رواندا تعلق على إلغاء ستارمر خطة ترحيل اللاجئين إليها
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
كيغالي – قالت الحكومة الرواندية إنها أخذت علماً بنية حكومة المملكة المتحدة إنهاء اتفاقية الشراكة للهجرة والتنمية الاقتصادية، كما هو منصوص عليه بموجب معاهدة صدرت عن برلماني كلا البلدين.
وأضافت الحكومة في بيان لها أن هذه الشراكة "أطلقتها حكومة المملكة المتحدة لمعالجة أزمة الهجرة غير النظامية التي تؤثر على المملكة المتحدة، وهي مشكلة تخص المملكة المتحدة، ولا تخص رواندا" بحسب البيان.
وأكدت أن "رواندا أوفت بشكل كامل بجانبها من الاتفاقية، بما في ذلك الأمور المالية" وأعاد البيان التأكيد على أن رواندا "تظل ملتزمة بإيجاد حلول لأزمة الهجرة العالمية، بما في ذلك توفير الأمان والكرامة والفرص للاجئين والمهاجرين الذين يأتون إلى رواندا".
وكان رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر قد أكد أنه سيلغي خطة ترحيل اللاجئين الذين يصلون إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية إلى رواندا لحين البت بطلباتهم، وقال إن الخطة "ماتت ودفنت قبل أن تبدأ" على حد وصفه. وأضاف "أن الخطة لم تشكل رادعا قط، ولست مستعدا لمواصلة حيل لا تشكل رادعا" حسب قوله.
وقبيل الفوز بالانتخابات، وعد حزب العمال البريطاني ناخبيه بتحويل المبالغ التي خصصت لتنفيذ الاتفاق مع رواندا باتجاه "إنشاء قيادة أمن الحدود".
يذكر أن خطة نقل اللاجئين إلى رواندا، أعلن عنها للمرة الأولى عام 2022 من طرف رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون، وقالت حكومة جونسون آنذاك، إنها ستضع حدا لأزمة طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد على متن قوارب صغيرة.
ولاحقا وضع رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك تنفيذ الخطة الأولية على أجندته، وبعد مواجهات صعوبات قانونية، بادرت الحكومة لإقرار مجموعة من التشريعات، وتوجهت للبرلمان لاعتماد الاتفاقية.
قوة أمن الحدود
وسريعا، تحركت وزارة الداخلية البريطانية بعد الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، إذ أعلنت وزيرة الداخلية في حكومة حزب العمال الجديدة إيفيت كوبر، عن الخطوات الأولى لإنشاء قيادة جديدة لأمن الحدود في المملكة المتحدة.
وكشفت كوبر أن الحكومة بدأت بإعداد تشريع مبكر لإنشاء قوة جديدة على غرار قوة مكافحة الإرهاب، والتي تستهدف الأشخاص الذين يسهمون بدخول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة كل عام، واصفة الخطوة بأنها ستشكل تغييرا رئيسيا في معالجة جرائم الهجرة المنظمة".
كما أعلنت الوزيرة الجديدة أيضا أن قيادة أمن الحدود ستضم عناصر من "الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة ووكالات المخابرات والشرطة وإنفاذ قوانين الهجرة وقوات الحدود"، وستعتمد على موارد كبيرة "للعمل في جميع أنحاء أوروبا وخارجها لتعطيل شبكات الاتجار بالبشر، بالتنسيق مع المدعين العامين في أوروبا" حسب وصفها.
وبحسب ما أعلنت وزارة الداخلية، بدأ فعلا البحث عن قائد استثنائي لرئاسة القوة الجديدة من بين شخصيات اعتادت العمل في أجهزة الشرطة أو الاستخبارات أو الجيش، وسيتبع سلسلة قيادة ترتبط مباشرة بوزير الداخلية.
وبالتزامن مع ذلك، أطلقت كوبر تحقيقا للتعرف على أحدث الطرق والتكتيكات التي يستخدمها المهربون لإدخال اللاجئين إلى المملكة المتحدة.
رواندا والحل المشترك
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية يولاند ماكولو قد قالت في مقابلة خاصة مع الجزيرة إن بلادها وضعت نصب أعينها -خلال التفاوض على الاتفاقية- العمل على إيجاد حل مشترك لمشكلة كبيرة.
وانتقدت تعرض كيغالي لهجوم وصفته بغير العادل على خلفية الاتفاقية التي تحظى "بكثير من الجدل في المملكة المتحدة بوصفها قضية ذات أولوية في السياسة الداخلية البريطانية".
كما انتقدت ماكولو "الخلل في النظام العالمي لحركة الناس من وإلى كثير من الدول التي لا تزال تعتمد على نظام وضع بعد الحرب العالمية الثانية"، وهو نظام غير مؤهل للتطبيق في القرن الـ21 حسبما قالت.
وتستضيف رواندا قرابة 135 ألف لاجئ، 85 ألفا من جمهورية الكونغو الديمقراطية ونحو 50 ألفا من بوروندي، وجميعهم موجودون في رواندا تحت بند الحماية المؤقتة وفق اتفاقية عام 1951 الخاصة باللاجئين.
وبموجب برنامج استقبال لاجئين من ليبيا، اقترحته رواندا أثناء رئاستها للاتحاد الأفريقي، استقبلت كيغالي حتى الآن المئات من اللاجئين العالقين في ليبيا.
