بدأ مجلس النواب بشكل سريع مناقشة قضية «الدارك ويب»، التى ظهرت فى المجتمع المصرى، لبحث إمكانية سن تشريعات، أو تعديل قوانين تساعد فى مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها، وحماية المواطنين من الاستغلال عبر شبكات النصب الإلكترونية، والعصابات المجهولة على مواقع الإنترنت.

النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أكد لـ«الوطن» أن اللجنة عقدت جلسة استماع مع الجهات المعنية بوزارة الاتصالات، وبمشاركة عدد من الخبراء والمتخصّصين فى أمن الشبكات والمعلومات، للوقوف على مخاطر مواقع الإنترنت المعروفة بـ«الدارك ويب»، وتأثيرها على أمن وسلامة المجتمع.

وقال إن مجلس النواب كان حريصاً على إصدار عدد من التشريعات الحاكمة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من أبرزها قانون حماية البيانات الشخصية، وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الذى يهدف إلى تحقيق الردع العام والخاص فى مواجهة الجرائم الإلكترونية، لافتاً إلى أنَّ مجال الواقع الافتراضى يضعنا دائماً أمام تحديات، ويتطلب المتابعة الدائمة لكل المستجدات.

وأشار «بدوى» إلى أنَّ «الدارك ويب» عبارة عن مواقع مشفّرة ومخفية، يتم الوصول إليها من خلال شبكة الإنترنت المظلمة، ويُستخدم فى القرصنة الإلكترونية، والأعمال غير الأخلاقية عبر شبكات الإنترنت، وكذلك فى سرقة البيانات، وتابع أن اللجنة ستعقد اجتماعاً مع المختصين، لكشف مخاطر استخدام الشبكة المظلمة «الدارك ويب»، وعدد الزائرين لها، وكيفية التعامل مع مخاطر هذه الشبكة.

واستطرد رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب أنه من المقرّر أن يعقب ذلك عقد جلسة استماع، يتم خلالها إصدار بيان مهم للتوعية المجتمعية بمخاطر استخدام شبكة «الدارك ويب»، ومخاطرها على النشء، مشدّداً على ضرورة استمرار متابعة الآباء لأبنائهم، وتحديد وقت زمنى لاستخدام التليفون المحمول، واستخدام خاصية حجب المواقع غير الأخلاقية، للحفاظ على مستقبل هذا الجيل.

من جانبه، تقدّم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن مواجهة مخاطر «الدارك ويب» وتأثيرها على أمن وسلامة المجتمع، مشيراً إلى أن مصر شهدت خلال الأيام القليلة الماضية، حادثاً شديد البشاعة، عندما استيقظ سكان منطقة شبرا على مقتل طفل وسرقة أعضائه. وقال «محسب»، فى طلبه، إنه وفقاً لتحقيقات النيابة، فإن أحد الأشخاص، وهو مصرى مقيم فى الكويت، طلب من القاتل القيام بالجريمة وتصويرها عبر تقنية «الفيديو كول»، لبيع أعضاء الطفل المجنى عليه على «الدارك ويب»، مقابل خمسة ملايين جنيه، وهو مكان يتم فيه تداول أنشطة غير مشروعة وغير أخلاقية، مشيراً إلى أن الدخول لهذا النوع من مواقع الإنترنت لا يكون مباشرة عبر مواقع التصفّح المألوفة، وإنما يتطلب تنزيل تطبيقات لمواقع تصفّح معينة، حتى يتمكن من الدخول إليها، ويتيح هذا الموقع لمستخدميه إمكانية إخفاء هويتهم لممارسة الأنشطة غير القانونية، ومن ثم لا يمكن لأى جهة تحديد هويتهم، مشيراً إلى أن مواقع «الدارك ويب» تشغل أكثر من 90% من مساحة الإنترنت، وتضم عصابات وتنظيمات عالمية وجهات استخباراتية دولية.

وأضاف عضو مجلس النواب أن مثل هذه الجرائم مستحدثة على مصر، حيث لم نشهد من قبل هذا النوع البشع من الجرائم، التى تتعلق بـ«الدارك ويب»، فى ظل حظر بيع أو بث أو نشر مقاطع فيديو تحتوى على مشاهد عنف أو قتل أو تجارة أعضاء على شبكة الإنترنت العادية، فضلاً عن وجود قوانين تُجرّم بث هذه المشاهد أو نشرها أو الترويج لها عبر الإنترنت، وبالتالى يتم استخدام وسائل مشفّرة وسرية للتجارة غير الشرعية، والقيام بالأعمال غير المشروعة والممنوعة، من خلال مواقع «الإنترنت المظلم» أو ما يُعرف «الدارك ويب».

وشدد النائب أيمن محسب على أن هذه المواقع باتت تُشكل تهديداً لأمن وسلامة المجتمع، كونها تروج لأعمال غير أخلاقية بلا ضوابط، بهدف تحقيق مكاسب مالية ضخمة، الأمر الذى يتطلب توعية مجتمعية بمخاطر هذه المواقع، خاصة على الأطفال والمراهقين، الذين يقعون ضحايا هذه العصابات، التى تستغل فضولهم وحبهم للاستكشاف بأشكال مختلفة، مطالباً بإطلاق حملات توعية مجتمعية لتوعية أولياء الأمور والشباب بمخاطر التعامل مع هذه المواقع، وتشديد الرقابة على هذه المواقع من الأجهزة الأمنية، وتتبع القائمين على نشر الجرائم داخل مصر، كما طالب بتعزيز التوعية المجتمعية التكنولوجية، وتعريف المواطنين بالاستخدام الآمن والرشيد لشبكة الإنترنت، والاهتمام بمحو الأمية الرقمية، للتعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة بشكل آمن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دارك ويب الدارك ويب الانترنت الجرائم الإلكترونية مجلس النواب هذه المواقع الدارک ویب إلى أن

إقرأ أيضاً:

غوغل تستأنف قرارا بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت

قالت شركة غوغل -اليوم السبت- إنها ستستأنف قرار مكافحة الاحتكار الذي اقترح بموجبه قاض اتحادي في الولايات المتحدة طرقا أقل صرامة لاستعادة المنافسة على الإنترنت من نظام السنوات العشر الذي اقترحه القائمون على مكافحة الاحتكار.

