استضاف موقع الجزيرة نت ماجد الزير، رئيس المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية، في جلسة مع صحفيي الموقع للنقاش حول مستجدات الحراك الطلابي والشعبي الداعم لفلسطين في مختلف أنحاء القارة الأوروبية.

وقال الزير إن هناك 5 عوامل أساسية صنعت المشهد الذي نراه في الغرب، وما زالت حتى اليوم تغذيه وتعمق آثاره.

أولها طبيعة العنف وجرائم جيش الاحتلال خلال الأشهر العشرة الفائتة بصورة عز نظيرها فيما هو موثق حديثا، مضافا إليها ما وصفه بـ"عنجهية جيش الاحتلال، وضربه بعرض الحائط القيم والأعراف الدولية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا حقق الطلبة المتضامنون مع فلسطين بأستراليا؟list 2 of 2الكوفية الفلسطينية تغضب عميد كلية في المغربend of list

أما الثاني، فهو فعل الشعب الفلسطيني في غزة فيما يتعلق ببعد المقاومة، مضيفا إليه "الصمود الأسطوري للحاضنة الشعبية"، على حد وصفه. وثالثها استمرارية هذا الفعل من هذين الفاعلين (استمرار مجازر الاحتلال من ناحية والصمود الأسطوري للمقاومة والحاضنة الشعبية من ناحية أخرى)، فالوقت وامتداده هو جزء أساسي من المشهد التاريخي الكوني، كما يقول الزير.

ورابعها يتمثل في دور الإعلام بوصفه جزءا أصيلا لا ينفك عن الفعل الميداني للاعبين الرئيسيين، فلأول مرة "تُكسر هيمنة وسيطرة وسائل الإعلام التقليدية التي كانت تتبنى الرواية الداعمة لإسرائيل" وفق تعبير الزير. أما العامل الخامس فهو ردود الفعل غير المعهودة، سواء على المستوى الشعبي منها، والمستوى الرسمي في بعض الأحيان باعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين.

ماجد الزير: المشهد الذي كانت تسود فيه الرواية الإسرائيلية بات أمرا من الماضي (الجزيرة) التغيرات في أوروبا

ويضيف ماجد الزير أن التغيرات "التي بتنا نشهدها في الغرب عموما ليست بالأمر الهين. فهذا المشروع (أي إقامة إسرائيل) خُطط له وتم تغذيته من الغرب. لذا، فإن عامل العلاقة بين الغرب وهذا المشروع الاستيطاني هو عامل عضوي".

ويقول "نحن لا نتحدث هنا عن شأن خارجي بالنسبة لكثير من الدول الغربية، بل عن شأن محلي بامتياز". وهذا يفسر ما سماها الزير بـ"الهيستيريا التي تعاطت بها الدول الغربية مع ما جرى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

ومن هنا تأتي الأهمية البالغة لمواقع التواصل الاجتماعي، فقد كان لسيل المعلومات الهائل الذي كان يتدفق مباشرة إلى هواتف الناس، أثر مهم في حجم المظاهرات التي ملأت الشوارع، فالمجتمع بكل تنوعه وخلفياته السياسية كان جزءا فاعلا من هذا الحراك.

ويوضح الزير أن هذه التغيرات لا تعني أن السياسة الرسمية الغربية ستتغير مباشرة ناحية الحق الفلسطيني، لكنها تعني أن المشهد الذي كانت تسود فيه الرواية الإسرائيلية بات أمرا من الماضي، حيث أضحى هناك وعي متزايد بماهية القضية الفلسطينية، وماهية الاحتلال.

الآفاق

في نهاية الجلسة، ختم الزير حديثه بسؤال: ما الذي سيفعله الفلسطينيون والمسلمون والعرب كاستثمار سياسي للدماء التي سالت، وكيف يمكنهم البناء على حجم التضحيات التي قدمت في غزة لتكون رافعة لعدد من التغيرات التي تصب في صالح القضية الفلسطينية على المدى القريب والمتوسط والبعيد؟

وهنا يوضح الزير أن حجم العمل لم يرقَ بعد إلى المستوى المأمول، ولا يتلاءم مع حجم الحدث رغم المنجزات التي تحققت. ويقول إنه على الفلسطينيين المهجّرين، وعرب المهجر، أن يستثمروا هذه التغيرات بصيغة أفضل، إذ ما زالت الشريحة الأكبر من المتظاهرين والفاعلين الداعمين للقضية الفلسطينية هم من غير العرب والمسلمين.

ويضيف أن الحدث اليوم هو فرصة لكل المنتمين لقضايا أمتهم وقضاياهم الوطنية، فالتنمية الإستراتيجية هي التي تتبع للكيانات في مختلف مناطق وجودهم وتكون امتدادا لهم عبر الوطن الذي يتمثل في الفرد أينما حل. ويوضح الزير أن هذه الكينونة وهذه الفكرة هي التي تصنع حضارات الشعوب.