وينفذ البرنامج، الذي دخل حيز التطبيق بداية عام 2022، بالتنسيق مع المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، وتستقبل رواندا بموجبه اللاجئين بوصفها دولة استقبال مؤقتة لحين نقلهم إلى دولة ثالثة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المملکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل بدء العد النازلي نحو “القنبلة النووية الإيرانية”.. من يصل إليها أولا؟
إيران – في سياق الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران منذ فجر 13 يونيو وضربات الرد الإيرانية تحدث خبراء عن إمكانية مسارعة طهران لإنتاج رؤوس نووية، ومدى قدرتها على تحميلها على الصواريخ.
يعتقد عدد من الخبراء المتخصصين أن إيران في الوقت الحالي قادرة تماما على إنتاج عدة رؤوس حربية نووية. من بين هؤلاء الباحث في مركز الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية دميتري ستيفانوفيتش الذي يلفت إلى أن إيران “لم تتخذ حتى الآن قرارا سياسيا بشأن صنع أسلحة نووية من عدمه”.
ستيفانوفيتش يقول في هذا الشأن أيضا: “من الناحية الفنية، هذه المشكلة قابلة للحل تماما بالنسبة لهم. كيفية تحقيق ذلك ليس سرا بالنسبة للإيرانيين. شيء آخر هو أنه من الضروري العمل على المشكلات المعقدة ذات الصلة وسيكون من الضروري إجراء اختبارات”.
خبير آخر متخصص في مجال الانتشار النووي هو فلاديمير خروستاليف يفترض أن إيران لن تكون قادرة على صنع قنبلة نووية في غضون ما بين 4 إلى 8 أسابيع إلا إذا كانت قامت، في انتهاك لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بتحضير وإخفاء كل ما هو ضروري لتصنيع الشحنة، باستثناء اليورانيوم المخصب.
خروستاليف يوضح هذه المسألة أكثر بالإشارة إلى أنه وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران حتى منتصف مايو، راكمت 408.6 كيلو غرام من اليورانيوم 235 المخصب بنسبة 60 بالمئة، ويمكن من خلال هذه الكمية إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في الأسلحة بنسبة تخصيب 93% بسهولة وسرعة. إيران بإمكانها إنتاج 260 كيلو غراما من اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة من مخزوناتها الحالية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة.
الخبير ضرب في هذا السياق مثلا للمقارنة، مشيرا إلى أن وزن أول رأس نووي صيني لصاروخ باليستي كان 16 كيلو غراما، وقد انفجر بقوة 12 كيلوطن عام 1966.
خبراء آخرون يعتقدون أن إيران لديها مخزون من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع حوالي 10 رؤوس نووية، فيما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت إمكانية تحويل هذا المخزون إلى مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة النووية في غضون “أسبوع واحد فقط”.
خبراء يتطرقون إلى بنية التخصيب التحتية الإيرانية ويشيرون إلى أن طهران قبل الضربات الإسرائيلية كانت شغلت أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآتي نطنز وفوردو، وانها قامت في عام 2023 بتخصيب اليورانيوم في فوردو إلى درجة نقاء 83.7 بالمئة، وهي درجة قريبة من متطلبات صنع الأسلحة النووية.
مع ذلك، ألحقت الهجمات الإسرائيلية أضرارا بالغة بأنظمة الطاقة في نطنز، مما قد يعطل أجهزة الطرد المركزي الموجودة تحت الأرض، خاصة أن آخر تصريح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أفاد بأن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية، “ربما تضررت بشدة إن لم تكن قد دمرت بالكامل”.
الخبراء في شؤون الأسلحة النووية بالمقابل يرصدون عدة مشكلات قد تعيق أو تؤخر إنتاج إيران بسرعة رؤوسا نووية منها، عدم وجود دليل يؤكد أنها أتقنت تقنية تصميم الرؤوس الحربية النووية. مثل هذا الأمر يتطلب هندسة دقيقة ومعقدة للنوى الانشطارية ومحفزات التفجير.
العقبة الثانية تتمثل في وسائل إيصال الرؤوس النووية. على الرغم من أن إيران تمتلك صواريخ باليستية عديدة إلا أن دمج رأس حربي نووي يتطلب اختبارات صارمة لضمان الموثوقية والدقة، وخبرة الإيرانيين الحالية منحصرة في الحمولات المتفجرة التقليدية.
يضاف إلى ذلك أن إيران قد تواجه مشكلات في مجال التجميع النهائي للسلاح النووي، بعد أن تم اغتيال عدد كبير من صفوة العلماء الإيرانيين، أصحاب الخبرة في هذا الجانب.
يوجد رأي مخالف تماما يعتقد أصحابه مثل أليكسي زورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أن “القنبلة النووية الإيرانية هي شبح من صنع إسرائيل. في المستقبل القريب، لن يكون لدى الدولة الإسلامية ذلك”.
ماذا لو تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات النووية:
يفترض الخبير الروسي في الشؤون العسكرية ألكسندر سوبيانين أن هجوما نوويا إيرانيا على إسرائيل بذخيرة مماثلة في القوى لتلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية، سيؤدي إذا حدث، إلى دمار كبير ومقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
الخبير يعتقد في نفس الوقت، أن الضربة المحتملة للدولة العبرية على إيران بذخيرة نووية أكثر حداثة ستكون أقوى بكثير، وربما تتسبب في مقتل أكثر من مائة ألف شخص.
هذا الخبير العسكري يشدد في النهاية على أن “استخدام الأسلحة النووية لن يكون كافيا لهزيمة أي من البلدين. هناك حاجة إلى غزو بري، وتقع سوريا والأردن والعراق بين الدولتين. سيكون الأمريكيون في الوقت نفسه سعداء للغاية بهذا التطور. إنهم بحاجة إلى سابقة لـ(تقنين) الأسلحة النووية. بعد كل شيء، سيكون من الممكن استخدامها (بهدوء) في مجموعة متنوعة من النزاعات” .
المصدر: RT