مقاولات دولية بمعاول انقلابية
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بين أيدينا أنموذجا حياً لمقاولة دولية استثنائية يجري تنفيذها الآن في اقدم البلدان العربية. .
مقاولات ومشاريع لم يلتفت إليها عباقرة التحليل السياسي، وربما رفضوا الحديث عنها خوفا من الترحيل القسري وراء كوكب أورانوس، لكنك تجدها على ألسنة الدراويش والبهاليل (جمع بهلول)، ومن كان على شاكلتهم من المقتنعين جدا جدا بنظرية المؤامرة.
ربما تتذكرون تصريحات الدكتور محمود المشهداني عام 2020 عندما قال: (احنا أجينا للحكم مقاولين تفليش). والتفليش باللهجة العراقية هو: التهديم والتحطيم والتخريب ونسف البنى التحتية. .
فعلى الصعيد العربي. تبدأ المقاولة بجلسة سرية تعقدها البلدان الكبرى (دول الاستعمار القديم) لاختيار كومبارس أو طرطور بمواصفات معينة. يجري تدريبه وتأهيله وترويضه على أيديهم، ثم يهيئون له الأجواء للاستحواذ على السلطة في بلاده. تبدأ مراحل التنفيذ بعد نجاح مضخات التسقيط في زعزعة الامن والاستقرار، وإثارة الفوضى في عموم البلاد. تمهيدا للإطاحة بالحكومة، ومن ثم التحول إلى مرحلة انتقالية مدروسة يتزعمها هذا الكومبارس، الذي يخرج فجأة من القمقم ليتولى السلطة المؤقتة، تأتي بعدها دكتاتورية طويلة الأمد. تقتصر فيها مهمة الدكتاتور الجديد على تفكيك البلد، وتقسيمه وتجويعه وإفقاره، وتهديم مؤسساته التعليمية والصحية والخدمية والإنتاجية. وإضعاف مؤسساته الحربية، وتأتي المفاجأة الكبرى عندما يتنازل عن حدود بلاده ومنافذها البرية والجوية والبحرية. .
لسنا مغالين إذا قلنا ان ما حصل في مصر بعد الانقلاب على الزعيم المنتخب (مرسي) هو صورة من صور المقاولات، التي تنازلت فيها الدولة عن حقولها الغنية بالغاز لمصلحة اسرائيل، كانت هي التي تصدر اليها الغاز فأصبحت تستورده منها. ثم تنازلت مصر عن حقوقها في نهر النيل، وعن ارباحها المضمونة في قناة السويس. وباعت موانئها وسواحلها ومعاملها الإنتاجية، وتنازلت عن مياهها الإقليمية والدولية لقبرص واليونان بضمنها حقول النفط والغاز، وحوّلت جزيرة سيناء إلى إمارة مرشحة للانفصال والانسلاخ والاستقلال، يحكمها الآن شيخ المهربين (الضرغام العرجاني ابو عصام). .
ثم توجه الكومبارس نحو إغراق البلد بالديون والقروض، وزرع فكرة التراجع والانكماش والتقهقر في عقول الناس. وتجنيد الأبواق الرخيصة للقيام بمهام التلفيق والتزييف في فضائيات الصوت الواحد، ومطاردة المعارضة في الداخل والخارج. وفتح الجسور الجوية والبحرية لتمويل اعداء الامة، وبيع الآثار وإفراغ المتاحف والمكتبات من محتوياتها الثمينة. .
انظروا الآن إلى اوضاع بلدانكم التي تعيشون فيها، وحاولوا البحث عن المشاريع الخارجية المماثلة، ابحثوا عنها بعين فاحصة لكي تكشفوا الجوانب المخفية من تلك المقاولات التي يجري تنفيذها في أوطانكم. لا نريد ان نلهيكم بالتفاصيل، فقد بلغ السيل الزبى، وتوسعت رغبات الدكاكين السياسية لتفعيل منافعها وتعظيم مواردها. فالأرض العربية الممتدة من نواكشوط غربا إلى آخر الشوط شرقاً صارت مرتعاً ومسرحاً لكل المؤامرات والدسائس، حاولوا ان تفهموا الصورة بطريقتكم الخاصة، واعلموا اننا نقف الآن على شفا حفرة وعلى حافة الهاوية. .
فمن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى وأضلُّ سبيلا. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كمال ريان: الرئيس السيسي قال ما يعجز عنه الآخرون.. ومصر تقف في الصف الأول لنصرة فلسطين
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تمسك مصر بموقفها الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، مجددًا رفض القاهرة لأي دور سلبي تجاه الأشقاء في غزة، وأن “مصر تقوم بدور محترم وشريف لا يتغير ولن يتغير”.
وخلال كلمته في خطاب متلفز، وجه الرئيس نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الدول العربية؛ لحشد الجهود من أجل وقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
كما توجه بنداء شخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيًا إياه لاستثمار نفوذه من أجل إيقاف الحرب، قائلًا: “أقدر الرئيس ترامب شخصيًا.. وهو قادر على تحقيق ذلك، وحان الوقت الآن”.
كمال ريان: كلمة الرئيس جاءت من القلب.. ومصر لم تتأخر يومًا عن دعم فلسطين
قال الكاتب الصحفي كمال ريان، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن الوضع في قطاع غزة، كانت تلقائية صادقة، خرجت من القلب، ولم تكن مكتوبة مسبقًا، مما أتاح لها أن تعبر بصدق عن مشاعر كل مصري وعربي تجاه المأساة الإنسانية في غزة.
وأكد ريان، أن الرئيس وجه كلمته للعالم، وليس فقط للشعب المصري، حيث عبر عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج، بهدف دفع الفلسطينيين لترك أراضيهم.
وقال إن مصر كانت من أوائل الدول التي نبهت إلى خطورة هذه السياسات الإسرائيلية، كما أنها لم تتأخر يومًا في دعم الشعب الفلسطيني، لا سيما خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأكد أن موقف مصر من القضية الفلسطينية كان واضحًا منذ اللحظة الأولى للحرب، حيث دعت إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والعمل على تبادل المحتجزين، وهي المبادئ التي تمسكت بها القاهرة في كل المحافل الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القمة العربية الإسلامية.
وأضاف ريان أن مصر لم تكتف بالمناشدات، بل بذلت جهودًا كبيرة مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة إنسانية، وواصلت التنسيق بعد انتهائها من أجل الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وأكد أن الرئيس السيسي لم يترك مناسبة أو لقاء دوليًا دون أن يشدد على ضرورة إنهاء الحرب، ووقف سياسة التجويع، والسماح بدخول المساعدات، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط المصرية المستمرة ساهمت في تغيير مواقف العديد من القوى الدولية تجاه ما يحدث في غزة.
وقال إن مصر لم تغلق معبر رفح يومًا، كما أوضح الرئيس السيسي، بل إن العقبة كانت دائمًا من الجانب الآخر الخاضع لسيطرة الاحتلال، ورغم ذلك حرصت مصر على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، وقدمت أكثر من 70% من إجمالي ما دخل إلى القطاع منذ اندلاع الحرب.
وأكد ريان أن مصر تواصل الضغط والتواصل مع كل الأطراف الدولية، كما أن الرئيس السيسي لم يتوقف عن مناشدة قادة العالم، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة التدخل لوقف الحرب، وإنهاء المعاناة، والتوصل لحل شامل للقضية.
واختتم كمال ريان تصريحاته، بالتأكيد أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية؛ هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، وأن مصر تواصل الدفاع عن هذا المبدأ، عبر المطالبة بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتماشى مع الشرعية الدولية ويرفض محاولات التهجير والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.