شبكة اخبار العراق:
2025-05-25@07:53:07 GMT

مزيد من العدوانيّة الإيرانيّة

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

مزيد من العدوانيّة الإيرانيّة

آخر تحديث: 7 غشت 2023 - 10:53 صبقلم:خيرالله خيرالله من اشتباكات مخيم عين الحلوة الفلسطيني في جنوب لبنان ببعدها الداخلي الفلسطيني، إلى ما يدور في اليمن والخليج العربي، مرورا بأحداث أخرى على الصعيد اللبناني وفي العراق وسوريا، يبدو المشروع التوسعي الإيراني وكأنّه دخل مرحلة جديدة. أقلّ ما يمكن وصف هذه المرحلة به هو مزيد من العدوانيّة ترافق محاولة لتثبيت أمر واقع في المنطقة.

مرّة أخرى، يتبيّن بالملموس أنّ نظام “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران لا يستطيع العيش من دون تنفيذ مضمون شعار “تصدير الثورة” مع ما يعنيه ذلك من استخدام لميليشيات تعمل بإمرة “الحرس الثوري” في هذا البلد أو ذاك. من هذا المنطلق، يمكن فهم السعي الإيراني إلى استغلال الارتباك الداخلي الإسرائيلي المترافق مع أزمة في العلاقات الإسرائيلية – الأميركيّة في كلّ الاتجاهات وعلى كلّ الصعد.يعبّر عن ذلك الموقف الذي اعتمده النظام السوري أخيرا في تعاطيه مع الإدارة الأميركيّة. ليس سرّا أن إدارة جو بايدن كانت تجري مفاوضات مع ممثلين للنظام السوري في سلطنة عُمان. يوجد اهتمام أميركي بمصير الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في العام 2012 في منطقة داريا السوريّة. رضخ الأميركيون لرغبة النظام وأجروا معه مفاوضات مباشرة على مستوى معيّن. توقف كلّ شيء عند الجلسة الثالثة التي لم تستغرق سوى دقائق قليلة. اعتبر الجانب السوري، فجأة، أن لا مجال لمفاوضات من أي نوع من دون انسحاب عسكري أميركي سريع من الأراضي السوريّة. أكثر من واضح أن القرار في هذا الشأن كان قرارا إيرانيا. بعثت “الجمهوريّة الإسلاميّة” برسالة إلى كلّ من يعنيه الأمر. فحوى الرسالة أن القرار السوري ملكها. ما ينطبق على الموقف من أميركا ينطبق على الموقف من تركيا. لا وجود حاليا لأي مفاوضات بين النظام وتركيا في شأن الترتيبات الأمنيّة في الشمال السوري والتطبيع مع الرئيس رجب طيب أردوغان كما يرغب الجانب الروسي. وضعت طهران حدّا لأي أخذ وردّ بين أنقرة ودمشق.لم تترك “الجمهورية الإسلامية”، للأسف الشديد، غير خيار التصعيد بغية الدفاع عن نفسها في وجه التطورات التي تشهدها المنطقة كلّها. لذلك نراها تتشدّد في لبنان وتمنع انتخاب رئيس للجمهوريّة. لذلك أيضا تجهد من أجل السيطرة على المخيمات الفلسطينية، عن طريق “حماس” وأخواتها، في إطار أوسع. هذا الإطار هو معركة خلافة محمود عبّاس (أبومازن) في الضفّة الغربية. في اليمن أيضا تتصرّف إيران عبر أداتها الحوثية تصرّفا غريبا. إذا استثنينا عملية تبادل الأسرى اليتيمة التي حصلت وتفريغ شحنة النفط التي في الناقلة “صافر” قبالة ميناء الحديدة، لا جديد في اليمن. لا وجود لعمليّة سياسيّة تؤدي إلى تسوية تعيد تركيب البلد على أسس جديدة وتوقف الحرب الداخلية الدائرة فيه وإن على نار خفيفة.