سواليف:
2025-12-12@16:19:58 GMT

هذا التطاحن المرهق في عمان

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

هذا #التطاحن_المرهق في #عمان _ #ماهر_أبوطير

منذ اربع سنوات والتسريبات تتواصل حول تغييرات مرتقبة، وهذه التغييرات لم تحدث حتى ساعة كتابة هذه السطور، لكنها محتملة ايضا، لكن ليس من خلال الحض غير المباشر عليها، اذ كلما تم الحض عليها بشكل غير مباشر، قوبلت بالعناد في وجهها اصلا.

لم أر في حياتي الصحفية على مدى اكثر من ثلاثة عقود، مثل هذه الطريقة، اذ كل اسبوع هناك تسريبة وخبر، حول تغيير على هذه الجهة او تلك، وعلى هذا الموقع او ذاك وما يقال في المجالس اكثر حساسية مما يمكن نشره، وذلك لاعتبارات كثيرة ومتعددة.

المفارقة هنا انه اذا حدثت تغييرات ما بشكل مفاجئ، سيخرج من يقول “ألم أقل لكم” والقصة هنا لا معقولية فيها، لأنك اذا سمعت اخبار تسريبات على مدى اربع سنوات، وصدقت ذات مرة، فهذا ليس توقعا، ولا انفرادا ولا معلومة، لأنك مثل الذي يقول في فصل الصيف ان المطر قد يهطل في فصل الشتاء المقبل، وهذا يعد تعبيرا عن فهم قوانين الطبيعة، وليس خرقاً للعادة.

مقالات ذات صلة قبيل كلمته أمام الكونجرس كيف يفكر نتنياهو وماذا يخطط 2024/07/10

منذ شهرين وقبيل فض الدورة العادية لمجلس النواب والاشاعات تدور فوق سماء عمان، حول تغييرات الحكومة، وتغييرات على اسماء معروفة في مواقع مختلفة في مؤسسات مهمة، وقد مر الشهران ولم يحدث شي، وعادت التسريبات لتتحدث عن الفترة من منتصف الشهر الجاري، حتى شهر تشرين الأول المقبل، هذا على مستوى الحكومة، والامر لم يقف عند هذا الحد بل شمل جهات ثانية، ومؤسسات مهمة، واسماء معروفة، بل مع طرح أسماء القادمين الجدد.

في كل الاحوال قصة التغييرات في الأردن تغيرت قواعدها وهذه التغييرات اصبحت بطيئة جدا، ولا تخضع لضغوطات شعبية، ولا لمحاولات اطاحة ناعمة داخل المؤسسات، كما ان الميل العام يتعزز لتثبيت الامر الواقع، لحسابات تتعلق بأمرين، اولهما ان دوافع التغيير لدى مركز القرار مختلفة عن تقييمات المراقبين من خارج المشهد، او جواره، ولهذا لا تتطابق حساباتنا ابدا مع حسابات من يأخذ القرار، وثانيهما ان الرغبة بإدامة المؤسسات ومن فيها بات هو الغالب حتى برغم وجود ملاحظات واخطاء قد لا تكون سهلة، خصوصا، ان هناك من يقتنع تماما ان التغيير لن يجدي نفعا ولن يأتي بجديد للبلاد والعباد، في ظل استعصاء الازمات المختلفة.

هذه المطالعة لا تتقصد تثبيت اسماء معينة، ولا التبشير ببقائها في مواقعها ولا حتى رحيلها، بل لقول امر آخر، اي ان التغييرات ليست ملفاً شعبياً، والناس لا يهمها كل هذا التطاحن في عمان السياسية، وكل ما يهمها هو فاتورة الكهرباء وسعر علبة السجائر ورغيف الخبز ووظيفة اضافية حتى منتصف الليل لكسب القوت، فيما حالة غياب اليقين، وعدم الثقة هي السائدة حقا، خصوصا، ان طبيعة الازمات المتراكمة، وطبيعة ادارة الازمات الموروثة، يجعل المراهنة على التغييرات في مواقع مختلفة، تشابه السحر الذي يراد منه قلب الاسود الى ابيض، وهذا وهم، مثلما ان التسريبات التي تشمل قوائم كاملة من المناقلات في مؤسسات مختلفة، تثير الحيرة حقا، خصوصا، انها لو صحت تكون اسرار الدولة مكشوفة، بحيث يمكن توقعها مسبقا، وهذا امر ثبت عكسه اصلا خلال السنوات الماضية، من حيث فشل اغلب التوقعات.

