الوطن:
2025-08-02@17:39:04 GMT

عمرو فاروق يكتب: أبناء «البنا» ونبوءة الشتات

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

عمرو فاروق يكتب: أبناء «البنا» ونبوءة الشتات

منذ 11 عاماً وجماعة الإخوان تعيش أسوأ مراحلها التاريخية منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، إذ إن غالبية الأزمات التى لحقت بها تدور فى فلك الصدام والصراع مع النظم السياسية، فى إطار مظلومية استثمرتها فى الحصول على مكاسب شعبية وسياسية واجتماعية، لكنها الآن فى موضع مختلف تماماً بعد أن ضربت الخلافات صفوفها الداخلية وأضحى التمرد التنظيمى بين قواعدها سمة أساسية، ووقوعها كذلك فى فخ السقوط السياسى والارتباك الفكرى والتفكك التنظيمى.

انتقلت الجماعة فعلياً إلى حالة «التيه»، المصاحب للانهيار التام، مما دفعها إلى التقوقع أو التعايش مع ظاهرة «الكمون التنظيمى»، فضلاً عن أنها لم تعد أحد مكونات الحالة السياسية المصرية، وأنها لن تصبح رقماً فى معادلة الحكم لمرحلة زمنية طويلة، فى ظل «الجمهورية الجديدة»، التى تضع ضمن توجّهاتها القضاء التام على أى مرتكزات إخوانية فى مفاصل الدولة المصرية عبر تشريعات قانونية ودستورية.

جماعة الإخوان، فى ظل صعودها إلى قمة السلطة، فشلت فى الانتقال من «فقه التنظيم»، إلى «فقه الدولة»، وفى إطار سقوطها المدوى، فشلت كذلك فى تقديم مراجعات فكرية أو سياسية أو تنظيمية، ومن ثم اتّجهت إلى تحويل الأزمة السياسية إلى معركة دينية، والترويج لنظرية المؤامرة على الإسلام، التى تتخذها غطاءً لتمرير مشروعها الأيديولوجى.

التمعّن فى وضعية جماعة الإخوان يكشف انهيار منطلقاتها الفكرية والحركية، التى قامت عليها كياناتها التنظيمية، مثل «البيعة» و«السمع والطاعة» و«قداسة القيادات» ومفاهيم «دولة الخلافة»، التى من شأنها أن تضع الجماعة ومستقبلها التنظيمى فى طريق اللاعودة والتشرذم، والمزيد من الانشقاقات المتوالية.

حجم الخلافات والصراعات والفضائح التى انتابت جماعة الإخوان فى الخارج، كفيلة بأن تكشف حقيقة مشروعها التخريبى فى الشارع المصرى، ومتاجرتها بالدين، وادعائها العمل السياسى، وولائها لكفلاء الخارج الذى يعملون على تمرير المشاريع التقسيمية التى تستهدف المنطقة العربية وشعوبها وخيراتها.

ربما عبّرت كلمات شيخ الطريقة الحصافية التى انتمى إليها حسن البنا فى بداية حياته عن مصيره ومصير جماعته التى لم تكن حينها تحبو فى طريق التمدّد والتغلغل فى عمق المجتمع المصرى «اللهم إنهم فتنة سيشتكى منها أهل الأرض، ويضج منها أهل السماء، اللهم سلطهم على أنفسهم، وأرهم الباطل حقاً والحق باطلاً، اللهم أكثر عددهم وقلّل مددهم».

حاولت جماعة الإخوان من الخارج صناعة الفجوة بين الحكومة المصرية والدوائر المجتمعية، عن طريق توظيف الشائعات والأكاذيب والمعلومات الملفّقة، والتقارير المتلفزة الموجّهة، بهدف تزييف وعى الشارع المصرى، وزعزعة الاستقرار الداخلى، وتشويه الصورة القومية للدولة المصرية، إقليمياً ودولياً.

فى إطار معركتها مع الشارع المصرى، قدّمت جماعة الإخوان «الانتماء الدينى» على «الانتماء الوطنى»، معتبرة أن الولاء للعقيدة أولى من الانتماء إلى التراب والأرض، وأن الدين يمثل فى ذاته الوطن الحقيقى، بما يخدم أجندتها الحركية والتنظيمية والفكرية، وتكريس «المفاصلة الوطنية»، واستنساخ نماذج بشرية متمردة على الإطار المجتمعى.

إشكالية «الانتماء الدينى» تمثل الخطوة الأولى فى طريق هدم الأوطان، وتفكيك منظومتها الأمنية والعسكرية والسياسية والمدنية، تحت مزاعم مخالفة القائمين عليها لمقاصد الشريعة وأحكامها، لاسيما أن ماكينة «الشائعات»، التى تم تفعيلها ضد الدولة المصرية من الخارج، والعمليات الإرهابية التى نفّذتها اللجان المسلحة الإخوانية فى الداخل، لم تكن سوى نتيجة طبيعية لتراجع «الانتماء الوطنى».

تجربة وصول «الإخوان» إلى الحكم وسقوطها المروع ترجمة لدى القائمين على المشروع، بأن الجماعة كانت تحرث فى الماء على مدار 90 عاماً، وأن جهدها وخططها فى الانتشار والتغلغل داخل المجتمعات العربية تحولت هباءً منثوراً، ولم تجنِ منها شيئاً، لاسيما أنها خسرت قواعدها التنظيمية، وممتلكاتها ومشاريعها الاستثمارية بسهولة متناهية فى إطار المصادرة القضائية، بالتوازى مع تفكّك حواضنها الفكرية فى عمق الشارع العربى.

