مسؤول في مجلس الامن القومي الأمريكي: بوتين مخطئ إن ظن بوسعه الصمود أمام الناتو الداعم لأوكرانيا
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
يجتمع حلفاء الناتو في واشنطن العاصمة للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للحلف. تهدف الإعلانات الجديدة حول المزيد من الدعم لأوكرانيا إلى إظهار موسكو أن لا أحد يتخلى عن كييف.
يسعى حلفاء الناتو إلى أن يوضحوا لموسكو أن الدعم لأوكرانيا دائم، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مخطئ تمامًا" إذا اعتقد أنه سيصمد أكثر من ذلك.
يتواجد قادة دول حلف الناتو الـ32 في العاصمة الأمريكية واشنطن للاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس الحلف، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان عن إعلانات جديدة بشأن الدفاع الجوي لأوكرانيا، بما في ذلك صواريخ باتريوت.
ولكن القمة لن تكون بأي حال من الأحوال نقطة تحول بالنسبة لأوكرانيا في الانضمام إلى الحلف - ولن تكون هناك دعوة لكييف.
كما سيتم التعهد بتقديم 40 مليار يورو كمساهمات عسكرية للعام المقبل وإنشاء بعثة للتدريب والمساعدة الأمنية للقوات الأوكرانية.
وكلها تهدف إلى "إضفاء الطابع المؤسسي" أو بناء جسر لأوكرانيا للانضمام في نهاية المطاف عندما "تحين اللحظة المناسبة"، حسبما قالت مصادر في الناتو.
ستصبح المبادرة التي تم إنشاؤها حديثًا، والتي أطلق عليها مبدئيًا اسم NSATU - المساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا من أجل أوكرانيا - المنتدى الرئيسي للحلف للتدريب وتنسيق عمليات تسليم الأسلحة.
وسيكون مقرها في ألمانيا ويقودها جنرال برتبة ثلاث نجوم مع أكثر من 700 موظف.
شاهد: السويد تنضم إلى تدريبات الناتو لأول مرة منذ حصولها على العضوية الكاملة في الحلفالقوات الألمانية تستعرض قدراتها العسكرية في ليتوانيا خلال تدريبات حلف شمال الأطلسيشاهد: بمشاركة 9 آلاف جندي.. "الناتو" يطلق أكبر مناورة عسكرية في منطقة بحر البلطيق الهولندي مارك روته أمينا عاما لمنظمة حلف شمال الأطلسيسيصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العاصمة واشنطن، حيث سيعقد العديد من الاجتماعات الثنائية بالإضافة إلى استضافة حدث خاص مع الرئيس الأمريكي جو بايدن للحلفاء والشركاء من خارج الناتو الذين وقعوا اتفاقيات أمنية ثنائية مع أوكرانيا.
وقال مايكل كاربنتر، المدير الأول لأوروبا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، للصحفيين إنه إلى جانب الإعلانات المخطط لها عن مساهمات عسكرية جديدة لأوكرانيا، سيعزز التحالف الداعم على المدى الطويل.
وقال كاربنتر إننا سنرسل «إشارة قوية إلى بوتين مفادها أنه إذا كان يعتقد أنه قادر على الصمود أكثر من تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا، فهو مخطئ تمامًا».
وأضاف كاربنتر: «سينشئ الحلفاء قيادة عسكرية جديدة للناتو في ألمانيا ستستفيد من نقاط القوة المؤسسية للناتو لتنسيق التدريب والتجهيز، ومساعدة أوكرانيا على تطوير القوة المستقبلية».
الضربات الروسية «مروعة ومأساوية ولا معنى لها»تهدف الحاجة إلى إضفاء الطابع المؤسسي على الدعم لأوكرانيا إلى توفير معدات عسكرية يمكن التنبؤ بها ومستقرة وتجنب أوجه القصور المستقبلية، والتي أثبتت أنها كارثية في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة.
إنها أيضًا خطة وضعها الأمين العام المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ لمحاولة ضمان أن يظل الدعم لأوكرانيا جزءًا لا يتجزأ من أولويات الناتو ووظائفه، لا سيما في حالة وصول دونالد ترامب أو الحكومات الأخرى المعادية للجهود المؤيدة لأوكرانيا إلى السلطة.
على الرغم من عدم وجود إجماع حول متى أو كيف يمكن لأوكرانيا الانضمام في نهاية المطاف، فإن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، حريصة على ضمان أن ينقل التحالف النية بأن أوكرانيا تسير على طريق «لا رجعة فيه» للعضوية.
وفي الواقع، لن تكون هناك «دعوة مناسبة للعضوية، بل نعمل بدلاً من ذلك على وضع أهداف لبناء جسر إلى العضوية»، كما قال مصدر في حلف شمال الأطلسي لـ «يورونيوز».
