علماء يرصدون ثقباً أسود له كتلة متوسطة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
أعلن علماء فلك أنّهم عثروا على أفضل دليل على وجود ثقوب سوداء ذات "كتلة متوسّطة" في "أوميغا سنتوري"، وهو أكبر تجمّع نجمي في مجرة درب التبانة، يبعد حوالى 18 ألف سنة ضوئية من الأرض.
الكون غني بالثقوب السوداء التي يتميّز بعضها بكتلة ضخمة جداً ويقع وسط المجرات، فيما أخرى كتلتها خفيفة نشأت عقب تفكك نجم، لكنّ البحث عن ثقوب ذات "كتل متوسّطة" لم ينجح حتى اليوم.
في حديث صحفي، قال ماكسيميليان هابرلي، وهو طالب دكتوراه في "معهد ماكس بلانك" الألماني لعلم الفلك إنّهم لاحظوا "شيئاً مثيراً للاهتمام" في وسط "أوميغا سنتوري" الذي يضم نحو عشرة ملايين نجم.
كانت سبعة نجوم تتحرك بسرعة كبيرة جداً مقارنة بأخرى، وهو ما كان يُفترض أن يُخرجها من التجمّع النجمي. لكن يبدو أنّها بقيت فيه بفضل جاذبية جسم كتلته ضخمة لدرجة أنه كان غير مرئي.
- "مساحة كبيرة جداً"
مكّنت حسابات تحاكي حركة النجوم السبعة من التوصّل إلى أنّ ثقباً أسود يقع في وسط "أوميغا سنتوري"، يتميّز بكتلة أكبر من تلك الخاصة بالشمس بـ8200 مرة.
يناسب هذا الحجم بالضبط الثقوب السوداء المتوسطة. وتصل كتلة ما يسمى بالثقب الأسود النجمي إلى حجم يتخطى كتلة الشمس بـ150 مرة، بينما تتجاوز كتلة الثقب الأسود الضخم الكتلة الشمسية بمئة ألف مرة. فعلى سبيل المثال، تزيد كتلة "الرامي A*" الموجود في وسط مجرة درب التبانة، عن كتلة الشمس بأربع مرات.
وأشار هابرلي، المعدّ الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر"، إلى أنّ هذه النتيجة تشير إلى وجود "مساحة كبيرة جداً" بين هذين النقيضين للثقوب السوداء المتوسطة، في ظل وجود عدد قليل جداً من الثقوب السوداء لتمثيلهما.
من المستحيل رصد الثقوب السوداء إلا بشكل غير مباشر، فحتى الضوء لا يمكنه تفادي قوة جاذبيتها. أما الثقوب "المتوسطة"، فتتسم بسرّية أكبر لأنّها تمتص كمية قليلة من المادة المحيطة وينبعث منها تالياً ضوء أقل في تلك اللحظة.
وأعرب هابرلي عن أمله في أن يضع هذا الاكتشاف نهاية لعقدين من الخلافات بين علماء الفلك بشأن ما إذا كان "أوميغا سنتوري" يضمّ ثقباً أسود متوسطاً.
درس الفريق بيانات من عشرين عاماً تضمّ عمليات رصد لتلسكوب "هابل"، بهدف تحديد حركة 1,4 مليون نجم في "أوميغا سنتوري". واستبعدوا الفرضيات التي تتحدّث عن ثقوب سوداء نجمية متعددة أو أنظمة نجمية ثنائية، بحسب هابرلي.
وأوضح أنّ تأكيداً نهائياً لوجود ثقب أسود متوسط يتطلب مراقبة مباشرة لحركة النجوم التي تدور حوله، الأمر الذي يستغرق مئات السنين.
- دليل أفضل
وقال عدد كبير من علماء الفلك، الذين لم يشاركوا في الدراسة، إنّ نتائج البحث الجديد هي أفضل دليل على وجود ثقوب سوداء متوسطة يتم التوصل إليه حتى اليوم.
