الثورة نت:
2025-10-16@11:04:29 GMT

الانتصار لغزة عزة

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

 

 

أيةُ حياة تحلو وأي عيشٍ يطيبُ لحكام العرب والمسلمين كمساءَلين أمام الله وأمام شعوبهم وإنسانيتهم في المقدمة وشلالات الدماء تموج كالأمواج الهائجة في قطاع غزة!
أية حياة كريمة وأية عزة وَكرامة نتغنى بها وقد خذلنا ذلك القطاع الأعزل المهدّد كُـلّ سكانه بالانقراض والزوال، والذي يذبح أبناؤه بالسكاكين الإسرائيلية والأمريكية؛ فلا يكاد يمر يوم إلا وقد ارتكب المجرم الإسرائيلي مجزرة بشعة يروح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ؟
أي ضمائر نتكلم عنها وقد بدا الضمير العربي والإسلامي متنصلاً عن دمويته وإنسانيته ليقف متفرجاً، دون أن يحرك ساكناً أو يتخذ موقفاً يعفيه عن المساءلة أمام الله!!
ماذا ينتظر حكام الشعوب العربية والإسلامية إزاء صمتهم وخنوعهم أن يقدم لهم الأمريكي الداعم والمساند والإسرائيلي المجرم وَالمباشر لعمليات الإجرام الوحشية اليومية والتي تبدو في غاية البشاعة والظلم بحق الفلسطينيين؟
وهل تعلق الآمال للمستقبل الذي يرجوه حكام العرب والإسلام الأجلاء على أمثال هؤلاء المجرمين؟
ألا تربطهم ولو بجزء بسيط من العلاقة بكتاب الله الذي يحذرهم من عدم الركون إلى الظالمين!! وهل هناك ظلم أبشع مما يعمله الظالمون في غزة؟
(وَلَا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَـمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أولياء ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)، (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).


ألا تثير ضمائركم مثل هذه الآيات وأنتم تعرجون على قراءتها، أم أنكم تعهدتم للأمريكان وأوليائهم وقطعتم لهم وعداً بهجر القرآن الكريم حتى لا يثيركم فتخسروا علاقاتكم مع رؤوس الإجرام وأئمة الكفر؟!
هَـا هو الشعب اليمني، وثلة من المجاهدين في دول محور المقاومة، أبوا إلا أن يكون لهم موقف تجاه العدوان الظالم والمستكبر على غزة، في الوقت الذي أظهرتم فيه عجزكم وتنصلكم وخوفكم على المجهول؛ باعتبَاركم تعرفونهم على حقيقتهم حق المعرفة بأنهم ظالمون ومستكبرون و… إلخ.
لُكم أن تستفيدوا من تجربة اليمن الذي استنهض إنسانيته وتحَرّك بإمْكَانيته وقدراته المحدودة مستمداً العون من الله بعد خروجه من حروب توالت عليه لحوالي عشر سنوات مضت، إلا أنه عزّ عليه أن يظل كما أنتم للأسف صامتاً وخانعاً!
بل إنه ارتدى رداء العزة والكرامة والحضور اللائق والمشرّف ليحضر بكل قواه في معركته المفصلية مع الشبح الأمريكي المتهاوية أركانه، والإسرائيلي الخاوية بنيانه على عروشها، في هزيمة ساحقة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور بإذن الله تعالى.
فلا تكترثوا أيها الحكام من هؤلاء الذين استطاعوا بخبثهم ومكرهم أن يحولوكم إلى عبيد لهم، واستيقظوا من سباتكم، واستنفروا جيوشكم الرابضة التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع!!
هلموا لننقض على أعداء الإسلام والقرآن والإنسان العربي والمسلم، لنبني حضارة الإسلام الرائدة بهدي القرآن وراية الجهاد الخفاقة في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا هو السبيل الأوحد والطريق الاضمن للخلاص والنجاة والسعادة والفوز في الدنيا والآخرة، ومن يطلب لنفسه العزةَ عليه أن يتحَرّك لدفع الظلم عن غزة، والله من وراء القصد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟

بعيدا عن لغة التصنيفات العلمية والأرقام وحتى الرموز الموثقة لكل جيل على حدا؛ دعونا نتبنى مقاربة مغايرة كليا تبدو عبثية في ظاهرها لكنها في العمق تختصر واقعا مريرا أفرزته الصرخة الآنية لجيل "زد" في المغرب. فحين انبرى الجميع للبحث عن الهوة العميقة بين الأجيال والعجز التام في فهم المتغيرات الحاصلة، حاول السواد الأعظم، لا سيما من فئة المثقفين و"النخبة" التي لا تقر ولا تعترف بالهزيمة وما زالت تصر على العيش في مستنقع الأوهام وتأبى الخروج من القوقعة ومغادرة برجها العاجي الذي بات مهترئا ومتآكلا؛ الركوب على الموجة والسعي للظهور في نقاشات "مجدية" لا سيما على تطبيق "الديسكورد"، مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام، لدرجة أن المخبرين (رغم حاجتهم الماسة لدورات محاربة الأمية الالكترونية) أيضا يكابدون الأمرّين من أجل نيل "شرف" اختراق مجموعات الشباب وتقفي آثارهم وأخبارهم، من خلال محاولة الانخراط بينهم وفك شفرة هذه الآلية المبهمة لدى الأجيال الأخرى.

