بعد عودته للحياة.. الطفل توفيق أبو يوسف يلفظ أنفاسه الأخيرة بغزة / فيديو
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
#سواليف
لم تدم طويلا قصة نجاة الطفل توفيق أبو يوسف (5 أعوام) من مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة أمس الخميس بعد إعلان سابق عن وفاته وعودته للحياة مجددا.
وجرت أحداث القصة المثيرة في الثامن من يونيو/حزيران الجاري عندما تم إعلان وفاة توفيق ونقله إلى ثلاجة للموتى في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع الفلسطيني المحاصر، لكن المفاجأة حدثت عندما تم تكفينه حيث عاد إلى الحياة وسط دهشة المحيطين، وذلك حسب مصدر طبي وأفراد من عائلته.
وفي هذه المجزرة، قتل الجيش الإسرائيلي 274 فلسطينيا، بينهم 64 طفلا و57 امرأة، في حين أصيب مئات المدنيين، وذلك ضمن حرب متواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مقالات ذات صلة الشوبكي : تطبيق التعرفة المرتبطة بالزمن تمهيد غير معلن لرفع أسعار الكهرباء 2024/06/14ونفذ الجيش مجزرته لتخليص 4 أسرى كانوا في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أعلنت مقتل 3 أسرى إسرائيليين آخرين في المجزرة التي أثارت إدانات وانتقادات واسعة ضد إسرائيل.
ولم تطل تلك “العودة للحياة” لأكثر من 6 أيام، حيث توفي أمس الخميس متأثرا بجروحه البالغة التي أصيب بها جراء القصف الإسرائيلي.
وقد وثّق مقطع مصور، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الواقعة، ويُظهر توفيق وهو يبدي أول استجابة بعد إعلان مقتله.
"عاد إلى الحياة بعد أن تم نقله إلى ثلاجة الموتى"..
بينما كانوا يبحثون عن مكان لجثته بين جثث الشهداء على الأرض في مستشفى شهداء الأقصى بغزة.. الطفل توفيق أبو يوسف يحرك ذراعه ليظهر أنه ما زال حياً بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات. pic.twitter.com/2yojqsrJsa
وقالت مصادر طبية في المستشفى الأوروبي للأناضول إن “الطفل توفيق توفي متأثرا بجروحه بعد تعرضه لإصابة خطيرة في منطقة الرأس في مجزرة النصيرات”.
وأضافت المصادر أن “توفيق أُصيب بشظايا في رأسه واستقرت قطع حجارة داخل دماغه، لذلك تم نقله من مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس (جنوب)، حيث خضع لعدة عمليات جراحية، لكنه فارق الحياة”.
وتوفيق الطفل الوحيد لأسرته التي فقدت طفلتيها في قصف إسرائيلي سابق استهدف سوق النصيرات، ونجلها الأكبر العام الماضي جراء إصابته بمرض السرطان وعدم توفر العلاج المناسب في ظل الحصار.
تفاصيل يوم المجزرة
بدورها، قالت والدة توفيق للأناضول إن “الوضع في النصيرات كان طبيعيا قبل أن يتحوّل في غضون دقائق إلى ساحة حرب”.
وأضافت الأم “لم نفهم ماذا جرى، فجأة حاصرنا الرصاص من كل حدب وصوب في جو من الرعب”.
وبقوة، احتضنت آنذاك طفلها الأخير، وقالت إنه كان “خائفا جدا في تلك اللحظة من أصوات الانفجارات القريبة.. هذا الولد الأخير لي، هو أملي في الحياة، حرصت على حمايته”.
وبعد دقائق، استهدف صاروخ منزلا مجاورا لعائلة أبو يوسف، مما أدى إلى انهيار نصف منزلهم فوق رؤوسهم، وفق قولها.
وأردفت “فجأة تحوّل المكان إلى ظلام جراء دخان القصف الكثيف، فحملت توفيق وحاولت الهروب به”.
والدة الطفل توفيق أبو يوسف فقدت جميع أطفالها بسبب الحصار والقصف الإسرائيلي (الأناضول)وشعرت الأم بدماء على يديها، فاعتقدت أنها أصيبت، ولم تتمكن من رؤية شيء جراء الدخان الكثيف. لكن صرخة استغاثة من طفلها جعلتها تدرك أنه أصيب لتهرع به إلى المستشفى، كما أضافت.
وقالت الأم إن “الشارع كان خاليا إلا من أصوات الرصاص الذي كان يصيب جدران المنازل، وأصوات الانفجارات”.
وأوضحت أن “جزءا من دماغ توفيق كان خارج رأسه بسبب الإصابة، ومشيت طويلا حتى وجدت أحد الأقارب وقدم لي المساعدة”.
الأم تنقلت بين مستشفيي العودة وشهداء الأقصى لإنقاذ طفلها، وبينما تولى والده مهمة متابعته داخل المستشفى، عادت هي إلى المنزل.
وهناك أُبلغ الأب من المستشفى بـ”استشهاد توفيق” جراء خطورة إصابته، حسب الأم.
