كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مساء اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024 ،  عن وفاة الطبيب الفلسطيني إياد الرنتيسي من سكان قطاع غزة ، في مركز تحقيق إسرائيلي تابع لجهاز "الشاباك" بمدينة عسقلان ، بعد أسبوع من اعتقاله في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقالت هآرتس، إن الرنتيسي الذي كان مديرا لمستشفى نسائي في مدينة بيت لاهيا بقطاع غزة، توفي في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" في مدينة عسقلان، بعد أسبوع من اعتقاله في نوفمبر الماضي.



وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة العدل الإسرائيلية أمرت الجيش بإجراء تحقيق في ظروف وفاة الطبيب الفلسطيني.

وادعى جهاز الشاباك أن الطبيب إياد الرنتيسي البالغ من العمر 53 عاما اتهم بـ"احتجاز رهائن".

ولم يصدر بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي أو جهاز الشاباك بخصوص وفاة الطبيب الرنتيسي.

هيئة الأسرى ونادي الأسير: لا تأكيد لدينا حول استشهاد الطبيب إياد الرنتيسي

 قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الثلاثاء، "إنهما، وكجهات فلسطينية مختصة في شؤون الأسرى، لا توجد لديهما أي تأكيد حول نبأ استشهاد المعتقل الدكتور إياد أحمد محمد الرنتيسي (53 عاما) من غزة".

وتابعتا في بيان لهما، "كما لم تبلغ عائلته من أي جهة كانت حتى اليوم حول مصير نجلها المعتقل منذ تاريخ العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023".

وبحسب عائلة الطبيب إياد الرنتيسي فإنّ نجلها وهو أب لثلاثة من الأبناء، والذي يشغل رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أي أمراض أو مشاكل صحيّة، وكان الاحتلال قد اعتقله على أحد الحواجز العسكرية خلال الاجتياح البري لغزة، وله شقيق آخر اعتقله الاحتلال في شهر كانون الأول/ يناير الماضي.

وأضافت الهيئة والنادي في بيانهما، أنّ الاحتلال ومنذ بدء حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، فرض سياسة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة، ويرفض حتّى اليوم الإفصاح عن هويات الشهداء بين صفوف معتقلي غزة وظروف استشهادهم، وكجهات مختصة كل من تم الإعلان عن استشهاده من معتقلي غزة جاء بعد ورود معلومات أولية إما من خلال من تم الإفراج عنهم، ومن خلال الفحص لاحقًا عبر الجهات المختصة، وكان آخرهم د. عدنان البرش أحد أبرز الأطباء في غزة، والذي أبلغنا عن استشهاده في أيار الماضي، وذلك بعد مرور فترة على استشهاده.

وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنّ استمرار الاحتلال بتنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة وتطويع القانون من أجل ذلك، هو وجه من أوجه حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا، والعدوان الشامل على كل ما هو فلسطيني، بما في ذلك من شهادات صادمة ومروّعة متواصلة كشف عنها ممن أفرج عنهم من المعتقلين على مدار الشهور الماضية، وكانت صور العديد من المعتقلين الذين أفرج عنهم، قد تحدثت قبل شهاداتهم عن مستوى جرائم التّعذيب التي مورست بحقهم، ومنهم حالات خرجت وقد تعرضت لعمليات بتر في الأطراف.

وتابعت الهيئة والنادي، "أنّه ومن المؤكّد أن أعداد الشهداء بين صفوف معتقلي غزة، يُقدر بالعشرات بحسب المعطيات الأولية المتوفرة، هذا عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي تمت بحقّ معتقلين داخل غزة، علمًا أنّ الاحتلال وعبر أحد التّحقيقات الصحفيّة الدّولية كان قد كشف عن استشهاد (36) معتقلًا في سجونه ومعسكراته."

وأشارت الهيئة والنادي، إلى أنّ الشّهادات التي حصلت عليها بعض المؤسسات في ظروف صعبة ومعقدة، إلى جانب ما توفر من معطيات حول ظروف استشهاد عدد من المعتقلين الذين أعلن عنهم سابقًا من أسرى ومعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال، وما كشفت عنه بعض التّحقيقات الصحفية الدولية، تؤكّد أنّ جريمة التّعذيب والتّجويع والجرائم الطبيّة، وعمليات التّنكيل الممنهجة ومنها الاعتداءات الجنسية، شكّلت أسباباً مباشرة، لاستشهاد أسرى ومعتقلين، ومنهم معتقلين من غزة.