وقالت جيني غرين عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة برينستون، إن "هذه النتيجة تفتح الباب لمعرفة مدى شيوع مثل هذه الثقوب السوداء".
يُفترض أن تتيح دراسة هذه الأجسام الغريبة فهم كيفية اكتساب الثقوب السوداء لكتلتها. وتشير إحدى النظريات إلى أنّ الثقوب السوداء تندمج معاً.
لكنّ هذه النظرية لا تفسّر ما اكتشفه تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي من ثقوب سوداء هائلة حدثت بعد بضع مئات الملايين من السنين فقط من الانفجار الكبير، في العصور المبكرة للكون.
فالثقوب السوداء النجمية لم يُتَح لها الوقت الكافي للاندماج بأعداد كبيرة وتوليد هذه الكتل الكبيرة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفلك ثقب أسود الفضاء النجوم الثقوب السوداء ثقوب سوداء
إقرأ أيضاً:
ندوة علمية وطنية بمكناس لتكريم العلامة مولاي مصطفى العلوي (1912–2007)
تحت شعار: “مولاي مصطفى العلوي: العالِمُ المغربيُّ المُربّي والفقيهُ المُؤثِّر والفاعل في القضايا الوطنية والدولية”، يحتضن مركز التوثيق والأنشطة الثقافية بمكناس يوم السبت 31 ماي 2025، ندوة علمية وطنية احتفاءً بالعالِم المغربي البارز مولاي مصطفى بن أحمد العلوي، أحد أعلام القرن العشرين، وثاني مدير لدار الحديث الحسنية، وأول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال.
الندوة تنظمها كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومؤسسة دار الحديث الحسنية، بتنسيق مع عائلة المحتفى به، تعرف مشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف ربوع المملكة.
مسيرة علمية ووطنية حافلة
ولد مولاي مصطفى العلوي سنة 1912 بدويرة الزريب قرب مدينة الرشيدية، وسط أسرة علمية عريقة. حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتلقى تعليمه الأولي والشرعي في كتاتيب ومنتديات فقهاء القرويين. تابع دراسته في فاس، وكان من أوائل المغاربة الذين انخرطوا في مسار التعليم النظامي الحديث.
شغل مناصب علمية وإدارية سامية، منها:
• مدير دار الحديث الحسنية (1966–1976).
• نائب رئيس رابطة علماء المغرب.
• عضو المجلس الأعلى العلمي.
• مدير ديوان وزير الأوقاف.
• أول رئيس لرابطة علماء المغرب والسنيغال (1985).
• أستاذ التفسير والحديث وعضو في برامج إذاعية علمية.
وترك العلّامة بصمات مؤثرة في مجال التأصيل الفقهي، والتربية الإسلامية، والدفاع عن القضايا الوطنية، ومناهضة الاستعمار، بالإضافة إلى دوره في التأطير العلمي والتكويني داخل المغرب وخارجه.
أعماله العلمية
من أبرز آثاره:
• تفسير غير مكتمل للقرآن الكريم (مخطوط).
• مساهمته في تحقيق “التمهيد” لابن عبد البر.
• مقالات علمية منشورة في مجلات ودوريات.
• مشاركات فعّالة في المؤتمرات الإسلامية الدولية.
تكريم يليق برجل من رجالات المغرب
ستشهد الندوة جلسات علمية تتناول محاور متعددة من سيرة العلامة، من بينها:
• إسهاماته في تجديد الفكر الديني بالمغرب.
• دوره في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.
• مواقفه من القضايا الوطنية والتحررية.
• جهوده في ربط العلاقات العلمية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.
كما سيتم عرض شهادات حية ومداخلات من زملائه وطلابه وعائلته، تُبرز أبعاد شخصيته المتزنة، وتُحيي ذكرى أحد أبرز علماء المغرب في العصر الحديث
كلمات دلالية مولاي مصطفى بن أحمد العلوي