السقوط المخيف.. صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا، سلّطت فيه الضوء على تغطية الصحافة الأجنبية للنتائج الأولية في جولة الانتخابات التشريعية الفرنسية، حيث أكّدت الصحف الأجنبية، نهاية عهد الرّئيس ماكرون، وتوقّعت حصول انقلاب تاريخي في البلاد، مُستعرضة ردود الفعل الدولية على النّتائج والتوقعات بشأن تشكيل الحكومة المقبلة في فرنسا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الصحافة الأجنبية تفاعلت بقلق مع نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي تضع اليمين المتطرف على أبواب السلطة. متابعة: "غالبا ما تكون المقالات الافتتاحية قاسية تجاه إيمانويل ماكرون "مهندس" الانقلاب الذي لم تسر الأمور بعده كما خطّط".
كذلك، أظهرت الافتتاحيات التي نُشرت، الإثنين الفاتح من تموز/ يوليو، في أوروبا والولايات المتحدة وأيضا في أفريقيا والعالم العربي، تخوّفا من زعزعة استقرار فرنسا وتآكل هيبتها، مصحوبًا بأزمة حكم، وترقّب تأثير هذه الاضطرابات المحتملة على الساحة الدولية.
"الديمقراطية الفرنسية تتحدث وتثير الرعب"، هكذا كتبت صحيفة "لوتون" السويسرية اليومية، في افتتاحيتها على صفحتها الأولى، موضّحة أنه مع صعود حزب اليمين المتطرف تبتعد فرنسا عن المبادئ الجمهورية.
بالنسبة لهذه الصحيفة، فإن انتصار حزب التجمع الوطني يعد بمثابة "دوار للديمقراطية قد يؤدي إلى أكثر ما يخشاه بعض الديمقراطيين". وبالنسبة لصحيفة "بليك" اليومية السويسرية الناطقة بالألمانية، فإن "فرنسا نجحت للتو في ترسيخ نفسها ديمقراطيا، ولكن بشكل مستدام، في فترة من الاضطراب وعدم اليقين، وهو وضع لا يتناسب مع نهوضها".
من جانبها، لم تكن الصحافة البلجيكية أقل حدّة. وفي إشارة إلى "تصويت بازوكا"، كتبت صحيفة "لو سوار" اليومية أنه "من خلال انقلاب كامل للقيم والمثل العليا، قرّر الشباب والعمال والخريجون والنساء والرجال على حد سواء أن الأمل، اليوم في فرنسا، يتجسّد من خلال حزب عنصري. (...) يشير فقدان المصداقية هذا إلى أن الرئيس، إيمانويل ماكرون، لم يحمِ بلاده حقّا من اليمين المتطرف، بل أضفى عليه الشرعية من خلال التخلّي عن صناديق الاقتراع له.
نفس التشخيص ورد في أعمدة صحيفة "لا ليبر بلجيك"، التي كتبت "السقوط المخيف في المجهول"، وتشير إلى مسؤولية رئيس الدولة، الذي كان "يحلم بنهضة مفاجئة، وتحوّل إلى نقطة انطلاق لليمين المتطرف".
"جمهورية جريحة"
تنقسم العناوين الرئيسية في الصحافة البريطانية، على صفحاتها الأولى، بين عودة جود بيلينجهام البهلوانية ضد سلوفاكيا، التي أنقذت المنتخب الوطني من الإقصاء في بطولة أوروبا لكرة القدم، وانتصار حزب التجمع الوطني. بالنسبة لصحيفة "التايمز"، وهي صحيفة تنتمي إلى يمين الوسط، فإن "اليمين الفرنسي أذل ماكرون".
من جانبها، نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" الأكثر تطرفا، عن مارين لوبان، قولها إنها "أزاحت ماكرون". في المقابل، تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، التي نقلت استوديوهاتها إلى مقهى باريسي لهذه المناسبة، عن وقوع "زلزال".
وفي ألمانيا، تشير الصحف إلى "نهاية عهد ماكرون"، على حد تعبير مجلة "دير شبيغل"، وتعرب عن قلقها من تداعيات وصول جوردان بارديلا المحتمل إلى ماتينيون على العلاقات مع فرنسا. أما بالنسبة لصحيفة "دي تسايت"، تشكّل الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية "لمحة عن المستقبل المظلم الذي ينتظرنا".
