"بوتين" و"كيم".. تعاون استراتيجي شامل
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
بمرور (24) عامًا ما بين زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الأولى لكوريا الشمالية عام 2000م ولقائه بالزعيم السابق " كيم جونج إيل".. والزيارة الأخيرة يوم الأربعاء المنقضي ولقائه بالزعيم الحالي - وهو ابن الزعيم السابق- " كيم جونغ أون"، جرت في النهر مياه كثيرة وتحولات عميقة التأثير في النظام الدولي، لعل أبرزها ما حدث في فبراير من عام 2022م بشن روسيا حربها المشروعة - من وجهة نظرها- على أوكرانيا.
وقد ترقب الغرب كله ما ستتمخض عنه هذه الزيارة، لا سيما على صعيد التعاون العسكري، خاصًة وأن كوريا الشمالية تقف إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا بشكل كامل وبدون أي مواربة، حيث يتهم الغرب كوريا الشمالية بتزويد روسيا بكم هائل من الذخائر وبصواريخ باليستية متقدمة للغاية، فيما قامت روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالخبرة اللازمة لبرنامجها للأقمار الاصطناعية، كما أرسلت لها مساعدات لمواجهة نقص الغذاء في البلاد، وأيضًا استخدمت روسيا في مارس الماضي حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لوضع حد لمراقبة انتهاكات العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية.
وانطلاقًا مما سبق، لم يكن مفاجئًا الإعلان خلال الزيارة عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي شاملة بين البلدين شملت جوانب أمنية وعسكرية وسياسية، تهدف لتعزيز علاقات البلدين ومساعدتهما على مواجهة الضغوط الغربية والعقوبات الأمريكية.
ومن جانبه، قال "بوتين" إن الاتفاقية تنص على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد طرفيها لعدوان، أي أنها بمثابة اتفاقية دفاع عسكري مشترك بين البلدين.
وأضاف: "حظيت القضايا الأمنية وجدول الأعمال الدولي بالكثير من الاهتمام في محادثات اليوم، إذ يدعو بلدانا إلى إقامة نظام عالمي أكثر عدلًا، وإلى ديمقراطية وتعددية أقطاب، ينبغي أن يستند ذلك إلى القانون الدولي والتنوع الثقافي والحضاري".
يذكر أن آخر لقاء بين الزعيمين قد تم في سبتمبر 2023م، عندما زار "كيم" قاعدة "فوستوتشني" الفضائية في أقصى شرقي روسيا، وكانت تلك أول رحلة له إلى الخارج منذ أربع سنوات، علمًا بأنه قد زار روسيا في عام 2019م عبر القطار حيث التقى بـ "بوتين" في "فلاديفوستوك".
ويرتبط البلدان بعلاقات وثيقة منذ إنشاء كوريا الشمالية عام 1848م إبان عهد الاتحاد السوفيتي السابق، الذي بانهياره تعرضت كوريا الشمالية لصعوبات اقتصادية جمة امتدت لسنوات، ساعد "بوتين" على حلها بعدة طرق، لعل من ابرزها إسقاط روسيا لمعظم ديون حليفتها في عام 2012م.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
كاتبة روسية: ترامب لن يعاقب روسيا لأنه يحتاج لمساعدة بوتين
اعتبرت الكاتبة ليوبوف ستيبوشوفا في تقرير نشرته "برافدا" الروسية أن ما تروج له بعض وسائل الإعلام العالمية بشأن استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض عقوبات جديدة على روسيا واستئناف تقديم الدعم لأوكرانيا مجرد افتراضات لا تستند إلى معطيات واقعية.
وقالت الكاتبة إن السبب في ذلك لا يعود إلى موقف ترامب من روسيا، بل إلى موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه هو من يساعد ترامب وليس العكس، على حد تعبيرها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برلماني سابق: هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون في فرنساlist 2 of 2صحيفة بريطانية: رفع قيود الغرب على استخدام أوكرانيا أسلحته ضد روسياend of listوأضافت أن بوتين ليس هو من "يلعب دور الضحية" أمام ترامب، بل إن الرئيس الأميركي هو من يخشى أن يتحوّل ضحية، ومن مصلحة بوتين أن يمد له يد العون.
