24 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني
محمد توفيق علاوي
لا يوجد أي خلاف بين المسلمين بجميع طوائفهم بخطبة الغدير التي اجمع عليها المسلمون، الشيعة بلا استثناء والسنة ايضاً بلا استثناء حيث ذكره البخاري ومسلم والعشرات غيرهم من الصحابة والتابعين والعلماء في مختلف العصور، فحادثة الغدير متفق عليها ولكن الاختلاف في تفسيرها، فالشيعة يستدلون على خلافة علي ابن ابي طالب عليه السلام والسنة يستدلون على وجوب محبة علي ابن ابي طالب عليه السلام، لذلك فالمطلوب منا كمسلمين الالتزام بالمشتركات والابتعاد عما يفرق المسلمين، فالخلافات بين المسلمين من جهة واليهود والنصارى من جهة أخرى تفوق بآلاف المرات الخلافات بين الشيعة والسنة، ولكن الله امرنا عند تحاورنا مع اليهود والنصارى ان نغض الطرف عن الخلافات ونؤكد على المشتركات في قوله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ )، هذا بالنسبة للتعامل مع اهل الكتاب من اليهود والنصارى، اما السعي للترويج على الخلافات بين الشيعة والسنة فقد هدد الله المسلمين من ترويج هذه الخلافات واخرجهم الله عن دين رسول الله صلى الله عليه وآله وعن ملة الإسلام ان تبنوا هذا المنهج في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)، فالشيعي الذي يروج لهذه الخلافات فانه لا يخرج عن مذهب التشيع فحسب بل يخرج عن دين رسول الله صلى الله عليه وآله أي عن الإسلام بالنص القرآني وهكذا الامر بالنسبة للسنة….
ان اكثر شخص مستوعب لهذه الحقائق في يومنا الحالي هو آية الله السيد السيستاني اعزه الله فقد سمعتها منه مباشرةً في احدى زياراتي له حينما قال (لا تقولوا إخواننا السنة، بل السنة هم انفسنا)
ان المخططات الصهيونية في المنطقة تسعى الى تمزيق المسلمين وإشعالها حرباً طائفية بين الشيعة والسنة وتمزيق المنطقة الى دويلات قائمة على أسس طائفية كما هو حاصل الآن في سوريا وكما حصل سابقاً في فتنة داعش في العراق ولكن ولله الحمد تم وأؤدها بهمة بعض المخلصين من الطرفين وبالذات آية الله السيستاني وبعض القيادات الواعية من الطرفين….
واني من هذا المنبر ادعوا الشيعة والسنة الى تبني تسميات تجمعنا كيوم (اكمال الدين واتمام النعمة) حيث نزل قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) بعد خطبة الغدير مباشرةً، وهذه الآية وهذا اليوم يستحق الاحتفال ويستحق ان يكون عيداً للمسلمين اجمعهم شيعة وسنة فهو من اعظم الأيام التي اكمل الله لنا ديننا واتم علينا نعمته وارتضى لنا الإسلام ديناً وبالنص القرآني.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الشیعة والسنة
إقرأ أيضاً:
عقيل: أمريكا قررت توحيد الصف العسكري غرب البلاد تحت قيادة الدبيبة
قال رئيس حزب الائتلاف الجمهوري، عز الدين عقيل، إن اشتباكات طرابلس تُظهر أن ليبيا رهينة لواشنطن ولندن، خاصة بعد الفضيحة التي استخدمتها وزارة الدفاع في بيانها، والتي قالت فيها إنها تفاجئت بهذه التحركات، مشيرا إلى أن ما يجري في ليبيا يُظهر أن ما يجري كله في إطار حروب الوكالة، حتى الحكومة نفسها لا تعلم ماذا يحدث.
في مقابلة له عبر قناة العربية الحدث، اعتبر أن واشنطن تمارس سياسة إنهاك الدولة الليبية منذ 2011، وتسعى حاليًا لتوحيد الجبهة العسكرية في المنطقة الغربية مع الدبيبة في مواجهة الجبهة العسكرية الموالية للمشير حفتر في الشرق، ضمن ما أسمته واشنطن بالمخطط للحل.
وتابع قائلًا “سنشهد قريبًا المزيد من هذه الصراعات، وسيتم إشعال النار بين الأهالي وترويع المواطنين الآمنين، وتمت تصفية الككلي في دقائق وتفكيك ميليشياته ونهب أمواله في ساعات قليلة بدعم أمريكي كامل للدبيبة، ويبدو أن واشنطن تريد تكرار هذه العمليات”.
ولفت إلى أن قبل أيام من اغتيال الككلي أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالاً مع أردوغان وخرج قائلاً إنه اتفق مع تركيا على حل في ليبيا، وبعدها بأيام جرى ما جرى بالبلاد.
وأوضح أن كل صراعات المليشيات حاليًا هي صناعة خارجية، فكل دولة تسعى لتحقيق مصالح ما تستعين بالمليشيا الموالية لها، لتحقيق هذه المآرب.
وأردف قائلًا “ليبيا محكومة من الخارج، ولا شيء يتحرك دون أوامر سفارتي واشنطن ولندن، وهم لا يريدون إلا شخصيات طائعة لا تفعل إلا الموافقة على الأوامر” وفق تعبيره.