"لا يمكننا أن نستبعد أن ينهار الوسط في المستقبل القريب، وليس في فرنسا فقط، وأن يستفيد منه المتطرفون اليمينيون بشكل خاص. ربّما يكون هذا هو الاستنتاج الأكثر مرارة في مساء الانتخابات هذا" هكذا كتبت الصحيفة ذات التوجه المعتدل.
وفي الولايات المتحدة، تسلط صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على "المخاطرة التقديرية الهائلة، التي اتخذها الرئيس الفرنسي عندما راهن على أن النصر الأخير الذي حقّقه حزب التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية لن يتكرر".
وكتبت الصحيفة الأمريكية، أنّه مع وجود جوردان بارديلا على عتبة ماتينيون، "تبدو الجمهورية 'جريحة' مع انقسامات مدمرة". في الأثناء، تحدث موقع "بوليتيكو" عن "إهانة" ماكرون، التي كانت مثيرة مثل وصوله إلى الرئاسة، حيث برز كغريب بوجه جديد منذ سبع سنوات".
قلق بشأن أوكرانيا
أعربت صحيفة "واشنطن بوست" عن انزعاجها من التأثير الذي يمكن أن يُحدثه تحوّل فرنسا إلى اليمين المتطرف، واصفة إياها بأنها "إحدى مؤسسي الاتحاد الأوروبي، وثاني أكبر اقتصاد فيه وقوة دافعة في الشؤون الأوروبية".
كذلك، تطرقت الصحيفة إلى "الخطر الذي ينطوي على تقويض حزب التجمع الوطني دعم أوروبا لأوكرانيا"، مشيرة إلى أن "مارين لوبان قد صرّحت مؤخرا بأن لقب "قائد القوات المسلحة" المخصص للرئيس يعتبر فخريا".
من جهة أخرى، سلطت الصحيفة الناطقة بالفرنسية "لوريان لوجور" الضوء على أن "فرنسا ليست جزيرة منعزلة" مشيرة إلى أن السبب الجوهري للتصويت لحزب التجمع الوطني يكمن في ديناميكية تتجاوز حدود فرنسا.
وحسب الصحيفة: "يجد الغرب صعوبة في الاعتراف بأنه لم يعد مركز العالم، وأن بعض الأشياء التي يعتبرها مكتسبات هي في الواقع امتيازات"، مشيرة إلى أن "الغرب يعيش أزمة تتعلق بتراجع نسبة البيض فيه، في وقت كان فيه طويلا المحرك الرئيسي للعولمة ومروجها".
ومن جهته، يستغل اليمين المتطرف هذا الاستياء ليقدّم نفسه كحصن وملاذ للسّكان الذين يحتاجون إلى نقاط مرجعية والذين سيكون رد فعلهم الأول محاولة الحفاظ على العالم الذي يرون أنه يختفي.
وفي المغرب العربي، كتب موقع "الجزائر 24 ساعة"، الذي كان داعما للحراك المؤيد للديمقراطية في 2019-2020، تقريرا يحمل عنوان: "فرنسا في جولة الإعادة".
ويتوقع الموقع تأثيرات في العلاقات بين الجزائر وباريس، قائلا إنها "كانت تتسم دائما بالغموض وبخلاف جذري حول طريقة تقييم الفترة الاستعمارية الطويلة والمرعبة". مؤكّدا أن "الفرنسيين من أصل مغاربي ومن جنوب الصحراء سيكونون عرضة للمعاناة".
"كبش فداء"
تشارك جريدة "لو بايي"، اليومية، النّاطقة بالفرنسية من بوركينا فاسو، هذا التوقع. معربة عن قلقها من احتمال أن ينهي حزب التجمع الوطني في حال وصوله إلى السلطة، تصريح لم الشمل الأسري، ويقوم بترحيل المنتهكين للقوانين بشكل منهجي ويُلغي حق الأرض، دون نسيان الآثار الخطيرة على المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يتم تقديمهم عادة كـ"كبش فداء".
أما بالنسبة إلى أنصار السيادة الأفارقة، الذين يميلون إلى الترحيب باحتمال حدوث قطيعة بين باريس وعواصم القارة، ترى الصحيفة أنه "سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن سياسة فرنسا الأفريقية ستتغير بالكامل، وأن القواعد العسكرية الفرنسية سوف تختفي من القارة، وأن الديكتاتوريين الأفارقة لن يتمكنوا بعد الآن من التباهي على أعتاب الإليزيه".
