ما هي رسالة الناخبين العرب والمسلمين في بريطانيا للحزب الحاكم الجديد؟
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
حقق حزب العمال فوزا كبيرا في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، بعدما اكتسح مئات المقاعد في جميع أنحاء البلاد وأنهى 14 عاما من سيطرة المحافظين على السلطة. وتم تعيين كير ستارمر رئيسا للوزراء منهيا حقبة شهدت إدارة خمسة قادة مختلفين من المحافظين للبلاد.
ورغم الفوز الذي حققه حزب العمال والعودة من جديد إلى مقاعد السلطة إلا أنه لم ينجح في بعض الدوائر لصالح المستقلين كـ"جوناثان أشوورث" الذى خسر مقعده في ليستر ساوث لصالح المرشح المستقل المؤيد لفلسطين شوكت آدم.
وبحسب صحيفة " الغادريات" البريطاينة، كشفت النتائج ما هي إلا رسالة العرب والمسلمين للحزب الحاكم من جديد والعائد الى منصة السلطة، حيث تمثل غزة قضية كبيرة خاصة مع جانب الإحباط من أداء أشوورث محليًا، أو غيره من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي، فشوارع الدائرة الانتخابية لأشوورث، أظهرت أن كل لافتات وملصقات تدعو الناس إلى التصويت لآدم المؤيد لفلسطين، وتطايرت العشرات من أعلام فلسطين مع النسيم على طول شوارع شرفات المنازل.
قال المستشار العمالي المحلي كوزر باتيل، 37 عاماً، حيث يشارك في حملة لصالح آدم: "لم يكن ذلك جيداً بما فيه الكفاية، كنت دائمًا ناخبًا لحزب العمال، لكن [أشوورث] هو الذي غيرني لأنه أصبح راضيًا عن نفسه. ولم يستمع إلينا. وعندما امتنع عن التصويت في غزة، أغلق أبوابه في وجهنا".
وشغل أشوورث، الذي كان مدير رواتب الظل العام، المقعد منذ عام 2011 وحصل على أغلبية تزيد عن 22000 صوت في عام 2019. وكان من المتوقع أن يشغل مقعدًا في حكومة كير ستارمر، واعتبرت دائرته الانتخابية في ميدلاندز منطقة آمنة لحزب العمال.
أكد باتيل أن غزة كانت عاملا رئيسيا وراء تصويت العديد من الناس، فإن شعبية آدم الشخصية، وموقفه من قضية غزة وأيضا القضايا الأخرى مثل تحسين الخدمات الصحية الوطنية وإلغاء الحد الأقصى لإعانات الطفلين، لاقت استحسان السكان.
وأضاف أنه أخصائي بصريات معروف في المنطقة وله حضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال "إنه يتحدث جيدًا ويبدو متواضعًا"، وقال سيف علي البالغ من العمر 26 عاماً، والذي يعمل في متجر لجمعية العناية الإنسانية: "يبدو وكأنه واحد منا وقد ألهم الكثير من الناس".
وقال باتيل، إنه يعيش مقابل مركز الاقتراع مباشرة، وتفاجأ بعدد الشباب الذين يأتون ويذهبون: " أعتقد أن هذا هو ما حدث مع آدم، فهو أشرك الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي. لقد اعتاد الكثير من الشباب على التصويت لصالح حزب العمال لأن آبائهم فعلوا ذلك، وأعتقد أن هذا قد تغير”.
وأشار إلى أنه ربما تفاقمت النتيجة هنا بسبب ابتعاد الناخبين الليبراليين الآخرين عن حزب العمال، مثل طالبة السياسة ديزي سور البالغة من العمر 22 عامًا، التي صوتت لصالح حزب الخضر بدلاً من ذلك، وقالت: "سأعتبر نفسي ناخبة لحزب العمال، لكنني لا أتفق مع الاتجاه الذي سلكه كير ستارمر في الحزب، وكانت دعوة أشورث المؤجلة لوقف إطلاق النار في غزة نقطة شائكة حقيقية بالنسبة لي".
لم يكن أشوورث السياسي العمالي البارز الوحيد الذي أصبح ضحية لموقف الحزب في غزة. وفي برمنغهام، خسر خالد محمود، أول نائب برلماني مسلم في إنجلترا، مقعد بيري بار الذي كان يشغله منذ عام 2001 لصالح المحامي أيوب خان، عضو المجلس السابق عن الحزب الليبرالي الديمقراطي والذي استقال من الحزب بسبب غزة.
وكانت كل الأنظار موجهة نحو برمنغهام ليديوود وياردلي – حيث قضى المرشحون المؤيدون لفلسطين على أغلبية حزب العمال وجاءوا في المركز الثاني. في جميع أنحاء المدينة، يبدو مكانة حزب العمال الآن هشة - في برمنغهام هول جرين وموسيلي، التي كانت تعتبر ذات يوم واحدة من أكثر مقاعد الحزب أمانًا، فاز مرشحان مستقلان بعدد من الأصوات مجتمعة أكثر من حزب العمال، مما يشير إلى أن الحزب ربما كان سيخسر لو شارك مستقل واحد فقط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حزب العمال الانتخابات العامة غزة بريطانيا غزة حزب العمال الانتخابات العامة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال
إقرأ أيضاً:
كيف عوّضت الأرض فلسطينيا بعد فقدان عمله خلال الحرب؟
الخليل– اشتغل المواطن الفلسطيني عدنان علي الرجوب (أبو علاء) نحو 35 عاما في قطاع البناء لدى فلسطينيي 48 (داخل الخط الأخضر)، إلى أن أصبح مقاولا في القطاع نفسه، ومعه على الأقل 10 عمال يعيل كل منهم أسرة.