وتابعت “في مكالمة هاتفية، أبلغوني باستشهاد توفيق، وهذه كانت من أصعب اللحظات التي تمر عليّ، ولم أشعر بنفسي إلا داخل مستشفى العودة (بسبب الإغماء من صدمة الخبر)”.
وأضافت “حينما استعدتُ وعيي أبلغوني أن توفيق عاد للحياة مجددا”.
الأم لم تستوعب الصدمة، فحملت نفسها وهرعت نحو مستشفى شهداء الأقصى لتجد طفلها داخل غرفة العمليات.
حرمان من الحياةواستكملت “بقي في غرفة العمليات لثلاث ساعات ونصف الساعة، وبعد خروجه أبلغنا الطبيب أنه أخرج شظيتين وحجرين من الدماغ، وأنه تم تحويله للعناية المركزة”.
وختمت قائلة “هذه أهداف إسرائيل.. كان المطلوب إخراجه للعلاج كي يأخذ حقه في الحياة”.
ومنذ 7 مايو/أيار الماضي، استولت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر (جنوب) بعد يوم من إعلان تل أبيب بدء عملية عسكرية في المدينة المكتظة بالنازحين، مما تسبب في إغلاق المعبر أمام خروج الجرحى للعلاج.
وإجمالا، خلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات معظمهم أطفال.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مستشفى شهداء الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حرير القز في أفغانستان مهنة قديمة تعود للحياة رغم التحديات
كابل– تُعد تربية دودة القز من الحرف التقليدية المتجذرة في أفغانستان، حيث يتم اعتمادها لإنتاج الحرير الطبيعي، وهي مهنة حاضرة بقوة في ولايات مثل هرات وبلخ وبدخشان، وتشكل مصدر دخل مهما للأسر الريفية. وتُعد الظروف المناخية المناسبة لزراعة أشجار التوت -الغذاء الأساسي لدودة القز- أحد العوامل التي تساهم في استمرارية هذه الحرفة.
ووفقا للأرقام الرسمية، تعمل أكثر من 5 آلاف عائلة أفغانية في مجال إنتاج الحرير، حيث تجمع شرانق دودة القز، ويُغزل نحو 40% منها إلى خيوط، في حين يُستخدم الجزء المتبقي في نسج الأقمشة التي تُصدَّر إلى أوروبا. وتُعد دودة القز نفسها منتجا ذا قيمة اقتصادية، إذ يُنتَج منها نحو 200 طن سنويا.
وفي عام 2022، أُدرجت مهنة تربية دودة القز وإنتاج الحرير بالطريقة التقليدية على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وهو اعتراف عالمي يعكس الأهمية الثقافية والاجتماعية العميقة لهذه الحرفة، ودورها في تعزيز الهوية الثقافية والتماسك المجتمعي في أفغانستان.
ويقول غلام سخي علي زاده، رئيس نقابة عمال الحرير، في حديثه لموقع الجزيرة نت: "نقوم منذ العصور القديمة بتربية دودة القز بشكل تقليدي في أفغانستان، ويعود تاريخ هذه المهنة إلى ما يقرب من 2000 عام. بدأت تربية دودة القز وصناعة شرانقها لأول مرة في الصين حوالي عام 2600 قبل الميلاد، ويواجه الأفغان الذين يعملون في هذا المجال منافسة شديدة من الواردات الصينية الرخيصة، حيث تكافح الأساليب التقليدية المحلية للحفاظ على بقائها".
إعلان عملية إنتاج متقنةتشير مديرية الزراعة في ولاية هرات، غربي البلاد، إلى تحسن ملحوظ في صناعة الحرير وتربية دودة القز مقارنة بالعام السابق، حيث تم توزيع أكثر من 6 آلاف صندوق من دودة القز على المزارعين وسكان المناطق الريفية، لا سيما في مديرية "زنده جان".
ويشرح أحمد شاه قيومي، رئيس نقابة مزارعي تربية دودة القز في ولاية هرات، لموقع الجزيرة نت، أن عملية إنتاج الحرير من شرنقة دودة القز تستغرق ما بين 26 يوما إلى شهر. وقد يصل طول خيط الحرير الواحد في الشرنقة إلى ما بين 300 و900 متر، إلا أن خروج الفراشة من الشرنقة يؤدي إلى تمزيق الخيط إلى قطع صغيرة. ويضيف أن عمر الفراشة البالغة قصير جدا، ويكفي فقط لتمكينها من وضع البيض.
ويؤكد قيومي أن عوامل مثل التغذية المناسبة للديدان، ودرجة الحرارة والرطوبة الملائمة، إلى جانب نظافة البيئة وتطهيرها، تعد من العناصر الحاسمة في تحسين وزيادة إنتاجية دودة القز.
ويوضح أن هذه المهنة تشغل كامل أفراد العائلة، فإذا امتلكت الأسرة الواحدة 4 أو 5 صناديق من دودة القز، فإن دخلها السنوي قد يصل إلى 861 دولارا. ويضيف: "دودة القز حشرة تنتج خيوط الحرير عند نسج الشرنقة، ثم تُجمع هذه الشرانق وتُغلى في وعاء كبير لاستخراج خيوط الحرير".
