تعاون مصري عماني يهدف لنشر الرياضة ودعم المبادرات المجتمعية
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
شهدت الإسكندرية توقيع بروتوكول تعاون عربي مشترك، لتعزيز المسؤولية المجتمعية وتطوير القيم الإجتماعية في المنطقة العربية،وجاء ذلك على هامش مؤتمر تكريم أصحاب البصمة المجتمعية، بمركز إعداد القيادات الشبابية بوزارة الشباب والرياضة بمدينة الإسكندرية، تحت رعاية المبادرة العربية لتنمية ودعم رواد ورائدات الأعمال.
وجرى التعاون المصري العماني لتنمية ودعم المبادرات المجتمعية، بين رجل الأعمال المصرى "محمد البرنس" رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة "أمزجس" للتنمية وإدارة المشروعات ونائب رئيس جمعية تنمية وتطوير الاختراعات والابتكارات العربية وبين رجل الأعمال العماني "سالم حميد الحكماني" رئيس مجلس إدارة سدرة العالمية للصناعات وصاحب المبادرات الدولية.
وتضمن بروتوكول التعاون إطلاق 3 مبادرات أساسية لتنمية المجتمعات العربية بالإضافة إلى توصيات وخطط عمل تنفيذية ستبدأ خطواتها الجدية بداية من أغسطس القادم، وذلك طبقا للتقسيم الإداري للسلطنة بموجب المرسوم السلطاني رقم 114،2011 الصادر في 26 أكتوبر 2011 وتضمن 11 محافظة وهي "مسقط وظفار ومسندم والبريمي والداخلية وشمال الباطنة وجنوب الباطنة وجنوب الشرقية وشمال الشرقية والظاهرة والوسطى".
المبادرة المصرية العمانية لنشر الرياضة المجتمعية
واستندت رسالة تلك المبادرة على نشر الرياضة المجتمعية من خلال فتح وإنشاء 220 صالة رياضية "جيم" بواقع 20 صالة بكل محافظة بمعدات مصرية وتحت إدارة أبطال مصريين لتقديم الخدمات مجانًا للشعب العماني الشقيق دون أى رسوم التحاق بغية محاربة ظاهرة السمنة والنحافة وضبط القوام ونشر أسس التغذية السليمة وإعادة تقويم التشوهات القوامية والجسدية ورفع مستوى اللياقة العامة للأطفال والكبار والعجائز والعمل على دعم تلك الصالات بالرواتب الشهرية للاستفادة بخبرتهم الدولية والمتميزة فى التدريب والمدربين.
المبادرة العربية لتنمية ودعم رواد ورائدات الأعمال
وتعتبر مبادرة عربية تعمل على الدعم الاستشاري لرواد الأعمال على مدار الساعة من خلال 21 متخصص فى جميع التخصصات الحياتية الأسرية والتربوية الصحية والرياضية والعملية والإدارية والتسويقية والمالية والقانونية جميعهم متخصصين وأساتذة جامعة ورجال أعمال رواد فى التوجيه التنموي فى مقابل عضوية ثابتة للمستفيدين.
المبادرة المصرية العمانية الصينية لدعم الإستثمار الصناعى
وتعد المبادرة الأولى من نوعها التي تعمل على دعم المصنعين المصريين والصينيين بالأراضى العمانية وكافة التراخيص والتسهيلات اللازمة للعمل بالتصنيع على أرض السلطنة مع بأقوى خطط التسويق عن طريق قناة فضائية متخصصة ومعارض دائمة ومخازن ملحقة بالإضافة إلى الدعم المالى الغير محدد لأصحاب الطلبيات والمناقصات الموثقة.
وأشار العماني سالم حميد الحكماني، صاحب المبادرات الدولية ورئيس مجلس إدارة سدرة العالمية للصناعات في خطابه الافتتاحي على أهمية المبادرات وأهميتها في التأثير والتوجيه المجتمعي مشيرا ده على إطلاق 3 مبادرات عربية لدعم المجتمعات العربية وأكد الحكماني على قوة التنسيق المتسق والخطوات الثابتة لتلك المبادرات مع الدكتور محمد البرنس لما له من باع كبير فى الخدمة المجتمعية ومساعدة آلاف الشباب إلى أن وصلوا للعالمية.
واختتم الحفل بتكريم 100 من أصحاب البصمة المجتمعية على مستوى المجال المجتمعي والرياضى، ورواد الأعمال لعام 2023 بالحفل السنوي المصاحب للمؤتمر، كما تم تكريم 12 مدرب أكاديمى من أوائل المتخرجين من المواد المؤهلة للدراسات العليا والأبحاث المتخصصة.