التغييرات واردة في الأردن، في اي توقيت، وهذا امر طبيعي، لكننا كنا نتحدث عن سيناريوهات التغيير التي ثبت عدم حدوثها خلال سنوات، فيما الغيب لا يعلمه الا الله، خصوصا، مع تجفيف المعلومات الذي يتشابه مع قسوة الجفاف في افريقيا، وعدم القدرة ايضا على توقع المفاجآت على صعيد المواقع والاسماء، وحالة “موت الشهوات السياسية” الطاغية على كل شيء، في عمان، وهي حالة تمت صناعتها وتطبيق قواعدها قسراً على اوساط السياسيين والطامحين، من اجل ان يجلس الجميع في حالة استغفار، لوقف شغبهم واشاعاتهم.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عمان

إقرأ أيضاً:

كأس العرب ... وكأسك يا وطن!

لم نعد في حاجة لإهدار المزيد من الوقت في الحديث عن أسباب"فشل" لاعبي منتخب مصر في منافسات كأس العرب الأخيرة، فالمعركة الكلامية، وتوجيه اللكمات اللفظية لهذا أو لذاك، ليست سوى طلقات فارغة لا تفيد ، فالهزيمة وقعت، وليس لها من دون الله كاشفة.

 ولكن المهم الآن وما يجب أن نتوقف عنده كثيرا، هو أن ندرك حقيقة الفكر الذي قادنا إلى الهزيمة .

 والهزيمة لا تقع مع إطلاق صافرة نهاية المباراة، بل تبدأ قبل ذلك بزمن طويل، تبدأ من عقول المسئولين، ومن مكاتب بعيدة عن الملاعب، فتهزم الفريق قبل أن يدخل أرض الملعب!

و نكسة كأس العرب لم تكن مجرد نكسة رياضية فحسب، بل كان شاشة عاكسة ومرآة صادقة كشفت عن خلل خطير يضرب صميم بنية الجهاز الإداري نفسه! 

في الماضي، كنا نُرجع هزائم كرة القدم لأسباب فنية: سوء حظ، أو نقص لياقة، أو تكتيك خاطئ، أو استهانة بالمنافس... 

في الماضي أيضا كنا نسمى الهزائم" نكسة" أو حتى "وكسة"،  ونرتضي بذلك ونكتفي به، ونصمت بعده، بينما يبقى السر الأكبر وراء كل الهزائم و" النكسات" كامنا داخلنا، ومتغلغلا في قلب المجتمع ، وهذا السر هو "غياب الوطنية لدى المسئولين".

إن الخسارة  في"كأس العرب" ليست سوى قمة جبل جليد يخفي ما هو أخطر، وهو أن "كأس الوطن" نفسه أصبح مهددا، وأن مستقبل الأمة بأكملها يمكن أن ينكسر بسبب تصرفات مسئولين منشغلين بذاتهم لا بعملهم، وبمصلحتهم الشخصية لا بالمصلحة العامة!.

لقد صار واضحاً للعيان أن هناك صراعات خفية، أو ربما ليست خفية، بين أجنحة وأجهزة داخل كثير من منظوماتنا الإدارية، وأن هناك مسئولين في المؤسسات العامة يرى كل منهم نفسه "الحارس الأمين" دون سواه، وهناك من يرى منصبه "غنيمة" يجب الدفاع عنها بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن هو سمعة مصر ذاتها!.. وهناك من يصرف كل طاقته ووقته وجهده لا لحل مشاكل الناس ولا لوضع خطط لمستقبل أفضل، وإنما لتصفية الحسابات، وتوجيه الاتهامات، وتشويه "السمعات"، وتمزيق الثياب، وفضح السوءات وكشف العورات..