في هذا الجو من القلق، تأتي وسائل الإعلام الروسية بنغمة مختلفة. في هذا السياق، تسيطر صورة مارين لوبان وهي مبتسمة، على الصفحة الأولى للعديد من المواقع الإخبارية، مع صور الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في ساحة الجمهورية بباريس، وهو أمر معتاد في الصحافة الروسية، التي تسارع دائما إلى تضخيم أي اضطراب في النظام العام في فرنسا.
من ناحية أخرى، نشرت صحيفة "كوميرسانت" في عنوانها الرئيسي "التجمع الوطني فاز في الانتخابات الفرنسية من الجولة الأولى". مذكّرة النخب الليبرالية إلى حد ما بتصريحات الرئيس، إيمانويل ماكرون: "إن كتلتي اليمين واليسار المتطرفتين يمكن أن تثير حربا أهلية".
أمّا بالنسبة لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، التي تُعتبر واحدة من أكثر الصحف شعبية، فقد اعتبرت أن "النتيجة المبهرة" لمارين لوبان تجلب "يوما أسود إلى إيمانويل ماكرون". وخلصت بالفعل إلى استنتاج جيوسياسي: "لقد سئم الفرنسيون من كونهم "الصقر الرئيسي" لأوروبا، الذي يريد أن يصبح أكثر أوكرانية من الأوكرانيين أنفسهم، وذلك على حساب مواطني بلدهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماكرون فرنسا اليمين المتطرف لوبان الغرب فرنسا الغرب اليمين المتطرف لوبان ماكرون صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب التجمع الوطنی إیمانویل ماکرون الیمین المتطرف فی فرنسا إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحف غربية: إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة
تزايدت التقارير الإعلامية التي تحذر من عزلة دولية للاحتلال الإسرائيلي جراء استمراره في عدوانه الوحشي وتجويع أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
المعلق المعروف في صحيفة "واشنطن بوست" إيشان ثارور قال إنه في الوقت الذي جوعت فيه "إسرائيل" ودمرت غزة، فإنها تتحول إلى دول منبوذة في العالم.
وأكد أنه بعد أكثر من 19 شهرا على الحرب الوحشية، فإن صبر بعض حلفاء "إسرائيل" في الغرب ينفد على ما يبدو وسط عملية عسكرية جديدة في القطاع.
وأضاف أن العملية العسكرية الجديدة في غزة أثارت غضبا واشمئزازا واسعا، حيث أشارت الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى الظروف اليائسة في المنطقة المحاصرة.
وتحدث ثارور عن خطوات الاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاقية التجارة. وكذا البيان المشترك لفرنسا وكندا وبريطانيا الذي تحدث عن "المعاناة الإنسانية التي لا تحتمل في غزة"، والتهديد بفرض عقوبات على "إسرائيل" إن لم تتخذ قرارات حاسمة لوقف المعاناة والحرب. وجاء فيه:"لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة" و"إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردا على ذلك".
وقال ثارور إن الإسرائيليين يجدون أنفسهم في موقف المعارضة ضد نتنياهو، ففي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود اولمرت إن ما تفعله "إسرائيل" حاليا في غزة "يقترب جدا من جريمة حرب".
وكان يائير غولان، زعيم الحزب الديمقراطي ذي الميول اليسارية والجنرال السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي، لاذعا في إدانته للحرب، حيث قال متحدثا إلى هيئة إذاعة عامة يوم الثلاثاء: "إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كجنوب أفريقيا في الماضي، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة". وأضاف: "الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال المدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تجعل من طرد السكان هدفا لها".
وأشار ثارور إلى أن الساسة في أوروبا والولايات المتحدة يردون على الغضب المتزايد على معاناة غزة. وفي واحدة من أكبر الاحتجاجات التي لم تشهدها هولندا منذ سنوات سار عشرات الآلاف في العاصمة الهولندية لاهاي معارضين لـ"إسرائيل" خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأشار إلى توبيخ لامي الحكومة الإسرائيلية. وفي اليوم نفسه، قالت تانيا فاجون، وزيرة خارجية سلوفينيا، إن عدم مواجهة "إسرائيل" سيضر بالاتحاد الأوروبي كمشروع سياسي و"فشل الاتحاد الأوروبي في إدانة قتل إسرائيل للمدنيين بوضوح وقوة... يلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بسمعة الاتحاد الأوروبي عالميا وداخليا. الناس، والأطفال يتضورون جوعا وعمال الإغاثة يقتلون والاتحاد الأوروبي لا يزال صامتا؟".
