بعد قرار تجنيد الحريديم.. مرصد الأزهر: الاحتلال يسعى لتحويل المسجد الإبراهيمي إلى كنيس يهودي إرضاءً لهم
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 11 يوليو، بتغيير الوضع الإنشائي في المسجد الإبراهيمي - رابع أقدس الأماكن لدى المسلمين- وذلك عن طريق سقف صحن المسجد بألواح حديدية، سعيًا لتغيير معالمه التاريخية والتراثية، التي استمرت لقرون طويلة على هذا النمط المعماريّ، في سياق العدوان المستمر على قطاع غزة، وفي إطار المساعي الصهيونية لتهويد المقدسات الإسلامية.
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن هذه الانتهاكات، ما هي إلا تتابع لسلسلة من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني يوميًا داخل الحرم الإبراهيمي وخارجه، في خطوة يراد بها تحويله إلى كنيّس يهودي خالص، ومنع المسلمين من إقامة صلواتهم فيه، مشيرة إلى أن هذا الصحن الذي تم سقفه عُنوَةً يُعَدُّ المُتَنَفَّس الوحيد للمسجد المبارك.
وعليه، شدد مرصد الأزهر على أن اتخاذ خطوة كهذه في مثل هذا التوقيت، ما هي إلا محاولة لإثلاج صدور أرباب الصهيونية الدينية، واليهود المتشددين، وذلك بعد صدور قرار المحكمة الصهيونية العليا بتجنيد آلاف الحريديم، أواخر يونيو الماضي، وانتقاد «حزب الليكود» بزعامة «نتنياهو» توقيت صدور القرار من المحكمة، فتأتي فروض الولاء والطاعة لتلك الأحزاب، التي هي السبب الرئيس في بقاء مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المشؤومة، في سبيل إحرازِ خطوة كبيرة في تهويد الحرم الإبراهيمي عن طريق العبث بمعالمه، غير مكتفين بتقسيمه زمانيًا ومكانيًا منذ 30 عامًا في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.
اقرأ أيضاًأحمد فؤاد أنور لـ «عن قرب»: الحياة في فلسطين قبل الاحتلال كان بها زخم ثقافي وتواصل جغرافي
استشهاد 4 عاملين بمؤسسات الإغاثة الدولية جراء قصف الاحتلال مخزن بخان يونس
إعلام فلسطيني: وصول 3 شهداء لـ «المعمداني» عقب استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين غرب غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي مرصد الأزهر المسجد الإبراهيمي تجنيد الحريديم
إقرأ أيضاً:
الدين الإبراهيمي
أحمد يحيى الديلمي
استغرب الكثيرون عندما شاهدوا الرئيس الأمريكي «رونالد ترامب» داخل مسجد الشيخ زايد بن سلطان في أبو ظبي، لأنه لم يتضح لهم المعنى الخفي لهذه الزيارة التي تُشير إلى أن الرجل جاء إلى المنطقة ليُدشن الديانة الإبراهيمية التي ينادي بها الكيان الصهيوني معززاً بأمريكا وعدد من الدول الغربية، ولقد جاء بالمخطط جاهزاً وأمر ابن زايد الطفل المُدلل لأمريكا بأن يحول القبلة من اتجاه الكعبة المشرفة إلى الحرم الإبراهيمي، واستعان ترامب في هذا الجانب بنص قرآني مخاطباً ابن زايد بالقول «فلنولينك قبلة ترضاها» تخيلوا أن الإمارات التي كُنا نعتقد يوماً من الأيام أنها ستكون منارة للعروبة وحامية لحمى الإسلام، خاصة بعد أن توحدت أصبحت عبارة عن معول لهدم الدين من داخله والإساءة إلى العروبة والتبشير بالصهيونية بالأسلوب المغلف المتمثل بالديانة الإبراهيمية، وكأن هذا الـ»ترامب» لم يكتف بتريليونات الدولارات من الإمارات العربية والسعودية وقطر، لكنه في الجانب الآخر جاء يحمل معول هدم خبيثاً يتصل بالدين العظيم، فماذا سيقول علماء الأزهر وكل المدارس الإسلامية في العالم الإسلامي؟! باستثناء علماء الوهابية، فهم مشتركون في الجريمة ومؤيدون لها، خاصة من انقادوا لنزوات محمد بن سلمان وأصبحوا مُجرد أدوات للتبشير بذلك النهج المنحرف الذي سينتهي إلى ما يُسمى بالديانة الإبراهيمية، ونحن في الحقيقة نؤمن بإبراهيم الخليل باعتباره أبا الأنبياء وصاحب رسالة عظيمة تعتبر المرجع لكل الأديان، لذلك نقول عندما نتوجه في الصلاة في كل فرض من الفرائض ملة أبينا إبراهيم، أي أنه مصدر الملل الحقيقية، بينما المغزى الصهيوني يختلف كلياً، لأنه يتعلق بالترويج للديانة اليهودية والسماح لها بالتوغل في العالم الإسلامي كفرع للديانات المُضللة بالدين الإبراهيمي.
