعات، ليس من أهل الثقافة فحسب، ولكن ممن يهاجمونه اليوم، فالشعب المصرى بحسه الوطنى والدينى اليوم يرفضه.
أما الكاتب والأديب والروائى يوسف زيدان فهو الأستاذ المتخصص فى التراث العربى المخطوط وعلومه، ورواياته ذائعة الصيت، صداها عبر القارات.
أما المدعو إسلام بحيرى فصيته أخذه من آرائه الشاذة، ليس من علمه، وهو المتخرج من كلية الحقوق، وحرى به أن يتكلم فى فنه، ويعمل عملية تنويرية لحقوق المواطن لمعرفة ما له وما عليه، وليس ماجستيره فى طريقة البحث فى التراث يعطيه إجازة فى التغلغل فى أصول الدين.
إذن فمن الأجدى لهذا المركز أن تتم رسالته التنويرية من أشخاص متخصصين، لكن كل فى مجاله، وتكون عملية تنويرية عامة فى جميع المجالات، فهذا فى السياسة، وذاك فى الرياضة.. هذا فى الاقتصاد وذاك فى الزراعة، هذا فى الدين وذاك فى الادب والثقافة، ولكن ما عهدنا عليه أن صبوا برامجهم صبا على الدين ولم يكن فيهم المتخصص فى علومه، التى قيل إنه لا يجوز لأحد أن يتكلم فى التفسير مثلًا إلا من ملك وحاذ بين دفة علومه أحد عشر علمًا من العلوم منها: علوم اللغة العربية وآدابها (صرف، ونحو، وعلم لغة، وأشعار العرب، وأمثالهم وغيرها)، والفقه وأصوله، والقرآن وعلومه، فهم أين من ذلك كله؟
لذلك أفضل من يقوم بهذا هو الأزهر الشريف وعلماؤه ودور الأزهر الشريف هو إعادة النظر فى المناهج وتصحيح المفاهيم والشبهات المثارة حول الاعتقاد ومواجهة التطرف الفكرى وبيان المعالم الحقيقة للدين الإسلامى هذا على المستوى الدينى التنويرى كما يقولون، أما على المستوى الزراعى مثلًا، فأرى النموذج الأمثل فى التنوير ما كانت تقوم به الدولة والتليفزيون المصرى فى التسعينيات متمثلًا فى برنامج سر الأرض، أولاً لقيام متخصصين عليه، وثانياً لقبول السواد الأعظم له من الشعب وثالثاً وللحق أصاب هدفه وثمرته فى الوصول لأبسط ثقافة وهى ثقافة الفلاح، بل لى شخصيا، فمن أين لى أن أعرف أضرار الزمير فى الزراعة، وأنا لست فلاحًا، وأنا ابن الخامسة عشرة أو يزيد إلا من البرنامج التنويرى التوعوى التثقيفى «سر الأرض».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مواقع التواصل الإجتماعى شخص زيدان
إقرأ أيضاً:
خمسة واجبات لا يبطل الحج بتركها ولكن تجبر بدم.. علي جمعة يكشف عنها
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن للحج خمسة واجبات شرعية، لا يترتب على تركها بطلان الحج، ولكن يلزم الفداء، موضحًا أنها تنقسم إلى قسمين: واجبات أصلية وأخرى تابعة، حيث تتمثل الأصلية في أربع أعمال مستقلة، لا ترتبط بسواها.
وبيّن أن أولى هذه الواجبات الأصلية هو المبيت في مزدلفة، وهي منطقة تقع بين عرفات ومنى، يقيم فيها الحجاج ليلة العاشر من ذي الحجة.
وأشار إلى أن أقل ما يجزئ من هذا المبيت هو التواجد في مزدلفة بعد منتصف الليل، وهو قول الشافعية والحنابلة، وهو ما يُفتي به حاليًا، بينما يرى المالكية أن المرور بمزدلفة وأداء صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا كافٍ، ويمكن بعدها الانتقال إلى منى أو مكة.
وأوضح أن الأكمل هو أن يغادر الحاج عرفات بعد غروب شمس يوم التاسع إلى مزدلفة، حيث يؤدي فيها صلاتي المغرب والعشاء تأخيرًا وجمعًا، ويبيت بها حتى الفجر، ثم يغادر بعد الشروق، ويُستحب التقاط الجمار من مزدلفة، ليرمي بها جمرة العقبة يوم النحر، وعدد الجمار حينئذ سبع حصيات، أما في حالة تأخر الحاج للرمي حتى آخر أيام التشريق، فيكون عدد الجمار الكلي 70 حصاة، بينما يكون 49 إذا تعجل الحاج.
ثم أشار إلى الواجب الثاني وهو رمي الجمار، وهو رمي مواضع محددة بالحصى، ويتضمن رمي سبع حصيات لكل جمرة، باتفاق العلماء. ويُؤدى الرمي خلال أربعة أيام: يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) وثلاثة أيام بعده، تُعرف بأيام التشريق. في يوم النحر، يقتصر الرمي على جمرة العقبة بسبع حصيات فقط.
وبيّن أن وقت الرمي في يوم النحر يبدأ عند طلوع الفجر وفقًا للحنفية والمالكية، أما عند الشافعية والحنابلة فيبدأ من منتصف الليل. أما في اليومين التاليين، فيبدأ وقت الرمي بعد الزوال، ويتم برمي الجمار الثلاث بترتيب محدد: الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة، كل منها بسبع حصيات. ولفت إلى أن الحنفية والمالكية يقيّدون وقت الرمي بكل يوم على حدة، بينما يمده الشافعية والحنابلة إلى غروب شمس اليوم الرابع.
وتحدث عن الواجب الثالث وهو المبيت بمنى، موضحًا أنه شِعب جبلي قريب من الحرم، ويجب المبيت به ليالي أيام التشريق عند جمهور الفقهاء، ويُطلب الفداء ممن تركه دون عذر.
أما الواجب الرابع فهو طواف الوداع، ويُعرف أيضًا بطواف الصدر أو آخر العهد، وقد اتفق جمهور العلماء من الحنفية والحنابلة ومعهم الرأي الأرجح عند الشافعية على وجوبه، في حين اعتبره المالكية سنة، ويمكن للحاج أن يختار الرأي الذي يناسب حاله. وأشار إلى أن طواف الوداع شبيه بطواف الإفاضة من حيث الهيئة وعدد الأشواط.
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالواجب التابع وهو واجبات الإحرام، والتي تشمل الإحرام من الميقات الزماني والمكاني، وترك محظورات الإحرام، مشيرًا إلى أن التلبية سنة عند جمهور الفقهاء، خلافًا لرأي الحنفية الذين اعتبروها واجبة.