لفت اللبنانيون قبل أيام تحذيرا أطلقته جمعيات بيئية بشأن طائر "المينا" الهندي وهو طائر دخيل تم استقدامه إلى لبنان منذ أكثر من عشرين عاماً".
 
وهذا الطائر كان يتواجد في مدينة بيروت، تحديداً في محيط الجامعة الأميركيّة، ولاحقاً في حرش بيروت، الا انه بدأ مؤخرا بالتكاثر بوتيرة متسارعة والانتشار في عدّة مناطق لبنانيّة.


 
مع الإشارة إلى ان الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة  صنّف هذا الطائر كواحد من الطيور الخطرة في العالم، واعتبر انتشاره مقلقا كونه يُهدد الطيور المحليّة حيث يقوم بطردها واحتلال أعشاشها وقتل صغارها ممّا يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي، والأهم انه لديه القدرة على نقل أنواع من الطفيليات والجراثيم، التي قد تسبب أمراضاً قاتلة للإنسان والحيوان على حد سواء.
 
وبينت الدراسات أن هذا الطائر يؤثر سلبا على محاصيل التفاح والفراولة والعنب والمشمش والتين وغيرها، حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها.
 
وتتكاثر هذه الطيور بشكل كبير وتُهاجم الثدييات والطيور الداجنة كالحمام، وهي تتجرأ في مهاجمة أطباق الطعام على الطاولات المكشوفة في المطاعم ما يُساهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت نفسه.
 
علماً أن موطن طائر المينا الأصلي هو في جنوب قارة اسيا لا سيما في تركمانستان، أوزبكستان، جنوب كازاخستان، شمال غرب الصين وسنجان، قيرغيزستان، طاجيكستان وجنوب ايران وشبه القارة الهندية بأكملها تقريبا، وميانمار، تايلاند، الهند الصينية، شبه جزيرة الملايو وسنغافورة، كما تم ادخاله الى استراليا وجنوب قارة افريقيا.
 
وبحسب العديد من الخبراء، فان هذا الطائر وصل الى لبنان منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث ظهر في محيط الجامعة الأميركية في بيروت وبعدها انتشر في مناطق مختلفة.                 يتكاثر ويتأقلم مع البشر
يُشير الخبير البيئي الدكتور ضومط كامل عبر "لبنان 24" إلى ان "طائر المينا الهندي وهو شبيه بطائر الشحرور دخل بشكل غير اعتيادي إلى لبنان ودول الجوار وذلك بسبب التغير المناخي وتكاثر بسرعة"، لافتاً إلى ان "موطنه الأساسي هو الهند ودول شرق آسيا ولكن بسبب التغيرات المناخية غزا السعودية ولبنان والأردن وسوريا والعراق وصولا إلى مصر".
 
 
ويوضح ضومط ان "هذا الطائر عدائي جدا بالنسبة للطيور ومهمته هي عدم السماح بدخول أي طائر إلى "مملكته" أي مكان تواجده ويفترسه، والأخطر هو انه يقضي على المزروعات بشكل كبير ولاسيما الخضار والفواكه ويتكاثر بسرعة ولديه عدة أصوات ويتأقلم مع البشر ويقترب منهم ويحاول تقليد أصواتهم ويبني "صداقة" معهم لكنه مدمر للبيئة".
 
ويُضيف: "طائر المينا يقوم بمُهاجمة أعشاش العصافير والطيور الأخرى التي تُنافسه ثم يفترس فراخها ويقتلها ليحتل مكانها، أي يشن حروبا جماعية مع رفاقه على كافة أنواع الطيور وهكذا تستمر حياته المُتوحشة."
 
ولفت ضومط إلى ان "هذا الطائر موجود في عدة مناطق لبنانية"، مُحذرا من انه "سيتكاثر خلال الـ 10 سنوات المُقبلة لذا يجب التنبه له ومعرفة كيفية التعامل معه لأنه يقضي على الطيور المستوطنة ويفتش عليها ويُهاجمها".  
 
وتابع: "هو يملك منقارا حادا جدا يستعمله في كل "معاركه" ويستخدمه لمهاجمة الطيور التي كانت موجودة في لبنان مثل عصفور الدوري وغيره".
 
كما حذر ضومط من ان "المزارعين اللبنانيين هم من سيدفعون الثمن لأن المينا يأكل زهر الأشجار ويضرب الإنتاج الزراعي ويُخربه لذا يجب الانتباه لموسم الفواكه والخضار".
 
وقال: "هذه كارثة بيئية دخلت إلى المنطقة لأن المينا من الطيور المهاجرة وستستوطن في مناطقنا"، ولفت إلى ان "بيئة لبنان مناسبة جدا لهذا الطير لأنه يعيش الطريقة نفسها التي يعيشها طير الشحرور والذي هو باللون الأسود ويتكيف جدا في مناطقنا".
 
وتابع: "الطيور المهاجرة من نوع الشحرور عندما تصل إلى لبنان تستوطن فيه لذا الشحرور موجود بكثرة في لبنان، ولكن طير المينا الهندي سيستوطن في لبنان وسيقضي على الطيور الأخرى".
 
ودعا ضومط وزارة الزراعة إلى أخذ الحيطة والحذر وان تقوم وزارة البيئة بدورها بوضع الاستراتيجية المطلوبة لحماية طيور لبنان والبيئة اللبنانية من التدهور الخطير الذي سيشكله هذا الطير مستقبلا.
 