وهناك ضوء أمل في واشنطن أيضا، حيث قال النائب الديمقراطي عن كولورادو جيسون كرو إن الولايات المتحدة "فقدت الكثير من قدرتها" على التحدث عن القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان على الساحة العالمية بسبب تناقضها في تطبيق هذه المبادئ على جميع النزاعات، وبخاصة مع إسرائيل، وهو ما فشلت في تطبيقه الإدارة السابقة أيضا.
نادرا ما بدت إسرائيل معزولة دوليا كما هي اليوم
من جهته قال الصحفي أدريان بلومفيلد إن بريطانيا وجّهت رسالة واضحة إلى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة: استمروا فيما تفعلونه في غزة، وخاطروا بأن تُصبحوا منبوذين بين الأصدقاء الغربيين القلائل المتبقين لكم.
وأضاف في مقال له في "ديلي تليغراف" إن تعليق المحادثات التجارية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية، والتهديد باتخاذ "إجراءات إضافية"، ولغة الإدانة الصريحة - تُعدّ هذه كلها لحظات غير مسبوقة في التاريخ الحديث للعلاقات الأنجلو-إسرائيلية.
وبحسب بلومفيلد فإنه من الصعب تذكر آخر مرة استخدم فيها وزير في مجلس الوزراء مثل هذه اللغة القاسية تجاه "إسرائيل" في مجلس العموم.
وقال كير ستارمر إنه "مذعور" من التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة، والذي هدد نتنياهو بالسيطرة عليه بالكامل بعد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع الأسبوع الماضي.
كما أعرب ستارمر عن غضبه إزاء المساعدات المحدودة التي سمحت "إسرائيل" بدخولها إلى غزة، واصفا إياها بأنها "غير كافية على الإطلاق".
بل ذهب وزير الخارجية ديفيد لامي إلى أبعد من ذلك، قائلا إن "تصرفات الحكومة الإسرائيلية الصارخة" تعزل "إسرائيل" عن أصدقائها وشركائها حول العالم.
في الوقت الحالي، ورغم اللهجة الحادة غير المعتادة، تبقى إجراءات المملكة المتحدة رمزية في معظمها. ولكن هناك خيارات أكثر جوهرية قيد الدراسة، بما في ذلك فرض عقوبات محتملة على المتشددين في حكومة نتنياهو، وإمكانية اعتراف المملكة المتحدة رسميا بدولة فلسطين.
كانت مثل هذه الخطوة غير واردة قبل بضعة أشهر. لكنها لم تعد كذلك، يقول بلومفيلد.
ويضيف: جلب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تعاطفا واسع النطاق مع "إسرائيل" في العالم الغربي، بالإضافة إلى الدعم والصبر على ردها في غزة. ولكن بعد أكثر من 19 شهرا، ووسط الدمار الواسع الذي لحق بغزة ومقتل ما يقدر بنحو 50 ألف شخص، بدأ هذا الصبر يتبخر.
ويدرس الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، حيث دعت ماريا مالمر ستينرغارد، وزيرة خارجية السويد، إلى فرض عقوبات على أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
ويرى بلومفيلد أنه مع تزايد الخلافات الواضحة بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن السياسة الخارجية، سيشعر القادة الأوروبيون بأنهم أقل التزاما بالوقوف جنبا إلى جنب مع واشنطن في المسائل المتعلقة بـ"إسرائيل". ولذلك، من المرجح أن يتخذوا إجراءات حازمة أكثر من الماضي، كما يرجح.
وفي حين أن احتمال اتخاذ الولايات المتحدة إجراء مماثلا ضد "إسرائيل" ضئيل، سيشعر نتنياهو بالقلق من أن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعد قويا كما كان في الماضي - حتى لو كانت انتقادات إدارته تُعبّر عنها سرا فقط.
لكن من الواضح أن واشنطن ليست متحمسة على الإطلاق للهجوم الأخير. وأفادت التقارير أن جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، ألغى زيارة إلى "إسرائيل" هذا الأسبوع لتجنب إعطاء الانطباع بأنه يؤيدها.
واتخذت إدارة ترامب أيضا عددا من القرارات المهمة في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، رغم اعتراضات "إسرائيل"، بدءا من رفع العقوبات عن سوريا، ووقف الغارات الجوية ضد الحوثيين في اليمن، والتفاوض مباشرة مع حماس لإطلاق سراح رهينة أمريكي في غزة. ولا شك أن هذه الخطوات أثارت استياء في الحكومة الإسرائيلية.
ويخلص بلومفيلد إلى أنه "نادرا ما بدت إسرائيل معزولة دوليا كما هي اليوم".