11 عاماً مرت على ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم المرشد، بعد عام أسود عاشته مصر وشعبها، ملىء بالفوضى والضبابية فى إدارة مؤسسات الدولة والسعى للسيطرة على مفاصل الدولة.

وخلال الأعوام الماضية شهدت «الإخوان» انشقاقات وانقسامات ضربت التنظيم، واتهامات متبادلة بين مجموعات الخارج، سواء اتهامات مالية أو تنظيمية أو أخلاقية.

أما على الصعيد الداخلى، فلم يبقَ من الإخوان سوى مجموعات مفككة، فى السجون، فلا يوجد هيكل تنظيمى للجماعة داخل مصر، بعد حل حزبها السياسى وإعلانها جماعة إرهابية، أما فى الخارج فانقسمت الجماعة إلى مجموعات، أبرزها مجموعة «الشيوخ»، ممثلة فى القيادات، وتسعى للحوار السياسى، أما مجموعة «الشباب»، وكان يقودها محمد كمال، فهى ترى فى العنف سبيلاً وحيداً لتحقيق أهدافها، فضلاً عن مجموعات أخرى تتنافس كلها لفرض سيطرتها على التنظيم، و«التيار الثالث»، بالإضافة إلى الجبهتين التابعتين لقيادات الجماعة «محمود حسين»، و«إبراهيم منير»، وغيرهما من المسميات التى تنتمى لها عناصر مشرذمة فى الخارج.

وتبادل الجميع الاتهامات بشأن الذمم المالية، فمنذ ما يقرب من 3 أعوام واجهت جبهة القيادى الإخوانى محمود حسين اتهامات من الجبهة الأخرى (إبراهيم منير) بتبديد وسرقة مليون ونصف المليون دولار.

لم يكن تبادل الاتهامات المالية بين مجموعات جماعة الإخوان الإرهابية فقط متعلقاً بسرقة ملايين الدولارات، ولكن كانت لـ«الإرهابية» أنشطة مالية أخرى من خلال مكاتب فى الصرافة، والمقاولات، والجمعيات الخيرية، والقنوات الإعلامية المحرضة، وذلك بهدف غسل أموالها المشبوهة، وإضفاء صفة المشروعية عليها لإخفاء مصادر تمويلاتهم.

هذا ما فجرته أوراق التحقيقات فى القضايا التى تولتها نيابة أمن الدولة والكسب غير المشروع، مستندة إلى التحريات الأمنية التى أعدتها الجهات المختصة بوزارة الداخلية، وكشفت أن التجارة فى الممنوعات والأعمال غير المشروعة هى المصدر الأساسى للأموال الطائلة للجماعات الإرهابية، التى تستخدمها قيادات الجماعة فى تنفيذ مخططهم المحرض ضد الدولة المصرية، وكشفت مصادر قانونية أن تمويل الغالبية العظمى من قيادات الجماعة الإرهابية جاء من خلال أنشطة مشبوهة من خلال التجارة فى الممنوعات، شملت تجارة السلاح وغسل الأموال والدعارة، والعملة، والآثار، والمخدرات، واستخدام المال السياسى الفاسد فى جمع المزيد من الأموال فى داخل الدولة والخارج، وأنهم أخفوا حقيقة ثرواتهم عن طريق غسل الأموال فى العديد من الأنشطة والمجالات العامة؛ لإضفاء صفة المشروعية على أموالهم القذرة، وأن عناصر عصابة الإخوان الدولية يستغلون علاقاتهم بالمسئولين بالخارج لتسهيل أنشطتهم الإجرامية المختلفة.

كما أظهرت أوراق التحقيقات للعديد من الجهات المختصة بالدولة تورط أعضاء الجماعة فى أنشطة الاتجار فى الأعضاء البشرية، وغسل الأموال؛ لتحقيق ثرواتهم الطائلة لتسهيل أهدافهم فى إسقاط الدولة والسيطرة على عقول الشباب والأطفال وزرع أفكار التنظيم فى عقولهم، وإدراجهم ضمن صفوف الجماعة الإرهابية، مستغلين مكاتب السياحة والسفر ومكاتب الخدمات الاجتماعية والمراكز الإسلامية، التى يسيطرون على مجالس إداراتها، والروابط والجمعيات فى جمع التبرعات وتجنيد الشباب لضمهم إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة مثل «داعش والقاعدة» وغيرهما فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، كما أنهم يستغلون أنشطة تلك الجمعيات، والروابط التابعة لها، فى غسل الأموال وتسريب الأرصدة غير الشرعية وإخفائها بهدف التجارة فى السلاح، وتمويل شراء السلاح للتنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان.

«ربيع»: الشباب فقدوا الثقة فى المسيطرين على «التنظيم» ونشروا تسريبات كشفتهم أمام الرأى العام

إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى السابق، المتخصص فى شئون الإسلام السياسى، قال إن جماعة الإخوان الإرهابية تعرضت لانقسامات شديدة بعد سقوطها فى مصر، وعلى مدار الـ11 عاماً الماضية، شهدت الجماعة حالة كبيرة من التمرد لدى شبابها على قياداتهم، نظراً للأزمات الأخيرة والتى على رأسها السرقات. وأضاف لـ«الوطن»، أنّ الشباب الإخوانى أصبح لا يثق حالياً فى القيادات التى تسيطر على الجماعة الإرهابية، بالإضافة إلى أن بداية فضح القيادات تمت من خلال التسريبات التى نشرها عدد كبير من الشباب فى الخارج، ليفضحوا ويبينوا صورة القيادات أمام الرأى العام كله.

