رئيس البرلمان العربي يدعو للتوصل إلى حل نهائي لأزمات الدول العربية
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي حرص البرلمان على دعم ومساندة جميع الجهود التي يبذلها قادة الدول العربية للدفاع عن قضايا الأمة العربية وصون مقدراتها.
وقال العسومي، في كلمته خلال الجلسة العامة الخامسة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي التي عُقِدَت بمقر الجامعة العربية اليوم: إن الشعب الفلسطيني لا يزال يتعرض لأبشع صور حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ولا يزال المجتمع الدولي يقف عاجزًا أمام كيان الاحتلال الغاشم، وضربه بعرض الحائط كافة قيم ومبادي القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
أخبار متعلقة ارتفاع عدد شهداء وجرحى مجزرة خيام النازحين إلى 360 فلسطينياًاستشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني في مجزرة للاحتلال جنوب غزةوأضاف أن الموقف الدولي المُخزي والمتخاذل من المجازر والجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الغاشم بحق الشعب الفلسطيني وآلية تعامل مجلس الأمن الدولي معها على مدار تسعة أشهر، يجب أن تكون نقطة تحول فاصلة في إعادة النظر في القواعد الحاكمة للنظام الدولي الحالي.
أبرز ما جاء في كلمة معالي رئيس #البرلمان_العربي خلال افتتاح الجلسة الخامسة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث المنعقدة في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة pic.twitter.com/Kw7CBYkK7i— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) July 13, 2024حل نهائي للأزماتوأشار إلى أن التطورات الخطيرة التي يمر بها السودان تنطوي على مخاطر كبيرة ليس فقط على مقدرات الشعب السوادني وأمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه، بل على منظومة الأمن القومي العربي في مفهومه الشامل، مطالبًا بانخراط أكبر ومباشر للدول العربية من أجل التوصل لحل سوداني عربي خالص لتلك الأزمة.
ودعا إلى تكثيف الجهود العربية للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل للأزمة اليمنية، ينهي معاناة الشعب اليمني، مؤكدًا استعداد البرلمان العربي للانخراط في أية جهود تهدف إلى الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته، والتوصل إلى حل مستدام لهذه الأزمة.
وجدد رئيس البرلمان العربي الدعوة للأطراف الليبية إلى المضي قُدمًا نحو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، واستكمال الاستحقاقات المؤجلة، على نحو يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات واس القاهرة البرلمان العربي السودان اليمن فلسطين ليبيا البرلمان العربی
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».