خبراء: تغير اللهجة الأميركية يزيد الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
اتفق خبراء ومحللون سياسيون على أن أبرز تداعيات زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هو التغير الملحوظ في الخطاب الأميركي، والضغط على تل أبيب لإيقاف الحرب وتبني حل الدولتين.
وبحسب الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن نشوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد حديثه أمام الكونغرس لم تدم طويلا، مشيرا إلى أن تصريحات كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي تتناقض تماما مع السردية التي أراد نتنياهو نقلها للشعب الأميركي، والتي تصور إسرائيل والشعب اليهودي كضحايا في هذه الحرب.
واتفق الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة مع ذلك الرأي، واعتبر أن تصريحات هاريس حول حقوق الشعب الفلسطيني تعطي نوعا من الأمل والتفاؤل فيما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
وعبّر عن أمله في ألا تكون هذه التصريحات للاستهلاك الانتخابي، وأن تضغط هاريس على الرئيس الأميركي جو بايدن لاتخاذ إجراءات فورية للضغط على نتنياهو ليوقف الحرب.
تغير في الخطابويرى الحيلة أن التغيرات التي طرأت على مواقف بريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا إضافة إلى كندا تسبب حرجا بالغا لحكومة نتنياهو، مشيرا إلى أن هناك تقبلا دوليا لمطالب الشعب الفلسطيني بوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال.
وعضد تشارلز دان، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق والدبلوماسي السابق بسفارتي الولايات المتحدة في مصر وإسرائيل، رأي من سبقوه وقال إن المسؤولين الأميركيين يقفون على نفس الخط فيما يتعلق بالوضع في غزة.
وأضاف أن هاريس أكدت ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والعودة إلى حل الدولتين، إلى جانب حديثها عن تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وهو ما يختلف كثيرا عما كان يسمعه نتنياهو سابقا من الإدارة الأميركية.
وبحسب دان، فإن النبرة التي تحدثت بها الإدارة الأميركية مع نتنياهو مختلفة، مشيرا إلى حديث هاريس التي ركزت على معاناة الشعب الفلسطيني، ودعت بشكل صريح إلى وقف إطلاق النار.
ضغوط متزايدة على نتنياهوكما أوضح دان أن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي يعطيه حرية أكبر في الضغط على نتنياهو، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي شعر بهذا الضغط والتغيير في المواقف من قبل هاريس وبايدن.
ويرى دان أن حديث هاريس -التي يتوقع أن تكون رئيسة للولايات المتحدة قريبًا- حمل تغييرًا كبيرًا في السردية الأميركية، مما يزيد من الضغط على نتنياهو، كما أنه يحمل مضامين تشير إلى أن أميركا لن تهرع للدفاع عن إسرائيل أمام المحاكم الدولية.
وأشار دان إلى أن هذا التغيير في لهجة الخطاب الأميركي تجاه إسرائيل من شأنه أن يعطي زخمًا أكبر لشرعية مطالب الشعب الفلسطيني، وأن على نتنياهو أن يتوقع عواقب صعبة إن لم يتجه نحو السلام.
وأوضح مصطفى أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن لم ولن تؤثر على مسار التفاوض والصفقة المحتملة، مرجحًا أن يعود إلى تل أبيب صفر اليدين ليبدأ التباحث من جديد.
مستقبل المفاوضاتوأشار إلى أن نتنياهو لمّح في خطابه أمام الكونغرس إلى ما وصفه مصطفى بـ"صفقة استسلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، من خلال توقيع الحركة على اتفاق ينسجم مع جميع المصالح الإسرائيلية في هذه الحرب.
وبحسب مصطفى، فإن إستراتيجية نتنياهو تقوم على انتظار فوز المرشح الرئاسي دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة، موضحًا أن الطرفين تجمعهما رؤية مشتركة تتعلق بتهميش القضية الفلسطينية، والتركيز على مشروعات التطبيع على حسابها.
وحول التطورات التي أعلنتها إسرائيل بشأن عدم مشاركة رئيس جهاز الشاباك رونين بار ومسؤول ملف الأسرى في الجيش بالمفاوضات، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن هذه الخلافات كانت موجودة قبل سفر نتنياهو إلى واشنطن.
تحولات دوليةوأشار دان إلى أن لقاء نتنياهو مع ترامب يدخل في إطار سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى لقاء كافة القادة السياسيين خلال زيارته، رغم أنه يواجه أوقاتا صعبة حاليا خلال هذه الزيارة.
ويرى أن الإدارة الأميركية تحاول الضغط على حماس ولكنها تضغط بشكل أكبر على إسرائيل، ورغم العقبات الكثيرة التي تعترض المفاوضات، فإنه يرى أنه يجب في نهاية المطاف التوقيع على اتفاق بين الطرفين.
وأكد دان أن واشنطن ترفض أن يتم جرها إلى حرب كبرى مع إيران، مشددًا على أن الإدارة الأميركية ترى أنه من الضروري ألا تتجاوز الحرب الرقعة الجغرافية الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئیس الوزراء الإسرائیلی الإدارة الأمیرکیة الشعب الفلسطینی على نتنیاهو الضغط على إلى أن
إقرأ أيضاً:
المظاهرات العالمية تتواصل تضامنا مع الشعب الفلسطيني بغزة
تتواصل المظاهرات الشعبية حول العالم رفضا للعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتطالب برفع الحصار، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية وارتفاع أعداد الضحايا.
في تركيا، تظاهر آلاف المواطنين في إسطنبول، إحياء للذكرى الـ15 للهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، الذي أسفر عن مقتل 10 أتراك كانوا في طريقهم لكسر الحصار عن غزة.
وندد المتظاهرون بـ"الكيان المجرم"، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف حرب التجويع والقتل، كما اتهموا العالم بالتواطؤ من خلال صمته.
وفي إقليم الباسك شمالي إسبانيا، نظّمت بلدية مدينة سان سيباستيان بالتعاون مع جمعيات داعمة للقضية الفلسطينية وقفة تضامنية مع غزة.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف "حرب الإبادة"، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية. كما دعوا إلى مقاطعة إسرائيل ومحاسبتها على جرائم الحرب، وناشدوا حكومات العالم للاعتراف بدولة فلسطين.
أما في السويد، فقد خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة مالمو، ثالث أكبر مدن البلاد، دعما لفلسطين وتنديدا بالحرب الإسرائيلية.
إعلانورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات مناهضة للصهيونية ومؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه التحركات الشعبية بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل القطاع.