القمر في طور التربيع الأول.. ظاهرة فلكية تُزين سماء مصر الليلة
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
قال الدكتور أشرف تادروس، رئيس قسم الفلك السابق لدى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن سماء مصر والعالم تشهد ظاهرة فلكية الليلة وهي ظهور القمر في التربيع الأول حيث يترائى في طور التربيع ويظهر فوق رؤوسنا تمامًا وقت غروب الشمس.
وأضاف تادروس، عبرصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك"، أن الجزء المضييء من القمر يشير إتجاهه إلى الشمس دائما حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق، حيث يتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب بغضون الـ 1:20 بعد منتصف الليل.
وذكر، رئيس قسم الفلك السابق لدى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هي البعيدة عن التلوث الضوئي مثل السواحل والحقول والصحاري والجبال، فليس هناك علاقة بين اصطفاف الكواكب واقتراناتها في السماء بحدوث الزلازل على الأرض ، فلو كان ذلك صحيحا لتم اكتشافه من قبل الفلكيين منذ مئات السنين.
وتابع، ليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك بل من التنجيم فهو من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه ، فلو كان التنجيم علما لكنا نحن الفلكيين أولى الناس بدراسته.
وأفاد، مشاهدة الظواهر الفلكية ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء، أما الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض ، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلي الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القمر في طور التربيع الأول ظاهرة فلكية ت زين سماء مصر ظاهرة فلكية سماء مصر والعالم الشمس
إقرأ أيضاً:
النور والروح
لينا الموسوي
في صباح باكر، وبينما كنتُ أحتسي قهوتي المُعتادة مستمتعةً بدفء أشعة الشمس تحت ظل نخلة، تملّكني شعورٌ عميقٌ بأهمية نور الشمس الطبيعي في حياتنا. هذا الشعور دفعني للتساؤل: من أي زاوية يُمكنني أن أتناول هذا الموضوع المُهم؟
كـمُهندسة معمارية ومصممة داخلية، أرى في نور الشمس عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في تصميم المساحات التي نعيش ونعمل فيها. هو ليس مجرد إضاءة، بل هو أداة لخلق الأجواء، وتحسين الصحة، وربطنا بالعالم الخارجي.
وفي الوقت ذاته، كـكاتبة لمقالات اجتماعية، أرى في نور الشمس رمزًا ثقافيًا وروحيًا عميقًا، يُؤثر في مزاجنا وسلوكنا وعلاقاتنا الاجتماعية. إنه يذكرنا بأهمية العودة إلى بساطة الطبيعة وتأثيرها الإيجابي في حياة الإنسان.
في الحقيقة يعتبر نور الشمس الطبيعي أحد أهم العناصر التي تؤثر على حياة الإنسان وحالته النفسية والجسدية ونشاطاته الاجتماعية حيث خلق الله تعالى الشمس لتنير أشعتها نهاره وتمده بالطاقة اللازمة ليعمل ويجتهد ويسعى ويطور حياته، على الرغم من أنها تختلف في درجاتها وإشراقاتها حسب مواقع الدول واتجاهاتها فنجدها ساطعة قوية في دول ونادرة الظهور في أخرى كما هو الحال في هولندا الدولة التي قضيت فيها مُعظم سنوات حياتي مفتقده نورها مدركة أهمية تأثيرها على روح وسعادة الإنسان وانتشاله من أمراض الاكتئاب المزمنة.
الإضاءة الطبيعية لها فوائد كثيرة ومتعددة تؤثر بصورة واضحة على حياتنا الشخصية وسلوكنا اليومي؛ حيث تعد أحد أهم الشروط الإنسانية التي يجب أن تتوافر في الأبنية السكنية والتجارية التي لطالما حرصت قوانين بعض الدول على توفيرها بمساحة كافية والتشديد على وجودها في الفضاءات التي يتواجد فيها الإنسان، بصورة مدروسة وموجهة وغير عشوائية؛ حيث نجد أحيانًا أن بعض الأبنية خالية من الحلول المعمارية الصحيحة التي تدخل الضوء الطبيعي بمساحة مدروسة فأما تكون صغيرة وغير إنسانية أو كبيرة فتكون أجواؤها كالحمامات البخارية.
