بوابة الوفد:
2025-07-06@14:14:18 GMT

عن الضحك: نظرية بيرغسون وتطبيق التوحيدى

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

فى كتابه Le Rire (الضحك، 1900)، يقدم الفيلسوف الفرنسى هنرى بيرغسون (ت. 1941) قائمة بآليات وأسباب الضحك.

يفترض بيرجسون أن الفعل المضحك ينشأ من الصدام بين التوقعات والواقع. عندما يكون هناك تناقض مفاجئ يخلق ذلك مشهدا مضحكا: مثلا رؤية رجل محترم يسير فى الشارع ثم ينزلق فجأة ويسقط على الأرض. لماذا تكون الافعال من هذا النوع مضحكة دائمًا؟ وفقا لبرغسون، فإن الطبيعة اللاإرادية للفعل هى التى تجعلنا نضحك.

تشير العثرات والأخطاء والحماقات العامة إلى الافتقار إلى التنوع والوعي؛ حيث يتوقع المرء أن يجد القدرة على التكيف واليقظة والمرونة الحية للكائن البشرى يجد بدلًا من ذلك فعلا مضادا للمتوقع. لهذا السبب نضحك عند مشاهدة طريقة مشى تشارلى تشابلن أو عادل امام فى أعمالهما الكوميدية، فنحن نتوقع أن نرى فى الجسد البشرى الليونة والمرونة ونضحك عندما نراه يتحرك بطريقة ميكانيكية ومتكررة تذكرنا بالآلة.

بحسب بيرغسون «الكوميديا ​​لا توجد خارج نطاق ما هو إنسانى تمامًا». بهذه الكلمات، لم يكن يتوقع أنه، بعد قرن من الزمان، ومن خلال الإنترنت، سنجد مقاطع فيديو وميمات وصورا متحركة سريعة الانتشار ​​لحيوانات أليفة تتصرف كبنى البشر.

قبل برغسون بأكثر من تسعة قرون يفاجئنا أبو حيان التوحيدى (ت. 1023) بكتابه «مثالب الوزيرين» الذى نجد فيه ما يبدو وكأنه تطبيق مبدع لنظريات برغسون عن الكوميديا الساخرة. فى «نطاق ما هو إنسانى تمامًا» يضحكنا التوحيدى على أفعال وأقوال شخصيات بارزة فى عصره مثل الصاحب ابن عباد وأبو الفضل بن العميد.

يسلّط التوحيدى الضوء على غرابة ابن عباد بما فى ذلك مشيته المضحكة وحركة عينيه الزئبقية وخفته، ويصفه وقد «.. لوى شدقه، وشنّج أنفه، وأمال عنقه، واعترض فى انتصابه، وانتصب فى اعتراضه، وخرج فى مسك مجنون، قد أفلت من دير جنون».

ويعرّج على أعماله الأدبية فيصفها بالفارغة المليئة بالسجع والتكلف: «كان يأتى بالسجع فى أكثر كلامه مع.. حشرجة صدره، وانتفاخ منخريه، والتواء شدقيه، وتعوّج عنقه، واللعب بخنقفته..»

ويسخر من ردود أفعاله المتعجلة غير المدروسة والتى تؤدى فى كثير من الأحيان إلى نتائج غير مقصودة. دخل عليه احد القضاة من مدينة قم، وأراد ابن عباد ان يقول جملة مسجوعة فقال: «أيها القاضى من قُمْ.. قد عزلناك فقمْ!»

ويعكس تصوير أبو حيان التوحيدى لابن عباد مفهوم برغسون عن شعور الساخر بالتفوق على من يسخر منه فنجده يدعو القرّاء إلى السخرية من سلوك وحمق المهجو -ابن عباد- وإدراك تفوقهم على هذه الشخصية غريبة الاطوار.

وكما نرى، ينبهنا الضحك، كما يصوّره برغسون نظريا والتوحيدى عمليا، إلى مخاطر التمسك ببعض السلوكيات الشخصية كى لا نصبح عرضة لسخرية الآخرين. بهذا المعنى ​​يجب أن نأخذ الكوميديا على محمل الجد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عن الضحك الأرض

إقرأ أيضاً:

بيومي فؤاد وسيد رجب وفتحي عبد الوهاب يشعلون "شلة ثانوي": خطة خارجة عن القانون تقلب موازين الكوميديا!

 

 

 

 

 

في مفاجأة سينمائية من العيار الثقيل، تعاقد النجوم الكبار بيومي فؤاد، سيد رجب، وفتحي عبد الوهاب على بطولة فيلم جديد بعنوان "شلة ثانوي"، في خلطة درامية كوميدية جريئة، تعد بتغيير قواعد اللعبة في السينما الاجتماعية الحديثة، وخلخلة النمط التقليدي لأفلام "الأصدقاء والحياة".

الفيلم من تأليف عبد الفتاح كمال، وإخراج العائد بقوة هشام الشافعي، وإنتاج صفوت غطاس ومحمد فوزي، ويُنتظر انطلاق التصوير خلال الأيام القليلة المقبلة وسط تكتم شديد على باقي الأبطال، في ظل وعد من فريق العمل بتقديم تجربة "مش شبه أي حاجة اتقدّمت قبل كده".

"شلة ثانوي" لا يقدّم مجرد قصة عن صداقة أو أزمة، بل يغوص في عوالم ثلاث شخصيات كل واحد منهم على حافة الانهيار: رجل مكسور في شغله، وآخر مهان في أسرته، وثالث ضايع في مجتمع ما بقاش شايفه. ولما يقرروا يعملوا "ضربة معلم" تثبت إنهم لسه موجودين... بيتورّطوا في خطة غير قانونية، مجنونة، وعبقرية في نفس الوقت.

 

لكن المفاجأة؟
الجميلة الخبيثة... سمسارة فاتنة بتدخل المعادلة، تقلب اللعبة، وتزرع الفتنة بينهم، في صراع بين الإغراء والخيانة، والوفاء والخوف. ومع كل خطوة في الخطة، بيقربوا أكتر من الحافة... حافة السقوط أو الخلاص.

الفيلم بيشهد ثالث لقاء سينمائي بين بيومي فؤاد وسيد رجب بعد النجاح الساحق لفيلم "وقفة رجالة"، والظهور المميز في "أنا وابن خالتي" اللي جمعهم بهنادي مهنا. أما فتحي عبد الوهاب، فحضوره دائمًا ضمانة لعمق الأداء وقوة التعبير، ما يعني إننا أمام توليفة نارية غير متوقعة.

عودة المخرج هشام الشافعي بهذا المشروع تفتح باب الترقب، خاصة بعد تجاربه السابقة مثل "إحنا اتقابلنا قبل كده" و"سقراط ونبيلة". مصادر من داخل فريق العمل كشفت إن الفيلم هيقدّم مفاجآت كتير في الإخراج، الصورة، وحتى في الشكل البصري للأبطال.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هل الإكثار من الضحك والمزاح ممنوع شرعًا؟.. الإفتاء تجيب
  • عباد يتفقد مشروع ترميم شارع الزهراوي في مديرية السبعين
  • بيومي فؤاد وسيد رجب وفتحي عبد الوهاب يشعلون "شلة ثانوي": خطة خارجة عن القانون تقلب موازين الكوميديا!
  • شرطة أبوظبي تبث فيديو لحادث حقيقي بسبب الإطارات الرديئة
  • في ذكرى ميلادها.. وداد حمدي خادمة القلوب وسيدة الكوميديا الهادئة (تقرير)