الثورة نت:
2025-05-21@13:31:35 GMT

اليمن يربح بالنقاط ضربة قاضية

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

 

قام اليمن بعملية نوعيّة قلبت كثيراً من معايير الحرب الدائرة، رغم كونها عملية واحدة بطائرة مسيّرة لم تسفر سوى عن قتيل واحد وعدد من الجرحى، وإحداث حريق، لكن هذه العملية أكبر وأضخم وأهم من هذه النتائج بكثير، لأن المنطقة المستهدفة هي عاصمة الكيان السياسية والاقتصادية، رغم الحديث عن القدس كعاصمة .

تل أبيب هي قلب الكيان وروحه، وتجمّع شركاته ومؤسساته السياحية، ومقرّ إقامة المصارف والشركات العالمية والاستثمارات الأجنبية وشركات البورصة، والنجاح باستهدافها يقول إن لا مكان خارج الاستهداف في الكيان، ولا مكان حصين وعصيّ على المقاومة، وإن التجمعات السكانية الكبرى التي تحتشد في تل أبيب لم يعد بمستطاعها الوثوق بأنها تحت حماية نظام أمني يتباهى بأنه خيرة ما أنتج الغرب وأفضل ما تملك جيوشه.

حتى أمس كان كيان الاحتلال يبيع منظومات صواريخه المضادة للطائرات والصواريخ، مقلاع داود وحيتس والسهم والقبة الحديدية بصفتها الأفضل عالمياً، وكانت أحد أهم موارده الاقتصادية.

وها هي هذه المنظومة قيد الاختبار العملي في درّة التاج الإسرائيلي، تل أبيب، حيث حشدت كل وسائل المراقبة والمتابعة والرادارات والصواريخ، وتنجح الطائرة اليمنيّة باختراق هذه المنظومات المكثفة والمركبة والمعقدة، على أكثر من دائرة حماية، كما هو الحال في كل عواصم الدول، التي توضع لها دوائر حماية مضاعفة، قياساً بالمدن الأخرى، وسائر المناطق.

الطائرة اليمنيّة الآتية من مسافة أكثر من ألفي كلم، والتي قطعت هذه المسافة بساعات، كانت خلالها تحت مجسّات المتابعة المفترضة الأمريكية والإسرائيلية وسواها من مجسّات كانت شريكة في المواجهة يوم 14 أبريل الماضي خلال الردّ الإيراني الرادع.

ونجاح اليمن ببلوغ الهدف المقرر، يعني فشلاً ذريعاً لكل هذه المنظومات المفترضة، وفي طليعتها المنظومات الأمريكية التي تباهت ببيان قالت إنها أسقطت أربع طائرات يمنية، لكنها لم تقل إن الطائرة المقرّر أن تصل إلى الهدف قد وصلت ولم تستطع أميركا منعها، فماذا لو أرسل اليمن سرباً من عشرات الطائرات؟

بينما يتحدث بنيامين نتنياهو عن النصر المطلق في غزة، بعدما ابتلع لسانه الذي كان يتحدّث عن القدرة على خوض حرب على عدة جبهات، متهرّباً من مخاطر المواجهة مع جبهة لبنان التي تصبّ حممها على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وتصيب المنشآت العسكرية وتتسبّب بتهجير المزيد من المستوطنين، تأتي الطائرة اليمنيّة لتقول للكيان بالفم الملآن، إنه فعلاً أوهن من بيت العنكبوت.

الرسالة التي حملتها طائرة اليمن الميمون هي أن حديث نتنياهو عن المرحلة الثالثة المفترضة سوف يحمل المزيد من التهدئة في جبهات القتال، وخصوصاً جبهات الإسناد، يكمل ما قاله السيد حسن نصرالله، لجهة إسقاط كذبة نتنياهو، والقول إن المقاومة غير معنية بأسماء وأرقام ومراحل يطلقها الاحتلال على حربه، وإن المقاومة معنية بشيء واحد هو المزيد من الضغط على الكيان حتى يقبل بشروط المقاومة في غزة، بالتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بشروط المقاومة.

