ينشط من يُعرفون بـ «بائعي الوهم» على منصات التواصل الاجتماعي فأينما تولي وجهك يُفاجئك تجار هذه البضاعة الرائجة بأساليب متجددة مُستغلين يأس البعض ومخاوفهم وطموحاتهم والأوهام التي تسرقهم من واقعهم.
تجارٌ من أعمار ومستويات ثقافية مختلفة لا يستنكفون من استخدام وسائل الترويج الجادة والمبتذلة لإقناع الفئة المُستهدفة وجرها نحو تجريب علاجات مشبوهة ومواد تجميل ضارة تحت تأثير العواطف.
تروج فئة لمستحضرات تجميل تستهدف تنقية البِشرة وتطويل الشعر رغم تحذيرات الدراسات العلمية من نتائجها الصحية الضارة لاحتوائها على مواد عالية السُمية فيما تنشط أخرى في الترويج لخلطات عشبية تدعم الأداء الزوجي تسببت مكوناتها في وفاة كثيرين من كبار السن بالسكتات القلبية وانفجار الشرايين وهبوط الدورة الدموية خاصة كتلك التي يتداولونها بسرية في الأسواق الشعبية.
في جانب آخر تُلاقي عيادات الرشاقة والجمال رواجًا واسعًا لإجراء مختلف أنواع العمليات الجراحية؛ فارتفعت نسبة إجراء عمليات حقن البوتكس وشد الترهلات وعمليات إنقاص الوزن وشفط الدهون ونحت القوام وشد الجسم وتجميل الفك واللتان تعدان من أخطر العمليات التجميلية على الإطلاق إذ أودت بعضها بحياة من خضعن لها فيما تعرضت أُخريات لتشوهات لا سبيل لإصلاحها نتيجة حقن وجوههن وأجسادهن بالبوتكس.
صورة أُخرى من صور بيع الوهم تتمثل في إعلان أشخاص يدّعون امتلاكهم الحل السحري لعلاج الأمراض المستعصية كالسرطان والسكري والاضطرابات العصبية كالتوحد والمتلازمات.
على أبواب عيادات أو منازل يتدفق من يتعلقون ببصيص الأمل في العلاج لكنهم لا يشفون ومعاناتهم لا تنتهي فيلقون أنفسهم أسرى للأزمات المادية والنفسية.
ومن أهم صور هذه الظاهرة إيهام الشخص بالقدرة على مضاعفة أمواله خلال فترة وجيزة عبر منصات التداول الإلكتروني والاستفادة من أرباح بيع وشراء أسهم سلع كالذهب والنفط والفضة والعملة الإلكترونية البتكوين.. وتلاقي هذه الفكرة رواجًا كبيرًا ما دفع الحالمين للاقتراض من البنوك أو بيع منازلهم أو أراضيهم وفي معظم الأحايين يكتشفون أنهم ضحايا عمليات نصب واحتيال.
ما يدعو للألم أنه بسبب نشاط تُجار الوهم الخارج عن السيطرة وقلة وعي نسبة كبيرة من الفئة المُراد التأثير عليها يستقطب هؤلاء مريدين كُثر فيرتفع عدد متابعيهم ويزيد نتيجة ذلك عدد ضحاياهم.
النقطة الأخيرة..
«في بعض الأحيان، لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم»
نيتشه
عُمر العبري كاتب عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خبير تركي يحذر: هذه المدن مهددة بحرائق الغابات واحدة تلو الأخرى!
تركيا ـ تتواصل حرائق الغابات في أنحاء متفرقة من تركيا، وسط تحذيرات من اشتداد الخطر في عدد من الولايات رغم ارتفاع نسب الرطوبة في بعض المناطق.
وقال خبير الأرصاد الجوية البروفيسور الدكتور أورهان شين، في تصريح لقناة CNN Türk، إن “اليوم يُعد يومًا حاسمًا لحرائق الغابات”، مشيرًا إلى استمرار الخطر في مدن منطقة مرمرة، خاصة مع الانخفاض الحاد في نسبة الرطوبة.
وبحسب البروفيسور شين، فقد تراجعت الرطوبة إلى أقل من 20% في ولايات تشاناكالي وباليكسير جنوبي بحر مرمرة، وكذلك في أيدين ودنيزلي وإزمير ومانيسا وأفيون الواقعة على بحر إيجة.
كما تتواصل الحرائق في أنطاليا ومانافغات على الساحل المتوسطي، وفي ولاية إسكي شهير وسط الأناضول، حيث تبلغ نسبة الرطوبة نحو 20%.
اقرأ أيضا
خبراء أمريكيون: صعود تركيا الدبلوماسي يهدد بإشعال فتيل الحرب
السبت 26 يوليو 2025وتوقع شين أن تصل درجات الحرارة في أنطاليا اليوم إلى 42 درجة مئوية، محذرًا من أن الجمع بين الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة يشكل بيئة مثالية لاندلاع وانتشار الحرائق.