افادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم /الأحد/ أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يسعى إلى إيجاد سبل جديدة، قد تكون متهورة ، لوقف تدخلات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوكرانيا وفرض تكاليف باهظة الثمن على الولايات المتحدة وحلفائها حيال ذلك .

 

وأوضحت الصحيفة - في مقال رأي للكاتب ألكسندر جابويف، وهو مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا في برلين - أن الموضوع المحوري المنتظر عندما يجتمع زعماء حلف الناتو في واشنطن بعد يومين سيدور حول سبل دعم أوكرانيا وتعزيز الردع العسكري ضد روسيا ، خاصة مع تحول الوضع في ساحة المعركة تدريجياً لصالح الأخيرة، لذلك يُرجح أن ينصب التركيز على متطلبات كييف الأكثر إلحاحًا، إلى جانب حاجة أوروبا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي .

. مع ذلك، يحتاج الناتو أيضًا إلى مناقشة الطرق الجديدة "الخطيرة" التي يبحث عنها بوتين لفرض تكاليف على الولايات المتحدة وحلفائها، ومن ثم العمل على مجابهتها، مع احتمال حدوث آثار جانبية مدمرة خارجة عن سيطرة أي شخص .

 

وذكرت الصحيفة أن إلحاق الألم بمؤيدي كييف أصبح - في العام الثالث من العمليات العسكرية في أوكرانيا، والتي ينظر إليها الكرملين على أنها مجرد خيط واحد في مواجهته الأوسع مع الغرب - أولوية متزايدة بالنسبة لبوتين مع تزايد رغبة الكرملين في تحديد ثمن مشاركة الناتو في الحرب نيابة عن أوكرانيا، كوسيلة للردع والانتقام . 

 

ورأت أن القرار الأخير للبيت الأبيض بالسماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى لشن ضربات داخل روسيا نفسها، خارج الأراضي الأوكرانية المحتلة، بالإضافة إلى الضربات الأخيرة بطائرات بدون طيار الأوكرانية على الرادارات التي تعد جزءًا من نظام الإنذار المبكر بالهجوم النووي الروسي، دفع بوتين إلى التصرف بجرأة أكثر من أي وقت مضى.

 

وأكدت الصحيفة - في المقال - أن الشغل الشاغل للغرب، منذ بداية الحرب، كان يدور حول احتمال استخدام الأسلحة النووية، وقالت إن الكرملين قد يقرع مرة أخرى طبول التصعيد النووي في خطوة متوقعة؛ خاصة بعدما بدأت موسكو تدريبات تتضمن أسلحة نووية تكتيكية وبدأ بوتين يتحدث علنًا عن جعل العقيدة النووية الروسية أكثر هجومًا .. ومع ذلك، فإن خطر الاستخدام الفعلي لايزال أقل مما كان عليه في خريف عام 2022 بعد أن حققت أوكرانيا مكاسب في ساحة المعركة. ومع أن التوقعات الآن أكثر ملاءمة لروسيا، فمن غير المرجح أن يستخدم بوتين أقوى أداة تحت تصرفه على الأقل وهي لاتزال الأفضل له كتأمين نهائي ضد الهزيمة.

 

وتابعت الصحيفة تحذر من أن بوتين لا يفتقر إلى الأدوات الأخرى، وقالت إن إداة موسكو الأساسية في الوقت الحالي تتمثل في تزايد الاعتماد على استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا .. وأدت حملة الضربات الجوية التي تم تكثيفها في الربيع إلى تدمير أكثر من نصف قدرة توليد الطاقة في أوكرانيا بنحو قد يستغرق سنوات لإصلاح بعض محطات الطاقة .. ومع حلول فصل الشتاء، ستواجه المراكز السكانية الكبيرة احتمال التجمد وانقطاع التيار الكهربائي .. كما أن بوتين لا يهدف إلى إيقاف مصانع التصنيع العسكرية في أوكرانيا فحسب، بل يهدف أيضًا إلى دفع ملايين اللاجئين الجدد نحو الغرب، مما يفرض ضغوطًا على أوروبا ويساعد السياسيين الذين يريدون إنهاء التدخل الغربي في الحرب.