وأكدتا أنّ ادعاء الاحتلال بنيته فتح تحقيقات بشأن ظروف احتجاز معتقلي غزة ومن بينهم ظروف الاحتجاز في معسكر (سديه تيمان) كواحد من بين عدة معسكرات وسجون تحتجز فيها سلطات الاحتلال معتقلي غزة، هي مجرد ادعاءات لا تحمل أي معنى لمنظومة تمارس الإبادة الجماعية على مرأى من العالم، وتمارس جرائم التّعذيب والإعدامات الميدانية أمام عدسات الكاميرا، وإلى جانب كل هذا نؤكّد أنّ منظومة القضاء الإسرائيليّ شكّلت وما تزال ركن أساسي في ترسيخ كل الجرائم الحاصلة اليوم، ومنها الجرائم المتواصلة بحقّ الأسرى والمعتقلين.

يذكر أنّ الاحتلال اعتقل الآلاف من أبناء شعبنا في غزة، وكان قد اعترف مؤخرًا أنه اعتقل ما لا يقل عن 4000 أفرج عن 1500 منهم، مع العلم أنّ إدارة سجون الاحتلال أعلنت في بداية حزيران، بينهم العشرات من الكوادر الطبيّة، إذ تشير التقديرات إلى أن عددهم 310.

وجددت هيئة الأسرى ونادي الأسير، مطالبتهما بضرورة فتح تحقيق بإشراف دولي بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، وذلك على الرغم من الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها ومواقفها، أمام الجرائم والفظائع التي مارسها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة حتى اليوم.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: ونادی الأسیر وفاة الطبیب معتقلی غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حرمه احتراف كرة القدم.. صاروخ إسرائيلي يبتر أطراف طفل من غزة

غزة- "هذه الحرب ستتوقف، والجوع سينتهي، وسأحقق حلمي، ولن يكسروا إرادتنا"، بعزيمة قوية يتحدث الطفل الجريح عبيدة عطوان، رغم الإعاقة التي ستلازمه كل حياته، جراء صاروخ إسرائيلي أصابه وتسبب في بتر قدمه وذراعه.

سيظل يوم 21 مارس/آذار الماضي محفورا في ذاكرة الطفل عبيدة (15 عاما)، حين استهدفه صاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية، سقط عليه مباشرة، بينما كان يجلس وحده في خيمة يسكنها وأسرته (6 أفراد)، بعد نزوحهم، منذ أن دمَّر الاحتلال منزلهم قبل شهور في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

يصف عطوان تلك اللحظة بأنها "زلزال مدمر"، ويقول للجزيرة نت، "شعرت بأن الدنيا كلها انهارت فوق رأسي، فقد أصابني الصاروخ مباشرة، ودمّر الخيمة".

صاروخ مباشر

عبيدة هو الأكبر بين إخوته الثلاثة، وتعتمد عليه العائلة في قضاء حوائجها اليومية، من توفير الماء والغذاء، وكان لحظة إصابته عائدا لتوِّه إلى الخيمة بعد شراء بعض الأغراض لوالدته.

وما إن دخل الخيمة ليستريح قليلا، حتى سقط عليه الصاروخ مصيبا جانبه الأيمن فتسبب ببتر قدمه وذراعه، ونزف بشدة، قبل نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى الحكومي الوحيد في دير البلح، ولخطورة حالته حُول إلى مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس، ومنها لاحقا إلى المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بمنطقة المواصي غرب المدينة جنوب القطاع.

وقرب الخيمة كانت شقيقة عبيدة، الطفلة آيات (10 أعوام) تلهو عندما أصابتها شظية اخترقت ظهرها واستقرت فيه، فقرر الأطباء أنه لا يمكن إزالتها، وستحدث ألما بين الحين والآخر، لكن لا تؤثر على قدرتها في المشي والحركة.

وخضع عبيدة لعدة عمليات جراحية، لكنه لا يزال بحاجة إلى عمليات متقدمة ودقيقة لا تتوافر وسائل إجرائها في مستشفيات القطاع، التي تعاني شحا حادا بالإمكانيات، وندرة الكادر المتخصص، جراء الاستهداف الإسرائيلي المباشر، والحصار الخانق ومنع الاحتلال إدخال الوفود الطبية المتخصصة، والأجهزة الطبية والأدوية.

الطفل عبيدة لا يحظى بطعام وعلاج يساعدانه على الشفاء بفعل حصار الاحتلال للقطاع (الجزيرة)ألم وجوع

كثيرا ما يجتمع الألم على عبيدة ليلا ويحرمه النوم، وفي النهار يشعر بالدوار أثناء الوقوف والحركة، لعدم توافر العلاج والغذاء اللازمين له.

إعلان

ويحتاج هذا الطفل الجريح إلى أصناف غذائية تحتوي على عناصر ضرورية من البروتينات والكالسيوم، مفقودة من أسواق القطاع الخاوية تماما، إلا من بعض السلع القليلة، وبأسعار باهظة لا تقوى أسرته على شرائها، كالأغلبية من بين مليونين و300 ألف نسمة يحاصرهم الاحتلال بسلاح القتل والتجويع.

