إلى جانب إعادة الحجاج إلى مطار صنعاء.. السعودية تلتزم بتنفيذ مطالب أخرى عاجلة لـ صنعاء قبيل انتهاء مهلة 3 أيام(التفاصيل كما وردت)
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
إلى جانب إعادة الحجاج إلى مطار صنعاء.. السعودية تلتزم بتنفيذ مطالب أخرى عاجلة لـ صنعاء قبيل انتهاء مهلة 3 أيام(تفاصيل جديدة)|
الجديد برس|
قبل ساعات من انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي أعلن عنها متحدث قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، جاء الإعلان منه بثلاث كلمات: “تمت بفضل الله”. ورغم أن سريع تعمد الغموض في تغريدته الأولى كما فعل في التغريدة الثانية، إلا أن التغريدتين جاءتا في سياق توتر وصل إلى ذروته خلال الأيام الماضية بين صنعاء والرياض.
وجاءت هذه الإجراءات التصعيدية كعقاب جماعي لليمنيين على موقف صنعاء المساند لقطاع غزة.
وبرغم تحذيرات قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، بأن هذه الإجراءات تعتبر حرباً وسيتم الرد عليها بحسم، استمرت السعودية فيها وبررت ذلك أمام صنعاء بأن الأمريكيين وحدهم من يقفون وراءها.
وبحسب مصادر متعددة، رفضت صنعاء المبررات السعودية بشكل قاطع وأبلغت الرياض أنها تتحمل مسؤولية أي قرار تتخذه الحكومة التابعة لها وأن عليها التراجع عن هذه القرارات فوراً، بالإضافة إلى وقف المماطلة في تنفيذ خارطة الطريق المتعلقة بإنهاء الحرب على اليمن.
وتشير المصادر إلى أن السعودية كانت قد وافقت على تجميد العقوبات التي فرضتها الحكومة التابعة لها في عدن ضد البنوك في صنعاء، لكنها تراجعت نتيجة لضغوط ووعود أمريكية، واتجهت نحو مزيد من التصعيد بإغلاق مطار صنعاء وعرقلة عودة الحجاج اليمنيين الذين ظلوا عالقين في مطار جدة.
وقد أدركت صنعاء أن الإجراءات العقابية ضدها هي خطوة أولى من تصعيد أوسع يستهدف كافة المرافق الاقتصادية بهدف الضغط عليها لإيقاف العمليات المساندة لغزة. جاءت هذه الإجراءات كاختبار لمدى جدية موقف صنعاء قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من التصعيد، بالتوازي مع تعويل أمريكي على السعودية ودول المنطقة للعب دور في العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
ومع انسحاب حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور”، أعلن المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، أن حلفاء أمريكا في المنطقة سيلعبون دوراً بارزاً في استمرار العمليات.
ورداً على ذلك، وجهت صنعاء مهلة الأيام الثلاثة، وكانت بمثابة صدمة للسعودية التي سارعت إلى التوسط بأطراف عربية وإقليمية حيث لم تتوقف الاتصالات على مستويات رفيعة منذ لحظة إعلان المهلة وحتى التزام السعودية بالتراجع عن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخراً والتحرك عاجلاً لتنفيذ خارطة الطريق.
وفقاً للمصادر، التزمت السعودية بإعادة إدارة شركة طيران اليمنية إلى صنعاء وإعادة جدولة رحلات مطار صنعاء مع توسيع الرحلات، كما التزمت بتجميد قرارات البنوك. وأكد وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، ضرورة الإسراع في تنفيذ خارطة الطريق.
عادت الدفعة الأولى من الحجاج العالقين نهار يوم الجمعة كنتيجة أولية للتفاهمات التي حدثت تحت ضغط قوة صنعاء، وقبل ساعات من انتهاء المهلة. ومن المتوقع أن تعود الحجوزات من مكاتب السفريات في مناطق سيطرة سلطة صنعاء. ويؤكد مسؤولون في صنعاء أن ما حدث ليس سوى البداية، وأن المعركة مستمرة حتى انتزاع كامل الاستحقاقات.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: خارطة الطریق مطار صنعاء
إقرأ أيضاً:
صحيفة: إغلاق مطار صنعاء يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة
أفادت صحيفة "العربي الجديد" أن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة.