 

وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن روسيا أبدت استعدادها لتقاسم تكنولوجياتها العسكرية الحساسة مع خصوم الغرب .. وبالإضافة إلى عمليات نقل تصميم الأسلحة السابقة إلى الصين وإيران، قام بوتين مؤخرًا بإبرام اتفاقية دفاعية مع كوريا الشمالية، وقد يساعد بيونج يانج على تعزيز برنامجها النووي والفضائي .. وفي وقت سابق، تحدث بوتين عن إمكانية نقل الأسلحة إلى أي قوى تعارض أمريكا، مثل الحوثيين في البحر الأحمر .. إن النهج الذي يتبناه الكرملين متهور بشكل متعمد، ويصفه بوتين بأنه سياسة انتقامية ردًا على إمدادات الأسلحة الغربية لكييف، والمشكلة - حسبما رأت الصحيفة - هي أن هذه التصرفات قد تخلق مواقف خارجة عن سيطرة الكرملين.

 

ودعت الصحيفة - في ختام المقال - الناتو إلى ضرورة أن تتجاوز استجابته الجهود الرامية إلى توفير المزيد من الدفاع الجوي لأوكرانيا، والتي ستكون مقيدة باختناقات الإنتاج واحتياجات الحلف الخاصة، مع ضرورة وضع الخطط لمساعدة أوكرانيا خلال فصل الشتاء والاستعداد لموجة محتملة من اللاجئين، وقالت إنه بالإضافة إلى إعادة ترسيخ الردع العسكري، يتعين على الغرب أن يعزز قدراته في مجال مكافحة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة .. إن العلاقة بين هذه العوالم الثلاثة هي التي تميل روسيا إلى استخدامها كسلاح خاصة خلال الفترة المقبلة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الرئيس الروسي سبل جديدة حلف شمال الأطلسي الناتو أوكرانيا الولايات المتحدة وحلفاءها فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

أعنف هجوم روسي على خاركيف منذ بداية الحرب.. ترامب: أوكرانيا أعطت بوتين ذريعة للرد

شهدت خاركيف، ما لا يقل عن 40 انفجاراً ناتجاً عن ضربات صاروخية وطائرات مُسيّرة. وقتل شخصان وأصيب 17، فيما هاجم ترامب أوكرانيا قائلاً إنها أعطت بوتين سبباً للرد بقوة. اعلان

في سابقة هي الأكثر عنفاً منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات، شن الجيش الروسي فجر السبت حملة قصف غير مسبوقة على مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، مستهدفاً البنية التحتية والمنشآت المدنية بصواريخ دقيقة وطائرات مُسيّرة.

فيما تجاوز عدد ضحايا الهجمات التي استهدفت العاصمة كييف ومناطق أخرى الجمعة الـ80 مصاباً، بينهم أطفال وعاملون في خدمات الطوارئ.

وقال إيغور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، إن المدينة تتعرض لـ"أشد هجوم منذ انطلاق الحرب"، حيث شن الجيش الروسي ما لا يقل عن 40 انفجاراً في أقل من ساعة ونصف الساعة، باستخدام صواريخ "كروز"، طائرات مُسيّرة، وقنابل موجهة دقتها العالية بثّت الرعب بين السكان.

وأوضح تيريخوف في منشور عبر "تيليغرام" عند الساعة 4:40 صباح السبت (بتوقيت غرينتش 1:40)، أن الطائرات المسيّرة الروسية لا تزال تحلق فوق المدينة، محذراً من أن "التهديد لا يزال قائماً".

أسفر القصف عن مقتل شخصين وإصابة 17 آخرين، بينهم طفلان، كما تم إنقاذ امرأة عالقة تحت أنقاض أحد المباني المتضررة. ووصفت خدمات الطوارئ المحلية الحالة في المدينة بأنها "مأساوية"، مع تضرر العديد من المباني السكنية والبنية التحتية.

