جنوب أفريقيا: قمة بريكس الخامسة عشرة عزز الصوت الأفريقي
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
أعلن رونالد لامولا وزير خارجية جنوب أفريقيا، أن بلاده تسعى إلى انتهاج سياسات خارجية مستقلة تتماشى مع الأولويات التنموية للبلاد، مما يعزز دور دولة عدم الانحياز، واستضافة جنوب أفريقيا قمة بريكس الخامسة عشرة، أدى إلى توسيع العضوية الكاملة لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، مما عزز الصوت الأفريقي في بريكس".
وقال وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، خلال ندوة مع معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية، "باعتبارنا دولة ذات سيادة، نسعى إلى انتهاج سياسات خارجية مستقلة تتماشى مع أولوياتنا التنموية. وهذا يجعلنا من دول عدم الانحياز وسطاء مفيدين في الصراعات مثل تلك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا".
وأضاف لامولا، "جنوب أفريقيا قامت بتنسيق أول مبادرة سلام أفريقية على الإطلاق خارج حدود القارة عندما ترأس الرئيس (سيريل) رامافوسا وفدا من ستة رؤساء دول أفريقية إلى أوكرانيا وروسيا العام الماضي".
الاستقرار والسلام واحترام سيادة القانون
وأضاف لامولا، "في النظام العالمي الناشئ، أصبحنا ندرك أكثر من أي وقت مضى أن الرخاء الاقتصادي يعتمد إلى حد كبير على الاستقرار والسلام واحترام سيادة القانون. ولا يمكن أن يكون هناك سلام في أي جزء من العالم حيث يتعرض الناس للاضطهاد أو يكافحون تحت نير الاستعمار والاحتلال".
وأكد لامولا أن بلاده ستستمر في التعامل مع العالم على قدم المساواة، حيث أكد أيضًا أن موقف جنوب أفريقيا المتمثل في "عدم الانحياز" و"العالمية" سيظل "مقدسًا".
وفي سياق آخر، قال لامولا: "من الجدير بالذكر أن جنوب أفريقيا ستواصل بذل كل ما في وسعها للحفاظ على وجود الشعب الفلسطيني كمجموعة، وإنهاء جميع أعمال الفصل العنصري والإبادة الجماعية".
وأضاف لامولا: "بما أن سياستنا الخارجية ترتكز على تاريخنا التضامني مع أولئك الذين يناضلون ضد القمع والاحتلال، سوف نستمر في دعم شعب الصحراء الغربية في سعيهم من أجل تقرير المصير".
ومن جهة أخرى، أكد وزير خارجية جنوب أفريقيا استفادة بلاده من عضويتها في بريكس ومجموعة العشرين لوضع أفريقيا والعالم الجنوبي على جدول الأعمال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جنوب إفريقيا قمة عزز الصوت الأفريقي رونالد لامولا وزير وزير خارجية جنوب أفريقيا جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
الوجود الأفريقي في مكة قصة عريقة عمرها قرون
وأوضح التشادي -الذي وُلد ونشأ في مكة- أن علاقته بالمدينة المقدسة يجسدها بيت الشعر الذي يقول "أنا ابنها من أهلها، ورضيعها من صدرها، وربيبها في حجرها"، حيث عاش طفولته في بيئة متنوعة ثقافيا شكّلها قدوم الحجاج من مختلف أنحاء العالم.
وتناول التشادي خلال استضافته في حلقة (2025/6/6) من بودكاست "حكايات أفريقية" -الذي يقدمه أحمد ولد فال الدين- التاريخ الطويل للأفارقة مع هذه المدينة المقدسة والدور المحوري الذي لعبوه في تاريخها الحضاري.
وبشأن بداية الوجود الأفريقي المكثف، أشار الباحث إلى أن الدراسات تؤكد أن هذا الوجود ابتدأ بشكل واضح منذ القرن الـ18 الميلادي عندما استقر الأفارقة في مكانين رئيسيين: الأول في "المسفلة" التي كانت تقع في مكة جنوبا، والثاني بمنطقة جرول شمال الحرم، حيث كان سكان جنوب مكة أكثر تعليما وأقدم أصولا وأكثر اندماجا من الناحيتين الاجتماعية والمادية.
وتطور الوجود الأفريقي ليشمل مناطق أخرى، حيث نشأ في القرن الـ19 تجمّع كبير قرب المسجد الحرام في منطقة تُعرف بحي الحفائر وسوق البرنو، بالإضافة إلى شارع المنصور الذي امتدت على طرفيه حارات عدة يسكنها الأفارقة، بعضها يمكن اعتباره مناطق مغلقة لا يكاد يسكنها إلا هم.
إعلانوأوضح التشادي أن هذه الحارات كانت مقسمة إلى حد ما حسب البلدان التي جاء منها سكانها، فهناك تجمعات للنيجيريين والسنغاليين والتشاديين، وإن كان هذا التقسيم ليس صارما بالكامل، حيث يحدث نوع من الاندماج بين مختلف الجنسيات الأفريقية.
شخصيات مؤثرة
وعن الشخصيات الأفريقية المؤثرة في تاريخ مكة، استذكر الباحث شخصية بلال بن رباح -رضي الله عنه- كأشهر شخصية أفريقية في التاريخ الإسلامي، في حين لفت مقدم الحلقة إلى معلومة تفيد بأن دليل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من مكة إلى المدينة في الهجرة كان أفريقيا.
كما سلط الباحث الضوء على شخصية عطاء بن أبي رباح التابعي الجليل الذي أدرك 200 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والذي رغم كونه عبدا حبشيا أسود أصلع أعور أعرج فإنه أصبح إمام مكة وسيد المسلمين فيها، مما دفع الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك إلى القول لولديه بعد لقائه "عليكما بالعلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود".
وعن تجربته الشخصية، روى التشادي قصة عائلته التي تجسد رحلة الأفارقة إلى مكة، حيث جاءت والدته من نيجيريا عبر السودان وهي طفلة صغيرة مع جدها الذي ترك زعامة قبيلته سعيا وراء حلم الموت في مكة، في حين وصل والده من تشاد بعد رحلة طويلة عبر ليبيا ومصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق قبل استقراره في مكة.
وأشار إلى أن طفولته تشكلت حول المسجد الحرام وحلقات تحفيظ القرآن، حيث كان لا يعرف في الدنيا شيئا بعد صلاة العصر سوى أن يكون في المسجد حتى المغرب، مما منحه فهما عميقا للتنوع الثقافي الذي تشهده مكة خلال موسم الحج.
وأكد الباحث أنه لم يشعر يوما بأنه غريب في مكة، بل اعتبرها أرضه ووطنه، مشيرا إلى أن هذا الشعور بالانتماء يعكس عمق التجذر الأفريقي في هذه المدينة المقدسة عبر القرون، وأن الأفارقة ليسوا طارئين على مكة، بل جزء أصيل من نسيجها الاجتماعي والثقافي.
إعلان 6/6/2025