200 يوم من الاحتجاج.. هل يُشهر مهنيو الصحة ورقة التصعيد في وجه حكومة المغرب؟
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
لا يزال مهنيو الصحة في المغرب، بمختلف فئاتهم، يتصدّرون المشهد العام، حيث يواصلون احتجاجاتهم، ما بين الميدان ومُختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ويصرّون على مطالبهم، منذ شباط/ فبراير المنصرم.
وباستثناء خدمات أقسام الإنعاش والمُستعجلات؛ عاشت عدّة مؤسسات صحّية بمختلف مستوياتها، على إيقاع تعطيل الخدمات، من إلغاء جُملة مواعيد للفحوصات والمواعيد الجراحية، وتتبع الأمراض المزمنة والعلاج الكيميائي، وكذا خدمات التلقيح والترويض.
وتعود بوادر الأزمة الحالية، إلى نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، إذ توصّلت لجنة وزارية مكوّنة من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة المالية والأمانة العامة للحكومة إلى اتّفاق مع الهيئات النقابية لموظفي الصحة بالمغرب؛ تضمّن الاتفاق زيادة عامة في أجور المهنيين وتحفيزات مالية، إلى جانب الالتزام بتنظيم لقاءات تواصلية لإصلاح المنظومة الصحية، في أجل لا يتعدى نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
#المغرب: نقابات #قطاع_الصحة تصعّد من تحركاتها وتعلن #الإضراب لمدة 3 أيام ????????
أعلنت التنسيقية الوطنية النقابية لقطاع الصحة عن إضراب وطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الثلاثاء 28 ماي، بعد فشل الحوار الاجتماعي القطاعي مع الحكومة.
واتهمت التنسيقية النقابية، في بيان لها،… pic.twitter.com/xSMaiBeGWn — Almagharibia TV قناة المغاربية (@almagharibia_tv) May 28, 2024
ورغم توقيع اتفاق "كانون الثاني/ يناير 2024" الذي تضمن زيادة الأجور بمقدار 1500 درهم (ما يناهز 150 دولار) للممرضين ومهنيي الصحة و1200 درهم (ما يناهز 120 دولار) للإداريين والتقنيين، مع الإبقاء على صفة "موظف عمومي" لمهنيي القطاع، إلا أن الحكومة لم تلتزم بتنفيذ أي من بنود هذه الاتفاقات.
وفي الوقت الذي برّرت فيه الحكومة المغربية، أن الاتّفاق المُبرم غير مُلزم لأنه وُقّع فقط من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تصرّ فيه النقابات الصحّية على ضرورة التزام الحكومة بتعهداتها، فاشتدّ الخلاف وطال مداه.
مُقاطعة.. احتجاج مُستمر
دعا "البيان رقم 09 للتنسيق النقابي" الشغّيلة الصحية في المغرب، لخوض إضراب شامل، من الاثنين الماضي إلى غاية 26 تموز/ يوليوز، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، بالإضافة إلى تنفيذ وقفات أو مسيرات احتجاجية، إقليمية وجهوية، حسب شروط كل منطقة.
كذلك، دعا البيان نفسه، إلى "مقاطعة تنفيذ كل البرامج الصحّية، ومقاطعة تقاريرها، ومقاطعة الوحدات المتنقلة والقوافل الطبية. ومقاطعة برنامج العمليات الجراحية باستثناء المستعجلة منها. ومقاطعة الفحوصات الطبية المتخصصة بالمستشفيات. ومقاطعة عمليات تحصيل مداخيل فواتير الخدمات المقدمة، وكل المداومات ذات الطابع الإداري. بالإضافة إلى الاستمرار في مقاطعة تقارير البرامج الصحية والحملات والتغطيات والاجتماعات مع الإدارة".
وفي سياق متّصل، خلال ندوة صحفية، انعقدت الأسبوع الماضي، في الرباط، طالب طلبة الطب والصيدلة، رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، بضرورة التدخّل العاجل لحل الملف، ووقف الاحتقان بالكليات، المستمر منذ سبعة أشهر.
ودعا الطلبة، إلى "إعفاء الأفواج من السنة الأولى إلى السنة الخامسة من الهيكلة الجديدة لأنهم سيكونون ضحايا وفئران تجارب"، مُعبّرين عن أملهم في الوساطة الجديدة من طرف مجلس النوّاب (غرفة برلمانية) في حل الأزمة.
إلى ذلك، أكّد الطلبة على أنّهم قدّموا عدّة تنازلات وإشارات من أجل بيان حسن النية، غير أنّهم ووجهوا بسوء النية، في وقت يعيش فيه قطاع الصحة أحلك فتراته، وفق تعبيرهم؛ مشيرين إلى المنع الذي لحق مسيرتهم الاحتجاجية، الأربعاء الماضي، حيث جرى استخدام القوة وخراطيم المياه لتفريق المحتجين.