إذن الكل في هرولة محمومة نحو سبر أغوار هذا الجيل وكأنهم يكتشفون للوهلة الاولى أن أبناءه كانوا يعيشون بيننا دون حسيب ولا رقيب، لكنني اليوم لن أتعمق في هذا الجدال الذي خضته في مقال سابق نشر قبل أيام قليلة فقط، وأنوي استكمال هذا الملف استنادا لمعطى مهم غائب أو مغيب لدى الكثير من المتابعين للشأن المغربي والشبابي خصوصا وهم من فرضوا حضورهم وأجبروا الكل على الانصياع والاعتراف بهم كقوة فاعلة لها نفوذها الخاص؛ غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بناء على تحركات جيل "زد" أو "زيد" التي عاينّاها قبل أيام ويحمل في طياته بعدا مفصليا ومحوريا في ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب حتى: فما هو الخطر المحدق بتحركات هذا الجيل؟ ولماذا الطامة الكبرى تكمن في أنه خطر داخلي ينمو في أحشائه من الأساس؟

جيل عمرو:

انطلاقا من الفئة التي تكتب "جيل زيد" فقد ارتأينا تسمية القوة البشرية المهددة لهبّة الجيل بأسره باسم مرادف في اللغة وهو "جيل عمرو"؛ فما الفرق بين الاثنين يا ترى؟

هما وللمفارقة المريرة ينتميان لنفس المرحلة العمرية ويتقاسمان نفس النشأة وحتى بعض الأحلام؛ لكن هناك من ارتطم بطريق وعر حتّم عليه سلك مسار منحرف، بينما الأول (أي جيل زيد) عبدت له الطرق أن يمضي في مسار شخصي ودراسي مرسوم بعناية فائقة ومحاط بظروف سليمة ورعاية في أعلى مستوى؛ توفر له كل مقومات الحياة الكريمة بل ومستقبلا مضبوطا ومهيّأ بالورقة والقلم دون منغصات، أما الثاني فيتقاسم معه نفس الهواء، غير أنه محاط بظروف اقتصادية واجتماعية معقدة؛ من مدرسة عمومية متهالكة إلى وسط موبوء بشتى أنواع الانحراف، ويملك قدرة هائلة على الجذب والاستقطاب، ويهوى ترديد شعارات "الحكرة" والإقصاء والتهميش، ويجد في مدرجات ملاعب كرة القدم على سبيل المثال المتنفس للصراخ وتبنّي مصطلحات تنضح حقدا وغضبا، وأقصى أحلامه تتلخص في قارب للهجرة السرية بحثا عن النعيم المفقود كما يتوهم.

هل هي نفس الصرخة؟

دعونا نقرب المعطيات أكثر، ونعود بالشريط لتاريخ 27 و28 من الشهر الماضي، حين باغت جيل "زد" الجميع وخرج للشوارع في المغرب، مطالبا بإصلاح قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، وقوبلت الهبة الشبابية برد أمني صارم أجج الغضب ومنح الفرصة للطرف الثاني الذي تحدثنا عنه؛ والذي لم يتوان عم "استغلال" الظرفية للكشف عما يعتمل في فؤاده من كبت وحقد تجاه مؤسسات الدولة. ومن هذا المنطلق رأينا مشاهد مؤسفة من عنف واستهداف للبنى التحتية ولرجال الأمن، وتحولت بعض المدن والضواحي المغربية لميادين قتال مشينة، ولا غرابة في رصد أنها جل المناطق التي تعاني من الانحراف والبطالة وتفشي الجريمة؛ فما الفرق بين الاثنين؟ وهل ينتمون لنفس البلد؟

هنا مربط الفرس والحقيقة المرة التي علينا مواجهتها بين جيل حظي بمستوى دراسي جيد ويتقن اللغات الأجنبية أكثر من لغة الضاد ومنفتح على العالم بشكل واضح؛ وآخر ضحية ظروف اجتماعية واقتصادية وحتى تربوية، والاثنين في سن متقاربة ولكن طريقتهما في التعبير مغايرة كليا؛ فالأول يعتمد الحوار ويعتبر الخروج للشارع حقا دستوريا أصيلا، لذلك تعامل باستغراب مع التدخلات الأمنية العنيفة، والثاني يرى في العنف والتخريب وسيلته الأمثل لإيصال سخطه على الدولة والمسؤولين؛ فهل يهدد الثاني المطالب الاجتماعية المشروعة والخطاب السياسي الناضج للأول؟

الجواب واضح في ما رأيناه في الأسبوع الماضي؛ ولهذا تفطن هؤلاء الشباب للموضوع وسارعوا لإيقاف وقفاتهم الاحتجاجية مؤقتا، والمؤكد أنهم مطالبون بدراسة جدية لكل خطواتهم كي لا يتم توظيفها تحت سياقات أخرى ستخدش الصورة الإيجابية التي أفرزوها، وأيضا المناخ الجديد الذي خلقوه بعد الفشل الذريع للأحزاب السياسية المتورطة في الفساد والريع والبحث عن الغنائم والأكل في كل الموائد.

ختاما، من المؤسف حقا أننا وصلنا لهذا "الفرز" المشين بين أبناء الجيل والبلد الواحد، لكنها في المحصلة نتيجة إهمال التعليم بالدرجة الأولى، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته..

مقالات مشابهة

  • «ديل تورو» يمنح «الإمارات إكس آر جي» الانتصار 95 هذا الموسم
  • من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟
  • الحاج حسن الإسكندراني.. المجذوب الذي فقد عقله نتيجة غدر الصحاب
  • مصادر: الأسير البرغوثي فقُد الوعي إثر الاعتداء عليه وكسرت 4 من أضلاعه
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
  • "سيد المسكين" الترند المجني عليه على صفحات التواصل الاجتماعي
  • استشهاد فلسطيني بعد الاعتداء عليه برام الله
  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (2 من 3)
  • نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