( مات د. جون قرنق ، والخرطوم تحترق ) ..
هكذا نطق ” ناجي دهب ” العبارة أمام الشيخ حسن الترابي في مكتبه بمقر حزب المؤتمر الشعبي بشارع المشتل بحي الرياض بالعاصمة السودانية الخرطوم ،
بينما كان عدد أفراد الحماية لا يتجاوزون ثلاثة . وقتها كنت قد دخلت للتو للمركز العام ،
وقد دبت مظاهر الذعر والخوف في الخرطوم ،
لا يوجد تطبيق واتساب لنقل الخبر العاجل ،
أو طلب تداعي الخلص الأخيار القادمين من أنفاس الفجر والذكر الحكيم من باب التأمين لرجل ظل صانع الأحداث ومحورها .


الخوف تسلل لنفسي ، أنا بشر ، والصورة قاتمة ويحاصرني السؤال : ما العمل ؟ ، العدد قليل جدا وقد جئت صدفة ،
لا علاقة لي بالحماية أو فنون القتال ، مجرد ناقل للأخبار في ظل وضع لا يعلم به الا الله .
انصت الشيخ بكل اهتمام لتقرير ناجي دهب عن خطورة الوضع ، بينما ظل أشرف أبو رأس يتحسس طبنجته ، ويرسل إلى المقربين للحضور على عجل وفق شفرته الخاصة ، بوسائله .
“ياربي الجابني شنو .. أها ونعمل شنو “، في تلك اللحظة الوسواسية طلب منا الشيخ أن نتوجه إلى مقر الحركة الشعبية عند تقاطع شارع البلدية مع شارع المك نمر بينما كانت الجثث ملقية على الأرض والنيران مازالت مشتعلة في بعض معارض السيارات .
اهاااااا ، ده الكلام الما ياهو ، كل المشاعر هنا اختلطت مع بعضها البعض ، الرفض ظهر في وجوهنا ونحن خمسة سادسنا شيخنا ، أنا خفت عديل عشان نكون واضحين ، أشرف رأى بأن العدد سينقص قبل وصول المدد وباقي العدة .
ناجي دهب كان وقتها مسؤول الاتصال السياسي في الحزب ضربها أخماس في أسداس ، اكتر حاجة أكلت معاي ” جنبه ” لاحقا ، بأن الشيخ لم يكن يرى بأننا ” حراسو ” ، وأن الخوف لم يكن من ضمن تفكيره ، بالله نحن عاملين فيها ” اولادو الخطرين ” وهو ولا شغال بينا .
نظر للناجي دهب يطلب منه الذهاب ، وأن أرافقه ، وقد منحه بخرة حل الازمة التي حلت بالعاصمة السودانية جراء فقد الزعيم د. جون قرنق .
أغلق الجيش وقتها منفذ الدخول عبر شوارع القيادة العامة بينما سمح بالخروج فقط من داخل السوق العربي، بعد تحانيس دخلنا ودخل ناجي في اجتماع مع قيادات الحركة الشعبية ونقل لهم الرسالة .
عندما عدنا بأرجلنا إلى المركز العام ، طلب تجهيز سيارته للتحرك إلى “القرين فليدج” بمنطقة بري ، حيث كانت تقيم قيادات الحركة الشعبية ، دون أن تتوفر معدات الحماية الكافية في حراسة الشخصيات المهمة .
لقد تعلمت منه ، رحمه الله رحمة واسعة ، بأن من يتقدم العمل العام في السودان ، لابد أن يكون زعيما وقائدا متوكلا على الله وان يتذكر دائما بان ” الله أكبر ” من كل شئ في الدنيا .
لقد كان يعيش معنى أن الله كبير، وأن الله عظيم، وان الله هو القاهر، كان موحدا بالله ، لا يخاف ، لا يضطرب عند الأزمات ، ومنه تعلم ذلك النهج خلص أخيار يمشون في صمت بين الناس .
ملحوظة :
هذا المقال جاء بعفو الخاطر ، وهنالك آخرون من قيادات الأحزاب والحركات من يحملون تلك الصفات ..
ونحن أولاد ذلك الرجل .

طلال اسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عاجل | بالفيديو .. لحظة الإفراج عن ناجي الجعفراوي شقيق الصحفي الشهيد صالح

صراحة نيوز – وثق فيديو لحظة الإفراج عن ناجي الجعفراوي، أخ الصحفي الشهيد صالح الجعفراوي، حيث ظهر المشهد مؤلمًا بسبب عدم تمكنه من لقاء شقيقه الراحل.
ويُظهر الفيديو مشاعر الحزن والفرح المختلطة للجعفراوي، وسط تفاعل واسع من متابعي القضية على وسائل التواصل الاجتماعي.

عاجل | فيديو يوثق مشهد مؤلم لحظة الافراج عن ناجي الجعفراوي اخ الصحفي الشهيد صالح الجعفراوي .. ولم يلتقي به pic.twitter.com/FWxT7PEt3Q

صراحة نيوز (@Saraha_News) October 13, 2025

مقالات مشابهة

  • وصفه بـ «الزعيم القوي » ترامب: أمريكا ستكون دائما مع الرئيس السيسي
  • عاجل | بالفيديو .. لحظة الإفراج عن ناجي الجعفراوي شقيق الصحفي الشهيد صالح
  • تعاون ميداني بين كفر الشيخ والغربية ضمن التدريب العملي المشترك صقر 156 لمواجهة الكوارث
  • تعلن محكمة التعزية بأن على المدخل/ محمد ناجي الحضور إلى المحكمة
  • تتويج الزعيم بكأس السوبر لقدامى اللاعبين بالمصنعة
  • لماذا يخاف رونالدو من الصلع؟
  • ناجي الشهابي بعد تعيينه بمجلس الشيوخ: سأعمل على رفع المعاناة عن المصريين
  • العداء الفلسطيني أبو عمرة: مصر وحدها تدخلت ووقفت بجانبنا بينما كان العالم يشاهد ما حدث في غزة
  • محافظ القليوبية: 100% نسبة تغطية الصرف الصحي في مدن المحافظة بينما تصل نسبة القرى المخدومة إلى 70%
  • من هو مروان البرغوثي؟ .. الزعيم الفلسطيني الذي ترفض إسرائيل الإفراج عنه