في العراق، تبذل إيران كلّ يوم جهدا لتكريس أمر واقع. ممنوع على العراق الخروج من تحت الاحتلال الإيراني وذلك بعدما صار “الحشد الشعبي” جزءا لا يتجزّأ من تركيبة النظام، تماما كما حال “الحرس الثوري” في إيران. يسعى الحرس للتأكيد في المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد علي خامنئي، أنّه القوة المهيمنة كلّيا على البلد. أكثر من ذلك، صار النظام العراقي نسخة عن النظام الإيراني الذي يهيمن فيه “الحرس الثوري” على مرافق الدولة. إيران ليست غبية، ولا هي بصدد اللعب. جرعات التهدئة الموضعية التي تقدمها هنا وهناك ليست أكثر من وقت مستقطع لالتقاط الأنفاس. نساء إيران اللواتي انتفضن على سياسة الحجاب الإجباري يردن لأنفسهن الانفتاح الذي تخوضه عواصم جارة لاسيما الرياض، التي تخلع عن نفسها ثوب التشدد الديني والاجتماعي بشكل غير مسبوق. يعرف الحاكم الإيراني أن أبوظبي ودبي والرياض، اللاحقة بركبهما، أكثر جاذبية للشباب الإيرانيين من قم ومشهد وغيرهما. لا نتحدث هنا عن المدن الأوروبية والأميركية التي تلعب فيها الجاليات الإيرانية أدواراً مهمة وتحقق فيها نجاحات لافتة تصل أصداؤها لمن لا يزالون في إيران. الثورة الجارية في المنطقة تطال التكنولوجيا والاستثمار الحديث وتطوير البنى التحتية والربط مع مراكز المال والأعمال والابتكار. ما عاد ممكناً في زمن السوشيال ميديا منع هذه الصورة من الوصول إلى كل شاشات الإيرانيين، عبر الهواتف، وهي صورة يسعى إليها الشباب في كل العالم. ليس صعباً على أجيال إيران الجديدة الاختيار بين ما يقترحه نظام طهران وبين ما تقترحه عواصم أخرى في الإقليم. تدرك إيران هذه الحقائق وتعرف أنها بحاجة إلى بعض الفرملة، ووقف النزيف المالي والاقتصادي، وربما جذب بعض الاستثمارات للتخفيف من حدة الانهيار الذي تعانيه. لا تتجاوز التفاهمات التي تقوم بها إيران هذه الحدود أبداً. من غير المجدي الرهان عليها لأن تصبح خياراً ثابتاً ونقطة تحول في سلوك إيران ومشروعها. ليس معروفا إلى أي مدى ستذهب “الجمهوريّة الإسلاميّة” في التصعيد. التصعيد مستمر على الرغم من أن البيان الثلاثي الذي وقعته مع المملكة العربيّة السعوديّة والصين في بيجينغ يوم العاشر من آذار – مارس الماضي، أي منذ أربعة أشهر، يتحدث صراحة عن “الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخليّة للدول الأخرى”. هل لا يزال هذا البيان يعني شيئا لإيران… أم كلّ ما في الأمر أنّ النظام في طهران يعتبر “تصدير الثورة” علّة وجوده؟يبدو أن ليس في استطاعة هذا النظام تبديل جلده، خصوصا في مرحلة انتقالية مثل المرحلة الحالية. سيتوجب في هذه المرحلة بقاء “الحرس الثوري” ممسكا بكلّ مفاصل السلطة كي يكون رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي خليفة لعلي خامنئي في موقع “المرشد” مستقبلا.سيستمر التصعيد، ستزداد إيران عدائية لمحيطها. لا يبدو أن لديها خيارا آخر غير ذلك. هذا ما يفسّر أيضا موقفها العجيب الغريب من حقل الدرة الكويتي الذي اتفقت الكويت مع السعودية على استغلال مشترك له.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

البرلمان الإيراني: الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك إيران جيوسياسيا

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن لجنة الأمن بالبرلمان الإيراني، قالت إن إنهاء التخصيب النووي خط أحمر، وأن الجولة الخامسة من المفاوضات لن تصل إلى نتيجة، وأن الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك إيران جيوسياسيا.

