40 % من الصوماليين بحاجة لمساعدات إنسانية بفعل اضطرابات السياسة وصدمات المناخ
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
دينا محمود (مقديشو، لندن)
مشهد قاتم رسمته بيانات أممية حديثة، بشأن الوضع الإنساني المتردي في الصومال، على وقع استمرار التوترات السياسية والانعدام الكبير للأمن في أراضيه، وما يترتب على ذلك من أزمات اقتصادية ومعيشية، تفاقم منها الصدمات المناخية التي يتعرض لها هذا البلد، بما تشمله من موجات جفاف شديدة الوطأة وفيضانات مفاجئة ومدمرة.
وكشفت البيانات، التي أُعِدَت بعد نهاية الربع الأول من العام الجاري، النقاب عن أن هذه المجموعات المتضافرة من الأزمات، تجعل ما يشارف 6.9 مليون صومالي، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وهو ما يزيد على 39% من سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 17.6 مليون نسمة.
وبحسب البيانات، التي تضمنها تقرير نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعاني قرابة 4.3 مليون شخص في الصومال من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، وذلك في وقت لا تزال فيه معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة مرتفعة، إلى حد أنها طالت خلال الصيف الماضي، ما يقرب من مليونيْ طفل.
ووفقا للتقرير، الذي نُشِرَ على موقع «ريليف ويب» الإلكتروني التابع للأمم المتحدة، يواصل معدل النزوح الداخلي ارتفاعه في الصومال، جراء التأثيرات الكارثية للتغير المناخي والأزمات السياسية والأمنية سواء بسواء، ما قاد إلى أن يبلغ إجمالي عدد النازحين هناك، ما يقرب من 3.86 مليون شخص.
ومنذ مطلع العام الجاري، وصل عدد النازحين في الصومال، إلى ما يُقَدَّر بـ 140 ألف شخص، نزح 52 ألفاً تقريبا منهم في شهر إبريل الماضي وحده، وفقا للمفوضية الأممية.
وعلى رأس الأسباب التي حدت بهؤلاء الأشخاص للسير على درب النزوح، الفيضانات التي ضربت أنحاء مختلفة من الصومال على مدار الشهور القليلة الماضية، ونزح جراءها 63% ممن تركوا ديارهم في إبريل، بجانب الاضطرابات الأمنية، التي أفضت لأن يترك 27% من إجمالي النازحين خلال ذلك الشهر، قراهم وبلداتهم متوجهين إلى مناطق صومالية أخرى.
كان إقليم جوبا السفلى، الواقع في جنوبي الصومال والمطل على المحيط الهندي، مسرحاً للجانب الأكبر من حالات النزوح، إذ شهدت تلك المنطقة الثرية بالموارد الطبيعية، تسجيل 63% من حركة النازحين، ممن كان الغذاء والماء والمأوى، في مقدمة احتياجاتهم.
وتحذر الوكالات الإغاثية الدولية والمحلية، من أن النساء والأطفال، يشكلون 80% على الأقل من إجمالي النازحين في الصومال، وذلك في وقت تشير فيه البيانات، إلى أن تلك الشريحة المجتمعية تحديدا، تواجه مخاطر متزايدة تهدد حياة أفرادها، أو تجعلهم عرضة لانتهاكات جسيمة.
وسبق أن أشارت تقديرات دولية، إلى أن نحو نصف النازحين في الصومال منذ يناير 2021، اضطروا للجوء إلى هذا الخيار، بفعل موجة الجفاف غير المسبوقة المتواصلة هناك بفعل عدة مواسم متتالية من شُح الأمطار. كما تحذر وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، من أن المشكلات الأمنية، خاصة في المناطق الصومالية الخاضعة لسيطرة تنظيمات إرهابية، لا تزال تعرقل إيصال الدعم الإغاثي، لملايين من المحتاجين إليه.
في الوقت ذاته، تتفاقم التهديدات التي تواجه مواطني الصومال واللاجئين إلى هذا البلد، على ضوء أزمة الميزانية التي تعاني منها منظمات الإغاثة العاملة هناك.
فبحسب التقرير الأخير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ثمة حاجة لقرابة 177 مليون دولار أميركي لتمويل الأنشطة الإنسانية في الصومال، خلال العام الجاري.
ولكن التقرير يشير إلى أن ما تم توفيره من هذا المبلغ حتى الآن، لم يتجاوز 11% منه. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصومال مساعدات إنسانية للأمم المتحدة فی الصومال إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدبولي: مصر ندعو منظمات الأمم المتحدة لدعم اضطرابات سلاسل الغذاء في غزة والسودان
دعا الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، منظمات الأمم المتحدة لدعم الدول والمجتمعات التي تتعرض لاضطرابات حادة في سلاسل الغذاء وفي مقدمتها غزة والسودان
وقال خلال كلمته بفعاليات المؤتمر السنوي لممثلي المكاتب الإقليمية والقطرية لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»: «إن مصر تحرص على دعم الأمن الغذائي العربي والأفريقي، مشيرا إلى أن استضافة مصر لهذا المؤتمر يعكس التزام الدولة المصرية الراسخ بدعم المنظمة ودورها المحوري في تعزيز الأمن الغذائي في العالم».
وأضاف: «مصر تتوسع في البرامج التي تستهدف تحقيق الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن مصر لديها تاريخ طويل من التعاون مع منظمة الفاو»، متابعا:« الدولة المصرية تؤمن أن التكامل الإقليمي السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجهها النظم الغذائية».
ومن جانبه، أكد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» على سعيهم لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة على توسيع مشاركة القطاع الخاص، مشيرا إلى أن الغذاء حق أساسي لتحقيق الاستقرار
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» إن مصر دعمت جهود المنظمة في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا:«نعمل على مواجهة التحديات التي المنظمة».
وأشار إلى أن هناك الملايين حول العالم يواجهون الجوع، مشددا على أن شعوب العالم تعاني من عدم المساواة في الحصول على الغذاء
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين المؤتمر السنوي لممثلي المكاتب الإقليمية والقطرية لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» بأحد فنادق العاصمة الجديدة.
اقرأ أيضاًمدبولي: استضافة مؤتمر الفاو تعكس التزام مصر بدعم الأمن الغذائي العالمي
المدير العام لـ الفاو: نسعى لتوسيع مشاركة القطاع الخاص في دعم جهود المنظمة