عين ليبيا:
2025-05-25@18:48:29 GMT

أليس الاعتراض عن الغش طاعة لبعض أولياء الأمر؟

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

الواضح يغيب عن أستاذنا الفاضل أحمد مسعود مدير مركز الامتحانات بأنه في ليبيا، وفيها ينتشر فكر طاعة أولياء الأمر و قناعة تنهى عن عدم امتثالنا لأوامر ونواهي أولياء الأمر وما أكثرهم في ليبيا، وقبل أن يخوض الكاتب في قراءة ما حصل مع الأستاذ أحمد مسعود يتراءى للكاتب بأنه في الأفق السياسي البعيد السلطة في ليبيا ليست منقسمة على أثنين: رئيس حكومة الشرق السيد أسامة حمد ومعالي رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، إنما هي سلطات متعددة وتشرعن لنفسها مع انتشار فكر طاعة أولياء الأمر.

ولي أمر في ليبيا أم أولياء أمور؟

لقد سقط الأستاذ أحمد مسعود في غياهب سلطات أولياء الأمور، وخاصةً بعد أنه لم ينجح في طاعة أولياء الأمر والذي يعتبر مستحيلاً. فتعدد أولياء الأمر في ليبيا مربك للجميع، فنسمع أن السيد الصديق الكبير يأمر ويعرقل مسارات رئيس حكومة الوحدة الوطنية أحياناَ ويعقد اتفاقات مع السيد صالح عقيلة مرات أخرى. كما وأن للسيد خالد شكك ترتيباته الخاصة وطاعته مطلوبة من بعض الجهات. لم نتكلم بعد عن بروز ولي أمر جديد أسمه الأمن الداخلي! وهل يحق لنا الكلام عنه أم أننا نتكلم عن أسرار أمن الدولة؟! غير مفهوم للكاتب التدخل غير الواضح للأمن الداخلي واستضافته للسيد أحمد مسعود لعدة أيام قبل إطلاق سراحه بحجة الاستدلالات حسب ما صرح به السيد النائب العام السيد الصديق الصور، والسؤال الملح اليوم هل الأمن الداخلي لا يستطيع طلب زيارة السيد أحمد مسعود بأي مكان أخر غير دهاليز الأمن الداخلي، وتغييب صورته وصوته عن الشعب الليبي المتلهف لمعرفة مصير الأستاذ المغيب أحمد مسعود. كثرة أولياء الأمور أمام السيد أحمد مسعودة: ولي الأمر المباشر وزير التعليم والتربية، ورئيس الحكومة في الشرق، ورئيس الحكومة في الغرب، وديوان المحاسبة، والرقابة الإدارية، والأمن الداخلي، والمجموعات المسلحة، ووزير الداخلية ومع جميع الوزراء ولا يستغرب الكاتب بأن كل من لديهم طلبة يرون في انفسهم أنهم ولاءة أمر للسيد أحمد مسعود ويجب عليه طاعتهم وقبول غش أبنائهم وبناتهم.

مع أخف الضررين عدم التوفيق في اختيار ولي الأمر!

في ظل تعددية أولياء الأمر في ليبيا ما كان للسيد أحمد مسعود أن يوفق في اختياره. فإرضاء جميع أولياء الأمر (الشعب الليبي) غاية لا تدرك! فما كان عليه إلا أن يجتهد ويعمل بقاعدة أخف الضررين.  في الواقع ليس الخيار بين أثنين وهذا مما زاد الطين بلة. فاختيار ولي أمر من أولياء الأمور المترصدين للسيد أحمد مسعود لن يجديه نفعاً، ولن يلفت الأستاذ أحمد مسعود من العقاب. مع أن هناك من يرى بأن اعتماده للنتيجة لا يعطيه حق الاستقالة قانونياً! ولكن السؤال ماذا عن جماهير أولياء أمور الطلبة والذين يرون في أنهم ولاة أمر بالنسبة للأستاذ أحمد مسعود وعليه طاعتهم! ربما وحسب قراءة الكاتب ربما كانت هناك محاولة منه لأرضى أكبر عدد من أولياء الأمر، وخاصة عندما يكونوا نافدين في السلطة، تطلب اعتماد النتيجة مع العلم المسبق بممارسة الطلبة للغش الواضح والفاضح.  وهذا بالطبع سيكلفه غضب أولياء أمر أخريين وبالتأكيد لم يحسب حساب الأمن الداخلي! أمل أن ما حدث مع الأستاذ/ أحمد مسعود لم يكن تصفية حسابات من بعض أولياء الأمر غير الراضين عنه.

بعد فبراير 2011 هل ستعود حساباتنا مع الأمن الداخلي!

مع أنه تثلج صدورنا من حين لأخر إجراءات النائب العام بخصوص إحالاته لبعض النصابين وسراق المال العام ومستغلي مناصبهم إلى التحقيق، إلا أن ما لم نتوقعه هو قبول النائب العام التحقيق مع الأستاذ أحمد مسعود بشأن رفضه للغش وتقديم استقالته! فأين هي المصداقية؟ وأين هي الشفافية؟ بل ما لا يمكن قبوله شكلا ومضموناً أن يحارب الأمن الداخلي من يحارب الغش في ليبيا. وعلى المسؤولين في الأمن الداخلي مراجعة ما حدث من لبس بالنسبة للأستاذ أحمد مسعود بعد اعتقاله والتحقيق معه! فالمفروض الأمن الداخلي يحارب جميع ظواهر الغش ما ظهر منها وما بطن. ولا يعمل ضد مصلحة ليبيا واستقرارها وهذا لا يمكن أن يتوافق عليه بأي حالة جميع من يعملون بالجهاز.

ليكون الشعب الليبي جبهة واحدة ضد الغش!