وذكر بيان للشركة على إكس "سننتظر رأي المحكمة. وما زلنا نعتقد بقوة أن قرار المحكمة الأصلي كان خاطئا، ونتطلع إلى الاستئناف نهاية المطاف".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء سنغافورة ينصح النواب بأن يكونوا فوق الشبهاتlist 2 of 2مخاوف من غسل أموال.. مجرم تشيكي يتبرع ببيتكوين بقيمة 45 مليون دولارend of list

واستمع قاضي المحكمة الجزئية الأميركية أميت ميهتا في واشنطن إلى المرافعات الختامية أمس في دعوى بشأن مقترحات لمعالجة احتكار غوغل للبحث عبر الإنترنت، والإعلانات ذات الصلة بما يخالف القانون.

وفي أبريل/نيسان الماضي، قال قاض اتحادي إن غوغل تهيمن بشكل غير قانوني على سوقين لتكنولوجيا الإعلانات عبر الإنترنت.

وتطالب وزارة العدل الأميركية غوغل ببيع متصفح "كروم" ومنعها من إبرام اتفاقيات حصرية مع مُصنّعي الهواتف الذكية لتثبيت مُحرّك البحث الافتراضي الخاص بها.

كما تطالب الوزارة بإجبار عملاق التكنولوجيا على مشاركة البيانات التي يستخدمها لتوليد نتائج البحث على مُحرّكه.

وتشعر جهات إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار بالقلق حيال الكيفية التي تنال بها غوغل ميزة في منتجات الذكاء الاصطناعي مثل "جيمني" عبر احتكار البحث.

محامي غوغل حذر من أن "سلخ كروم عن غوغل سيُفقده الكثير مقارنة مع ما هو عليه اليوم (الأناضول) غوغل تدافع

في المقابل، حذّر محامي الشركة جون شميدتلين من أن "سلخ كروم (عن غوغل) سيُفقده الكثير مقارنة مع ما هو عليه اليوم" مضيفا "لا أفهم كيف يُمكن لأحد أن يدّعي أن المنافسة ستتعزز".

إعلان

وأشار إلى أن "80% من مُستخدمي كروم (يعيشون) خارج الولايات المتحدة" لافتا إلى أن إجبار غوغل على التخلي عن متصفحها "سيؤثر على جميع هؤلاء الأشخاص الذين يشكّل كروم نافذتهم على العالم".

وتقترح غوغل إجراءات أكثر محدودية، بينها السماح لمصنعي الهواتف بتثبيت متجر تطبيقات "غوغل بلاي" مسبقا، ولكن ليس كروم أو محرك البحث.

وقد ردّ ممثل الحكومة ديفيد دالكويست قائلا "تجادل غوغل بأن إنشاء شركة فرعية سيكون إجراء متطرفا، لكن هذا النوع من الصفقات شائع في هذا النوع من القضايا، وقد جرى تنفيذه بنجاح في قضايا أخرى مرتبطة بالمنافسة".

وتكتسي هذه المحاكمة أهمية كبيرة لغوغل التي يُواجه محركها البحثي ضغوطا مُتزايدة من أدوات المساعدة العاملة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، من "تشات جي بي تي" إلى "بربليكسيتي" والتي تتمتع أيضا بقدرة على الاستعانة بالمعلومات المنشورة عبر الإنترنت.

وفي هذا السياق، قال محامي غوغل إنه بينما يؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي على شكل البحث، فقد عالجت الشركة كل المخاوف المتعلقة بالمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال عدم إبرام اتفاقيات حصرية مع شركات الاتصالات اللاسلكية وصانعي الهواتف الذكية بما في ذلك سامسونغ مما يترك لهم حرية تحميل تطبيقات البحث والذكاء الاصطناعي المنافسة على الأجهزة الجديدة.

مقالات مشابهة

  • «رؤية القيادة السياسية في إدارة وحماية مواقع التراث العالمي» ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • لماذا أشعر بالحنين إلى عصر ما قبل الإنترنت رغم أنني لم أعشه؟
  • غوغل تستأنف قرارا بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت
  • مظاهرات متواصلة بمدن أوروبية تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • لحماية حقوقهم.. طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت
  • عاجل|أردوغان يجدد التزام تركيا بالسلام: جهود متواصلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • المتهم في «مأساة» ليفربول يمثل أمام جلسة استماع
  • مواقع وهمية لتجنيد جواسيس في سي آي إيه
  • كرواد: الحراك الشعبي مستمر.. واجتماعات مصراتة وسوق الجمعة تمهّد لمظاهرات تطالب بتغيير الحكومة
  • لافروف يعلن استعداد موسكو لتقديم مذكرة حل شامل.. وكييف تلتزم الصمت