جي بي إس يضلل سائقا لبنانيا ويوصله لرفح.. كيف حدث ذلك؟
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
ولم يكن السائق اللبناني، واسمه حسين، الوحيد الذي ضلله نظام تحديد المواقع، فقد نقلت وسائل إعلام أن الأمر تكرر مع كثيرين في لبنان، ما رجح بوجود تشويش على هذا النظام.
ووثّق موقع "جي بي إس جام"، المتخصص في جمع بيانات بشأن انقطاع إشارات تحديد المواقع الجغرافية، أن مستوى التشويش يظهر عاليا جدا فوق لبنان، ومناطق من سوريا، والأردن، وإسرائيل.
بحسب الخبراء فإن التشويش يتم عادة عن طريق إرسال إشارات إلكترونية مشوشة أو قوية جدا إلى الأقمار الصناعية أو إلى أجهزة الاستقبال، ما يجعل من الصعب على هذه الأجهزة استقبال إشارات بشكل دقيق.
لكن من سيُشوّش على نظام تحديد المواقع في لبنان، ومن له مصلحة في ذلك؟
في مارس/آذار الماضي، رفع لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ندّد فيها بـ"اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي منذ بدء الحرب على غزة".
وعلى إثر ذلك، طلبت المديرية العامة للطيران المدني من طياريها الاعتماد على التجهيزات الملاحية الأرضية وعدم الاعتماد على الإشارة التي يلتقطونها عبر الـ"جي بي إس" نتيجة التشويش القائم في المنطقة.
ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية الحرب على قطاع غزة والتصعيد في جنوب لبنان أنه عطّل نظام الـ"جي بي إس" بشكل استباقي، بسبب "متطلبات تشغيلية مختلفة"، وأبلغ السكان حينها بأن هذا الإجراء قد يعطل التطبيقات التي تستخدم نظام تحديد المواقع الجغرافية حول غزة لكن أيضا على طول الحدود مع لبنان.
وأثارت قضية التشويش تفاعلات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت بعضها حلقة (2024/7/3) من برنامج "شبكات"، حيث كتبت سما "ليس هناك أي نظام آخر لتحديد المواقع يمكن استخدامه؟ لماذا يحتكرون العالم بهذه الأدوات؟".
أما وائل فعلق: "لا يعقل أننا في زمن التكنولوجيا والتطور.. نعود لزمن الورق والخريطة بسبب إصرار إسرائيل على انتهاك القوانين الدولية".
في حين أكد أشرف أن "تبعات ما تقوم به إسرائيل حاليا ستكون وخيمة.. كوارث يمكن أن تحدث في حال وجود خلل في الـ"جي بي إس".. يجب إيجاد حل بسرعة".
ومن جهته، قال داني "أنا ملاحظ أن هناك جهدا إسرائيليا كبيرا لمحاولة تضليل حزب الله.. يحاولون أن يستهدفوا الاتصالات وفي تشويش كبير على الرادارات".
وحسب موقع "بوليتيكو"، فقد قامت إسرائيل بتعديل إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي في أغلب مناطق مجالها الجوي الشمالي، بهدف التصدي للهجمات الصاروخية من قبل حزب الله. وتستخدم في ذلك تقنية تضليل "جي بي إس".
وحدد باحثون في جامعة تكساس في أوستن الأميركية قاعدة جوية إسرائيلية كمصدر رئيسي لهجمات نظام تحديد المواقع العالمي التي عطلت الملاحة الجوية المدنية في الشرق الأوسط، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".
3/7/2024المزيد من نفس البرنامجالمطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير "ملكة العملات المشفرة" يشعل المنصاتتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نظام تحدید المواقع جی بی إس
إقرأ أيضاً:
دراسة: شبه الجزيرة الإيبيرية تتحرّك في اتجاه عقارب الساعة بفعل تصادم الصفائح التكتونية
توصلت دراسة جيولوجية حديثة إلى أن شبه الجزيرة الإيبيرية (التي تضم إسبانيا والبرتغال) تدور ببطء في اتجاه عقارب الساعة نتيجة التفاعل بين صفيحتي أوراسيا وأفريقيا التكتونيتين.
يوضح الباحث الرئيسي، أسيير ماداريتا من جامعة الباسك، هذه الظاهرة بقوله: "كل عام تتحرك صفائح أوراسيا وأفريقيا نحو بعضها البعض بمعدل 4-6 ملم. الحد الفاصل بين الصفائح حول المحيط الأطلسي والجزائر واضح جدًا، بينما في جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية يكون الحد أكثر ضبابية وتعقيدًا."
كيف تحدث الحركة؟في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، تُظهر البيانات الجديدة من الأقمار الصناعية والرصد الزلزالي أن الضغوط الناتجة عن تصادم الصفائح لا تتوزع بالتساوي.
ويشرح ماداريتا دور "قوس جبل طارق" الحاسم في هذه العملية: "في شرق مضيق جبل طارق، تمتص قشرة القوس التشوه الناتج عن تصادم الصفائح، مما يمنع نقل الضغوط إلى إيبيريا. أما غرب المضيق، فيحدث التصادم المباشر.. ونعتقد أن ذلك قد يؤثر على الضغوط المرسلة إلى جنوب غرب إيبيريا، بدفع شبه الجزيرة من الجنوب الغربي وجعلها تدور باتجاه عقارب الساعة."
Related باحثون يابانيون يطوّرون نظامًا ذكياً للتنبؤ بالزلازلبعد تسونامي المحيط الهادئ.. هذه هي أقوى 10 زلازل مسجّلة في التاريخبعيداً عن حدود الصفائح التكتونية.. علماء يكشفون سر النشاط البركاني في المحيطات الأهمية العملية للبحثتكمن أهمية هذه النتائج في تطبيقاتها العملية لتقييم المخاطر الزلزالية. كما يبين ماداريتا فائدة البيانات الجديدة: "مع البيانات الجديدة يمكننا تحديد مكان الصدوع النشطة، وفهم نوعية الطيات والصدوع، وحركة هذه الصدوع، وأنواع الزلازل التي قد تسببها وحجمها المحتمل."
وفي هذا السياق، يعمل فريقه على تطوير قاعدة بيانات للصدوع النشطة، حيث يشير إلى أن "على الرغم من عملنا المكثف، هناك مجالات تحتاج لمزيد من الدراسة، مثل غرب قوس جبل طارق.. لإجراء أعمال جيولوجية وجيوفيزيائية دقيقة."
تحدي البيانات في الرصد الجيولوجييذكر الباحث التحدي الكامن في القياسات الجيولوجية، قائلاً: "البيانات القديمة لا تعكس سوى نافذة صغيرة على التطور الجيولوجي، إذ تعود بيانات الزلازل الدقيقة إلى عام 1980، وبيانات الأقمار الصناعية الدقيقة إلى عام 1999، بينما تُقاس التغيرات الجيوديناميكية بالملايين من السنين." ومع ذلك، تؤكد الدراسة أن الرصد المستمر يعزز دقة النماذج المستقبلية لفهم حركة الأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة