تركيا تشدد إجراءات منح الجنسية للأجانب..ما مصير ملفات السوريين العالقة؟
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
تتجه الحكومة التركية نحو المزيد من تشديد شروط منح الجنسية للأجانب، وذلك بعد فترة وجيزة من سحب أنقرة الجنسية من الآلاف، بسبب مخالفة الشروط وتقديم وثائق مزورة.
وقال المدير العام لشؤون السكان والجنسية التركية، إبراهيم تاشيابان: إن الحكومة التركية بدأت تطبيق إجراءات أكثر صرامة، حيث يطلب التحقيق من "الإنتربول" الدولي مرتين، مرة في مرحلة التقديم، ومرة أخرى قبل انتهاء العملية بفترة قصيرة.
وأكد وفق صحيفة "صباح" التركية أن أحد أهم مراحل منح الجنسية، هو التحقيق الأمني الذي تجريه الشرطة والاستخبارات التركية، مبينا أن هذه المؤسسات "تقدم رأيا حول ما إذا كان هناك أي اعتراض أو لا، إذا لم يكن هذا الرأي إيجابيا، فلا يمكننا بأي حال من الأحوال متابعة إجراءات الجنسية، يجب إجراء هذا البحث الأرشيفي بلا شك".
وتابع أنه قد "يرتكب شخص ما جريمة، وتقوم الدولة التي ينتمي لها بإبلاغ الإنتربول، ولكن قد يستغرق الأمر وقتا حتى يتم توزيع المعلومات على الدول، وخلال هذه الفترة، قد يتكون انطباع بأن هذا الشخص حصل على الجنسية التركية، على الرغم من معرفة جريمته من قبل"، مضيفا: "عندما يحدث مثل هذا التأخير، فإننا نرد على الفور ونقوم بالعمل اللازم، ونسعى لسحب جنسيته في أقرب وقت ممكن بموافقة رئيسنا، فلا يمكن لأي شخص خطير على الأمن القومي والنظام العام، أن يحصل على الجنسية التركية".
وعن طبيعة الشروط الجديدة، أوضح مدير القسم العربي في شركة "إسطنبول للمحاماة" المحامي محمد رمضان لـ"عربي21" أن الشروط الجديدة هي زيادة البحث الأمني المحلي والدولي عبر "الإنتربول"، مرجعا ذلك إلى "أسباب أمنية".
وبدأت تركيا منذ العام 2016، بمنح الجنسية "الاستثنائية" لشرائح من اللاجئين السوريين، من أصحاب الشهادات الجامعية، وبعض الحاصلين على أذون العمل، في الوقت الذي لا زالت فيه آلاف الملفات عالقة في مرحلة "البحث الأمني".
وما إن أعلنت الحكومة التركية عن الإجراءات هذه، حتى بدأت التساؤلات تتوارد عن مصير الآلاف من ملفات السوريين العالقة في مراحل التجنيس.
وفي هذا الصدد، أكد رمضان أن ملفات تجنيس السوريين القديمة تسير بشكل طبيعي، مؤكدا أنه "سوف يتم الانتهاء من جميعها خلال فترة وجيزة".
من جهته، قال الكاتب الصحفي والناشط بقضايا اللجوء أحمد طالب الأشقر، إن الإجراءات الجديدة "المشددة" جاءت بعد فترة من عملية إعادة النظر في ملفات الجنسية التي منحت لآلاف السوريين، والهدف منها غربلة ملفات الأشخاص المشكوك فيهم ومن أرادت تركيا التخلص منهم.
وأضاف لـ"عربي21" أن الإجراءات هذه تبدو "حيلة" قانونية تقوم فيها الحكومة التركية، حيث من المقرر أن تقوم الحكومة بمنح جزء من اللاجئين على أراضيها الجنسية، وتقوم بإيجاد طريقة لإرجاع البقية ودفع عدد منهم للهروب من البلد بأي طريقة.
ما علاقة التطبيع مع النظام السوري؟
وتزامن كل ذلك، مع الاندفاعة التركية نحو التطبيع مع النظام السوري، وبذلك يعتقد الأشقر، أن تركيا ستركز على تجنيس اللاجئين الذين لن يتسببوا لها بأي قلق في مرحلة التطبيع القادمة مع النظام السوري، وباعتقادي ربما سيتم سحب الجنسية من سياسيين معارضين ليتماشى ذلك مع تمهيد الطريق أمام المفاوضات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأشار مصدر مطلع قال لـ"عربي21" إلى تزامن الإجراءات الجديدة مع التقلبات في السياسة الخارجية التركية، وذلك في إشارة إلى التطورات في مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق.