Relatedأوكرانيا: فجّرنا جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم زيلينسكي: روسيا أطلقت أكثر من 400 مسيّرة و40 صاروخا على أوكرانيا خلال الليلالكرملين يرد على ترامب: الحرب في أوكرانيا مسألة وجودية لروسياروسيا ترد على الضربات الأوكرانية

تأتي هذه الهجمات بعد ساعات فقط من إعلان أوكرانيا عن ارتفاع حصيلة الغارات الروسية على كييف ولوتسك وعدد من المناطق الأخرى إلى 6 قتلى و80 جريحاً، في واحدة من أكبر الحملات الصاروخية خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ثلاثة من فرق الإنقاذ قتلوا في كييف أثناء توجههم لموقع ضربة أولى، ثم تعرضوا لضربة ثانية متعمدة. وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي: "روسيا لا تقصف فقط، بل هي تستهدف المدنيين، وخصوصاً منقذي الحياة".

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أن روسيا ردت على تدمير طائراتها الاستراتيجية داخل العمق الروسي بقصف شامل على المدن الأوكرانية، مشيراً إلى أن البنية التحتية للطاقة تضررت بشكل كبير.

من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات استهدفت مواقع عسكرية وأخرى مرتبطة بالقوات الأوكرانية، ووصفت الهجمات الأوكرانية السابقة بأنها "إرهابية"، وفق تعبيرها.

ترامب يهاجم أوكرانيا ويحذر من تصعيد نووي

وسط تصاعد وتيرة المعارك، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم رضاه من الهجمات الأوكرانية على العمق الروسي، قائلاً إنها "وفرت لبوتين مبررًا واضحًا" للرد بقوة.

وخلال تصريحات مقتضبة فجر السبت، قال ترامب: "لم يعجبني ما فعلته أوكرانيا، فقد أعطت بوتين السبب ليبدأ الهجوم الكبير الذي رأيناه الليلة الماضية".

وأشار إلى أنه "لا يريد أن يرى النزاع يتطور إلى حرب نووية"، داعياً الطرفين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.

تعطل النقل العام وانقطاع الكهرباء

في كييف، أفادت إدارة النقل المحلية بتعطل شبكة مترو الأنفاق نتيجة ضربة روسية أدت إلى تلف مسارات القطارات بين المحطات. كما تم تحويل بعض القطارات بسبب الأضرار التي لحقت بالسكك الحديدية خارج العاصمة.

وأظهرت صور حصرية من حي "سولوميانسكي" في كييف آثار انفجار طائرة مُسيّرة استهدفت مبنى سكنياً، مما أسفر عن تشكّل حفرة كبيرة وتشوهات هيكلية كبيرة في البناية، وتحطم السيارات المتوقفة تحت المبنى.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: بوتين لا يريد السلام ويسعى لهزيمة أوكرانيا بالكامل
  • مسؤولون أميركيون لرويترز: نتوقع أن يكون رد بوتين على أوكرانيا كبيرا
  • ترامب يشعل ضجة بتصريح أوكرانيا أعطت بوتين ذريعة وروسيا تضرب بقوة
  • ترامب: أوكرانيا منحت بوتين سببا لمواصلة قصفها بشدة
  • أعنف هجوم روسي على خاركيف منذ بداية الحرب.. ترامب: أوكرانيا أعطت بوتين ذريعة للرد
  • فرنسا: قد نجبر بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • بوتين يهنئ مسلمي روسيا بعيد الأضحى المبارك
  • الكرملين يرد على ترامب: الحرب في أوكرانيا مسألة وجودية لروسيا
  • “بوتين” يهنئ المسلمين القاطنين في روسيا بعيد الأضحى المبارك
  • زيلينسكي: روسيا استخدمت أكثر من 400 مسيرة و40 صاروخا خلال الهجوم الليلي على أوكرانيا