الربيع الذي انتهى والربيع الذي سيأتي
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
إحدى أهم الزوايا التي تُتابع من خلالها العديد من الأطراف مجريات الحرب على غزة ونتائجها هي ارتداداتها على المحيط والمنطقة، وتحديدا على الوضع الداخلي لبعض الدول.
ذلك أن مركزية القضية الفلسطينية وتاريخيتها من جهة، واستثنائية المعركة واختلافها عن كل ما سبقها من جهة ثانية، وارتباط قضايا المنطقة وتطوراتها ببعضها البعض من جهة ثالثة، يجعل من المرجّح أن يكون لهذه الحرب تبعاتها وانعكاساتها الخارجية، إن على مستوى المنطقة أو العالم.
ومما يعزز هذا الاعتقاد لدى الكثيرين أن له نموذجا سابقا، هو الثورات التي سميت بالربيع العربي نهاية 2010 وبداية 2011. فقد قامت الثورات في عدد من الدول العربية لأسباب داخلية في معظمها مثل الفساد والأزمات الاقتصادية والمعيشية، ولكن أيضا لأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية مثل التبعية وضعف الدور والموقف من القضية الفلسطينية.
مركزية القضية الفلسطينية وتاريخيتها من جهة، واستثنائية المعركة واختلافها عن كل ما سبقها من جهة ثانية، وارتباط قضايا المنطقة وتطوراتها ببعضها البعض من جهة ثالثة، يجعل من المرجّح أن يكون لهذه الحرب تبعاتها وانعكاساتها الخارجية، إن على مستوى المنطقة أو العالم
وقد كان العدوان "الإسرائيلي" على غزة في 2008-2009 حاضرا في أذهان الشباب الذين ملأوا الميادين في تلك الاحتجاجات، من جهة بسبب دروس الحرب من صمود الفلسطينيين وأداء مقاومتهم رغم الحصار وقلة الإمكانات، ومن جهة أخرى بسبب ضعف الموقف الرسمي العربي المتراوح بين العجز والفشل. وهكذا سمعنا من شباب ميدان التحرير وأشقائه أن الاحتجاجات كانت تستلهم من غزة فكرة الإمكان رغم ضعف الإمكانات، وتحتج على أنظمتها التي خذلت غزة.
طويت صفحة "الربيع العربي" في موجة 2011 منذ سنوات، ولعل المصالحة الخليجية أولا ثم مسار المصالحة بين تركيا وبعض الدول العربية التي ناصبتها العداء لعقد كامل ثانيا؛ بمثابة إعلان غير رسمي بأن كافة دول المنطقة ومن الجانبين قد وضعت ملف الثورات وراء ظهرها بشكل كامل ونهائي، وربما يكون حديث أنقرة عن لقاء محتمل بين أردوغان والأسد آخر فصول هذا الإعلان، لكن هذا لا يعني أن هذا الحدث انتهى بلا رجعة.
في تفسير التاريخ وتوصيفه نظريات عديدة، بعضها ينظر للمسار التاريخي على أنه خط مستقيم لا يعود للخلف، وبعضها الآخر يراه ضمن موجات مد وجزر، وبعضها الآخر ينظّر للمسار "الدوري" أو "الدوراني"، وأخرى تتحدث عن "نهر التاريخ"، لكن معظم هذه القراءات تقر بإمكانية تكرر بعض الأحداث أو تشابهها، لا سيما إذا ما توفرت لها ظروف وسياقات ودوافع متقاربة. ولعل أكثر الظواهر السياسية- الاجتماعية القابلة للتكرر هي الاحتجاجات والثورات، ولذلك لطالما قُيّمت ضمن "موجات" أو مراحل ثورية متتالية.
