بعد الانتخابات.. خبير شؤون أوروبية: شكل السياسة الخارجية لبريطانيا وفرنسا سيتغير
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
تشهد الساحة السياسية الأوروبية تحولات جذرية بعد الانتخابات الأخيرة، حيث يتوقع أن تتغير معالم السياسة الخارجية لكل من بريطانيا وفرنسا بشكل كبير.
وفي ظل هذه التطورات، أكد خبير الشؤون الأوروبية، حسين الوائلي، أن السياسة الخارجية لكل من بريطانيا وفرنسا ستشهد تغييرًا بعد الانتخابات الأخيرة.
بعد الانتخابات.. خبير شؤون أوروبية: شكل السياسة الخارجية لبريطانيا وفرنسا سيتغيرتغييرات في معالم السياسة الخارجية لكل من بريطانيا وفرنسا
وأوضح الوائلي، خلال مداخلة له في برنامج "مطروح للنقاش" الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحويزي على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن بريطانيا وفرنسا ستتعاطيان بشكل مختلف مع السياسة الخارجية في ظل قيادة "يمين الوسط" بزعامة إيمانويل ماكرون، والذي يتمتع بنهج أكثر عقلانية مقارنة باليمين المتطرف، خصوصًا فيما يتعلق بباريس.
حزب العمال في بريطانياوأشار الوائلي إلى أن حزب العمال في بريطانيا قد يغير مسار السياسة الخارجية والدبلوماسية البريطانية، مما قد يؤدي إلى نهج جديد بعيدًا عن التصعيد الذي كان يتبعه حزب المحافظين في لندن، وعلاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أوضح أن فرنسا ستعمل على تحقيق نوع من التوازن في قراراتها لتكون أكثر توافقًا مع الرؤية الأمريكية، دون أن تتعرض لضغوطات من واشنطن. ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يظهر توافقًا كبيرًا مع صانع القرار الأمريكي في السنوات الأخيرة، معتبرًا أن ذلك كان ينسجم مع التطلعات الأوروبية، ولكن هناك الآن تطورات جديدة في أوروبا على المستوى الأمني والدفاعي، مما قد يؤدي إلى تغييرات في صنع القرار الفرنسي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بريطانيا فرنسا انتخابات بريطانيا وفرنسا السیاسة الخارجیة بریطانیا وفرنسا بعد الانتخابات
إقرأ أيضاً:
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه.
عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.
في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر.
لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.
وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد.
كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.
لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.
عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية.
كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.
إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة.
كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.
حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء.
إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.
عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم.
وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.