«البشبيشى»: فضائحهم أحدثت هزة كبيرة

وقال طارق البشبيشى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية والإخوانى السابق، إن جماعة الإخوان الإرهابية عانت بعد سقوطها فى مصر حالة من الصراع الداخلى بسبب السرقات والنهب المتورطة فيها قيادات الجماعة الإرهابية، والتى أدت إلى انقلاب الشباب على القيادات، وفضحهم أمام الجميع، وهذا الأمر أدى إلى انشقاق الشباب عن صفوف القيادات، بل وصل الأمر إلى تخوف من القيادات نتيجة هذه الفضائح التى كشف عنها الشباب خلال الأيام الماضية.

وأضاف «البشبيشى» أنّ الفضائح المتتالية لقيادات «الإخوان» الإرهابية أحدثت هزة كبيرة فى الجماعة، خاصة من يسيطرون على القنوات التى تبث من الخارج، فهناك نهب وسرقات كبيرة متورط فيها العديد من القيادات الإخوانية الهاربة خارج البلاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجماعة الإرهابیة جماعة الإخوان من خلال

إقرأ أيضاً:

السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: مكي الحاج:

أمام حكم محكمة جنايات ذي قار بسجن أحد أعضاء جماعة “القربان” الدينية المحظورة مدى الحياة، تقف الدولة العراقية في لحظة اختبار دقيقة بين فرض سيادة القانون، وكبح جماح تيارات دينية متطرفة تتسلل إلى الفئات الهشّة من المجتمع، تحت عباءات روحية، لتزرع بذور الموت والانتحار.

وتنذر وقائع القضية بأن الجماعة، رغم الحظر والملاحقة، استطاعت بناء شبكة تأثير داخل بيئات اجتماعية تعاني من هشاشة مركبة: اقتصاد متردٍّ، تعليم ضعيف، فراغات نفسية وروحية، وغياب مشاريع تنموية مستدامة، ما جعل تلك المجتمعات تُستدرج بسهولة إلى طقوس تُغلّف الانتحار بثوب القداسة وتربطه بمفاهيم فقهية مغلوطة مثل “التقرب” و”التكفير عن الذنوب”.

ووفقاً لمصدر قضائي، فإنّ “المتّهم من الجماعة ثبتت عليه أدلة قاطعة تؤكد تورّطه في استدراج عدد من القاصرين، ودفعهم نحو إيذاء النفس والانتحار تحت عناوين مضلّلة”.

وأضاف أنّ “الحكم يأتي في إطار الحزم الذي تتّبعه السلطة القضائية ضدّ كل من تسول له نفسه تهديد السلم المجتمعي أو التلاعب بعقول الفئات الضعيفة”، مشدداً على أن “الأحكام الصارمة ستطاول كل من ينخرط في مثل هذه الأنشطة المنحرفة، حمايةً للنسيج الاجتماعي وسلامة الأفراد”.

وقال مسؤول قضائي عراقي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ “العشرات من الجماعة ما زالوا ينتظرون الأحكام القضائية التي ستصدر بحقّهم لاحقاً”، مبيّناً، أنّ “غالبية ملفات هؤلاء أُنجزت وعُرضت على القضاة المختصّين، بانتظار صدور الأحكام”، مشيراً إلى أهمية العقوبة القانونية كجزء من عملية ردع هؤلاء.

وتكشف طريقة تجنيد القاصرين في الجماعة –من خلال قنوات تواصل اجتماعي وأناشيد طقسية ورسائل مكتوبة– عن فهم متقدّم لمنطق “الحرب الناعمة”، حيث تُستبدل القنابل بالفيديوهات، والمناشير العسكرية برسائل العقيدة المتطرفة، وهو ما يتطلّب بدوره نمطًا جديدًا من المواجهة لا يقتصر على الحلّ الأمني بل يدمج الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية الرصينة في حملة توعوية عميقة.

وتكمن خطورة جماعة “القربان” في طابعها الطقوسي الذي يجعل الموت غاية وليس نتيجة، إذ يتم استدعاء رموز مقدسة في سياق انتحاري تدميري، الأمر الذي يخلق فجوة عاطفية بين الأجيال الجديدة وبين التراث الديني نفسه، ويفتح المجال أمام تجنيد مضاد من جماعات متطرفة أخرى قد تحمل رايات مختلفة، لكنها تغذي الذهنية ذاتها.

ويبدو أن صرامة القضاء العراقي في هذا الملف تعكس إدراكاً متزايداً لدى مؤسسات الدولة بأن الصمت أمام الجماعات التي توظّف الدين في إذكاء نزعات انتحارية هو نوع من التواطؤ الصامت.

غير أن الحكم القضائي، على صلابته، لن يكون كافياً ما لم يُترجم إلى سياسات وقائية تضع حدًا لدوائر الفقر والحرمان والفراغ التي تنشأ فيها مثل هذه الكيانات المنحرفة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شائعات إخوانية.. مصدر أمنى لا توجد انتهاكات داخل مراكز الاصلاح والتأهيل
  • السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار
  • أحمد موسى: مظاهرة تل أبيب تكشف تنسيق الإخوان مع إسرائيل
  • البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تحبذ إدراج جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية
  • النيابة الأردنية تستدعي متهمين بالتستر على أملاك جماعة الإخوان
  • النيابة العامة تبدأ بملاحقة المتسترين على أملاك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة
  • النيابة العامة تبدأ ملاحقة المتسترين على أملاك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قضائيًا
  • الأردن.. النيابة تستدعي "متسترين" على أملاك جماعة الإخوان
  • النيابة العامة تستدعي أشخاصاً يتسترون على أملاك جماعة الإخوان المحظورة
  • تأجيل أولى جلسات محاكمة 12 متهما بالانضمام للجان الإخوان الإرهابية