استمرار المجازر البشعة بحق المدنيين من نساء وأطفال حتى وهم في مخيمات النازحين التي أنشئت في المناطق المعلنة "آمنة" من قبل الاحتلال؛ لم يدفع إلى موقف حقيقي تجاه الاحتلال من النظام الرسمي العربي، لا فعلا ولا تلويحا ولا حتى تلميحا
يتحدث العديد من الباحثين عن أن الأسباب التي دفعت الناس للانفجار في نهاية 2010 في عدد من الدول العربية ما زالت قائمة، ويكاد يكون أي منها لم يُحلَّ أو يُخفف، بل تفاقم بعضها أضعافا مضاعفة، ولا سيما ما يتعلق بمعاناة المواطن اليومية من الأوضاع الاقتصادية الخانقة من جهة والانسداد السياسي والفساد والمظالم من جهة أخرى.
في المقابل، فإن النظر إلى حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة بأهلها ومقاومتها يدفع للقول بأن مشاعر الشارع العربي اليوم بخصوص موقف بعض الأنظمة تجاه الإبادة في غزة؛ تتخطى بمراحل ما شعر به في 2008 وما تلاها من حروب وعدوانات. إن موقف بعض الأنظمة العربية يُتعذر معه التفسير بالعجز (الإخفاق بدون محاولة) والفشل (الإخفاق بعد المحاولة) في دعم الفلسطينيين إلى مستويات التواطؤ (السكوت والرضا)، بل والانخراط المباشر وغير المباشر في المعركة إلى جانب الاحتلال.
ذلك أن استمرار المجازر البشعة بحق المدنيين من نساء وأطفال حتى وهم في مخيمات النازحين التي أنشئت في المناطق المعلنة "آمنة" من قبل الاحتلال؛ لم يدفع إلى موقف حقيقي تجاه الاحتلال من النظام الرسمي العربي، لا فعلا ولا تلويحا ولا حتى تلميحا. أكثر من ذلك، فقد أظهرت بعض الأنظمة رضا ضمنيا واستمرت بعلاقاتها مع الاحتلال، بما في ذلك التعاون وكأن شيئا لم يكن.
رغم الإبادة بل خلالها، لم توقف أي دولة عربية علاقاتها التطبيعية مع الاحتلال، ولا حتى هددت بذلك، ولم تسحب سفيرها ولم تطرد سفير الاحتلال، وبقيت العلاقات التجارية والاقتصادية، وجلس سفير الإمارات على مائدة الرئيس "الإسرائيلي" في بيت الأخير، وشارك صحافي سعودي في مؤتمر هرتسيليا الأمني- العسكري في دولة الاحتلال، ويستمر "الجسر البري" الذي تنقذ من خلاله عدة دول عربية اقتصاد الحرب في دولة الاحتلال وتعوضها ما تخسره من عمليات "أنصار الله" في اليمن، وشاركت بعض الدول العربية في حماية دولة الاحتلال من صواريخ إيران ومسيّراتها، فضلا عن الاجتماع الذي عقد بين قيادات عسكرية عربية رفيعة وقائد أركان جيش الاحتلال في المنامة برعاية أمريكية.
اتخاذ المواقف الصحيحة من الحرب على غزة والوقوف في الجهة الصحيحة من التاريخ كما يقال؛ ليس فقط موقفا أخلاقيا مبدئيا صحيحا، ولا يخدم الأمن القومي العربي من باب أن الكيان الصهيوني عدو للجميع ويستهدف الكل وحسب، وإنما يمكن أن يساهم في نزع فتيل انفجار كبير قادم على المنطقة
يقرأ الشارع العربي هذا الموقف، ولا يصدق -في غالبيته الساحقة- الكلام الدعائي للأنظمة بدعم الفلسطينيين وشجب للعدوان والعمل على وقفه.
ومن جهة أخرى، فإن القوى الحية التي انخرطت في الاحتجاجات الواسعة وسعت للتغيير في بلادها ثم دفعت ثمن فشل الثورات وتحكّم الثورات المضادة؛ بقيت خاملة لسنوات طويلة لأنها افتقدت للشعور بالجدوى بشكل أساسي، بينما يرى شبابها اليوم في غزة -مقاومة وشعبا- نموذجا يُقتدى في العمل والإنجاز رغم ندرة الإمكانات وبالتالي جدوى العمل بل ضرورته.