مع إغلاق الضفة الغربية خلال جائحة كورونا عام 2020 وتوقف العمال عن أعمالهم، اتجه إلى قطاع الزراعة بمشروع صغير لزراعة الخضار وخاصة البندورة (الطماطم) والخيار، في محاولة لتوفير مصدر دخل بسيط يعيل أسرته، وبذلك توقف تماما عن العمل الذي اعتاده لأكثر من 3 عقود، في حين عاد بعض أبنائه إلى أشغالهم في قطاع البناء داخل الخط الأخضر بعد انتهاء الإجراءات التي رافقت الجائحة.
وما يميز العمل في أراضي الـ48 بالنسبة لفلسطينيي الضفة، الدخل العالي والثابت، حيث الحد الأدنى وفق القانون الإسرائيلي اليوم يعادل 1760 دولارا، وهو رقم كبير بالحد الأدنى في الضفة الذي لا يتجاوز 530 دولارا.
التحول الملموس في حياة أبو علاء، وهو من بلدة دورا، جنوبي الضفة، جاء بعد إغلاق الضفة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبدء حرب الإبادة على غزة، ومنع عمال الضفة الغربية من العودة إلى أعمالهم، فقرر توسيع مشروعه وهو حمامات بلاستيكية (بيوت محمية) من دونم واحد (الدونم يساوي ألف متر مربع) إلى عدة دونمات.
يقول المواطن الفلسطيني للجزيرة نت إنه وجد في الأرض ما عوّضه بأكثر مما كان يجنيه لنفسه وأبنائه وعماله من العمل داخل الخط الأخضر، موضحا أنه وأبناءه وعائلاتهم يعتمدون اليوم على المشروع الزراعي، إضافة إلى عدد من العمال من خارج العائلة.
يشعر أبو علاء بالندم على تأخره في استغلال الأرض ويخطط لمزيد من التوسع في مشروعه، لكن ما يمنعه حاليا شح المياه، موضحا أنه يعتمد في توفير المياه على تجميع مياه الأمطار في فصل الشتاء من فوق البيوت البلاستكية ونقلها عبر أنابيب بلاستكية إلى بئر مخصصة للري.
إعلانونظرا لشح مياه الأمطار هذا العام، قال إنه يضطر لشراء بعض احتياجاته من البلديات المجاورة، وبأسعار عالية أحيانا.
التحول إلى الزراعة كان ملحوظا بعد إغلاق الضفة، سواء من فئة العمال أو غيرهم، لأن كل القطاعات تأثرت مع استمرار الحرب، وفق حديث الناطق باسم وزارة الزراعة الفلسطينية محمود فطافطة للجزيرة نت.
وقال المسؤول الفلسطيني إن كثيرا من الفلسطينيين، وبينهم العمال، ممن كانوا يهملون أراضيهم عادوا إليها في آخر عام ونصف، مشيرا إلى آلاف الطلبات التي ترد الوزارة من مواطنين للمساعدة في مشاريع زراعة، وهي ظاهرة لم تكن موجودة قبل الحرب.
وأضاف: هناك من يطلب المساعدة سواء بتوفير بيوت بلاستيكية أو آبار أو خزانات مياه وأغلبهم ليسوا من جمهور الوزارة المعتاد وأولئك المشتغلين في الزراعة في سنوات سابقة.
وأوضح فطافطة أن ما تقدمه الوزارة يبقى في إطار "المساعدة" وقد لا يكون مشروعا كافيا أو قائما بذاته، ولا يمكن احتسابه ضمن مشاريع كبرى، ذات إنتاجية عالية.
وأشار إلى عدة اتفاقيات قيد التنفيذ أو في طريقها للتنفيذ تتجاوز قيمتها 77 مليون دولار، للوزارة مع عدة جهات وخاصة الاتحاد الأوروبي تتعلق بمشاريع زراعية واستثمارية ودعم متضررين من اعتداءات الاحتلال.
وفق معطيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة الأول من مايو/أيار الجاري، اليوم العالمي للعمال، فإن عدد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية ارتفع إلى 313 ألفا في عام 2024، مقارنة مع حوالي 183 ألفا عام 2023، كما ارتفعت معدلات البطالة من 18% إلى 31%.
وأشارت المعطيات إلى انخفاض عدد العاملين من الضفة الغربية في إسرائيل بشكل كبير جدا ما بين العامين 2023 و2024 نتيجة الإغلاقات المشددة التي فرضها الاحتلال عقب العدوان على قطاع غزة "فبلغ العدد الإجمالي للعاملين في إسرائيل حوالي 21 ألف عامل في العام 2024، مقارنة مع حوالي 107 آلاف عامل في العام 2023".
كما انخفض عدد العاملين في المستوطنات الإسرائيلية من حوالي 16 ألف عامل في عام 2023 إلى 15 ألف عامل في عام 2024، وفق نفس المصدر.
ووفق معطيات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، لمناسبة يوم العمال، فإن عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين محرومون من رواتبهم منذ 17 شهرا، مشيرا إلى أن 89% من عمال فلسطين لا يوجد لهم حماية اجتماعية وصناديق تقاعد.
إعلانويقدر الاتحاد الخسائر الشهرية الناتجة عن تعطل العمال العاملين في إسرائيل بنحو مليار و350 مليون شيكل (380 مليون دولار).
وفق المصدر ذاتها، فإن 33 فلسطينيا استشهدوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الأول من مايو/أيار خلال محاولتهم اجتياز الجدار الفاصل متوجهين إلى أماكن عملهم أو عائدين منها أو خلال اقتحام مواقع العمل التي يعملون بها، أو إثر التحقيق معهم في معتقلات الاحتلال.