بوابة الوفد:
2025-05-13@10:35:31 GMT

الشك واليقين فى عالمنا المعاصر 2-2

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

ألم تتذكروا (حوار مع صديقى الملحد)، ألم تتذكروا إمامنا الغزالى رحمه الله، أليست الشكوك كادت تعصف به لولا أن أدركته عناية الله تعالى، وحولت شكه إلى يقين معرفى، وغيره كثير فى واقعنا المعاصر، ألم يتحول الكثير من الباحثين من ممارسة الشك من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإلحاد، ألم يتحول الشك إلى شك مرضى أصاب كثيرين بالأمراض العقلية والعصبية والنفسية، ألم يتحول الشك المذهبى إلى ظاهرة مرضية أصابت الكثيرين بالوساوس القهرية، كأن يشك فى بيته، وأولاده، وبناته، أن يشك الإنسان حتى فى نفسه، ليس هذا وحسب بل يشك فى أنه مراقب ويمشى يلتفت عن يمينه وعن يساره، بل من الممكن أن يستوقف الناس فى الشارع لماذا تنظرون إلىَّ هكذا.


لكن كيف نتخلص من هذا الشك المرضى ونتخلص من هذه الوساوس القهرية، هل نذهب إلى أطباء نفسانيين للعلاج، إذا تفاقم الأمر وأصبحت مشكلة مرضية، فلا مندوحة من استشارة طبية.
لكن الرأى عندى، وهذا الرأى يقودنا إلى الشك المنهجى، وهذا الشك هو الشك البناء القويم الناقد الذى نبنى عليه من أجل الوصول إلى اليقين، وهذا ما مارسه الإمام الغزالى، ومن قبله أرسطو فى عرض الإشكاليات الفلسفية أمام العقل وبحثها بحثاً عقلياً مستفيضاً، وتوصلا من خلاله إلى اليقين، وأن ثمة إلهاً مدبراً للكون ومسيطراً عليه.
ألم يقل الإمام الغزالى قولته المشهورة، من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقى فى العمى والضلال.
ألم يمارس ديكارت الشك قائلاً: للفحص عن الحقيقة يحتاج الإنسان مرة فى حياته إلى أن يضع الأشياء جميعاً موضع الشك بقدر الإمكان.
إذن الشك المنهجى لا مندوحة عنه، لكن أن يتحول الشك إلى شك مرضى يصيب الإنسان بالحيرة والقلق كما عبر عن ذلك جان بول سارتر عندما قال نحن قلق، هذا ما نرفضه.
واقعنا المعاصر يعج بالكثير من الأمور التى تصيب الإنسان بالريبة والشك، نظراً لانتشار النزعات المادية وتغول النفعية، وتدني القيم والانسحاق الوجودى، فبات الإنسان يشك أيضاً فى أقرب ما لديه، فقد يشك فى أخيه، فى صديقه، فى أستاذه، فى رئيسه فى العمل، حتى يشك فى من يسدى إليه صنيعاً لماذا فعل ذلك، بالضرورة يريد منى شيئاً، ولماذا يا سيداتى وسادتى يريد شيئاً، لماذا لا تحسنوا الظن بمن تتعاملون معهم، بمن تحبونهم، لماذا لا تحسنون الظن بأنفسكم، لماذا لا تحسنون الظن بالله تعالى أن يوفقكم ويهيئ لكم من يقفون خلفكم ويدفعونكم دفعاً لا يريدون منكم جزاء ولا شكوراً.
لا تجعلوا الشكوك تتقاذفكم إلى بحار قيعانها مظلمة، وأحسنوا يحسن الله لكم. 
أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الشلهوب: التزام اللاعبين سر الفوز الكبير على العروبة

نواف السالم

أعرب محمد الشلهوب، المدير الفني لنادي الهلال، عن سعادته بالأداء المميز الذي قدمه فريقه أمام العروبة، بعدما نجح الزعيم في تحقيق الفوز برباعية نظيفة ضمن الجولة 31 من دوري روشن .

وقال الشلهوب خلال المؤتمر الصحفي: “مباراتنا اليوم كانت أفضل من المباراة السابقة وهذا يعكس التزام اللاعبين خلال التدريبات وأثناء المواجهة”.

وأضاف: “من أول يوم خلال إدارتي لفريق الهلال شاهدت الجدية من اللاعبين وهذا انعكس على أداء الفريق في الملعب وحصد الثلاث نقاط”.

وتابع: “أبلغت اللاعبين في أول تدريب جماعي أن الجميع سيشارك ويحصل على فرصة المشاركة، وخروج كوليبالي تغيير فني تكتيكي”.

وختم مدرب الهلال تصريحاته قائلًا: “الوقت قصير ولا نستطيع أن نقوم بالعمل الكافي، وما نشاهده من عرضيات متقنة يعود إلى اللاعبين”.

أقرأ أيضاً

الهلال يكتسح العروبة برباعية نظيفة

مقالات مشابهة

  • حلم مونيوز ناشئ ريال مدريد يتحول إلى كابوس بعد الكلاسيكو
  • حرمان الورثة من حقهم.. عندما يتحول الميراث إلى جريمة
  • الشلهوب: التزام اللاعبين سر الفوز الكبير على العروبة
  • موكب زفاف يتحول إلى مأساة بكركوك.. مصرع سائق حرقاً وإصابة أربعة من عائلته
  • بـ53 مليار جنيه.. «تكافل وكرامة» يتحول لأضخم مظلة حماية اجتماعية في الشرق الأوسط
  • السنفور الذي أطفأ النور.. حين يتحول التنافس الرياضي الى مسرح دمي
  • سلا..الملعب البلدي بحي الرحمة يتحول إلى مزبلة مفتوحة… وصحة الأطفال في خطر
  • شكاوى في بلدٍ عربيٍّ بسبب البنزين... وهذا ما تبيّن
  • الأرصاد الجوية التركية: رياح باردة قادمة من روسيا والطقس يتحول فجأة إلى شديد البرودة
  • محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد.. ملخص أحداث الحلقة الخامسة من مسلسل "بريستيج"