ويفرض الاحتلال منذ الثاني من مارس/آذار الماضي حصارا مشددا، ويغلق المعابر، ويمنع إدخال الإمدادات الإنسانية من دواء وغذاء، وتسبب في تجويع يفتك بالغزيين، حيث تستقبل المستشفيات يوميا العشرات من حالات سوء التغذية الحاد، والتي تسببت في استشهاد أكثر من 130 مُجوَّعا ممن تصفهم هيئات محلية بـ"شهداء التجويع" منهم 88 طفلا.

وتقول والدة عبيدة، فاطمة عطوان (34 عاما) إنها تنظر بألم لطفلها الجريح، وهي عاجزة عن توفير الطعام المناسب له، فالاحتلال يمنع إدخال اللحوم والدواجن والبيض، بينما الخضار والفواكه شحيحة للغاية وأسعارها جنونية.

عبيدة عطوان محاطا بإخوته أمام منزلهم المدمر بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة (الجزيرة)

وماذا تأكلون؟ تجيب "أم عبيدة" الجزيرة نت، بقلب مؤمن ومحتسب "نعيش حياتنا يوما بيوم وربنا هو الرزَّاق، ولن ينسانا من فضله وكرمه".

منذ 3 أسابيع لا يتوفر لدى أسرة فاطمة الطحين لإعداد الخبز، الذي يعتبر المادة الأساسية لطعام الغزيين، ويقول عبيدة "أغلب طعامنا شوربة عدس أو الدقة المصنوعة من العدس المطحون أيضا".

وبفعل ضغوط دولية سمح الاحتلال، قبل أيام، بإدخال شاحنات معدودة محملة بالطحين وطرود مواد غذائية، لكنها لم تصل إلى مستحقيها، جرَّاء إجبارها على السير في مسارات غير آمنة، عليها عصابات من اللصوص، تستولي على المساعدات وتطرحها في الأسواق بأسعار خيالية.

ويوضح عبيدة أن والده موظف براتب لا يتعدى 800 شيكل (نحو 285 دولارا)، لا يكفي لشراء كيس طحين واحد، زنة 25 كيلوغراما، بعد أن وصل سعره إلى نحو 1500 شيكل (قرابة 440 دولارا) ويزيد حسب المنطقة.

أحلام منتظرة

قبل اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان عبيدة لاعبا في أكاديمية رياضية لتدريب كرة القدم للناشئين، وله موهبة كبيرة، جعلته يحلم باحتراف هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وأن يرتدي يوما قميص نادي برشلونة الإسباني، الذي يشجعه منذ طفولته.

وبلغة الواثق المؤمن بالقضاء والقدر، يقول عبيدة "الصاروخ بتر قدمي ولم يبتر حلمي"، ويتطلع إلى فرصة يسافر بها للخارج ويتلقى العلاج المناسب، ويركب قدما صناعية، وطرفا بدلا من ذراعه المبتورة، ويضيف "ما زلت عاشقا لكرة القدم، والحمد لله أنه يوجد فرق لممارسة كرة القدم لذوي البتر".

رغم كل المعاناة والجوع يُصر عبيدة على تحقيق حلمه وموهبته بلعب كرة القدم (الجزيرة)

ويعكف عبيدة على إتمام حفظه القرآن الكريم، وساعده إيمانه والتزامه الصبر على ما أصابه، ويقول إن "الله يختار لكل إنسان الأفضل له، وأنا صابر على هذا الابتلاء وراض بقضاء الله وقدره، وكل ما أتمناه فقط حقي بتلقي العلاج المناسب، خشية أي مضاعفات للإصابة والبتر".

وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، سجلت اللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استشهاد 620 رياضيا، منهم لاعبون في ألعاب رياضية مختلفة أبرزها وأكثرها شعبية كرة القدم.

إعلان

وبحسب البيانات الرسمية، فإن أغلبية الشهداء الرياضيين هم من الفئة العمرية ما بين 6 و20 عاما، تليها فئة 20-30 عاما، إضافة إلى مئات الجرحى، منهم مَن بترت أطرافه أو بعضها فتمنعه من ممارسة الرياضة.

مقالات مشابهة

  • إياد نصار.. «من أيام الجيزة»
  • إستشهاد 36 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة .. وارتفاع ضحايا الجوع إلى 159 وفاة
  • نيابة محكمة بئر مراد رايس تفتح تحقيق في حادث وفاة مناصرين بملعب 5 جويلية
  • "الصحة بغزة": الاحتلال يواصل إخفاء الطبيب مروان الهمص قسريًا منذ 10 أيام
  • ماذا قرّر حزب الله مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف
  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • حرمه احتراف كرة القدم.. صاروخ إسرائيلي يبتر أطراف طفل من غزة
  • نادي الأسير: قضية معتقلي غزة عكست مستوى غير مسبوق من الجرائم
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • قصف إسرائيلي استهدف وسط غزة