ميدان جديد لتمكين المرأةيرى خبراء الاقتصاد في أفغانستان أن انتعاش هذه المهنة يعود، جزئيا، إلى عودة النساء إليها بعد منعهن من العمل والدراسة في ظل الأوضاع السياسية الحالية. وتشير الدراسات الرسمية إلى أن النساء يقمن بما يقارب 70% من الأنشطة المرتبطة بتربية دودة القز وجمع الشرانق، مما يجعل من هذه الحرفة موردا اقتصاديا مهما للنساء في المناطق الريفية.
وتقول مريم أحمدي، التي تمارس تربية دودة القز منذ 35 عاما، في مقابلة مع الجزيرة نت: "عائلتي تمارس هذه المهنة منذ سنوات. فإغلاق مدارس البنات ومنع النساء من العمل كان سببا رئيسيا في عودة الكثيرات إلى هذه الحرفة. 3 من بناتي يعملن معي الآن، وقد ازدادت نسبة الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية".
ويؤكد المزارعون على ضرورة دعم عمال الحرير وتوفير الآلات الحديثة، إذ إن غالبية العاملين يستخدمون أدوات قديمة تجاوز عمرها 30 عاما. كما يدعون إلى توزيع صناديق إضافية من دودة القز، مما سيسهم في رفع الإنتاجية وتمكين رجال الأعمال من تصدير الحرير الأفغاني إلى الأسواق العالمية.
ويضيف رئيس نقابة عمال الحرير في هرات: "إذا تمكنت مديرية الزراعة والمؤسسات المعنية من توزيع 10 آلاف صندوق من دودة القز على المزارعين، فإن ذلك سيوفر فرص عمل لـ20 ألف شخص، وسيحقق دخلا جيدا، مع زيادة بنسبة 35% مقارنة بالعام الماضي. كما يحتاج بعض الشباب والشابات إلى المشاركة في الندوات التوعوية حول دودة القز وأهمية صناعة الحرير".
إعلان الحرير الأفغاني.. رمز الرفاهية والمقاومةيُستخدم الحرير بأفغانستان في مجالات متعددة، وله قيمة ثقافية واقتصادية خاصة في القرى والمناطق الريفية. وتشمل استخداماته خياطة الشالات النسائية التقليدية، والعمائم، والمناديل، وربطات العنق، وقطع السترات، وفساتين الزفاف، والسجاد اليدوي. ويُعتبر الحرير في مناطق مثل هرات وقندهار ومزار شريف رمزا للرفاهية والاحترام.
ويقول محمد حليمي، مدير دائرة الزراعة في ولاية هرات، في تصريح للجزيرة نت: "رغم أن الصين والهند تهيمنان على السوق العالمي للحرير الصناعي، فإن ما يميز الحرير الأفغاني أنه طبيعي وخالص، ولا تدخل في صناعته أي مواد كيميائية. ونعتمد في أفغانستان على الإنتاج الحرفي، ونسعى للحفاظ على الهوية الثقافية للبلاد، ولهذا السبب أدرجت اليونسكو هذه الحرفة ضمن قائمة التراث. ويتميز الحرير الأفغاني بجودته الطبيعية، ونسجه اللامع والمتين".
عوامل انتعاش المهنةشهدت مهنة تربية دودة القز في أفغانستان انتعاشا خلال السنوات الأخيرة، بفعل عوامل اقتصادية واجتماعية، وجهود المنظمات الدولية والمحلية. وقد عاد كثير من الشباب الذين فقدوا وظائفهم بعد انسحاب القوات الأجنبية وسقوط الحكومة السابقة إلى هذا القطاع الحيوي.
ويقول خبير تربية دودة القز عبد الحكيم باركزاي، للجزيرة نت: "في ولاية هرات، زاد اهتمام الشباب بتربية دودة القز بنسبة 60%. وتعود الأسباب إلى كونها مصدر دخل ثابت للعائلات الفقيرة، وارتفاع الطلب على الحرير المحلي، بالإضافة إلى تحسن الوضع الأمني، مما سمح بالتنقل داخل المناطق الريفية حيث تنتشر أشجار التوت".
ويضيف غلام رباني، مدير قسم صناعة الحرير، في تصريح للجزيرة نت، أن الصناديق الحديثة التي وفّرتها مؤسسة أجنبية للمزارعين قد حققت نتائج جيدة، ويشير إلى أن كل قرية قد تحتاج إلى ما بين 400 و500 صندوق لتربية دودة القز، إذا توفرت الظروف المناسبة.
إعلانويؤكد أن صناعة الحرير لم تعد في حالة ركود، بل زادت إيراداتها بنسبة تتراوح بين 60% و70% مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن دخول البضائع الأجنبية إلى السوق المحلية لا يزال يعرقل نمو المبيعات. ويطالب رباني السلطات الأفغانية بمنع استيراد الأقمشة الأجنبية، لإعطاء فرصة لصناعة الحرير الوطنية كي تنمو وتُصدّر إنتاجها.