حالة السقوط المحيطة بالجماعة وعناصرها دفعت القائمين عليها للتفكير فى تمرير استراتيجية الانتقال من خانة «الهيكل التنظيمى»، التى وضعها حسن البنا، إلى ساحة «التيار الفكرى» الجارف، والتخلص نهائياً من عبء التنظيم، الذى يُعتبر حائلاً أمام التماهى مع قضايا وإشكاليات المجتمع دون بناء جدار تنظيمى عازل، على غرار التيارات السلفية التى تتحرك بحرية تامة دون خسائر بشرية أو مادية.

ربما تأتى هذه الخطوة كمحاولة لتفادى الانهيار التام أو الهروب من جحيم النسيان، سيناريو الإغراق الدينى المتطرّف فى جنبات المجتمعات العربية، من خلال الأكاديميات والمنصات المؤدلجة، وفق مشروع إحياء تيار «الصحويون الجُدد»، القائم على التمدّد الفكرى دون الغطاء التنظيمى، لكن فى ظنى أن هذه الخطوة لن تفلح فى عودة الجماعة أو مشروعها مرة ثانية فى ظل الوعى المجتمعى، فضلاً عن اعتماد الجماعة تاريخياً على فكرة الاستقطاب والتجنيد التنظيمى، وإدارة الجماعة وفقاً لضوابط هرمية، تمكنها من التحكم المطلق فى قواعدها التنظيمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان فى إطار

إقرأ أيضاً:

أحمد ربيع الأزهري: الانتماء الحقيقي للوطن يُقاس بـ 5 أفعال

قال الشيخ أحمد ربيع الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، إن من أراد أن يُثبت انتماءه الحقيقي لوطنه، فعليه أن يُجسّد هذا الانتماء في أفعاله لا في شعاراته، مشيرًا إلى أن مجرد الانتساب اللفظي لا يكفي، بل يجب أن يكون الانتساب صادقًا، ويُترجم إلى سلوك عملي يظهر في خمسة أمور رئيسية.

وأوضح الشيخ أحمد ربيع الأزهري، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن أول هذه الأمور هو المحبة والانتماء الحقيقي، وهو شعور صادق يدفع الإنسان إلى الدفاع عن وطنه، والسعي لرفعته، لا إلى بث الفتن أو التخاذل وقت الشدائد، ثم يأتي التعمير والتثمير، أي أن يحرص كل مواطن على البناء والإصلاح في مجاله، لا على الهدم أو التخريب.

وأضاف احد علماء الأزهر، أن ثالث ما يُعبّر عن حب الوطن هو الاجتهاد والإتقان في العمل، فالوطن لا ينهض إلا بسواعد أبنائه، ولا يُبنى إلا بإتقان كل فرد لمهمته، صغيرًا كان أو كبيرًا، ثم يأتي النصح والتوجيه لأمته، أي أن يكون المواطن حريصًا على مصلحة مجتمعه، مُخلصًا في قول كلمة الحق، ناصحًا لقادته وإخوانه.

أمين الإفتاء: اقرأوا 3 سور للتحصين الروحي من السحرهل الأفضل تأخير صلاة العشاء عن وقتها؟.. الإفتاء تردحكم تأخير الصلاة عن وقتها.. الإفتاء: يجوز في هذه الحالاتالمقصود ببيع المال بالمال والموقف الشرعي لهذا التعامل".. الإفتاء توضح

خطورة الشائعات على الوطن

وكان الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، حذّر من خطورة الشائعات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن نشر الشائعة في صورة "خبر" يعد من الكبائر التي تُهدد استقرار المجتمعات وتُغضب الله عز وجل.

وقال الدكتور عمرو الورداني، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، إن الشائعة "اختراع شيطاني" وهي من أوسع أبواب الكذب، مشيرًا إلى الحديث الشريف: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في النار سبعين خريفاً"، مشدداً على أن من أخطر صور هذا الكلام هي الشائعات التي تُطلق دون تحقق أو وعي.

وأضاف الدكتور عمرو الورداني "بعض الشائعات تنطبق عليها تماماً مقولة النبي ﷺ: 'إن الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً'، والكذب من أمهات الكبائر"، لافتًا إلى أن الحديث عن الشأن العام في صورة شائعة يُضاعف الوزر والمسؤولية، لما له من أثر كبير في زعزعة الثقة العامة ونشر الفوضى.

طباعة شارك الشيخ أحمد ربيع الأزهري علماء الأزهر الأزهر الانتماء الحقيقي للوطن

مقالات مشابهة

  • حاتم صابر: جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لتشويه صورة مصر في الملف الفلسطيني
  • سفير مصر بالسعودية: المشاركة في انتخابات الشيوخ تعكس روح الانتماء للوطن
  • شائعات إخوانية.. مصدر أمنى لا توجد انتهاكات داخل مراكز الاصلاح والتأهيل
  • أحمد موسى: مظاهرة تل أبيب تكشف تنسيق الإخوان مع إسرائيل
  • النيابة الأردنية تستدعي متهمين بالتستر على أملاك جماعة الإخوان
  • النيابة العامة تبدأ بملاحقة المتسترين على أملاك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة
  • النيابة العامة تبدأ ملاحقة المتسترين على أملاك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قضائيًا
  • الأردن.. النيابة تستدعي "متسترين" على أملاك جماعة الإخوان
  • النيابة العامة تستدعي أشخاصاً يتسترون على أملاك جماعة الإخوان المحظورة
  • أحمد ربيع الأزهري: الانتماء الحقيقي للوطن يُقاس بـ 5 أفعال