وذكرت الصحيفة أن صنعاء ومدن يمنية عدة تعاني من نقص حاد في الأدوية، قد يلقي بتبعات كارثية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي طوال الشهرين الماضين بعشرات الغارات، وأدت إلى تدمير جميع الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وقالت إن توقفت الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية عبر وجهة واحدة بين صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان.
وتتركز الأزمة الكبرى التي بدأت بالظهور في سوق الأدوية، حيث يلاحظ انخفاض حاد واختفاء لعديد الأصناف الدوائية المنقذة للحياة، والتي كان يتم توريدها عبر مطار صنعاء، إضافة إلى قفزة كبيرة في أسعار معظم الأصناف في الأسواق المحلية.
ونقلت الصحيفة عن مدير مطار صنعاء الدولي، خالد شايف، قوله إن إغلاق مطار صنعاء تسبب بكارثة إنسانية كبيرة، خاصة في القطاع الصحي والأدوية بالذات المتعلقة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن نقلها عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وتبريد ونقل سريع، مشيراً إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب في عدم وصول هذه الأدوية.
ويقدر عدد هذه الأصناف الدوائية، التي بدأت الأسواق تعاني انخفاض المعروض منها ونفاده، بأكثر من 500 صنف، معظمها تحتاج لظروف خاصة جداً للنقل كالتبريد وسرعة التوصيل التي لا تتوفر إلا عبر مطار صنعاء، ومنها أدوية مشتقات الدم والأدوية الهرمونية والمناعية والأمصال ومخثرات الدم وأدوية الإنعاش والتخدير وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
ويوضح شايف أن تأثير إغلاق مطار صنعاء يشمل الحالات المرضية التي لا يمكن علاجها في الداخل لعدم توفر الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية، مع تدهور القطاع الصحي بسبب الحصار، وهناك وفيات بحسب حديث شايف نتيجة لنقص الأدوية والعلاجات التي كان يتم جلبها عبر مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى ضحايا ووفيات لمرضى بسبب عدم القدرة على سفرهم للعلاج في ظل إغلاق مطار صنعاء وعدم قدرتهم على التنقل للسفر من منافذ أخرى.
ويكشف شايف أن عدد المرضى الذين كانوا يسافرون للعلاج خارج اليمن عبر مطار صنعاء يصل إلى ثلاثة آلاف مريض شهرياً، إضافة إلى مستفيدين آخرين مثل الطلاب والتجار وغيرهم.
وكان العدو الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار الماضي، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.
ويعتبر كثيرون أن استهداف مطار صنعاء وتعطيله وتعليق الرحلات جريمة بحق أكثر المرافق التي تستفيد منها شريحة واسعة من اليمنيين، إذ يخدم موقع مطار صنعاء الجغرافي أكثر من 11 محافظة يمنية، ويستفيد منه حوالي 80% من سكان اليمن.
كما نقلت "العربي الجديد" عن رئيس بنك الدواء إبراهيم الشعبي، قوله إن التأخير في جلب الأدوية يؤثر على الأسواق والمرضى والمحتاجين للأدوية بشكل مستمر، إذ أثر كثيراً إغلاق مطار صنعاء على أسواق الدواء وعلى مؤسسات وجمعيات خدمية مثل بنك الدواء، فالمريض الذي كان يستفيد من عشرة أصناف دوائية أصبح بالكاد يحصل على صنفين فقط، حيث يرجع ذلك لعدم توفر الأدوية والنقص الحاد في كثير من الأصناف.
وكانت الخطوط الجوية اليمنية تقوم منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء. بالمقابل، ساهمت الحرب والصراع في تضخم فاتورة استيراد الأدوية في اليمن والتي تصل إلى نحو 100 مليار ريال سنوياً، تمثل الصناعة المحلية منها 20%، وهو مبلغ كبير كبد خزينة الدولة لصالح تجار ومهربين ومزورين تعج بهم أسواق الدواء في اليمن.
ويكشف تقرير سابق صادر في العام 2021، عن الهيئة العليا للأدوية في صنعاء عن اختفاء نحو 240 صنفاً معظمها علامات تجارية معروفة، ونفاد 362 اسماً تجارياً من مخازن وزارة الصحة العامة والسكان والسوق التجارية، حيث ساهمت إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي عقب اتفاق الهدنة في إبريل/ نيسان 2022، بتوفير جزء كبير من بعض هذه الأصناف التي بدأت بالتناقص والنفاد والاختفاء مع إغلاق المطار مرة أخرى.