على ضفة موازية قالت طائرة اليمن إن كل الترسانات العربية العسكرية للدول المتفرّجة على مأساة غزة، بلا قيمة وهي مجرد خردة تم شراؤها بأسعار باهظة لتشغيل معامل الغرب ليس إلا، وليست سلاحاً تم شراؤه لحماية قضية أو لرفع ظلم أو تحرير أرض، وأن الفاعلية العربية لا يقرّرها حجم الدول ولا عدد سكانها ولا حجم ثرواتها ولا مكانتها الاقتصادية ولا كمية السلاح في مخازن جيوشها، بل عقول قادتها وقلوبهم وضمائرهم وإرادتهم، ولهذا يبدو أن الفاعلين العرب اليوم هم العرب الأشدّ فقراً، والأقل حجماً، والمجموعة شعوبهم والمحاصرة والمدمّرة بلادهم، واليمن بينهم في الطليعة، بمثل ما هو في طليعة المعاناة هو في طليعة الشهامة والنخوة.

 

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غزة والجوع.. تحذيرات دولية شديدة واستنكار من نتنياهو لحملة الاعترافات داخل الكيان

زادت حدة الانتقادات الموجهة للاحتلال الإسرائيلي مع تزايد عدد من يسقطون شهداء بشكل يصل إلى ما كان في بداية الإبادة بل وحتى قبل تهدئة يناير الماضي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.

وفي هذا، قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية :"النظام الصحي في غزة ينهار بسبب توسيع العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء فمستشفى العودة مهدد بالإغلاق وهو آخر مستشفى يعمل في شمال قطاع غزة".

فيما قال برنامج الأغذية العالمي إن إدخال مساعدات مؤقتة إلى غزة لا يكفي على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الملحة في وقت تتعرض فيه مستشفى العودة في شمال قطاع غزة لقذائف مدفعية الاحتلال التي تقصف الطابق الثالث من المستشفى.

أمريكا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا إلى سوريابابا الفاتيكان يدعو لإدخال فوري للمساعدات بقطاع غزةبيضرب كشري بالشطة.. ماذا فعل كبير مستشاري ترامب في شوارع وسط البلد؟بقوة 5.5 درجات.. زلزال عنيف يضرب مقاطعة أوشوايا الأرجنتينية

وحول ذلك يعيش رئيس حكومة الاحتلال ما يظهر إنها حالة إنكار، حيث قال بنيامين نتنياهو:" صدمت لسماع كلام يائير جولان وإيهود أولمرت وهما يرددان دعاية حماس  ضد إسرائيل وجيشها  ولهذا فلن أبقى صامتا أمام افتراءات إيهود أولمرت ويائير جولان الصادمة".

إلا إن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قال هو الآخر معارضًا نتنياهو :" يمكن التوصل إلى صفقة تبادل بقرار واحد من المجلس الوزاري المصغر كما أن عدم أسف حكومة نتنياهو على مقتل الأطفال في غزة ليس خطأ في العلاقات الدولية فقط بل خطأ أخلاقي أيضا".

يأتي ذلك فيمت ذكرت وزارة الصحة بغزة بأنه قد ارتقى 52 شهيدا في غارات إسرائيلية على مناطق في القطاع منذ فجر اليوم.
وقال مكتب الإعلام الحكومي بغزة:" الاحتلال يواصل سياسة الحصار والتجويع ضد أكثر من 2.4 مليون مدني يعيشون أوضاعا كارثية و نطالب بتحرك دولي للضغط على الاحتلال لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات فورا".

طباعة شارك للاحتلال الإسرائيلي شهداء الإبادة المدير العام منظمة الصحة العالمية غزة قطاع غزة شمال نتنياهو

مقالات مشابهة

  • غزة والجوع.. تحذيرات دولية شديدة واستنكار من نتنياهو لحملة الاعترافات داخل الكيان
  • مشتريات محلية تقود ارتفاع مؤشرات البورصة خلال نهاية تداولات الأربعاء.. ورأس المال يربح 11 مليار جنيه
  • موقع أمريكي يتحدث عن القدرات اليمنية والتهديد لعمق الكيان
  • تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته.. أثارت غضب الكونغرس
  • الشيباني: أدعو الدبيبة إلى التوقف عن سفك المزيد من الدماء وبث الفرقة  
  • الحصار اليمني يجبر الشركات تحويل مسار رحلاتها من مطارات الكيان
  • بعد ضربة قاضية.. تزويد ملاكم بالأكسجين على الحلبة
  • مستثمر صيني يربح 1.5 مليار دولار من الذهب ويراهن بمليار على النحاس
  • شاهد.. تزويد ملاكم بالأكسجين بعد تعرضه لضربة قاضية
  • كاتبة مغربية: طوفان اليمن أربك حسابات الاحتلال وعرقل استكمال مخططاته