المقترحات التي يحملها رسول بايدن، الصهيوني بلينكن في جولاته المتكررة، إلى المنطقة وما يروج له، من خطط ومبادرات رئيسه المجرم لما يسميه وقف الحرب في غزة، ظاهرها الوساطة وعمل الخير، وباطنها العذاب والإرهاب والتمادي بشراكته في الجريمة بذبح شعب أعزل، من الوريد إلى الوريد.
– بلينكن، قاتل أنيق يظهر بثياب جميلة، وربطة عنق مميزة وبابتسامة جذلى، وهو يتنقّل بين العواصم العربية، ويلتقي اتباعه من حكام تلك الانظمة الخانعة، لكنه لا يستطيع مهما حاول التحلي باللياقة وقواعد الدبلوماسية، بحكم موقعه في السياسة الأمريكية كوزير للخارجية، أن يلعب دور الوسيط النزيه ولو بشكل صوري، ولطالما تغلبت عليه نفسه الخبيثة، وما تنطوي عليه، من اللؤم والإرهاب والإجرام ونزعات الشر الكامنة في أعماقه، فيطلق العنان للسانه، فتقيأ في تصريحاته ما يظهر كل ما يبطنه، من أسرار وما يبيّت من خبايا.
– كل ما تقوم به أمريكا، وما يقدمه مسؤولوها -من بايدن إلى أصغر موظف في طاقمه الرئاسي- من مبادرات ومساع في إطار العدوان الصهيوني المستمر، على قطاع غزة ومسلسل جرائم الإبادة الشاملة بحق الشعب الفلسطيني، لا يعدو كونه محاولات لتبييض تلك المجازر، والعمل الدؤوب لشيطنة المقاومة، من خلال التخرصات المستمرة، بأن قادة المقاومة الفلسطينية هم من يقفون حجر عثرة، أمام جهود وقف الحرب، والقول الدائم أن نتنياهو وزملاءه في قادة الكيان ما هم إلّا حمائم سلام، وعناوين للحضارة والمدنية والإنسانية، ومناضلون من اجل الحرية ومكافحة الإرهاب والشر، وفرسان يحاولون إزالة الحواجز والعراقيل، أمام جهود إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام ووئام، إلى آخر ما تتشدق به أمريكا في هذا الشأن منذ أمد بعيد.
– لم يعد يخفى على أحد، أن جهود بلينكن وإدارته، لا تهدف إلى وقف الحرب، ووضع حد لمعاناة ملايين الفلسطينيين الجوعى والجرحى والمشردين، وسط جحيم صواريخ أمريكا وقنابلها الذكية والبليدة كما يزعمون، وإنما لرأب الصدع والتباينات التي تطرأ بين قيادات الكيان، ليتمكن القتلة، بكل أريحية من مواصلة جرائم الإبادة الشاملة في غزة، وتهجير من بقي أحياء منهم قسريا، وكذلك لطمأنة حكومة الاحتلال، باستمرار تدفق سلاح القتل والدمار إليها، دون عوائق أو عراقيل كما يُشاع من حين لآخر، وتطمين سفاحي تل أبيب، أن مؤسسات العدالة الدولية المهتمة بتحقيق شيء من الإنصاف للضحايا المدنيين في فلسطين، هي من ستتعرض للعقوبات والمحاكمات والملاحقات القضائية، إلى جانب تشجيع نتنياهو وجيشه المنهزم في غزة، على خوض حرب عدوانية واسعة النطاق ضد المقاومة الإسلامية في لبنان، وتأكيد التزام واشنطن بتقديم الدعم الكامل للمعتدي في عدوانه المنتظر على حزب الله، دون سقف معين أو اشتراطات أو خطوط حمراء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
اهتمت صحف عالمية بالتطورات المتلاحقة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل تقارير متزايدة تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وحاولت مجلة إيكونوميست البريطانية تفسير "أسباب فشل إسرائيل في تحقيق نصر في غزة، في وقت انتصرت فيه على إيران وحزب الله بسرعة ووضوح رغم أن قوتهما أكبر".
وذكرت المجلة في تحليلها أن إسرائيل تعاني من غموض أهدافها في غزة، وباتت عاجزة حتى عن تحديد شكل نهاية الحرب.
ووفق المجلة، فإن الحرب "قد تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن، ولن ينتهي بوقف إطلاق نار".
ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا.
وكثفت فصائل المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبيه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
بدورها، خصصت لوتون السويسرية افتتاحيتها لمراكز توزيع المساعدات في غزة وما تشهده من قتل دائم للفلسطينيين، مستندة إلى تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن أهم ما يميّز هذا التحقيق أنه منح الكلمة لجنود مارسوا القتل في نقاط التوزيع بشكل ممنهج ومتعمد في غياب أي خطر عليهم، واصفة غزة بأنها أصبحت منطقة "لا قيمة فيها لحياة الناس، وفضاء موازيا لا قانون فيه ولا يهم أحدا".
بدوره، وصف أحمد النجار، وهو كاتب ومؤلف من غزة، تفاصيل قصف إسرائيلي أودى بحياة ابنة أخيه (6 أعوام) وابن أخته (16 عاما) وآخرين في مقال بصحيفة غارديان البريطانية.
إعلانوحسب النجار، فإن جوري وعلي كانا فقط يجلسان في الخارج هربا من حرارة خيمة النزوح، عندما مزقت قذيفة جسديهما إلى نصفين، حقيقة لا مجازا.
ومع ذلك -يضيف الكاتب بحسرة- لم تذكرهما الأخبار، ولم يُغضب موتهما أحدا، ولم تُضأ لهما الشموع.
حرب إسرائيل وإيرانوفي وقت وضعت فيه حرب الصواريخ والمسيّرات بين إسرائيل وإيران أوزارها، قالت لوفيغارو الفرنسية إن حربا أخرى تستمر بينهما في الخفاء، وسمتها "حرب الجواسيس".
ويكشف ما يتسرب من جهازي الشرطة والأمن الداخلي في إسرائيل عن جهود إيرانية حثيثة لتجنيد عملاء واختراق المجتمع الإسرائيلي، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى حملة اعتقالات لشبان إسرائيليين بشبهة التعاون مع إيران.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت وجود اعتقالات داخل إسرائيل تستهدف مشتبها بتعاونهم مع إيران.
وكشفت الصحيفة عن اعتقال إسرائيلي لدى نزوله بمطار بن غوريون في تل أبيب للاشتباه في تجسسه لمصلحة إيران طوال العام ونصف العام الماضيين، لافتة إلى أن هذا الاعتقال يرفع عدد الموقوفين خلال اليومين الماضيين إلى 6 أشخاص.
وفي ملف آخر، كشفت حربا أوكرانيا وإسرائيل أن التكنولوجيا الدقيقة ضرورية لتحقيق التفوق، لكنه يحتاج أيضا إلى الأدوات القديمة وأبرزها الإنسان، حسب مقال في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
ورأى المقال أن تجارب أوكرانيا وإسرائيل يجب أن تكون جرس إنذار للدول الغربية، إذ إن الحروب المقبلة لا تُحسَم فقط بالتقنيات العلمية، بل بالجيوش التي تعرف استعمال هذه التقنيات والمزج بينها.