 وهذا هو القاتل الحقيقي لأي تقدم، وهو السر الأكبر لكل الهزائم والنكسات و"الوكسات" والانكسارات.

 بالله عليكم .. كيف ننتظر أن يلعب  فريق كجماعة متكاملة، بينما أجهزته الإدارية "جماعات متصارعة"؟ .. وكيف يمكن لمؤسسات أن تحقق "النصر"، في حين أن طاقاتها بالكامل تتبدد في الصراعات الداخلية بين مسئوليها؟.. وكيف نطلب من الجمهور أن يثق في "غد أفضل" بينما يرى كبار المسئولين في بعض مؤسسات الدولة تتقاتل وتتصارع كما لو كانوا أعداء وليسوا شركاء في  تحقيق الصالح العام ؟

 وفي يقيني أن الكارثة  لن تتوقف عند خسارة  بطولة كروية، بل تتخطاها إلى ما هو أبعد وأخطر، فعندما يرى المواطن هذا التصدع داخل بعض مؤسسات الدولة، وهذا الانشغال بالصراع على النفوذ بدلاً من العمل الجاد، فإن شعوره الأول يكون الإحباط، وشعوره الثاني هو فقدان الثقة.. وفقدان الثقة هو الانهيار الأكبر.

 فإذا اهتزت ثقة الناس في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد حتى في الأمور البسيطة ككرة القدم، فكيف يمكن أن يُطلب منهم تحمل الصعاب لبناء مستقبل أفضل ووطن أقوى؟

 وأمام هذا الحال صار لزاماً على الأجهزة الرقابية جميعا أن تتحرك - اليوم وليس غدا-  لمحاسبة كل مسئول يتجاوز في مسئولياته ومهامه ، و أيضا لـ "فض الاشتباك المؤسسي" في كثير من الجهات والهيئات العامة.. يجب أن تُرسم خطوط واضحة تفصل بين مهام  كل مسئول ومهام مسئول آخر، ويجب أن يلتزم جميع المسئولين أيا كانت مناصبهم ، وأيا كانت جهات عملهم،.. الكل يجب أن يلتزم بتحقيق هدف واحد أوحد، وهو: المصلحة العامة.

إن لم نقم بذلك الآن، فالحقيقة القاسية التي يجب أن نتوقعها، هي أن ما شاهدناه في كأس العرب من إهانة ومهانة وانكسار لن يكون سوى  "بروفة" أولى لسلسلة من الإخفاقات التي تنتظرنا في ميادين أخرى قد تكون أشد خطراً وأكثر حساسية.

 

مقالات مشابهة

  • ضبط أعداد من المتسولين بفئات وأعمار سنية مختلفة وتحويلهم إلى النيابة المختصة
  • كأس العرب ... وكأسك يا وطن!
  • من تحرير حلب إلى دمشق.. لماذا كانت لدير الزور قصة مختلفة؟
  • القصة ستكون مختلفة| هاني رمزي يكشف مفاجأة عن الجزء الثاني من غبي منه فيه.. خاص
  • كلام براك: جس نبض الحزب وتهيئة الرأي العام اللبناني لمرحلة مختلفة
  • «مسألة حياة أو موت».. كوميديا رومانسية مختلفة
  • برلمانية: نحتاج لأنواع مختلفة من السياحة لجذب 30 مليون سائح سنويا
  • بالصور.. الجيش يوقف 45 شخصًا من جنسيات مختلفة
  • كيف يفكر الزمالك في الميركاتو الشتوي؟.. إعلامي يُجيب
  • عجائب القرآن.. خالد الجندي يوضح 18 صفة مختلفة لأفعال المجي في كتاب الله