5 أرقام توضّح حجم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالسودان
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، تقريرا، سلّطت فيه الضوء على تداعيات الحرب الأهلية التي اجتاحت السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، لتصبح إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ عقود.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا النزاع أسفر حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 15500 شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين آخرين، وفقا لأحدث أرقام الأمم المتحدة.
ومن جهته، حثّ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الذي سافر الخميس الماضي، إلى عاصمة جنوب السودان جوبا، "جميع الأطراف على السماح بوصول العاملين في المجال الإنساني إلى السودان، مع أنه غير كاف"، مضيفا أن "جزءًا من السكّان معرّضون لخطر الموت جوعًا".
منذ الاشتباكات التي اندلعت في نيسان/ أبريل 2023 في السودان الذي يبلغ تعداد سكانه 45 مليون نسمة؛ يتصارع الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى السلطة فعليا بعد انقلاب 2021 والقوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو.
أكثر من 15500 قتيل
وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 15500 شخص خلال سنة واحدة من الحرب المدمرة، بينما تستمر أعمال العنف، وخاصة العنف العرقي، في جميع أنحاء البلاد.
هذا الوضع يثير القلق بشكل خاص في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تحاصرها قوات الدعم السريع. قبل الحرب، كان عدد سكان المدينة يبلغ حوالي 1.5 مليون نسمة، وكانت موطنا لنحو 800 ألف نازح. وتؤكّد الأمم المتحدة أن هذه المنطقة تتعرض الآن لقصف متواصل وهجمات جويّة وفظائع تُرتكب ضد المدنيين على أسس عرقية.
كما أفاد محققو الأمم المتحدة بوجود "تجاهل صارخ"، من جانب المقاتلين، لحقوق الإنسان الأساسية والقانون الإنساني الدولي، وهو السبب وراء جرائم القتل والنهب والتهجير الجماعي والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي.
10.8 مليون نازح
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الأزمة أجبرت حوالي 8.8 مليون سوداني على النزوح داخل البلاد في سنة واحدة، من بينهم أربعة ملايين طفل، وذلك وفقًا للأمم المتحدة. وبالنسبة لليونيسف، يعد هذا أكبر نزوح للأطفال في العالم.
ويمتد تأثير الصراع الآن إلى البلدان المجاورة. فمنذ نيسان/ أبريل 2023، أُجبر نحو مليوني سوداني على الفرار من العنف واللجوء إلى جنوب السودان وتشاد ومصر.
ويستضيف جنوب السودان 35 بالمئة من النازحين خارج السودان، على الرغم من أنها خرجت لتوها من حرب أهلية دامية استمرت أكثر من ست سنوات. وفرّ 35 بالمئة آخرون إلى تشاد، حيث توجد بالفعل مخيمات للاجئين السودانيين يرجع تاريخها إلى حرب دارفور التي اندلعت سنة 2003.
14 مليون طفل بحاجة للمساعدة
وفقا لليونيسف، يحتاج 14 مليون طفل سوداني إلى مساعدات إنسانية طارئة. وقدّرت وكالة الأمم المتحدة في شباط/ فبراير، أن انتشار سوء التغذية والنزوح القسري وانهيار النظام الصحي يهدد بمقتل عدد أكبر بكثير من الأطفال مقارنة بالنزاع المسلح في حد ذاته.
وتشير اليونيسف أيضا إلى أنه من المتوقع أن يعاني ما يقارب 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذه السنة، بما في ذلك 730 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي قد يؤدي إلى الوفاة. كما حُرم أكثر من 90 بالمئة من الأطفال في سن الدراسة البالغ عددهم 19 مليون طفل من الوصول إلى التعليم الرسمي.
80 بالمئة من المستشفيات خارج الخدمة
يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 80 بالمئة من المستشفيات والعيادات لم تعد تعمل في بعض المناطق الأكثر تضررًا من النزاع، مما يؤثر بشكل خطير على إمكانية الحصول على الرعاية الطبية الحيوية.
ووفقا للأمم المتحدة، يعاني حوالي 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد، ويواجه 5 ملايين خطر المجاعة الوشيكة. وتحذّر الأمم المتحدة من أن النساء الحوامل هنّ الأكثر عرضةً للخطر، حيث قد تموت 7000 أم جديدة في الأشهر المقبلة إذا لم يحصلن على الغذاء والرعاية الصحية.
ونقلت الصحيفة، عن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن الجوع في السودان يمكن أن يصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ المجاعة في إثيوبيا في أوائل الثمانينيات، التي خلّفت نحو 1.2 مليون قتيل.
وقد حذّرت الدبلوماسية من أن "توقّعات الوفيات تشير إلى أن أكثر من 2.5 مليون شخص، أي حوالي 15 بالمئة من السكان، في دارفور وكردفان، وهي المناطق الأكثر تضررا، إذ قد يموتون بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر".