وبحسب اللّجنة التنظيمية للتنسيق النقابي، قد تم توقيف 10 مشاركين في المسيرة الاحتجاجية، التي أتت تلبية لدعوة التنسيق: "لرفع وتيرة الاحتجاج بأشكال نضالية غير مسبوقة".
بالفيديو :المخزن يلعب زمزم مع موظفي قطاع الصحة رغم أزمة شح المياه التي تتربص بالبلاد و العباد pic.twitter.com/vEEXdBSijT — ????Genuine Zack????and 344k Others (@GenuineZack) July 10, 2024
هل فشلت الحكومة؟
يقول عدد من متابعي الأحداث في القطاع الصحي، إن حكومة عزيز أخنوش، فشلت في إقناع النقابات الصحّية في إيقاف برنامجها النضالي، في إشارة إلى اجتماع وُصف بـ"المُطوّل"، الجمعة، بين الحكومة، والتنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة، في مقر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بالعاصمة الرباط.
وفي هذا السياق، جاء في بلاغ وزارة الصحة، عقب الاجتماع، أن خالد آيت طالب، وهو وزير الصحة والحماية الإجتماعية، عقد بتكليف رسمي من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اجتماعا، مع ممثلي الهيئات النقابية، أبلغ خلاله النقابات الصحية بـ"حصيلة المعالجة التي قامت بها الحكومة للملف المطلبي للشغيلة الصحية المرتبطة بالجانب الاعتباري والوضعية القانونية لمهنيي الصحة".
ووفق تعبير البلاغ نفسه، أعرب الوزير، لممثلي الهيئات النقابية، عن قناعته في "مواصلة إعمال المقاربة التشاركية لإيجاد الحلول، لمختلف الصعوبات التي يمكن أن تعترض التنزيل السليم لمضامين الاتفاق، بما ينعكس إيجابا على تثمين الموارد البشرية، باعتبارها رافعة لإنجاح مختلف الأوراش الإصلاحية".
تم التوصل إلى اتفاق مع نقابات الصحة بشأن الملف المطلبي و سيتم تقديمه لرئيس الحكومة للحسم فيه، حسب ما أعلن عنه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب pic.twitter.com/2K6Jf8JLcl — أخبار المغرب (@MaghribAkhbar) July 17, 2024
من جهتها، قالت مكونات التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة، عبر بلاغ، الأحد الماضي، إنها تُصرّ على كل النّقط المتضمنة في الاتفاق وفي المحاضر الموقعة، موضّحة: "سوف يتابع عن كثب وسوف يسهر على التنزيل الفعلي والسليم والسريع لكل بنود الاتفاق وكل المحاضر الموقّعة في شقيها المادي والاعتباري/ القانوني".
وفي إطار تجاوب التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة، مع رئيس الحكومة، تابع البلاغ، أنه: "ستُسلّم خلال الساعات القليلة القادمة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، جواب التنسيق بخصوص النقط العالقة، ليقوم بتسليمها رئيس الحكومة".
كذلك، قدّم المهنيون الصحيون، اعتذارهم لكافة المواطنين المغاربة، جرّاء تعطّل الخدمات الصحية، مشدّدين على اضطرارهم لمواصلة محطّاتهم النضالية، وذلك بعد استنفاذهم كافة الحلول البديلة أمام صمت وتنكّر الحكومة، بحسب تعبيرهم.
وأكّد المهنيين، استئنافهم الفوري لعملهم، وقتما توصّل التنسيق النقابي الوطني والحكومة للتنزيل الفعلي لكافة مضامين ما أصبحوا يصفونه بـ"المحضر المغيّب"، بشروط تضمن حقوق الأطر الصحية بكل فئاتها ومكتسباتهم، وتُلبي مطالبهم المادية والاعتبارية المنصوص عليها بالاتفاق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغرب الأمراض المزمنة الحكومة المغربية المغرب الحكومة المغربية عزيز اخنوش الأمراض المزمنة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحة والحمایة الاجتماعیة رئیس الحکومة وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
الخدمة الصحية البريطانية تواجه أسوأ سيناريو مع ارتفاع إصابات الإنفلونزا
حثّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأطباء المقيمين على التراجع عن الإضراب المقرر الأسبوع المقبل، واصفاً المضيّ فيه بأنه "تصرف غير مسؤول" في فترة يواجه فيها نظام الصحة الوطني أوضاعًا حرجة، في خضم تفاقم أزمة "الإنفلونزا الفائقة" التي تضرب المستشفيات البريطانية بقوة غير مسبوقة.