ولذلك، فليس من باب المبالغة القول إن الحرب الحالية على غزة تعزز فكرة تكرر الانفجار الاجتماعي- السياسي في العالم العربي، ولعلها تقرّب من موعده. فإذا كان ثمة من يخشى من هذه الموجة القادمة فعليه أن يسعى لعلاج أسبابها وتخفيف السياقات التي تدفع باتجاهها.
من هذه الزاوية، فإن اتخاذ المواقف الصحيحة من الحرب على غزة والوقوف في الجهة الصحيحة من التاريخ كما يقال؛ ليس فقط موقفا أخلاقيا مبدئيا صحيحا، ولا يخدم الأمن القومي العربي من باب أن الكيان الصهيوني عدو للجميع ويستهدف الكل وحسب، وإنما يمكن أن يساهم في نزع فتيل انفجار كبير قادم على المنطقة وخصوصا بعض دولها؛ لن يستطيع أحد التنبؤ بتوقيته ولا التحكم بمساره ونتائجه وتداعياته.
هذا، وإلا فعلى الجميع الاستعداد لذلك اليوم الآتي، وكلُّ آتٍ قريب.
x.com/saidelhaj
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينية الاحتجاجات العالم العربي احتجاجات فلسطين غزة الثورة العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة الصحیحة من على غزة من جهة
إقرأ أيضاً:
جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
كتب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على منصة اكس: "إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية وتفاصيل هذه الزيارة والخطوات السياسية التي تقرّرت في سياقها والحجم الذي أتخذته، تُثبت من دون أدنى شك أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يقود إلى دولة فلسطينية. فبعدما حولت جماعة الممانعة، ومن يدعّون المقاومة، بأعمالهم وتصرفاتهم وطروحاتهم إسرائيل إلى عملاق في الشرق الأوسط، جاءت سياسة المملكة العربية السعودية، والتي تمثلت إحدى ترجماتها بزيارة الرئيس الأميركي وما نتج عنها، لتعيد إسرائيل إلى حجمها الطبيعي، وتستعيد الدول العربية مكانتها الطبيعية تمهيدا للمباشرة في الترتيبات من أجل حل حقيقي ومنطقي وعملي للقضية الفلسطينية".
وتابع: "إن المشهد الحالي الذي انطلق من المملكة العربية السعودية هو الطريق الصحيح إلى حل مشكلات المنطقة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. لقد انتهى زمن استخدام القضية الفلسطينية كذريعة والتلطي خلفها للسيطرة على عواصم عربية او لقلب الأنظمة أو استبدال حاكم بآخر"
ختم: "عسى ان يتّعظ الممانعون في لبنان من كل ما يحصل في الإقليم في الوقت الحاضر، ويكفّوا عن غيِّهم ويسلّموا سلاحهم للدولة كي تكون لنا دولة حقيقية وفعلية تبدأ مسيرة الإنماء والإعمار، فيعود لبنان إلى سابق عهده ليس "كسويسرا الشرق" فحسب، بل كمنارة مضيئة عِلماً وثقافة وحضارة ورُقيّاً في الشرق والغرب على حد سواء."