ويؤكد أن استثمار الدول للحدث ما زال دون المأمول، وأن بإمكانها تحقيق الكثير على مستوى الرمزية الشعبية إذا ما هي أخذت خطوات عملية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني.

واختتم ماجد الزير بقوله إنه "يجب على الفلسطينيين أن يتحدوا، وأن يكون التمثيل الفلسطيني معبّرا عن الإرادة الفلسطينية الحقة، ليكون في صدارة الحراك العالمي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حراك الجامعات

إقرأ أيضاً:

مسيرات حاشدة في المغرب واليمن نصرة للشعب الفلسطيني في غزة (شاهد)

انطلقت مظاهرات حاشدة، الجمعة، في العديد من المدن بالمغرب واليمن للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية المستمرة للشهر الـ19 على التوالي.

وشهدت العديد من المدن المغربية بينها سيدي بنور وأبي الجعد وقصبة تادلة المضيق وفاس ومكناس، مظاهرات حاشدة نصرة لفلسطين بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة".

وشدد المشاركون في المظاهرات التي جاءت تحت شعار  "لا نكبة بعد الطوفان ولا تطبيع مع العدوان" على دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، وحملوا لافتات مطالبة بإنهاء حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.


كما رددا هتافات مناصرة لفلسطين من قبيل "المغرب وفلسطين، شعب واحد ومش (ليس) شعبين"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"يا مقاوم سير.. سير، نحو النصر والتحرير"، حسب وكالة الأناضول.

وفي اليمن، انطلقت مظاهرات حاشدة في العاصمة صنعاء والحديدة وتعز وصعدة وغيرها للتأكيد على دعم القضية الفلسطينية، وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق سكان قطاع غزة.

وجاء المظاهرات بدعوة سابقة وجهها زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، تحت شعار  "مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع".

وشددت الجهة المنظمة للمظاهرات، في بيان، على "الثبات على الموقف المحق والمشرف، ومواصلة الخروج الأسبوعي في مسيرات مليونية، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم".

وأشار البيان إلى "شعوب أمتنا العربية والإسلامية عليها المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية والأخوية تجاه المآسي والفظائع التي تحدث في غزة"، داعيا "التحرك الحقيقي وتفعيل كل الطاقات للدفاع عن إخواننا ومقدساتنا في فلسطين"، حسب الأناضول.



وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.

وتقول منظمات إغاثة، إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وقد وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القطاع بأنه مقبرة جماعية للفلسطينيين، في حين شددت منظمة العفو الدولية أن الحصار الإسرائيلي الشامل يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

????️الشعب المغربي يواصل إسناده اليومي لغزة دون ملل ولا كلل ولا فتور.. مرابطة شعبية مغربية مع غزة والمقاومة إلى حين وقف العدوان.

تحت شعار:[ لا نكبة بعد الطـــــوفان.. ولا تطـــــبيع مع العدوان] المغاربة يجددون الاحتجاج إسنادا لغــ..ـــزة وشجبا للتطـــــبيع واستمرار حرب الإبادة ????️… pic.twitter.com/oLdD8BJk75 — hassan bennajeh - حسن بناجح (@h_bennajeh) May 16, 2025 في ذكرى النكبة
مليونية يمنية تؤكد للشعب الفلسطيني العزيز أنه ليس وحيدا في ميدان المواجهة، وأنه بالجهاد والصمود والصبر يمنع تكرار النكبة ويفشل مخططات التهجير

مسيرة (مع غزة، لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع)#صنعاء #ميدان_السبعين pic.twitter.com/EuxqFZd2Fg — محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) May 16, 2025 صور جديدة.. عشرات الآلاف يزحفون إلى ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، للتظاهر تحت شعار (مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع). pic.twitter.com/Q9vsQRnjU7 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 16, 2025

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يسمح بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى غزة
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تعيش أصعب مشهد في تاريخها الحديث
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تعيش أصعب مشهد في تاريخها الحديث
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: توقف سيارات الإسعاف يهدد بكارثة صحية في غزة
  • موسيتي بعد خسارة روما: عقلية ألكاراز صنعت الفارق
  • قادة 7 دول أوروبية: لن نصمت أمام الكارثة التي تجري في غزة
  • مسيرات حاشدة في المغرب واليمن نصرة للشعب الفلسطيني في غزة (شاهد)
  • إسراء جعابيص: لا أحد يزايد على دور مصر في القضية الفلسطينية «فيديو»
  • «كمال الحسيني»: الرواية الفلسطينية السلاح الحقيقي ضد الاحتلال