وجاءت تصريحات ستارمر بعد ليلة من تقديم الحكومة عرضاً جديداً لنقابة الأطباء البريطانية يتعلق بتوسيع فرص التدريب للأطباء في بداية مشوارهم المهني، في محاولة أخيرة لوقف الإضراب الممتد خمسة أيام والمقرر أن يبدأ الأربعاء المقبل.
وقال ستارمر للصحفيين: "لقد قدمنا بالفعل زيادة كبيرة في الرواتب، وهناك قضايا أخرى استمعنا إليها ووضعنا حلولاً لها، لكن لا يمكن أن نمضي في تنفيذ العرض إذا أصر الأطباء على الإضراب، خصوصًا مع اقتراب عيد الميلاد وفي ظل أزمة الإنفلونزا الحالية."
وأضاف: "في قرارة أنفسهم، لا أعتقد أن كثيراً من الأطباء يرغبون فعلاً في هذا الإضراب."
وضع خطير وتجاوز لأسوأ السيناريوهات
جاءت دعوة ستارمر بعد تحذير صارخ من نظام الصحة الوطني البريطاني بأن الخدمة الصحية تواجه بالفعل "أسوأ سيناريو" لهذا الشتاء، إثر ارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 55% خلال أسبوع واحد.
وبحسب البيانات الرسمية، وصل متوسط عدد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات الأسبوع الماضي إلى 2,660 شخصاً يومياً، وهو أعلى رقم يسجَّل في هذا الوقت من العام.
وقالت فيكي برايس، رئيسة جمعية الطب الحاد: "نواجه ما يشبه موجة تسونامي من الإنفلونزا، الأطباء يفحصون المرضى في الممرات لعدم وجود غرف، وحتى المخازن تحولت إلى أماكن رعاية مؤقتة. هذا مستوى غير مسبوق من الضغط."
عرض حكومي وخلاف حول الأجور
وعد وزير الصحة ويس ستريتنج بمضاعفة عدد أماكن التدريب التخصصي المتاحة للأطباء المقيمين، في خطوة تأمل الحكومة أن تمهّد لتسوية النزاع.
ورغم وصف قادة نظام الصحة الوطني العرض بأنه "خليط غير متجانس"، إلا أنهم وافقوا على طرحه على الأعضاء عبر استفتاء داخلي محايد سيحدد مصير الإضراب.
ويعطي هذا التطور بصيص أمل لمسؤولي المستشفيات، إذ قال دانييل إلكيليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة اتحاد مزوّدي الخدمات الصحية في بريطانيا، إن رد النقابة "يعطي بعض الأمل"، مضيفاً أن "هناك احتمالاً واقعيًا لإلغاء الإضراب الأسبوع المقبل".
لكن النقاش حول الأجور يظلّ نقطة الخلاف الأساسية. فالعرض لا يتضمن أي زيادة إضافية للعام الحالي، كما لا يقترب من مطلب الأطباء برفع الأجور بنسبة 26% خلال السنوات المقبلة، لتعويض تآكل الرواتب منذ 15 عاماً.
وقال الدكتور جاك فليتشر، رئيس النقابة: "العرض لا يعالج مسألة الأجور على الإطلاق ولا يؤدي إلى زيادة حقيقية في عدد الأطباء. لكنه يحتوي على عناصر متعلقة بالتشريعات، ولهذا سنعرضه على الأعضاء."
وأوضحت النقابة أنها ستلغي الإضراب في حال صوّت أغلبية أعضائها لصالح مواصلة التفاوض حول العرض الجديد.
من جانبه، شدد الدكتور شيفام شارما، نائب رئيس النقابة، على أن الأزمة "نزاع حول الرواتب والوظائف معاً"، مضيفاً: "من الصعب أن أرى كيف سيقبل الأعضاء بهذا العرض الذي لا يقدّم شيئاً على صعيد الأجور."
أزمة تتصاعد.. وضغوط قبل الأعياد
تأتي هذه التطورات في وقت يدخل نظام الصحة الوطني في بريطانيا ذروة ضغط الشتاء، حيث يجتمع ارتفاع إصابات الإنفلونزا، ونقص الكوادر، وتراكم قوائم الانتظار، ما يجعل أي إضراب جديد تهديداً إضافياً لقدرة النظام على الصمود.
وبينما تعوّل الحكومة على تصويت الأطباء لإلغاء الإضراب، تستعد المستشفيات للأسوأ، في ظل تحذيرات من أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى قدرة نظام الصحة الوطني على تجاوز موجة الشتاء دون انهيار.