«علينا أن نقول شيئًا جديدًا؛ علينا أن نحاول العثور على الكلمات المناسبة لتقديم شيء أكثر من العام الماضي، لذلك لا يغير ذلك حقيقة أننا ملتزمون، وسنقوم، عندما يسمح الوقت، بدعوة أوكرانيا للانضمام»، قال مصدر آخر من دولة حلف شمال الأطلسي.
وقال كاربنتر إن اللغة المستخدمة في ختام القمة ستعترف بجهود الإصلاح الجارية في أوكرانيا وستظهر دعم الحلفاء لأوكرانيا في طريقها إلى عضوية الناتو.
وتأتي القمة في أعقاب ضربة صاروخية روسية على مستشفى للأطفال في كييف يوم الاثنين.
وقد دعت الولايات المتحدة - التي تترأس القمة - إلى إجراء تحقيق في جرائم الحرب في الهجوم مع ظهور صور الممرضات والأطباء والآباء الذين يحتضنون أطفالًا يعانون من السرطان أو الأمراض الجراحية.
وتعتقد مصادر الناتو أن هذه كانت رسالة متعمدة قبل القمة، حيث يحاول بوتين بشكل متكرر أن يلقي بظلاله على الأحداث الدولية بعروض استفزازية لـ «القوة».
ظهرت مشاهد اليأس المطلق من مستشفى أوهماتديت في العاصمة الأوكرانية، حيث قُتل شخصان على الأقل وأصيب العديد.
«يمكنك استخدام أي صفات لوصف هجوم على مستشفى للأطفال. قال كاربنتر: «من وجهة نظر إنسانية، إنه أمر مروع ومأساوي ولا معنى له ويحتاج إلى التحقيق الجاد».
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رغم التشريد الإجباري المتتالي: الفلسطينيون في غزة يحملون مفاتيح بيوتهم على أمل العودة شهر حزيران يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة.. الأكثر سخونة على الإطلاق عالميا تعرف على القيادة الجديدة لأوروبا فولوديمير زيلينسكي مارك روته الولايات المتحدة الأمريكية الغزو الروسي لأوكرانيا ينس ستولتنبرغ حلف شمال الأطلسي- الناتوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا فرنسا إسرائيل غزة الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا فرنسا إسرائيل غزة فولوديمير زيلينسكي مارك روته الولايات المتحدة الأمريكية الغزو الروسي لأوكرانيا ينس ستولتنبرغ حلف شمال الأطلسي الناتو الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا فرنسا إسرائيل تغير المناخ كييف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط مارين لوبن السياسة الأوروبية الولایات المتحدة الدعم لأوکرانیا مستشفى للأطفال یعرض الآن Next حلف شمال أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة والفيتو الأمريكي
تعاني الأمم المتحدة الأمرين عند محاولة تصديها للقضايا التي تهدد الأمن والسلام في العالم على ضوء ميثاقها الذي يهدف إلى وقف التصعيد في الحروب والصراعات في العالم. ولعل تلك المعاناة واجهتها الأمم المتحدة نتيجة استخدام الفيتو من قبل الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استخدمت مؤخرا قرارا دوليا في مجلس الأمن يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والذي يواجه سكانه البالغ مليوني نسمة أوضاعا قاسية حيث ندرة الغذاء والدواء وتدمير القطاع الصحي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
إن استخدام الفيتو الأمريكي كان عملا غير إنساني ويفتقر إلى أبسط القواعد الأخلاقية، وليس هناك مسوغ لاستخدام حق النقض، خاصة وأن كل أعضاء مجلس الأمن الدولي وافقوا على القرار بهدف إنقاذ سكان قطاع غزة من المجاعة والظروف القاسية التي يعيشها سكان القطاع لأكثر من ١٨ شهرا، حيث تواصل آلة القتل الإسرائيلية أعمال الإبادة الجماعية ضد المدنيين وتدمير المستشفيات، ومن هنا فإن السلوك الأمريكي في مجلس الأمن الدولي يثبت مجددا الانحياز الأمريكي السافر ضد عدالة القضية الفلسطينية بل وضد قرار أممي إنساني يهدف إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع من خلال إشراف الأمم المتحدة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية وعبر تاريخها الحديث أي منذ قيام منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥ مارست حق النقض الفيتو ضد القضية الفلسطينية عشرات المرات وأثبت السلوك الأمريكي السلبي بأنه غير موثوق، من هنا كانت هناك خيبة أمل داخل مجلس الأمن من التصرف الأمريكي حيث إن تمرير القرار الإنساني كان سوف يخفف على سكان قطاع غزة من خلال إدخال الشاحنات التي تحمل الأدوية والمؤن الغذائية وغير ذلك من المستلزمات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إن هيكلة الأمم المتحدة أصبح ضرورة خاصة على صعيد مجلس الأمن الدولي حيث توسيع عضوية مجلس الأمن بإدخال أعضاء من آسيا وإفريقيا والمنطقة العربية بحيث يكون التوزيع الجغرافي عادلا. كما أن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على القرار الدولي له سلبيات كبيرة، خاصة القضية الفلسطينية.