لا أدري كيف تجاهل العرب والمسلمون هذه الخطوة ولم يعلنوا عنها ولم ينتقدوها، وكأن صدمة كبيرة حدثت لعقول البشر عندما سمعوا أن ترامب عاد من رحلته المشؤومة محملاً بأوزار أربعة تريليون دولار، وهي صفقة مهولة وصفها هو بنفسه قائلاً بأنها أعظم صفقة تحققت لأمريكا، والسؤال هو لو أن هؤلاء أمراء النفط عادوا إلى رشدهم واعتمدوا مئات المليارات فقط للدول العربية المحتاجة، لفلسطين مثلاً والسودان واليمن وتونس وكل الدول العربية والإسلامية المحتاجة، لكانوا قد صنعوا سياجاً منيعاً للسلام والاستقرار وحولوا هذه المنطقة إلى واحة للرخاء والخير والأمن والاستقرار، فهل جربوا هذه الطريقة؟! لو جربوها لكانت أكثر نفعاً لهم من أمريكا وحماية ترامب، لأن ترامب زائل وأمريكا نفسها زائلة بحسب السنة الإلهية المتبعة، فكما هو ثابت في التاريخ أن كل نظرية أو سلطة حكم لها زمن محدد، وكلما زادت عتواً وطغياناً بدأ العد التنازلي وانقرضت تماماً وغابت عن الواقع، وإلا لو كان الأمر عكس هذا لوجدنا أن الممالك القديمة ظلت قائمة حتى اليوم، لكن السنن الإلهية تقضي بالتعاقب فكل نظرية إما أنها تنتهي تماماً أو أنها تندمج في نظرية أخرى وتتحول إلى رديف لها، هذه هي سنن الله في خلقه، وعندما نقول الله سبحانه وتعالى فهو الخالق المُبدئ المُعيد الذي نؤمن به كإله لا ند له ولا شريك، وكل الديانات السماوية هي من صنعه وبإرادته هو لا سواه، وهذه الحقائق يجهلها ترامب ويجهلها أكثر أبناء زايد، والذي اتضح من خلال المواقف المتعاقبة أنهم لا يمتلكون من الإسلام إلا أسمه ومن القرآن إلا رسمه .
وهنا لا بد أن نهنئ أبناء زايد لأنهم تركوا الدين الحق وانتقلوا إلى الإبراهيمية المحرفة، المخالفة كلياً لملة أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام، فهو أبو الأنبياء وهو من اختط الإسلام كأول من بشر بالدين ووحد الخالق سبحانه وتعالى كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، وتعززت نفس النصوص في الكتب السماوية الأخرى.
وهنا لا بد أن نناشد المسلمين أن يضعوا حداً لهذه المهازل، إن كانوا فعلاً لا يزالون مؤمنين بالإسلام وحريصين على استمرار رايته العظيمة التي حملها محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، كما جاء في القرآن الكريم (( إن الدين عند الله الإسلام )) صدق الله العظيم، والمسؤولية الأكبر هُنا تقع على علماء الدين، إن كانوا لا يزالون مؤمنين كل الإيمان بالإسلام وقيمه وأخلاقه!؟؟ والله من وراء القصد …