معارك ضارية بالخرطوم والفاشر ودعوات عربية لوقف الحرب في السودان
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
أفاد مراسل الجزيرة بتجدد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوب العاصمة الخرطوم والفاشر عاصمة إقليم دارفور (غرب)، في حين دعت دول عربية الطرفين لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام والعودة إلى طاولة الحوار.
وأكدت مصادر محلية للجزيرة سماع قصف متقطع من أسلحة ثقيلة في محيط سلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم.
وقال الجيش السوداني إن قوات العمل الخاص بمنطقة الشجرة العسكرية كبدت ما سماه مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح جنوبي الخرطوم.
ونشر الجيش صورا قال إنها لقوات العمل الخاص وهي تستعرض مركبة مقاتلة بكامل تسليحها، من ضمن كميات من العتاد استولت عليها من قوات الدعم السريع.
وفي أم درمان، قال ناشطون إن "متطوعا في مستشفى النَو لقي مصرعه جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على ضاحية الثورة.
وأشارت تنسيقية لجان المقاومة في محلية كرري شمالي أم درمان أن أحياء المحلية تتعرض لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الدعم السريع.
معارك الفاشربدورها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن صور أقمار صناعية وتحليل مقاطع فيديو تكشف تصاعد حدة الهجوم في الفاشر.
ونقلت الصحيفة عن مختبر ييل للأبحاث الإنسانية قوله إن أكثر من 40 قرية قرب الفاشر أحرقت منذ أبريل/نيسان وبعضها دمر عمدا، كما تم تدمير أكثر من 20 ألف مبنى منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الأحياء الشرقية لمدينة الفاشر.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان على منصة إكس ما سمته مليشيا البرهان الإرهابية وكتائب الحركة الإسلامية المتطرفة بتصفية 50 مواطنا على أساس عنصري في القرية 32 في محافظة أم القرى بولاية الجزيرة وسط السودان.
وشجب البيان ما سماه الجريمة العنصرية التي تم ارتكابها على أساس عرقي حيث ينحدر معظم الضحايا من مناطق بعينها في السودان.
وذكرت قوات الدعم السريع أن ما حدث يكشف بجلاء مخطط إشعال الفتنة ودفع البلاد للحرب الأهلية، طبقا لتعبير البيان. هذا ولم يصدر أي تعليق من الجيش على الاتهام حتى الآن.
وقف الحربسياسيا، دعت دول عربية، الأربعاء، إلى وقف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أكثر من عام، مطالبة بالعودة إلى الحوار.
جاء ذلك في كلمة للسعودية، وأخرى باسم دول مجلس التعاون الخليجي خلال حوار تفاعلي عقده مجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع في السودان.
وفي كلمة السعودية، عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة عبد المحسن خثيلة عن "قلق المملكة حيال استمرار العمليات العسكرية في السودان، والمعاناة الناجمة عنها"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، الأربعاء.
وجدد خثيلة الدعوة إلى "ضرورة العودة للحوار تمهيدا للتوصل إلي حل سياسي يجنب الأشقاء ويلات الحروب".
وفي سياق متصل، حثت دول مجلس التعاون الخليجي خلال الحوار التفاعلي، الأطراف في السودان على "ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف".
وأكدت جوهرة السويدي، نائب المندوب الدائم لقطر في جنيف، نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه حاليا الدوحة، على أهمية الانخراط الجاد والفعال من قوات الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع مع مبادرات تسوية الأزمة، وفق بيان للخارجية القطرية، صدر مساء الثلاثاء.
من جهته، ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس طرفي الصراع بضرورة وقف إطلاق النار في السودان.
ودعا غيبريسوس لاتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
تعرض طائرة شحن للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا غرب السودان
الخرطوم- تعرضت طائرة شحن الأربعاء 4 يونيو2025، للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غرب السودان حيث تدور معارك عنيفة بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس.
وصرح شاهد يعيش قرب مطار نيالا، المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لوكالة فرانس برس "في الساعة 5,30 رأيت طائرة شحن تهبط على المدرج".
وأضاف "بعد نصف ساعة سمعت دوي انفجارات ورأيت الدخان يتصاعد".
وأكد شخصان آخران من سكان المنطقة هذه الشهادة لوكالة فرانس برس. وأفاد شهود آخرون أنهم سمعوا دوي انفجارات في عدة أجزاء من المدينة لمدة ساعة تقريبا.
ولم يقدم الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ولا قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو، معلومات عن الضربات على نيالا.
في الأسابيع الأخيرة تكثفت الغارات الجوية على أكبر مدينة في دارفور، واستهدفت بشكل خاص مطارها، علما أنها تعد المعقل الاستراتيجي لقوات الدعم السريع.
ومطلع أيار/مايو تعرضت طائرة شحن لإمداد قوات الدعم السريع، للنيران في المطار عند هبوطها، وفقا لمصدر عسكري.
في تقرير نشرته الأربعاء نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بالضربات الجوية "العشوائية" التي شنتها قوات البرهان على الأحياء السكنية والتجارية في نيالا بين تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وشباط/فبراير 2025.
ووفقا للمنظمة غير الحكومية التي توثق اتهاماتها، أدت هذه الهجمات إلى مقتل العديد من المدنيين بينهم نساء واطفال وتسببت في نزوح أعداد كبيرة من السكان.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أنه في الثالث من شباط/فبراير ألقى الجيش خمس قنابل غير موجهة على مناطق مكتظة بالسكان. ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، أدى ذلك إلى مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا.
وسجلت منظمة "أكليد" غير الحكومية المتخصصة في جمع البيانات في مناطق النزاع "41 يوما من الغارات الجوية في نيالا، منها ما شهد عدة غارات يوميا" خلال ثلاثة أشهر بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وشباط/فبراير 2025، وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش.
أما قوات الدعم السريع فأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل (HLR) مؤخرا وجود ست مسيرات صينية الصنع في مطار نيالا "قادرة على المراقبة وتوجيه ضربات بعيدة المدى" وفقا لما ذكره HLR.
وتتهم الحكومة السودانية المدعومة من الجيش النظامي، دولة الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع. ولطالما نفت أبوظبي أي تورط لها على الرغم من التقارير العديدة الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بالاستفادة من الدعم المصري وهو ما نفته القاهرة أيضا.
بعد أن دمرته الحرب والمجاعة وتفشي الكوليرا أصبح السودان اليوم مقسما بحيث يسيطر الجيش على شمال وشرق ووسط البلاد، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب وكل دارفور تقريبا. وخلفت الحرب آلاف القتلى وشردت الملايين وتسببت "بأكبر أزمة إنسانية حالية" بحسب الأمم المتحدة.