وهنا نتحدث عن ضرورة إيجاد نظام متعدد الأقطاب في العالم بعيدا عن تلك الهيمنة وكان هناك نقاش من المجتمع الدبلوماسي في نيويورك وعواصم إقليمية ودولية حول ضرورة إيجاد نظام دولي متعدد الأقطاب ومن خلال احترام ميثاق الأمم المتحدة ولجم الكيان الصهيوني الذي أصبح كيانا منبوذا على الصعيد الإقليمي والدولي.
ولعل الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي المحتل في قطاع غزة قد فتحت عيون العالم على همجية الكيان الصهيوني وعصابته التي تحكم وعلى رأسها نتنياهو وحكومته المتطرفة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في العالم يدعو للرثاء حيث سقوط مفاهيم حقوق الإنسان وحماية الحريات والمدنيين في قطاع غزة إلى حد استخدام حق النقض ضد دخول المساعدات الإنسانية لمساعدة شعب يعاني الأمرين على مدى ١٨ شهرا.
إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وتحت إشراف الأمم المتحدة هو قرار وتصرف مدان وينم عن عدم كياسة دبلوماسية لإدارة ترامب. كما أن تمرير القرار كان ينسجم مع الشعوب بمن فيهم الشعب الأمريكي الذي خرج في مظاهرات كبيرة مساندا حق الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وعلى ضوء ذلك فإن واشنطن تثبت بصرف النظر عن إدارتها بأنها لا تنحاز إلى الكيان الإسرائيلي فقط ولكن تكرس سياسة سلبية غير أخلاقية على صعيد قضايا العدل والإنصاف والسلام العادل.
إن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي هو سلوك ينم عن انحياز سافر ضد شعب اعزل وينم عن سيطرة الصهيونية العالمية على الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية. ولعل أحداث لوس أنجلوس هي نموذج على السلبية وسلب حقوق الآخرين وهو الأمر الذي يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية دولة لا تنصت إلى المعايير الدولية والى احترام ميثاق الأمم المتحدة ولا تعبر تلك السياسة الأمريكية عن ضمير العالم الذي انتفض في كل مكان خاصة في المدن الغربية، وحتى على صعيد القرار السياسي لدول الاتحاد الأوروبي والذي كان معبرا عن الرفض الأوروبي لممارسة الكيان الصهيوني باستهداف المدنيين واستباحة القيم الإنسانية والأعراف الدولية.
الولايات المتحدة الأمريكية تعيش أزمة ضمير إنساني خلال العقود الأخيرة حيث شنت عددا من الحروب دون سند قانوني ولعل حربها ضد أفغانستان والعراق هي نماذج على التعدي ضد القانون والشرعية الدولية. ومن هنا فإن الاعتماد على واشنطن في التوسط في الصراع العربي الإسرائيلي هو وهم لا ينبغي على العرب الاعتماد عليه.
كما أن واشنطن أصبحت أداة للمتنفذين من الصهاينة في واشنطن ولعل منظمة الايباك هي نموذج على قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وهذه هي الحقيقة من خلال نشر عشرات الكتب والبحوث. وعلى ضوء ذلك فإن المقاومة الفلسطينية تبقى هي العامل الأهم نحو فرض معادلة سياسية في قطاع غزة سوف تؤدي في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وهناك اتجاه عالمي في هذا الإطار بعد أن ارتكب المحتل الإسرائيلي مجازر يندي لها جبين الإنسانية.
كما أن مجرمي الحرب مثل نتنياهو وحكومته المتطرفة سوف يختفون من المشهد السياسي إلى غير رجعة كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة من خلال مذكرات اعتقال صادر بحقهم من محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية. أما الفيتو الأمريكي فسوف يظل في أرشيف الأمم المتحدة كشاهد للأجيال على عدم مسؤولية الدولة الأمريكية والتي فشلت في قيادة العالم، وأصبح هذا العالم بحاجة ماسة إلى عالم متعدد الأقطاب يقود العالم إلى السلام والاستقرار والأمن بعيدا عن الهيمنة والغطرسة الأمريكية.