ثقة الكرملين
ونقلت الكاتبة عن شبكة "سي إن إن" الأميركية قولها إن الفرص المتضائلة للتوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق سلام في المستقبل القريب في أوكرانيا تعتمد على ما إذا كان ترامب سيجد في نفسه القوة ليدعم هجماته الكلامية ضد نظيره الروسي بخطوات عملية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وترى الشبكة أن الكرملين يراهن على عدم حدوث مثل هذه العقوبات، وهو ما تعكسه تصريحات المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، حيث قال إن شعور ترامب بالإحباط إزاء تصاعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا هو مؤشر "إجهاد عاطفي".
إعلان خصوم ترامبوتعتقد الكاتبة، بعيدا عن حرب أوكرانيا، لأن الخصم الأول لترامب ليست روسيا، ولا حتى الصين، بل الديمقراطيون في الولايات المتحدة، الذين يسعون للحفاظ على مواقعهم في النظام العالمي، معتمدين على حلفائهم الأوروبيين.
وحسب رأيها، فإن الديمقراطيين يُجيدون التفاوض مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي صرّح خلال منتدى دافوس عام 2017، عقب فوز ترامب بولايته الأولى، بأن العولمة "شيء جيد".
وقد رأى فيه كثير من الليبراليين حينذاك "زعيما" جديدا للعولمة، ودعوا إلى أن تحل الصين محل الولايات المتحدة في قيادة النظام الدولي، ولا يزالون يطمحون إليه حتى اليوم، وفقا للكاتبة.
انكفاء ترامب
في المقابل، انسحب ترامب من عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، ومنتدى دافوس.
كما قام بتقويض الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تُعد من أهم أدوات العولمة، وشنّ حملة على المتحولين جنسيا في قطاعي التعليم والأمن، وفرض رسوما جمركية أضعفت الروابط العابرة للحدود التي كانت تُسهم في انتشار رؤوس الأموال الأميركية عالميا، ومن المتوقع أن ينسحب من حلف الناتو قبل انتهاء ولايته الحالية، تضيف الكاتبة.
وتوضح ستيبوشوفا أن فترة حكم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما شهدت نقل الصناعات الأميركية إلى الصين، مما أدى إلى تخلف الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيات الحديثة والتجارة والتحالفات، ولم تحقق مكاسب اقتصادية إلا من خلال الإقراض بالدولار.
ومن وجهة نظرها، فإن الاعتماد على الدولار كعملة احتياطية عالمية وعلى مخزون الأسلحة النووية لم يعد كافيا للولايات المتحدة من أجل الهيمنة على العالم، ما دفع النخبة الحاكمة إلى التركيز على تنمية الاقتصاد المحلي تجنبا للانهيار.
إعلان حاجة ترامب لبوتينتتابع الكاتبة أن فرض العقوبات على روسيا ليس من أولويات ترامب، بل إن ما يشغله في المقام الأول هم انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث يُعاد انتخاب ثلث أعضاء مجلس النواب كل عامين.
وفي حال نجاح الحزب الديمقراطي في الفوز بأغلبية المقاعد، سوف يبدأ الديمقراطيون -وفقا للكاتبة- بشن موجة جديدة من الدعاوى القضائية ضد ترامب.
وقد تراوحت هذه القضايا بين الطعن في قانونية عمليات الإقالة وبين الاتهامات بالخيانة. وحتى اليوم، بلغ عدد هذه القضايا 177 قضية على الأقل.
وأضافت أن ترامب يحاول في الوقت الحالي توجيه ضربة قاضية لخصومه في الداخل برفع دعوى قضائية يتهم فيها إدارة جو بايدن بأنها غير دستورية، حيث كان المستشارون يديرون البلاد في ظل عجز الرئيس السابق عن القيام بمهامه.
روسيا داعمة لترامبوفي الأثناء، تبرز روسيا -على حد تعبيرها- كطرف داعم لترامب في مواجهة أنصار العولمة، وهو ما قد يؤدي إلى إبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، أو على الأقل التوصل إلى هدنة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
واعتبرت أن التقارب الروسي الأميركي قد يفتح المجال أيضا أمام مشاريع واعدة للشركات الأميركية في روسيا، وإلى ضمان توازن المصالح مع دول الجنوب العالمي.
وختمت الكاتبة بأنه من المستبعد في ظل الظروف الراهنة أن تفرض الولايات المتحدة أي عقوبات على روسيا، ومن المرجح أن تنفذ واشنطن وعودها بالانسحاب من أوكرانيا.