مساعدات بقيمة 2.7 مليار دولار
توفر خطة الاستجابة الإنسانية للسودان المنسقة من قبل الأمم المتحدة في سنة 2024 مبلغ 2.7 مليار دولار (2.5 مليون يورو) لمساعدة 14.7 مليون شخص. ورغم حجم الأزمة السودانية، لم يتم تمويل هذه الخطة إلا بنسبة 6 بالمئة فقط في نيسان/ أبريل 2024، وذلك وفقًا للأمم المتحدة.
ومن جهته، وعد المجتمع الدولي، الذي اجتمع في باريس في أبريل/ نيسان في مؤتمر إنساني من أجل السودان، بتقديم مساعدات تزيد قيمتها على ملياري يورو لمساعدة السكان المدنيين. في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات طارئة بقيمة 315 مليون دولار للسودان، الأسبوع الماضي، داعيةً الطرفين المتحاربين إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السودان المجتمع الدولي السودان حقوق الإنسان المجتمع الدولي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة للأمم المتحدة بالمئة من أکثر من
إقرأ أيضاً:
بعثة أممية تزور الحديدة لتقييم الأوضاع الإنسانية وسلطات الحوثيين تدعو لاستئناف المشاريع المتوقفة
دعت سلطات الحوثيين في محافظة الحديدة، غرب اليمن، الأمم المتحدة، لاستئناف المشاريع المتوقفة وتوسيع الاستجابة الطارئة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة بالمحافظة، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.
جاء ذلك خلال زيارة بعثة أممية مشتركة، لمحافظة الحديدة، برئاسة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ماريا روزاريا برونو، وضمت البعثة ممثلين عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
وقالت وكالة سبأ الحوثية، إن زيارة البعثة الأممية تهدف للاطلاع على الأوضاع الإنسانية وتحديد التدخلات الممكنة في القطاعات الخدمية ذات الأولوية، في ظل استمرار التداعيات الناجمة عن "العدوان".
وأشارت إلى لقاء البعثة الأممية مع محافظ الحديدة عبدالله عطيفي المعين من قبل الحوثيين، حيث ناقش اللقاء التحديات التي تواجه المحافظة، وفي مقدمتها الخدمات والتدخلات الممكنة في مجالات الصحة، المياه، والتعليم، والطرق، والدفاع المدني، وكيفية تعزيز دور الأمم المتحدة في تلبية الاستجابة الإنسانية.
واستعرض عطيفي، الاحتياجات الضرورية التي تفتقر لها محافظة الحديدة، وعلى رأسها دعم قطاع الصحة، وتعزيز قدرات الدفاع المدني، وتوفير مشاريع خدمية في مجالات المياه والصرف الصحي، مشيراً إلى أن المحافظة تضررت بشكل بالغ من السيول العام الماضي، وأودت بحياة العشرات وتسببت في تدمير مئات المنازل.
وطالب عطيفي، الأمم المتحدة بتكثيف التدخلات وتوسيع نطاق المشاريع التنموية والإنسانية، في محافظة الحديدة، بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين، وتحقيق استجابة فاعلة ومستدامة تتناسب مع حجم التحديات.
وأكد القيادي الحوثي إسماعيل المتوكل المعين من قبل الحوثيين وكيلا لقطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، خلال اللقاء، أن ميناء الحديدة بات جاهزاً لاستقبال المساعدات الإنسانية، معبرًا عن الأمل في وفاء الأمم المتحدة بالتزاماتها السابقة وتوسيع حجم المساعدات بشكل عاجل.
بدورها، أكدت مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية برونو، أن البعثة الأممية تتفق مع السلطات المحلية في العديد من الأولويات المتعلقة بالاستجابة للكوارث وتغير المناخ.
وأشارت إلى أن تأخر بعض التدخلات الإنسانية يعود لتقليص التمويلات، داعية إلى تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات لتسريع الاستجابة، خصوصاً في مواجهة الأوبئة.
وفي وقت سابق اليوم، قالت جماعة الحوثي إن خسائر موانئ الحديدة، جراء الغارات الأمريكية والإسرائيلية بلغت نحو 1.4 مليار دولار.
وذكرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للحوثيين، في بيان لها، أن خسائر مباشرة وغير مباشرة تجاوزت مليارا و387 مليون دولار في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، نتيجة لسلسلة غارات العدوان الصهيوني الأمريكي، التي استمرت من يوليو (تموز) 2024 حتى مايو/أيار 2025، وفق وكالة سبأ نسخة صنعاء.
وأشارت إلى أن الأضرار المباشرة بلغت أكثر من 531 مليون دولار، في الوقت الذي قدرت المؤسسة الخسائر غير المباشرة بـ 856 مليون دولار نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات.
وأكدت أن هذه الاعتداءات استهدفت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، كما تسببت في تدمير أرصفة، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية.
وبحسب البيان، فقد شمل الدمار الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية، في الموانئ الثلاثة المذكورة.
وأفاد أن الغارات تسببت بتدمير الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.