إيران تهاجم الدور الأوروبي في المفاوضات النووية وتحذر من تفعيل آلية الزنادإيران ترفض وقف التخصيب وتربط الاتفاق النووي برفع العقوبات وضمان الحقوقرسالة قوية .. إيران : لن نتردد في الرد بقوة على أي اعتداءإذا فشلت مفاوضات النووي .. كيف تستعد إسرائيل لشن ضربة ضد إيران؟

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لن توافق على أي اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة إذا تضمّن شرط وقف تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، مشددًا على أن التخصيب حق سيادي لا يمكن التنازل عنه.

وفي تصريحات نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية، قال عراقجي: "لن يكون هناك اتفاق من دون حصولنا على ضمانات، ولا تزال هناك خلافات جوهرية مع الولايات المتحدة".

وأوضح أن الجانب الأمريكي يرفض الاعتراف بحق إيران في التخصيب، وهو ما يمثل نقطة خلاف مركزية بين الطرفين. وأضاف: "أقول بصراحة، إذا كان هدفهم من التفاوض هو وقف التخصيب في إيران، فلن يكون هناك اتفاق".

وشدد عراقجي على أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، قائلاً: "إذا كان هدف الولايات المتحدة منع إيران من التوجه نحو السلاح النووي، فالطريق إلى الاتفاق ممكن لأن لا مكان للسلاح النووي في عقيدتنا الدفاعية".

كما أكد أن بلاده لن تقبل حتى بتخصيب رمزي بنسب منخفضة، مشيرًا إلى أن الهدف من التخصيب هو "توسيع الصناعة النووية" وأن إيران قد جهزت البنى التحتية اللازمة لذلك.

وفي إشارة إلى قدرات بلاده التقنية، قال عراقجي: "لو أرادت إيران صناعة سلاح نووي لكانت قد نفذت ذلك منذ زمن لأنها تمتلك القدرات اللازمة لذلك".

وفيما يخص الشفافية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكد عراقجي استعداد بلاده لاتخاذ خطوات من شأنها طمأنة المجتمع الدولي حول سلمية هذا البرنامج.

وأوضح أن إيران لا تمانع في "توسيع عمليات التفتيش" من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها ترفض فرض قيود دائمة، مضيفًا: "نقبل بقيود تقنية مؤقتة لا دائمة، ومقابل ذلك يجب رفع العقوبات المفروضة على إيران".

وأكد أن أي اتفاق يجب أن يحفظ حقوق إيران المشروعة، مشددًا على أن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تكون خاضعة لأي تفاوض يهدف لإيقافها.


 

طباعة شارك القاهرة الإخبارية البرلمان الإيراني التخصيب النووي الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • ما الذي يعنيه رفع العقوبات على الاقتصاد السوري؟
  • يدنا على الزناد.. بيان شديد اللهجة من الحرس الثوري الإيراني في وقت حساس
  • الحرس الثوري الإيراني: أصابعنا على الزناد ومستعدون لردع أي عدوان
  • الاستثناء السوري عربيا
  • إيران ترد بحزم.. تهديد مدمر من الحرس الثوري إلى إسرائيل بعد العقوبات الأمريكية
  • إيران: أي مغامرة أمريكية في المنطقة ستنتهي بما شهدته أفغانستان وفيتنام
  • البرلمان الإيراني: الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك إيران جيوسياسيا
  • الحرس الثوري الإيراني: سنرد بقوة مدمرة على أي حماقة للعدو الصهيوني
  • الحرس الثوري يهدد إسرائيل برد حاسم إن هاجمت إيران
  • الحرس الثوري الإيراني يلوّح برد مدمّر على أي هجوم إسرائيلي