مجزرة استراحة الباقة.. حين يتحول المقهى إلى مسرح موت بغزة
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
في واحدة من أكثر صور التناقض قسوة ودموية، تحولت استراحة ترفيهية على شاطئ بحر مدينة غزة إلى مسرح لمجزرة جديدة أُطلق عليها اسم "مجزرة كافتيريا الباقة"، لتوثق صدمة كبرى في الوجدان الغزي بين مكان خصص أصلا ليكون ملاذا للراحة من ضغوط الحرب والحصار، فتحول في لحظات إلى ساحة دمار وذكرى دامية لن تمحى من ذاكرة المدينة المحاصرة.
لم يكن الجالسون في الكافتيريا سوى نازحين فرّوا من القصف المستمر، وصحفيين يسعون لتوثيق معاناة الناس، وطلاب بحثوا عن إشارة اتصال يطمئنون بها أهاليهم بأنهم ما زالوا أحياء.
لكن الصاروخ الذي استهدف المكان أغلق كل الأبواب، ليعيد تعريف الحياة والموت على الطريقة الغزية: حيث لا مكان آمنا ولا زمن للهدنة.
ومع انتشار صور الدماء والأشلاء الممزقة على الشاطئ، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة صدمة وحزن عميق، إذ تفاعل آلاف النشطاء والمدونين مع هذه الجريمة المروعة، متسائلين عن حجم التناقض بين كلمتين لا يمكن أن تجتمعا في مكان واحد: "مجزرة" و"كافتيريا".
وقال أحد المدونين: "لك أن تتأمل حجم التناقض بين الكلمتين: "مجزرة" و"كافتيريا". من كان يتخيل يوما أن تتحول الكافتيريا، المُعدّة أصلا للترفيه والاستمتاع قبالة شاطئ البحر، إلى بركة من دماء البشر تسبح فيها الأشلاء الممزقة؟".
كل محاولة يقوم بها شاب من غزة لصناعة نصف حياة، أو لاستعادة واحد بالمائة من روح المدينة قبل جريمة الإبادة الجارية، أو حتى لأخذ قسط من الراحة لساعة أو ساعتين من مشاهد الدماء، مع أنها استراحة بصرية فقط وليست سمعية ولا نفسية ولا ذهنية،
يقصفها الاحتلال، فورا،
المجزرة المروّعة التي…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) June 30, 2025
ورأى آخرون أن غزة هي المكان الوحيد الذي لا يعرّف فيه التناقض عن نفسه كما في أي مكان آخر، حيث أعادت الإبادة صياغة كل المفاهيم بطريقة دامية ومأساوية، حتى إن من كان داخل الكافتيريا لم يكن هناك للاستجمام، بل للبحث عن نافذة حياة وسط الحرب.
لا زلنا نُفجع بأخبار وتفاصيل مجزرة "الباقة"، المكان الذين ضمّنا كثيرًا وعشنا فيه مئات الذكريات المميّزة، أصبح مدمرًا وقُتل فيه العديد من الأحباب والأصدقاء. أسماء نعرفها ونحبها لا زالت تُذكر كشهداء، رحلوا في لحظة.. مجزرة مروّعة وصعبة للغاية، ومشاهد كارثيّة!
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) June 30, 2025
إعلانوأشار نشطاء إلى أن كل محاولة يقوم بها شاب غزي لصناعة نصف حياة أو أخذ قسط قصير من الراحة بعيدا عن مشاهد الدماء تُقصف فورا، لتؤكد مجددا أنه لا مكان آمنا على الإطلاق.
وأكدوا أن استراحة "الباقة" لم تكن مجرد مقهى، بل بيتا وملتقى للأصدقاء والشباب من شمال غزة إلى جنوبها، حتى تحوّلت إلى قبر جماعي في لحظة واحدة.
حكايات الشهداء الأخيرةرأى عدد من النشطاء أن كثيرا من الجالسين في تلك اللحظة كانوا قد وعدوا أهاليهم بلحظة صفاء قصيرة قرب البحر، محاولة للابتعاد عن أجواء الموت التي تملأ المكان، لكن المحتل المجرم أرسل صواريخه عليهم ليغتال لحظة تجرؤوا فيها على استنشاق السعادة، ويحيل يومهم إلى فاجعة جديدة تُضاف إلى سلسلة طويلة من المآسي.
وأضاف آخرون أن استراحة "الباقة" لم تكن مجرد مقهى، بل كانت بمثابة بيت يجمع شباب غزة وملتقى للأصدقاء والأحبة بلا مواعيد، ليحوّلها الاحتلال اليوم إلى قبر جماعي وصورة أخرى من صور الإبادة الجماعية.
شهادات مؤلمة وصور لا تُنسىوأشار مدونون إلى أن الجميع كان يقصد "الباقة" دون موعد محدد، لأنها كانت المكان الذي يلتقي فيه كل من تعرفه، لكنهم اليوم اجتمعوا على موعد واحد مع الموت، وتحولت الذكريات على شاطئ البحر إلى مجزرة مفتوحة على الحزن.
الغزاوي يُقتل ويُصاب في بيته، مسجده، كنيسته وفي الشارع والخيام وحتى على شاطئ مدينته.
صورة من مجزرة استراحة الباقة على شاطئ بحر غزَّة pic.twitter.com/pi5WjAXlSw
— عبداللّٰه من غزَّة ???? (@mugharii) June 30, 2025
وكتب أحد النشطاء: "كافتيريا الباقة لم تكن مجرد استراحة، كانت ملاذا أمانا، متنفسنا الوحيد الذي نجتمع فيه كأنها بيتنا. وللأسف، تحوّل هذا المكان إلى مسلخ ومقبرة وموت جماعي".