مواضيع ذات صلة جعجع: من هو الطرف الذي أقدم على إطلاق الصواريخ؟ Lebanon 24 جعجع: من هو الطرف الذي أقدم على إطلاق الصواريخ؟ 15/05/2025 09:13:48 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية: متفائلون بالنسبة للوضع في لبنان والأمور تسير في الطريق الصحيح Lebanon 24 وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية: متفائلون بالنسبة للوضع في لبنان والأمور تسير في الطريق الصحيح
15/05/2025 09:13:48 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24 الشرع: خلال الأشهر الماضية وضعنا أولويات لحل مشكلات البلاد Lebanon 24 الشرع: خلال الأشهر الماضية وضعنا أولويات لحل مشكلات البلاد
15/05/2025 09:13:48 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24 الصادق التقى جعجع: تشكيل لجنة لحل أزمة المجلس البلدي في بيروت Lebanon 24 الصادق التقى جعجع: تشكيل لجنة لحل أزمة المجلس البلدي في بيروت
15/05/2025 09:13:48 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
هل بدأ يتحقّق حلم الأمير الشاب؟
Lebanon 24 هل بدأ يتحقّق حلم الأمير الشاب؟
02:00 | 2025-05-15 15/05/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خسائر يومية بـ 250 ألف دولار.. قطاع لبناني يترقب قرارا سعوديا
Lebanon 24 خسائر يومية بـ 250 ألف دولار.. قطاع لبناني يترقب قرارا سعوديا
01:45 | 2025-05-15 15/05/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 انزعاج من "تحالف خارج المألوف"
Lebanon 24 انزعاج من "تحالف خارج المألوف"
01:30 | 2025-05-15 15/05/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 برودة في العلاقة مع العراق ومستحقات الفيول 1.8 مليار دولار
Lebanon 24 برودة في العلاقة مع العراق ومستحقات الفيول 1.8 مليار دولار
01:15 | 2025-05-15 15/05/2025 01:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ملتقى التأثير المدني: الدَّولة والدُّستور يُعالجان الهواجِس!
Lebanon 24 ملتقى التأثير المدني: الدَّولة والدُّستور يُعالجان الهواجِس!
01:14 | 2025-05-15 15/05/2025 01:14:53 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
خبرٌ يهمكم عن الكهرباء.. ترقبوا ما سيجري
Lebanon 24 خبرٌ يهمكم عن الكهرباء.. ترقبوا ما سيجري
16:27 | 2025-05-14 14/05/2025 04:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو ينتشر.. شاهدوا كيف رقصت ابنة الفنان عمرو دياب مع هذا الشاب
Lebanon 24 فيديو ينتشر.. شاهدوا كيف رقصت ابنة الفنان عمرو دياب مع هذا الشاب
02:31 | 2025-05-14 14/05/2025 02:31:02 Lebanon 24 Lebanon 24 من أصل فلسطيني.. العارضة الشهيرة بيلا حديد تتحدى مهرجان "كان" وتطل بإطلالة جريئة (فيديو)
Lebanon 24 من أصل فلسطيني.. العارضة الشهيرة بيلا حديد تتحدى مهرجان "كان" وتطل بإطلالة جريئة (فيديو)
02:46 | 2025-05-14 14/05/2025 02:46:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ركع أمامها وطلب يدها... حبيب ممثلة يفاجئها بالزواج في لحظة مؤثرة
Lebanon 24 ركع أمامها وطلب يدها... حبيب ممثلة يفاجئها بالزواج في لحظة مؤثرة
08:28 | 2025-05-14 14/05/2025 08:28:46 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت يُؤلم مرّة أخرى إعلاميّة "الجديد": مش عم صدق... دغري لحقتها؟ (صور)
Lebanon 24 الموت يُؤلم مرّة أخرى إعلاميّة "الجديد": مش عم صدق... دغري لحقتها؟ (صور)
05:24 | 2025-05-14 14/05/2025 05:24:10 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
02:00 | 2025-05-15 هل بدأ يتحقّق حلم الأمير الشاب؟ 01:45 | 2025-05-15 خسائر يومية بـ 250 ألف دولار.. قطاع لبناني يترقب قرارا سعوديا 01:30 | 2025-05-15 انزعاج من "تحالف خارج المألوف" 01:15 | 2025-05-15 برودة في العلاقة مع العراق ومستحقات الفيول 1.8 مليار دولار 01:14 | 2025-05-15 ملتقى التأثير المدني: الدَّولة والدُّستور يُعالجان الهواجِس! 01:00 | 2025-05-15 متابعة لبنانية "لرسالة" ترامب وبن سلمان ورهان على عودة النازحين الى سوريا ربطا برفع العقوبات فيديو مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو)
Lebanon 24 مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو)
04:04 | 2025-05-13 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)
Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)
04:01 | 2025-05-12 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو)
Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو)
01:07 | 2025-05-10 15/05/2025 09:13:48 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24