جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-07@07:56:28 GMT

الذكاء الاصطناعي تريند أم ثورة؟

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

الذكاء الاصطناعي تريند أم ثورة؟

 

 

مؤيد الزعبي

كثيراً ما نتساءل: هل الذكاء الاصطناعي حديث الساعة أو "تريند"، أم هو فعلاً ثورة حقيقية ستُغير كل ما نعرفه عن العلم والحياة والمستقبل وحتى التاريخ؟ قد أتفق معك عزيزي القارئ أنه تم تضخيم كل ما يتعلق  بالذكاء الاصطناعي وتصويره على أنه خارق للعادة، والقادم ليمحي تاريخنا كبشرية وحاضرنا ومستقبلنا ويستبدلنا بشكل أو بآخر.

وعلى جانب آخر، تمَّ تضخيم حجم الشركات التي تعمل بهذا المجال وتصويرها على أنها فرصة للاستثمار، وأنَّ أسهمها ستصعد كالصاروخ، ولكن سرعان ما تحققت مقولتنا الشهيرة: "ليس كل ما يلمع ذهباً"، ومع كل هذا مازلتُ مؤمنًا بأن الذكاء الاصطناعي هو ثورة وثروة حقيقية، ودعني أخبرك كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟

عندما نقول إنَّ هذا الاختراع أو التطور هو ثورة، فنحن نعني أنه سيُغير الكثير من تفاصيل حياتنا بكل ما فيها، والذكاء الاصطناعي ينطبق عليه هذا الأمر فكل ما عرفناه من تاريخنا وفنوننا وثقافتنا وطرق أعمالنا وحتى حياتنا وتعاملاتنا وعلاقاتنا الشخصية ستتأثر أو تتغيَّر بفضل الذكاء الاصطناعي، وهذا أمر لا أجد أنه سلبي على الإطلاق، وإنما أجده أمرًا إيجابيًّا إنْ أحسنَّا استخدامه والتأقلم مع متغيراته، وبهدا تكمن الإجابة على سؤالنا: كيف يكون الذكاء الاصطناعي ثورة وثروة في حياتنا كبشرية!

أما متى؟ فبوجهة نظري أنه عندما تتبلور التطورات التي تحدث حالياً في مجال الذكاء الاصطناعي، حينها سنكون أمام نماذج قادرة على التغيير بشكل فعلي وعملي؛ فحتى الآن مازالت التطورات عبارة عن نماذج أولية، ولم ترتقِ لنماذج ذات قدرات مهولة كما تم وصفها والحديث عنها، ولكن في ظل السرعة الكبيرة التي تتطوَّر بها هذه النماذج، أجد أننا على أعتاب أن نصل لقدرات خارقة للذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، فحتى "تشات جي.بي.تي" وتطورات المذهلة في نسخته 4.0 لم تصل لما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصل إليه في قادم الأيام، والمحاولات مازالت في البداية.

عندما نُجيب عن تساؤلنا: لماذا الذكاء الاصطناعي ثورة وثروة؟ فهو ثورة لأنه سيغير كل شيء من حولنا، وثروة لأنه سيمكننا كأشخاص وحكومات ومؤسسات وكبشرية بأكملها من الوصول لحقائق وعلوم وتطبيقات لم نكن نعرفها من قبل، وهذه ثروة بحد ذاتها؛ ثروة من المعرفة والحقيقة والتطور والتقدم الذي سعينا إليه منذ أن خُلقت البشرية، واليوم نحن أمام تطبيق من صنعنا يتفوق علينا في معظم القدرات والإمكانيات وقادر على مساعدتنا في استكشاف ما كنا نجهله، ودعنا نترك الشق السلبي في هذا الأمر، فكل مستحدث في حياتنا له جانبه السلبي والإيجابي، وتبقى إرادتنا على اختيار ما يناسبنا هو العامل الوحيد الذي سيضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي إضافة إيجابية لحياتنا.

الذكاء الاصطناعي عزيزي القارئ ليس "تريند" وهذا ما هو المُهم؛ صحيح يتم خداعنا أحياناً بإعلانات وبصفقات أو تداولات في البورصة لشركات تعمل بهذا المجال، وتصويرها على أنها سبب ثرائك المستقبلي أو تصوير الذكاء الاصطناعي بأنه وحش جاء ليقضي عليك كإنسان ويأخذ مكانك، وأنا لا أعتقد ذلك بتاتاً، بل أجد فيه أنه جاء ليرافقك في مسيرتك الإنسانية التي تبحث عن الحقائق، وتطرق باب العلم في كامل جزيئاته وفروعه؛ لذا دعنا نتفق على أننا أمام تطور سيدوم معنا سنوات طويلة وليس مجرد موجة من التطور وستختفي، وكل ما يهمك أن تتعلم أين تكمُن الفرص في استخداماته، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهل حياتك أو ينقلها لمستوى أفضل ماديًّا ونفسيًّا وعمليًّا.

