طه عبد الرحمن: كيف نؤسس لفلسفة إسلامية أصيلة؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
دعا المفكر المغربي طه عبد الرحمن، إلى "العمل من أجل العودة بالفلسفة إلى أصلها وهي الحكمة".
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الفيلسوف المغربي في ندوة أقامها مركز الأبحاث الإسلامية "إسام" (Hls) في إسطنبول الثلاثاء، بعنوان: "كيف نؤسس لفلسفة إسلامية أصيلة؟".
عبد الرحمن، وهو أستاذ في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، تطرق في محاضرته للإشكالات المتعلقة بالفيلسوف المسلم المعاصر وقدم أفكارا تمكنه من الأخذ بها في هذا العصر.
وقال عبد الرحمن: "أي فلسفة إسلامية معاصرة لا تحظى بالأصالة حتى تكون من إبداع الفيلسوف المسلم".
وأوضح أنّ "هذا الإبداع لا يتأتّى له في الإشكال الفلسفي إلا إذا تفاعل مع التصورات الفلسفية الراهنة وتفاعل مع التحديات العالمية القائمة وصاغ نتائج هذا التفاعل المزدوج على مقتضى خصوص التداول الإسلامي، وبقدر ما يكون هذا الإشكال، مضمونا أو صورة، أكثرَ اتصالا بواقعه وحياة أمته، يكون أدل على أصالته".
وطالب عبد الرحمن الفيلسوف المسلم بأن "يأخذ بالفلسفة التي تنحو منحى الحكمة وأن يبتعد عن الفلسفة التي تنحو منحى العلم، ويشتغل بالتحدي الجذري الذي يشغل العالم اليوم وهو تسفّل الإنسان".
وأردف قائلا: "حينها، يُمكن أن يبلغ مراده في النهوض بالمهمتين: إحداهما، "دفع التسفل"، إذ يهتدي إلى أخطر أسبابه، وهي: "التسيب التقني" للعلم و"التجرد القيمي" للمعرفة، كما يقف على أنجع الوسائل التي ترفعه، وهي: "تهذيب العلم" و"تسديد المعرفة".
والمهمة الثانية التي دعا إليها عبد الرحمن الفيلسوف المسلم هي "تجديد التفلسف الحِكمي الذي يميز بين العقل المجرد والعقل المسدّد، ويؤسس الأخلاق على الفطرة؛ يميّز في العقل بين "العقل المجرد" و"العقل المسدَّد".
كما يؤسِّس "الخُلق" على "الفطرة"، ويَصل كمال "الاقتداء" برتبة "الصدّيقية"، مستدلا بإشكاله الفلسفي على ضرورة الرجوع بالفلسفة إلى أصلها وهو "الحكمة".
وأوضح أنّ "الصورة العلمية للفلسفة تخرج الفلسفة من أصلها".
وشدد على ضرورة أن "لا تكون الفلسفة تابعة للعلم وأن يكون العلم خادما للفلسفة".
وبين أنّ "التفلسف الحكمي هو الوحيد القادر على إنقاذ الإنسان من التسفّل حاضرا ومستقبلا".
وقال: "على الفيلسوف المسلم أن يعرف ذاته وأن يتخلق بأخلاق النبي الكريم تفكرا وتخلقا".
صديقية الفيلسوفوبحسب عبد الرحمن فإن أعلى رتبة يصل إليها الفيلسوف المسلم بالاقتداء بالنبي تفكرا وتخلقا هي "الصديقية"، معتبرا إدراك الفيلسوف المسلم لحقيقة الفطرة الدينية يجعله يقتدي، في معرفة ذاته، بمسلك التخلق النبوي، أمانة وعدلا.
وقدم الندوة رئيس الشؤون الدينية السابق محمد غورماز، رئيس معهد التفكر الإسلامي بأنقرة.
وأشار غورماز إلى عملهم مع الطلاب في المعهد، على قراءة النتاج الفكري للدكتور طه عبد الرحمن وترجمة المزيد من كتبه إلى اللغة التركية.
وشهدت الندوة إقبالا كبيرا من المطلعين على أفكار عبد الرحمن من الأتراك طلابا وأكاديميين وشخصيات سياسية، لا سيما بعد ترجمة العديد من كتبه للغة التركية.
وفي نهاية الندوة أعرب رئيس مركز الأبحاث الإسلامية مرتضى بدر عن شكره لعبد الرحمن لتلبيته دعوته وإغنائه الحاضرين بفكره الفلسفي.
ومن الجدير بالذكر أن الفيلسوف المغربي عبد الرحمن يعتزم عقد ندوة الأربعاء في جامعة غازي بالعاصمة أنقرة بعنوان: "الفرق بين التفكير والتفكر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
سفير أمريكا لدى إسرائيل: لم نعد ندعم قيام دولة فلسطينية ودولة إسلامية أخرى ستمنحهم أراضي
أدلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بتصريح مفاجئ اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع بلومبرغ، وقال إن الولايات المتحدة لم تعد تؤيد بكل إخلاص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
واقترح هاكابي أن تقدم دولة إسلامية أراضيها للفلسطينيين، وأن تقام دولة فلسطينية، قائلا: إذا شكلت دولة فلسطينية، فربما تكون في مكان آخر من المنطقة وليس بالضرورة في الضفة الغربية"، معتبرًا أن الظروف الحالية والتطورات السياسية تجعل هذا السيناريو غير واقعي ضمن الأطر المعروفة سابقًا".
وأضاف هكابي، المعروف بدعمه لسياسة الاستيطان والذي أعلن في بداية ولايته أنه سينفذ سياسة إدارة ترامب، فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية: "ما لم تحدث أمور مهمة، فلن يكون هناك مجال لذلك"، مضيفا أنه في تقديره فإن إقامة مثل هذه الدولة لن يحدث "في حياتنا"، على حد تعبيره.
وفي الشأن الداخلي الإسرائيلي، أوضح السفير أنه أجرى محادثات مع قادة الأحزاب الدينية (الحريديم)، وأبلغهم أن واشنطن "ستنظر بشكل سلبي إلى سقوط حكومة نتنياهو"، معتبرًا أن "انهيار الحكومة سيُعدّ مؤشرًا على عدم الاستقرار، وهو أمر مقلق بالنسبة للولايات المتحدة".
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، نقل السفير عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده أن "إيران يجب ألا تكون قادرة على تخصيب اليورانيوم على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن ترامب أوضح أن "لصبره حدودًا"، وأنه "لا يريد سفك الدم، لكنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وخلال ترشحه لرئاسة الحزب الجمهوري عام ٢٠١٥، زار هاكابي مستوطنة شيلوه، وصرح أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وأن على الجميع أن يفهم ذلك. وأن على أي شخص يترشح لرئاسة الولايات المتحدة أن يزور هذه المنطقة.
كما أعرب عن دعمه للسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وادعى أن الاستيطان اليهودي "عامل رئيسي في السلام الإقليمي".
وفي الماضي، صرح أيضًا بأنه يفكر في شراء منزل في مستوطنة إفرات، وبالإضافة إلى زيارته لمستوطنة شيلوه، صلى في قبر يوسف في نابلس، واستبعد فكرة حل الدولتين.