وأضاف آخر: "في غزة، حتى الشاطئ لم يعد آمنا، حتى البحر صار ساحة موت".
الرمال والبحر شهود على المأساةواعتبر آخرون أنه على شاطئ البحر، حيث تهرب العائلات من الموت إلى نسمة حياة، ارتكب الاحتلال مجزرة مكتملة الأركان. وقال أحد المدونين: "كانت الرمال تضحك تحت أقدام الأطفال، والماء يداوي الخوف للحظة، ثم جاء الصاروخ فامتلأت الاستراحة بالدم، لا بالأصداف".
وكتب آخر: "في لحظة، تحوّلت الباقة التي جمعت العائلة والضحك والطعام البسيط إلى صمت أبدي. جثث مبعثرة على الرمال، أمهات يصرخن بجنون، وآباء يبحثون عن أطراف صغارهم بين الأمواج".
*???????? ???? على شاطئ البحر… جلسوا ليحتموا من الحرب، فداهمهم الموت*
في غزة، لا مكان آمن…
حتى البحر، الذي لطالما كان متنفسًا من ضيق الحصار ورائحة الدم، تحوّل اليوم إلى ساحة مجزرة جديدة…
???? في استراحة "الباقة" على شاطئ الميناء، جلس هذا الرجل مع من يحب
لكن صاروخًا إسرائيليًا لم pic.twitter.com/rs9v06qPCT
— مصطفى شريفي (@mucherifi69) June 30, 2025
وأضاف مدون آخر: "في استراحة الباقة أجساد مقطعة بلا ملامح… رؤوس طارت إلى البحر وصار الموج يحمل أشلاءهم. مجزرة جديدة تُسجل في ذاكرة الدم".
في استراحة الباقة أجساد مقطعة بلا ملامح… ورؤوس طارت إلى البحر وصار الموج يحمل أشلاءهم
30 حزيران 2025
مجزرة جديدة تُسجل في ذاكرة الدم
— Don Amine (@eldonamine) July 1, 2025
إعلانوتساءل عدد من المدونين بمرارة: "أي ذنب اقترفه هؤلاء؟ أي تهديد شكلوه على هذا الشاطئ العاري من كل شيء إلا الحياة؟ كانت النزهة الأخيرة، وكانت البسمة الأخيرة، وكان البحر شاهدا على مجزرة مكتملة الأركان. كيف لشعب هزيل وضعيف أن يتحمل كل هذا الظلم الهائل؟".
مسرح جريمة مكتملة الأركانورأى آخرون أن لحظة صفاء قصيرة تحوّلت إلى مسرح جريمة مكتملة الأركان، إذ تحوّل المكان في ثوانٍ إلى مشهد يفوق الوصف، حيث الأشلاء المبعثرة على الكراسي، والصراخ الممزوج برائحة البحر، والدماء التي تغسلها أمواج الصمت العربي.
استراحة "الباقة" على شاطئ بحر غزة، حيث ارتكب الاحت٠٠لال مج٠٠زرة، خلّفت أكثر من 20 شهيداً وعشرات الجرحى.٠٠٠
لا حول ولا قوة الا بالله ٠٠٠
اللهم عليك بكل العرب المطبعين المتخاذلين الخونة #غزه_تباد_وتحرق pic.twitter.com/OqjjvmIQkR
— ولاء الاصبحي (@GhfraaaanA) June 30, 2025
وأكدوا أن القصف وقع بلا أي إنذار مسبق، لتُزهق أرواح الجالسين في لحظة واحدة، تماما كما يُقتل الحلم في هذه البقعة المنكوبة التي اعتادت أن تدفع ثمنا باهظا لمجرد التجرؤ على الحياة.
بدوره، قال مصدر طبي بمستشفى الشفاء لقناة الجزيرة إن 34 شهيدا -معظمهم من النساء والأطفال- سقطوا في القصف الإسرائيلي، وسط تقديرات بأن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب الإصابات الخطيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات استراحة الباقة مکتملة الأرکان مجزرة جدیدة شاطئ البحر على شاطئ فی لحظة
إقرأ أيضاً:
أين عامل بنسليمان حيث أكبر ملعب في العالم….شاطئ بوزنيقة يتحول إلى مطرح نفايات (صور)
زنقة 20. بوزنيقة
على بعد 6 أشهر فقط من إستضافة المغرب لمنتخبات القارة الأفريقية في أغلى المناسبات الكروية على الإطلاق، لازالت عدد من المدن التي يسيرها فاشلون سواءاً المنتخبون أو العُمال، تتخبط في الفوضى و العبث.
غير بعيد عن العاصمة الإدارية الرباط والإقتصادية الدارالبيضاء، تتواجد أحد المدن السياحية الجميلة “بوزنيقة” تعيش الإهمال والتسيير العبثي خلال فترة تدبير الرئيس المعتقل “كريمن” دون أن يكلف أحد نفسه تحمل المسؤولية لإعادة بريق شاطئ بوزنيقة مع دخول موسم الصيف والإصطياف.
عامل إقليم بنسليمان الوصي الأول عن المدينة وضواحيها، وممثل جلالة الملك يبدو أنه يعيش خارج السياق، خاصة وأن منطقته ستشهد بناء أكبر ملعب في العالم، ملعب الحسن الثاني.