أكبر كارثة خلفها النظام السابق العبث بالبنية الأخلاقية وتمزيق النسيج الوطني. فلقد عملت أمانة اللجان الشعبية وبتوجهات “القائد الملهم” على خفض مرتبات المعلمين/ات حتى تحول المعلمين إلى عاملين لبيع الخضروات والفواكه، وبعضهم حول سيارة إلى سيارة أجرة خاصة، وحتى كان شيوع المثل المنحط المنشر في تلك الفترة “خوذليك معلم حتى تلقي راجل”. ناهيك عن تجيش المدارس، ومقولات المدارس يخدمها طلابها والانحطاط بالإدارة الطلابية للجامعات. كل ذلك أسهم في تحطيم البينية الأخلاقية للتعليم وباتت كوادر التعليم الأساسي والعالي مسخرة للجميع، بل لم تقتصر اللجان الثورية الطلابية في التحقيق مع معلميهم وأساتذتهم بل تجاوز ذلك أحياناً كثيرة حيث مُرس التعذيب وحتى الشنق والقتل باسم الثورة الطلابية ومقولاتهم الملعونة “سير ولا تهتم يا قائد انصفوهم بالدم”. تحولت مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا في ليبيا إلى مكاتب للأمن الداخلي والخارجي وسجون احتجاز وتعذيب وساحات إعدام.  جميع من عاش هذه الفوضى الأمنية بالتأكيد سمحت بالتدخل في سير الامتحانات وكذلك درجات طلبة أولياء الأمر! وسيعيش الشعب الليبي على أمل أن إلا تعود تلك التصرفات الظالمة المجحفة في حقه المهينة لكرامته.

كلمة أخيرة:

وقبل نشر المقالة جاء خبر الأفراج عن الأستاذ أحمد مسعود والحمد لله على سلامته، ومع الشكر للنائب العام على إخلاء سبيل الأستاذ أحمد مسعود حيث انتهت التحقيقات، وحسب ما نشرته صحيفة بوابة الوسط، إلى “تحريك الدعوى الجنائية في مواجهة مسؤولي تلك اللجان”، وسنظل نعيش بالأمل وبرفضنا للغش ولو حرص البعض، من بقايا النظام السابق، على نشره وانتشاره، وسنظل نطالب استمرار الحياة الأمنة للأستاذ المحترم أحمد مسعود بين أهله وجيرانه.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الأمن الداخلی أولیاء الأمر الشعب اللیبی فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

رحيل في طاعة.. وفاة مسن أثناء سجوده بصلاة الظهر بمسجد السلام بالمحلة.. صور

شهدت قرية محلة أبوعلي بمركز المحلة في محافظة الغربية اليوم واقعة وفاة مسن فى السبعينات من عمره أثناء أدائه صلاة الظهر بشكل  مفاجئة، بمسجد السلام وسط حالة من الدهشة والاستغراب بين صفوف المصلين .

حسن الخاتمة 

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك ' تناولوا  مقطع فيديو يوثق لحظة وفاة رجل مسن يدعى حمدى الاجرب فى السبعينات من عمره، أثناء أدائه صلاة الظهر بمسجد السلام، بقرية محلة ابوعلى، بمركز المحلة الكبرى، وهو ما لاقى تفاعل كبير فى التعليقات مرددين له الدعوات بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.

رواية شهود عيان 

وكشف شهود عيان إن الشخص  المتوفى نجار على المعاش، ولديه ابناء ومقيم بقرية ابوعلى، ومعتاد الصلاة فى المسجد كونه مجاور لمنزله، وأثناء أدائه صلاة الظهر اليوم وهو يجلس على المقعد لاحظ عامل المسجد فى الركعة الثانية، تغيبه عن الوعى، وقاموا بنقله الى المستشفى وتبين انه فارق الحياه، لافتا انه كان يتمتع بسمعة طيبة ومحبوب من الجميع، وحريص على الصلاة فى المسجد.

جنازة عجوز مسن 

الجدير بالذكر  أن المئات من الأسر والعائلات  شيعوا جنازة الفقيد حمدى الاجرب واتشحت السيدات بالسواد، وسط انهيار أسرته وذويه مرددين الدعوات له بالرحمة والمغفرة، وذلك عقب صلاة المغرب من مسجد السلام، وتم دفنه فى مقابر قرية محلة ابوعلى بمركز المحلة الكبرى.

طباعة شارك وفاة عجوز مسن علامات حسن الخاتمة مسجد السلام قرية محلة أبوعلي أثناء الصلاة

مقالات مشابهة

  • خطوات تقديم اعتراض على نتائج الأهلية في تطبيق حساب المواطن
  • سوريا.. تعيين قادة جدد للأمن الداخلي في 12 محافظة
  • الداخلية تعلن تعيينات قادة الأمن الداخلي في المحافظات
  • سوريا.. تعيين العميد أحمد الدالاتي قائداً للأمن الداخلي في محافظة السويداء
  • قوى الأمن الداخلي تضبط مستودع أسلحة وذخائر في مدينة موحسن بدير الزور
  • أحلام مفقودة: مأساة شابين من المنيا في صحراء ليبيا
  • “توزيع سلة”.. المدير التنفيذي لمحلية سنار يشهد برنامج العودة الطوعية للوافدين من ولاية الخرطوم
  • بريطانيا تدرس تطبيق الإخصاء لبعض المعتدين الجنسيين لتخفيف اكتظاظ السجون
  • أحمد نبوي: هذا ما يسببه الإيذاء اللفظى والنفسي بين الزوجين فى حياة الأطفال
  • رحيل في طاعة.. وفاة مسن أثناء سجوده بصلاة الظهر بمسجد السلام بالمحلة.. صور