توقف قلبه وأوجع قلوبنا .. جماهير الزمالك تنعي أحمد رفعت من مدرجات ستاد القاهرة
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
وجهت جماهير نادي الزمالك المتواجده الان في مدرجات استاد القاهره الدولي لمتابعه مواجهه الفريق الابيض امام الاسماعيلي لحساب مواجهات الدوري الممتاز رساله تأثر ودعم لوفاة الراحل احمد رفعت نجم المنتخب الوطني.
وحملت جماهير الفريق الابيض لافتات تحمل عبارات وصور للاعب الراحل وتضمنت عبارة : توقف قلبه واوجع قلوبنا في الجنة يا رفعت.
كان اللاعب الراحل قد غادر دنيانا صباح امس السبت عن عمر 31 عام بعد فترة صراع مع المرض بدأت منذ شهر مارس الماضي بسقوطه بصوره مفاجئة خلال فعاليات مواجهة فريقه امام الاتحاد السكندري بالاسكندرية لحساب منافسات الدوري.
وعلى اثرها دخل في غيبوبة وعانى من مشاكل في الدورة الدموية وكفاءة القلب إلى أن استرد وعيه بشكل تام وغادر المستشفى بضعة اشهر قبل أن يلقى وجه ربه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية المنتخب الوطني أحمد رفعت الزمالك ستاد القاهرة الدولي
إقرأ أيضاً:
الأمهات مصابيح من دونها قلوبنا تنطفئ
أين منه حارة الشام بذكرياتها القديمة وفرحة اللقاء بالأصحاب المزهرة بأفراح الشباب المليئة بتطلعات المستقبل. لم تبق إلا الذكريات التي تجعله يهيم في أزقة الحواري الضيقة، يستنشق نسمة هواء محملة بأريج الماضي البهيج. بعد أن تفرق الأهل والأصحاب، وتباعدت المسافات بينهم، بعد أن غادروها إلى الأحياء الجديدة. فى زقاق جانبى، وهو يسير متعبًا فى هذا الصيف اللاهب، قادته قدماه إلى أحد المقاهي الشعبية المنتشرة بين البيوت القديمة، يسعفه العامل بكأس من الماء يرطب به حلقه، يطيل التأمل أمامه، يبصر من خلف الزجاج أعدادًا من رواد المقهى وهم يثرثرون، بينما يشربون الشاى ويحتسون القهوة، ويدخن بعضهم الشيشة. يغريه صوت الست«أم كلثوم» وهي تشدو بأغنية الأطلال:
يا حبيبًا زرت يومـاً أيكـه
طائر الشـوق أغنـي ألمـي
لك إبطـاء المـدل المنعـم
وتجنـي القـادر المحتكـم
وحنيني لك يكوي أضلعـي
والثواني جمرات في دمي
يهيم مع الصوت والكلمات إلى زمن بعيد، عندما كان المقهى يزهو برواده، ومكاناً محبباً وهاماً للتلاقي والونس بين الأصحاب، وطرح هموم الحياة الخاصة والعامة، ومساحة مميزة لتبادل الحديث والمناقشات، ومكان لقاء أحبة وعشاق عابرين.
كان المقهى جزءاً أصيلاً من روح وسط البلد، لا يدل على ثرائه بقدر ما يكشف عن طبيعة علاقات أهله الاجتماعية.
سرح بعيدًا.. بعد مغرب آخر يوم من اختبارات المرحلة المتوسطة، يوم كان يدرس في مدرسة الفلاح، جاءه صديقه يوسف، واقترح عليه أن يذهبا معًا إلى بيت خالته في حارة البحر. استأذن من أمه التي أوصته قبل أن ينطلق أن لا يتأخر عن الحضور قبل أذان العشاء. انطلقا كالشعاع في أزقة الحارات الضيقة، وقبل أن يصلا إلى بيت خالته عرج يوسف على دكان عم عبيد، الذي كان ساعتها مشغولاً باستخراج بعض الأشياء، ورصها على الرفوف الخالية.. ناوله ثلاثة قروش وهو يقول له: الوالد يسلم عليك. ناوله عم عبيد سيجارتين. أخذهما وغادرا المكان بسرعة وهو يقول له: واحدة لي والأخرى لك.
قال له: ولكنني لا أدخن ولو عرفت أمي ستعاقبني، قال له يوسف يطمئنه: لن يعرف أحد، ودعنا نصرف النظر عن زيارة خالتي الليلة، وندخل المقهى المجاور، ونطلب بما تبقى من النقود براد شاهي أبو أربعة، وتجرب أنت أول سيجارة.
أشعل يوسف السيجارتين من لهب الموقد، وأخذ نفساً طويلاً من كل سيجارة، ثم أعطاه إحداها، وطلب منه وهو يضحك والدخان يتناثر من فمه في دفعات متناغمة أن يفعل مثله. أخذ نفساً، ثم أخرج الدخان من فمه بسرعة. نثر رماد السيجارة بسبابته برفق، كما فعل صديقه، ولكنه لم يستمر في التدخين، رمى بنصف السيجارة على الأرض وقد ارتفع صوته بكحات متتالية.
من بعيد يأتيه أذان العشاء من مسجد ألمعمار ندياً متماوجاً. غادر المقهى وتخطى عتباتها المكسورة، سارع في خطوات ثابتة في أزقة الحارات الضيقة المضاءة نصف إضاءة. نسي لشدة عجلته أن ينفخ كم نفساً في الهواء ليطرد رائحة الدخان من فمه فلا تشمه أمه. وقف أمام باب البيت لحظات قبل أن يطرقه، أحس برعشة تهز كيانه، وهو يسمع خطوات أمه التي اعتادت أن تظل يقظة ولا تغمض عيناها حتى يعود، فتحت له الباب ووقفت بقامتها تسد المدخل وهي تنظر إليه، وفي عينيها تباشير عتاب وتساؤل. ألقى بنفسه على كتفها معتذراً، وهو يقبل يديها ورأسها. قالت له وقد شمت رائحة الدخان من فمه وثيابه: أين كنت؟ قال مرتبكاً: كنت مع صاحبي يوسف لزيارة خالته، قالت: ورائحة الدخان من أين جاءت..قال: ليس هناك رائحة دخان. قالت: احلف انك لم تدخن. قال: والله العظيم لم أدخن. أسرعت إلى الخيزرانة المعلقة على جدران غرفة المعيشة، وهي تقول: تكذب وتحلف. رائحة الدخان تملأ ثيابك وفمك، وضربته. لأول مرة تضربه أمه. في السابق عندما كان يفعل هو وإخوانه شيئاً لا يعجبها، كانت تهددهم بالخيزرانة وتلوح بها لتخيفهم، ولكنها هذه المرة تضربه وبقسوة، وهو يبكي ويصرخ ويحاول الهرب من عصاها، ولكنه لا يستطيع، ولايدري إلى أين يذهب وأين يختبئ. و… ولم يجد غير حضن أمه يحتمي به منها. حضنته وتوقفت عن ضربه، وهي تقول له: أضربك لأنني أحبك وأخاف عليك.
** الأمهات مصابيح، من دونها قلوبنا تنطفئ”. الأمهات نعمة لا يمكن معرفة قدرها الحقيقي حتى نفقدها.