بوابة الوفد:
2025-12-13@03:00:05 GMT

الموت فى تأشيرة الزيارة

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

قال تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ، ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) (آل عمران الآية 97) هكذا فرض الله الحج كركن أساسى من اركان الاسلام الخمسة، وقرنه بمن استطاع إليه سبيلا بقدرة مالية وصحة بدنية. 
ورغم هذا تناسى البعض تلك التعليمات الإلهية تحت وطأة الشوق لزيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج، فلجأوا إلى السماسرة من خلال الشركات الوهمية التى تمنح تاشيرات زيارة للأراضى المقدسه برسوم مخفضة طمعًا فى أداء المناسك، بعد أن بلغت تكلفة الحج النظامية اكثر من 400 الف جنيه.


وأمام اقبال المشتاقين للحج قامت بعض شركات السياحة بمنح تاشيرات الزيارة، الى العديد من المصريين مثلما نجحت فى المواسم الماضية مع اعداد محدودة، لكنها توسعت هذا الموسم طمعا فى الربح الكبير ومنحت عشرات الالاف من تلك التاشيرات، على امل ان تفتح السلطات السعودية ابواب المناسك امام حامليها فى اللحظات الأخيرة.
وهكذا توافدت اعداد غفيرة من اصحاب هذه التاشيرات على مكة ، قبل توقيت الحج باسابيع ، واحتلوا جميع البنايات والفنادق القريبة من الحرم المكى، على امل تصعيدهم مع الحجيج الرسمى عند بداية المشاعر، ولكن خاب ظنهم امام تحذير السلطات السعودية (انه لا حج دون ترخيص)، وكذلك حذرت غرفة السياحة المصرية من تاشيرات الزيارة خوفا من وقوع ما حدث من ملاحقات ومضايقات ووفيات بعشرات الالاف، كان نصيب المصريين منها 65% على الأقل، إلى جانب مئات المفقودين والمصابين بضربات الشمس لعدم توافر
وسائل انتقال لهم، وقيامهم بالسير على الاقدام عدة 8 كيلو مترات تحت حرارة شديدة، أفقدتهم الوعى والقدرة على اداء المناسك.
والأمر هكذا فقد وجهت القيادة  السياسية بتشكيل خلية أزمة، لمتابعة وفاة الحجاج والتنسيق مع السلطات السعودية لتسليم جثامين المتوفين، وتقديم الدعم المالى لاسر الضحايا بعد كشف الشركات المتسببة فى وفاتهم. 
ولكن من المسئول من البداية عن خروج اكثر من 200 الف حاج مصرى بتأشيرات خاصة أو زيارة. بينما الحج النظامى لم يتجاوز هذا العام 50 الفًا و172 حاجا، لم يمت منهم سوى 28 حاجا فقط!
والسؤال ايضا: هل كان لعدم تنفيذ الحصة الرسمية المصرية للحج بالكامل والتى لا تقل عن 100 الف حاج، سبب مباشر فى الاتجاه إلى الشركات الوهمية ، التى تبيع برامج الحج دون تأمين للإقامة أو الاعاشة او الانتقال، حتى عاشوا اياما عصيبة قبل وقفة عرفات من اقامة جبرية شبه محبوسين فى مسكنهم.، الذى وضعتهم فيه الشركة ، مهددين بين الحين والاخر باقتحام سكنهم وطردهم خارج مكة ليعودوا اليها عبر الدروب والصحارى بتكلفة لا تقل عن ألفى جنيه لكل حاج ! 
صحيح ان الحكومة تحركت لحصر الشركات المخالفة والتى تزيد علي 100 شركة ، تم سحب تراخيص 16 شركة من بينها، مع فتح تحقيقات موسعة لاحالة المسئولين عنها الى النيابة ، والاستيلاء على اموالها لتعويض الضحايا ، ولكن حتى لا يتكرر ما حدث لابد من وضع معايير صارمة لتاشيرات الزيارة قبل ان تتحول الى تصريح بالموت للحجاج ، كما حدث خلال هذا الموسم مع ضبط الشركات التى تتلاعب بتلك التأشيرات فى غيبة رقابة وزارة السياحة!
يبقى السؤال: لماذا لا يتم وقف اصدار هذه التاشيرات قبل بدء موسم الحج ، واذا كانت ضرورة فلماذا لا يتم تقنينها مع السلطات السعودية من خلال برامج حج اقل تكلفة تناسب الامكانيات المادية لغير القادرين تحت اشراف جهات نظامية، حتى نضمن أداء الحج بطريقة آمنة بعيدا عن وقوع الالاف من الضحايا بسبب تلك التاشيرات، التى تعد تصريحا بموت الحجيج كما حدث هذا العام، ولا عزاء لأسر الضحايا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السلطات السعودية شركات السياحة وزارة السياحة السلطات السعودیة

إقرأ أيضاً:

ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً

تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية 

 

فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة  بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار. 
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».

 

مقالات مشابهة

  • قارب المهاجرين باليونان| غرق وفقدان 32 شخصا.. وغالبية الضحايا من مصر والسودان
  • ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
  • الإمارات تدعم المغرب بعد انهيار بنايتين بفاس وتواسي الضحايا
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • آلاف الضحايا.. دراسة تكشف عن أسباب تفاقم الفيضانات الشديدة في آسيا
  • عندما يقصى الضحايا.. لا معنى لأي حوار في ليبيا
  • غزة الأكثر بعدد الصحفيين الضحايا حول العالم في 2025 (إنفوغراف)
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستقبل النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث نتائج الزيارة ومستقبل العلاقات الاستراتيجية مع البنك
  • غرفة الشركات: النفي الحكومي لتطبيق زيادة رسوم تأشيرة الدخول قطع الطريق على الشائعات
  • رزان مغربي تواجه الموت بعينيها.. كيف نجت من حادثة سقف الفندق الصادمة؟