Screenshot_٢٠٢٤-٠٧-١٩-٠٠-٠٠-٢١-٥٨_6012fa4d4ddec268fc5c7112cbb265e7 Screenshot_٢٠٢٤-٠٧-١٩-٠٠-٠٠-٢٧-٤٨_6012fa4d4ddec268fc5c7112cbb265e7المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر الاسكندرية بروتوكول التغذية الأعمال المصرى بروتوكول تعاون اختراعات القيادات الشبابية المبادرة المصرية المنطقة العربية وزارة الشباب والرياضة رئيس مجلس تنمية المجتمع مشروعات التغذية السليمة المسؤولية المجتمعية رائدات الاعمال
إقرأ أيضاً:
الأخلاق الناعمة في المجتمع العمانيّ
كثيرا ما نسمع عن «الثّقافة النّاعمة»، أو «الدّبلوماسيّة النّاعمة» من حيث ربطها بالتّأثير والجاذبيّة دون إكراه، أو دعوة مباشرة، ولها تأثيرها البعيد، ويمكن تمثيلها بالنّقط المتباينة، ثمّ تتسع هذه النّقط أفقيّا بشكل دائري للتحوّل إلى ظاهرة مؤثرة، وهذا ينطبق تماما على الأخلاق. والأخلاق هنا بمعنى السّجايا الّتي عبّر عنها الأثر «الدّين المعاملة»، وليست بالمعنى المباشر للقيم الكبرى الّتي لها أبعاد إجرائيّة إلزاميّة مباشرة كالمساواة والعدالة. وفي المقابل لها أيضا مصاديق أخلاقيّة أفقيّة تدخل في دائرة السّجايا وحسن التّعامل مع الآخر.
وهنا أضرب مثلا بعُمان؛ فمع تأريخ عُمان الموغل في القدم، وامتدادها قديما شمالا وجنوبا، وتأثير الجانب البحريّ شرقا وشمالا وجنوبا أيضا على الخصوص، وما تبع ذلك من هجرات قبليّة، وتأثيرات دينيّة وثقافيّة؛ لم تسوّق عُمان مع نهضتها الحديثة نفسها إعلاميّا بشكل كبير إلّا في الفترة الأخيرة. لهذا لمّا تسافر أحيانا حتّى إلى دول عربيّة، وتذكر لهم «عُمان» يسأل أين عُمان؟ فتجيبه إلى أقرب معلم قريب منها، أو رمزيّة سياسيّة شهيرة.
في المقابل هناك جانب عكسيّ تماما؛ فمع النّهضة الحديثة أيضا كانت هناك هجرات عمّاليّة للعمل في عُمان، خصوصا من الدّول الآسيويّة القريبة، ومن بعض الدّول العربيّة. وهؤلاء تعاملوا مع العمانيين في أسواقهم ومنازلهم ومدارسهم وأماكن عملهم عموما، ولم يكن هناك خطّة سياسيّة أو دينيّة أو ثقافيّة مرسومة للتّأثير عليهم ولو إيجابا. بيد هناك «أخلاق ناعمة» -إن صح التّعبير- تمثلت في حسن تعامل العمانيين معهم في الجملة، ولا يعني ذلك عدم وجود سلبيات اجتماعيّة وتعامليّة خصوصا من بعض المنتفعين كاستغلال الكفالة سابقا من بعض أفراد المجتمع استغلالا سلبيّا، لكنّها لا تشكّل ظاهرة أكثر من كونها حالة فرديّة كأيّ مجتمع بشريّ آخر، إلّا أنّ الصّفة الغالبة أفقيّا حسن التّعامل مع الجميع. شكّل هذا بُعدا أخلاقيّا نُقطيّا تحوّل في الخارج إلى صورة حسنة حول عُمان، لتمدّد هذه النّقط أفقيّا.
بدأ هذا التّفكير لديّ مبكرا قبل حوالي ستة وعشرين عاما لمّا كنت في أحد الأسواق الّتي يكثر فيها الوافدون؛ لشراء غرض إلكتروني لأحد المساجد في بُهلا عام 1999م تقريبا، فدخلت إلى أحد المحلّات، يبيع فيها رجل مسنّ، وكان ملتحيا، ولا أدري أكان هندوسيّا أم سيخيّا، وكنت حينها لا أفرّق بينهما، وكنت أمازحه وأنا بهيئتي الدّينيّة، حينها قال لي - ولا زلت أذكر كلامه -:«أتعجب من حسن تعاملكم معنا، وعدم التّفريق بيننا». ثمّ ذكر لي بعض معاناته في دول ما عمل فيها، خصوصا وهو في هيئته الدّينيّة.
بعدها كانت لدي صور ونماذج عديدة، قد يكون ذكر بعضها فيه شيء من الحساسيّة لا يناسب المقام، بيد أني وأنا قادم هذه الأيام من «نوراليا» في سيريلانكا لأشارك المسلمين هناك عيد الأضحى والكتابة عنه؛ أدركتُ مدى حضور هذه «الأخلاق النّاعمة» في المجتمع السّيريلانكيّ مثلا. وأنا مثلا في العاصمة «كولومبو» في المقهى أو الشّارع أو الشّاطئ أو السّوق أو المسجد أو النّزل أو القطار أو (التّك توك) - وعادتي أختلط بالنّاس، وأحاول أقترب منهم - إلّا أنّ السّيريلانكيّ هو من يقترب منّك. وفيهم سمة اللّطافة وحسن المعشر.