ويبلغ عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية نحو 238 ألفا، في حين يعيش في تركيا نحو 3 ملايين لاجئ سوري، ويعيش غالبيتهم على وقع مخاوف يبعثها مسار التطبيع مع النظام، والأنباء عن لقاء وشيك يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام بشار الأسد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الجنسية التركية تركيا سحب الجنسية سوريا تركيا سحب الجنسية الجنسية التركية التحقيق الامني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الترکیة الجنسیة الترکیة النظام السوری مع النظام
إقرأ أيضاً:
ثمن التطبيع سياسة التجويع
لم يكن التطبيع مجرد توقيع على ورقة ولم تكن المؤتمرات والابتسامات والبيانات الرسمية سوى خنجر مسموم في خاصرة فلسطين، اليوم يتضح الثمن بوضوح فادح وسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال على غزة ليست فقط من فعل الصهاينة بل من صمت المطبعين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .
كيف نتحدث عن سلامٍ مزعوم وأطفال غزة يموتون جوعًا بين الأنقاض كيف يمكن أن نُبرر هذا الصمت المريع ونخدع أنفسنا باسم المصالح والمفاوضات أي مصالح تُقدم على أرواح الرضع وأمعاء الأمهات الخاوية أي مبرر أخلاقي أو سياسي يُغطي على بشاعة أن تفتح أبوابك للمحتل وتُغلقها في وجه الجائعين .
التطبيع جريمة مكتملة الأركان وثمنه يُدفع من دماء وأحشاء وأعمار شعب لا يملك إلا الصبر والحجارة، اليوم نرى نتائجه بوضوح، فالاحتلال يشعر أنه مُحصن لأن خلفه عربًا لا يهددون ولا يضغطون بل يبررون ويُديرون ظهورهم ويوقعون على مذابح غزة بصمتهم .
سياسة التجويع سلاح أرخص من القنابل لكنه أشد فتكًا، يقتل ببطء، ينهك بعمق، يُحاصر الحياة ويحولها إلى جحيم وبدلًا من أن تكون الأمة في خندق غزة أصبحت غزة وحدها في وجه الجوع والطغيان والطعنات .
من يطبّع اليوم سيجد نفسه غدًا هدفًا لأن الجوع الذي صمتنا عنه لن يبقى في حدود غزة سيصل إلى كل بيت خذل فلسطين، لأن الجوع لا يرحم والمتواطئين لا يُغفر لهم في ذاكرة التاريخ.
اليوم لا مجال للحياد فإما أن تكون في صف الإنسان في صف الجائعين في صف أطفال يُصارعون الموت كل يوم بلا خبز ولا ماء وإما أن تكون في صف المحتل في صف الخذلان في صف من باعوا القضية بأوهام اتفاقيات ووعود جوفاء .
غزة تكشف الحقيقة تفضح الأقنعة تسقط الشعارات الرنانة التي طالما صدحت بها الأنظمة العربية وهي اليوم عاجزة حتى عن إصدار بيان واحد يحمل الكرامة، إن صمت الأنظمة جريمة وإن السكوت على سياسة التجويع مشاركة في المذبحة.
التطبيع ليس سلامًا إنه استسلام مطلق واختناق بطيء لفلسطين والقبول به يعني القبول بالموت البطيء لأمة بأكملها فليس الجوع في غزة صدفة وليس الحصار قدرًا بل نتيجة واضحة لمعادلة خيانة وتواطؤ وتشويه للوعي .
ما يحدث في غزة الآن هو اختبار حقيقي لكل من يدّعي الإنسانية والعدالة والعروبة، جوع غزة ليس مؤقتًا إنه رسالة دامغة بأن الكيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم إلا منطق القوة والموقف والمواجهة .
فلتُسقط كل أوراق التوت عن تلك الأنظمة التي تُدير ظهرها لجوع غزة بينما تفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب، لا تبرير ولا عذر ولا حياد أمام مشهد أمعاء خاوية وقلوب تصرخ وسماء تعج بصواريخ الاحتلال وأرض تئن من الحصار
غزة لن تسقط ما دام فيها من يقاتل بالجوع، وما دام فيها من يُشعل شمعة في قلب الظلام لكن عروشًا ستسقط يوم يُحاسب التاريخ وتُفتح دفاتر الصمت والخيانة والخذلان.