قد يجد البعض بأنَّ كلامي في إحدى جزئياته عبارة عن نصيحة بأن لا نستثمر بشركات الذكاء الاصطناعي! بل العكس دعوتي هنا أن تختار المكان المناسب الذي تستثمر به، فكما قُلت لك سابقاً ليس كل ما يلمع ذهباً، فعليك أن تُميز لمعان الذهب الحقيقي من المزيف، وحينها ستجني الكثير من الأرباح والفوائد، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون مفيدة لك في هذا الجانب؛ لأنها ستكون مستشارك الاستثماري في قادم الأيام.

كل ما شهدناه من تطورات في الذكاء الاصطناعي ما هو إلا بداية، والفرص الحقيقية مازالت قادمة، وهناك شركات تعمل بمنهجيات عالية المستوى لتطوير هذا المجال، وبالطبع هناك شركات تستغل تريند الذكاء الاصطناعي لتروج لتطبيقاتها التي أجدها أقل من المستوى أو تروج لتصور نفسها لتكون في صدارة الشركات الطامحة في هذا المجال، في حين أنها تتخبط ولا ترتقي لذلك أبدًا، وهنا وجب الإشارة إلى أنه عليك عزيزي القارئ أن تُدرك هذه الحقيقة، وأن تختار ما يناسبك من أدوات ذكاء اصطناعي لتُسهل عملك وحياتك، وأن تختار ما هو موثوق لتستثمر فيه أموالك.. وهذا هو خلاصة قولي وطرحي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يقتحم شاشات التلفزيون المصري بملامح فرعونية .. فيديو

القاهرة

قدمت قناة “إكسترا نيوز” المصرية، تجربة فريدة من نوعها تمثّلت في ظهور أول مذيعات افتراضيات تم إنشاؤهن بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن حلقة خاصة من برنامج “الإبداع في مصر” تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي يصنع الأفلام: حوار بين التكنولوجيا والإنسان”.

ووفقاً لمصدر خاص بالقناة، فإن المذيعات الافتراضيات اللواتي ظهرن في الحلقة تم تطويرهن باستخدام نموذج الذكاء التوليدي المتقدم “Veo 3″، بالتعاون مع شركة غوغل.

وتتميز هذه التقنية بقدرتها على إنتاج شخصيات رقمية تحاكي الإنسان بدرجة عالية من الواقعية، من حيث تعابير الوجه وحركات الشفاه والصوت.

وقد أثارت هذه التجربة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في التجربة نقلة نوعية تواكب الثورة الرقمية، ومن أبدى مخاوفه من أن يؤدي هذا التوجّه إلى تقليص فرص العمل أمام المذيعين البشريين مستقبلاً.

ولاقت المذيعات الافتراضيات إعجاباً بصرياً من قبل شريحة من المتابعين، لا سيما من حيث مظهرهن المستوحى من الحضارة الفرعونية، وهو ما أضفى بُعداً ثقافياً وتكنولوجياً جديداً على الشاشة المصرية.

بينما رأى آخرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق قد يطرح إشكاليات أخلاقية تتعلق بالأصالة وحقوق الإبداع في الأعمال الإعلامية والفنية.

وقدمت الحلقة الإعلامية مي حامد، وتناولت النقاش حول العلاقة المتشابكة بين الإنسان والتكنولوجيا، خاصة في ما يخص أدوات الذكاء الاصطناعي ودورها في صناعة السينما والمحتوى الإعلامي، حيث اعتُبرت هذه الأدوات بمثابة سلاح ذي حدين: توفر إمكانيات هائلة للإبداع، لكنها تطرح في الوقت نفسه تحديات حول مستقبل المهن التقليدية والهوية الفنية للعمل الإعلامي.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/مذيعات-بالذكاء-الاصطناعي-يظهرن-لأول-مرة-على-شاشة-قناة-إخبارية-مصرية.-الذكاء-الاصطناع.mp4

مقالات مشابهة

  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقتحم شاشات التلفزيون المصري بملامح فرعونية .. فيديو
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
  • كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
  • في عصر الذكاء الاصطناعي.. رسائل تهنئة بعيد الأضحى 2025
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • الذكاء الاصطناعي في خدمة نبيذ لبنان
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