ولمّا يسألك من أين؟ وتجيبه: من عُمان؛ لم أجد أحدا منهم في الجملة سألني: أين عُمان؟ لكنّه يبادر مباشرة بالقول: أميّ أو أختي أو أبي أو أخي أو عمّي أو صديق لي عمل أو يعمل في عُمان، ويرجع بالثّناء عنها. هذا شاهدته إلى حدّ التّواتر، وليس حالة أو حالتين.
وفي النّزل «نوراليا» - وكان ملكا شخصيّا لعائلة بوذيّة أصلها من مدينة «كاندي» حوّل إلى نزل صغير - كان من يعمل فيه ابنهم ذو التّسعة عشر عاما، مع خادمه الّذي كان في الأربعين من عُمره. وكانوا في قمّة الكرم والسّماحة والبشاشة، فسألته أين باقي أسرته؟ قال لي: والدتي تعمل ممرضة في كاندي ومعها أخي الأصغر، وأبي يعمل مهندسا في مسقط في عُمان، وحاليا هو في مسقط.
وذكر لي الصّورة الحسنة الّتي ينقلها عن عُمان، وحسن تعامل النّاس معه، وكانوا يقدّمون لي مع كلّ وجبة تمر الخلاص العمانيّ. وجدت هذا الثّناء أيضا في المسجد القريب في قرية «Haweliya»، وينسب إليها. وجدت في المسجد شبابا من جماعة التّبليغ الشّهيرة، وكانوا خارجين للدّعوة في سيرلانكا أربعين يوما، وفي هذا المسجد سبعة أيام، فجاء يسلّم عليّ أمير الجماعة، وقالوا لي: هذا أميرهم في سيريلانكا عموما. وقد زار عُمان ويذكر مشاهد حسنة عنها، إلّا أنّ حسن تعامل النّاس معه هو الّذي زاد حسن انطباعه عنها، وجذبه إليها.
ذكّرني هذا بالرّجل السّيريلانكيّ المسن الذي وجدته في مسجد العاصمة هانوي عاصمة فيتنام في رمضان الماضي، وكتبتُ عنه في مقالي: «عيد الفطر في هانوي»، ويتمثل في أنني «وجدت رجلا من سيرلانكا عمل في عُمان ما بعد 1977م، وكان يسكن في روي، ويثني كثيرا على عُمان، وبعد 1979م نقلته الشّركة إلى هانوي، ولا زال فيها حتّى اليوم، بيد أنّ زوجته لا زالت تعمل في عُمان»، إلّا أنّه يملك حنينا وذكريات حسنة عن عُمان. والشّاهد بين صاحبينا أنّ عُمان -والحمد لله- حافظت على هذه الحسنة «الأخلاق النّاعمة»، فلم تتغيّر بسبب التّحديث، كما يجب أن نحافظ عليها لنورّثها للأجيال الأخرى، وهذا خير ما يورث.
كما أنّ السّياسة في عُمان في علاقتها الخارجيّة، وفي دبلوماسيّتها المتزنة حافظت على هذه الصّورة الحسنة. وما ذكرته سلفا لا يعني ملائكيّة المجتمع العمانيّ، فهناك هنات؛ لأسباب إجرائيّة أو فرديّة سبق أن ذكرتها في أكثر من مقالة، وبعضها طبيعيّ كأيّ مجتمع آخر، إلّا أنّ الظّواهر العامّة لا تقرأ من خلال هذه الجزئيّات الطّبيعيّة في المجتمعات البشريّة، ولا يبنى عليها ظواهر وصور كليّة.
وقد ذكرت نماذج من الأخلاق النّاعمة لدى العمانيين في مقالات أخرى في جريدة عُمان، وفي بعض كتبي كالتّعارف، وإيران التّعدّديّة والعرفان. وما أرمي له هنا ضرورة المحافظة على هذه الصّورة الحسنة في المجتمع العمانيّ، وقد لا نلقي لها اهتماما آنيا، لكن لها تأثير كبير على البعدين الجغرافيّ والوطنيّ والتّأريخيّ؛ فالّذي يشاركنا اليوم سوف يرجع غدا إلى بلده، وينقل ما شاهده لأصدقائه وأبنائه وأحفاده. لهذا يجب الحدّ من الصّور السّلبيّة إجرائيّا وفرديّا، والّتي تؤثر سلبا على هذه الصّورة الحسنة، حتّى لا تتحول إلى ظاهرة تنقض ما سبق.