وأكد ان "هذا النوع من الطيور أصبح موجودا في عدة مناطق لبنانية وتم إجراء دراسات بشأنها وأماكن تواجدها لاسيما في الأحراج على المرتفعات ما بين الـ 300 والـ 800 متر".
 
وختم ضومط قائلا: "وضعنا رقما خاصا للتواصل معنا لتبليغنا في حال رؤية هذا الطير وسنزود المهتمين بدراسات وأبحاث عنه ويمكن ان يتصلوا بنا على الرقم 71504771 للتعاون والتخلص منه بالطرق السليمة".        
  معلومات مهمة عن المينا
ومن المعلومات عن هذا الطير انه يُعد من أخطر الطيور على مستوى العالم، يُسهم في زيادة الضوضاء الصوتية لما له من صوت مُزعج وعالٍ طَوال العام، وذلك لأعداده الكثيرة، وهو كما ذكرنا سابقا من الطيور الناقلة للأمراض.
 
هو "غريب وشرس وسريع الانتشار"، هذه هي المواصفات الأكثر تداولًا بين خبراء التنوع البيولوجي عنه.
 
ينتمي لعائلة الزرزور، وهي طيور نشيطة، اجتماعية، ودودة، ذكية، سريعة التأقلم في البيئات الجديدة، يسميه بعض مربي الطيور بالببغاء الرمادي. يُربى في أقفاص حول العالم لجمال تغريده وقدرته على تقليد الأصوات، إذ يمكن تدريبه على التحدث مع البشر وتقليد أصواتهم، لذا يلجأ البشر إلى تربيته والاستمتاع به.
 
يوجد من طائر "المينا" العديد من الأنواع لكل منها له سمات خاصة به، تبعًا لاختصاصيي علوم الأحياء، ورغم وجود سمات عامة تجمع فيما بينها، يصعُب التفريق بين الذكر والأنثى لتشابههما في شكل الجسد، ويوجدان معاً باستمرار.
 
وأخيراً يرمز طائر المينا للحب الخالد في بعض مناطق العالم مثل الهند (موطنه) لأن علاقة الأزواج تدوم مدى حياة الطائر التي تتراوح ما بين 12 و25 سنة.  
    المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: طائر المینا هذا الطائر من الطیور هذا الطیر إلى ان

إقرأ أيضاً:

انطلاق 30 رحلة بالون طائر في سماء الأقصر

انطلقت صباح اليوم 30 رحلة بالون طائر في سماء مدينة الأقصر حاملة على متنها 1500 سائح من مختلف الجنسيات في مشهد سياحي يخطف الانظار ويرسخ مكانة المدينة كاحد اهم مواقع السياحة العالمية 

حيث تحلق البالونات يوميا مع لحظات الفجر الاولى فوق المعابد والجبال والمواقع الاثرية بالبر الغربي وسط طبيعة خلابة واجواء منظمة تضمن الامان الكامل لكل المشاركين

لجنة متابعة الانتخابات بالأقصر: تحرير 6 محاضر خروقات انتخابية وإحالتها للنيابةرئيس جامعة الأقصر: المشاركة في الانتخابات رسالة دعم للاستقرار وخطوة بمسيرة الجمهورية الجديدةمحافظ الأقصر ومدير فرع هيئة الرعاية الصحية يتابعان تنفيذ خطة التأمين الطبي للانتخابات

واوضح خالد سليمان مدير العلاقات العامة باحدى شركات البالون ان الارتفاع الملحوظ في عدد الرحلات يعكس ثقة السائحين في تجربة البالون وسحر الاقصر الفريد مشيرا الى ان سماء الاقصر تبعث رسالة مستمرة للعالم بانها مدينة مفتوحة تستقبل الجميع وترحب بكل زائر 

واضاف ان رحلة البالون دائما تكون مليئة بالابهار حيث يقف السائح مندهشا امام جمال المشهد من لحظة صعود البالون وحتى شروق الشمس فوق الجبال مؤكدا ان الصور التي يلتقطها الزائرون ليست مجرد ذكريات بل لحظات يشعرون خلالها انهم فعلا في حضن التاريخ

وتنطلق رحلات البالون في الأقصر يوميا بالتنسيق الكامل مع سلطات الطيران المدني وهيئات السلامة الجوية مع متابعة دقيقة لحالة الطقس وحرص كبير على توفير اعلى درجات الامان والراحة للسائحين منذ بداية الرحلة وحتى عودتهم حاملين تجارب لا تنسى

طباعة شارك الاقصر اخبار الاقصر البالون الطائر

مقالات مشابهة

  • القبج.. طائر الكورد القومي مهدد بالانقراض
  • عاجل | شخص حياة والدته بطعنة قاتلة داخل كافيه شهير بمدينة نصر
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • مذكرة تفاهم بين زغرتا–إهدن وRentokil لتعزيز الغطاء الأخضر ودعم البيئة
  • انطلاق 30 رحلة بالون طائر في سماء الأقصر
  • مُغطى بمادة لزجة.. الدولار الأسود يغزو لبنان فاحذروا (فيديو)
  • خبراء: مشروبات الطاقة تضعف صحة الأسنان وتسبب تآكل المينا
  • سعود بن صقر يشهد العرض الدولي الأول للأمسية الموسيقية الفنلندية «الطائر الأزرق»
  • منصة تواصل اجتماعي جديدة تسعى لاستخدام اسم تويتر.. هل يعود الطائر الأزرق؟
  • عطاف يُستقبل من طرف رئيس الوزراء اليوناني وينقل تحيات رئيس الجمهورية