في اعتقادي أن إيجاد الحلول المعمارية المناسبة في توفير الإنارة الطبيعية المعتمدة على الحسابات العلمية الصحيحة هي مسؤولية المهندس المعماري بالدرجة الأولى؛ حيث يبدأ دوره من تخطيط المدينة، وذلك بتحديد وتوجيه المواقع المناسبة للأبنية حسب وظائفها الاجتماعية ومن ثمَّ المخططات المعمارية.
والمخططات المعمارية ليست استنساخًا لفضاءات أو صور تتداول عبر المنصات الاجتماعية ولا أشكال جميلة لواجهات خارجية، وإنما دراسة وبحث قائم على تحديد الوظائف الاجتماعية ودراسة علاقات الفضاءات الداخلية والخارجية والاهتمام بالحالة النفسية لكل فئة عمرية تعيش فيها أو تستخدمها.
وأي خلل في التصميم المعماري وعدم مراعاة الأسس الصحيحة في توزيع الإضاءات الطبيعية داخل المباني أو ترتيب الحركات الوظيفية يؤدي إلى أضرار نفسية كالشعور بالاكتئاب أو الهروب من المكان أو نشوء خلافات اجتماعية لا يدركها أفراد المجتمع.
وإذا رجعنا قليلًا إلى تاريخ تخطيط العمارة العربية الإسلامية، لوجدنا أن في محتواها أجمل الحلول المعمارية التي تمد الأسر بالصحة النفسية والترابط الاجتماعي؛ وذلك بخلق الفناءات الداخلية والذي يُسمى بالحوش أو الحديقة الداخلية التي بدورها تحل الكثير من المشكلات المناخية والنفسية والاجتماعية.
وتوفير الحدائق الداخلية في أبنية مجتمعاتنا العربية والتي يجدها البعض مضيعة للمساحات الداخلية، هي من أجمل الحلول المعمارية التي تساعد على إدخال الإضاءة الطبيعة الصحية والحفاظ على الخصوصية الاجتماعية التي هي جزء من التقاليد العربية.
وتخطيط المدينة والهندسة المعمارية، علمٌ يساهم في توفير حلول تخدم أفراد المجتمع، وتختلف بدورها من مكان لآخر، حسب حاجة المجتمع واختلاف المكان والعادات والتقاليد والمواد وغيرها؛ فلا نستطيع استنساخ العمارة الغربية التي تعالج المشكلات المناخية والاجتماعية الغربية إلى مجتمعاتنا العربية وحلول أجوائنا المناخية؛ حيث تختلف كل الاختلاف ومن كل النواحي وإن تقدمت وتوحدت الحلول التكنولوجية.
وهنا يظهر دور السياسات الدولية على حث المؤسسات التنظيمية والإعلامية وغيرها في نشر الحملات التوعوية الاجتماعية وتحمل المسؤولية في تخطيط المدن وإنشاء عمارة قائمة على أسس وحلول معمارية صحيحة تخدم الحالة النفسية لأفراد المجتمع وبدورها تؤثر إيجابا على الإنتاجية المجتمعية، وأن يتفهم أفراد المجتمع طبيعة عمل ودور المهندس المعماري والمصمم الداخلي ومسؤولياته.
إنها ليست تقديم مخططات ذات أشكال جمالية أو حساب لأعمدة إنشائية متينة فقط؛ وإنما هي بحث ودراسة كل الجوانب الحياتية والاحتياجات الشخصية والعلاقات الوظيفية المدروسة، من حيث التوجه والحركة وتوفير القدر الكافي من الإضاءة الطبيعية، ومن ثم يتعمق في باقي التفاصيل الجمالية والشكلية والحسابات الاقتصادية.
علينا أن ندرك أن في كل ما خلقه الله تعالى لنا من نعم كونية ما هي إلا عناصر مسخرة لخدمة وفائدة الإنسان، تغذي روحه وحياته، وتنعم عليه بالراحة والسعادة الذاتية.
وأخيرًا أتمنى للجميع حياة مليئة بالأنوار والسعادة والراحة النفسية.