تفرض ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، دورات وبرامج تعبوية طائفية على موظفي القطاع الحكومي في صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ضمن مخطط "تطييف" الموظفين وإجبارهم على تبني أفكار ومعتقدات خاطئة تؤيد المشروع التدميري الذي تقوده هذه الميليشيات في اليمن.

نحو 41 مركزاً، أنشأته الميليشيات الحوثية في صنعاء، من أجل إخضاع المسؤولين الحكوميين والموظفين من الجنسين، لسلسلة من الدورات والندوات الثقافية التي تمتاز بطابع طائفي يخدم مشروعهم في تعزيز سيطرتهم واستحواذهم على السلطة والثروة.

وجاءت هذه الدورات والفعالية تحت ما يسمونه "البناء الثقافي".

وقال موظفون في قطاعات عدة بصنعاء بينها الإعلام والصحة والتعليم والسلطة المحلية، إنهم تلقوا تعليمات بإلحاق مديري الإدارات ورؤساء الأقسام في تلك القطاعات، ببرامج تأهيل وتدريب تقيمها جهات وقطاعات تابعة للحوثيين، وتحت غطاء "تأهيلهم لمواجهة التحديات القادمة". وتسعى الميليشيات الحوثية، من وراء إهدار الأموال والاستهداف بالتطييف، إلى استكمال تغيير ثقافة المجتمع اليمني، وصبغها بأفكار طائفية، وكذا استقطاب مزيد من السكان لصفوفها.

المسؤولون والموظفون المنخرطون في تلك الدورات والبرامج خضعوا لمحاضرات ودورس تركزت بشكل كبير على كيفية تعزيز السيطرة والنفوذ ومواجهة ما يسمونه خطر "الغرب"، إلى جانب التركيز على أهمية التحشيد والتجنيد والتعبئة العامة وغيرها من الجوانب التي تحاول الميليشيات الحوثية استغلالها من أجل خدمة مشروعها وأجندتها.

وأشارت المصادر: أجزاء من تلك الدورات يتم فيها عرض محاضرات وخطب وتصريحات لزعيم الميليشيات الحوثية، عبدالملك الحوثي، خاصة التي تركز على موضوع مواجهة "الحرب الناعمة" و"الحرب الاقتصادية"، و"دول الغرب من أميركا وإسرائيل"؛ في حين أجزاء أخرى تتحدث عن تعزيز "الهوية الإيمانية والدينية". موضحة أن الميليشيات الحوثية تركز على الجانب التعبوي بعيداً عن الجوانب التنموية التي تلامس المجتمع وترفع عنه الكثير من المعاناة في ظل النهب المستمر وتعطيل الخدمات الأساسية.

وتسعى الميليشيات من خلال هذه الدورات المتواصلة التي يتم فيها إجبار المسؤولين المحليين في سلطة المديريات أو المرافق الحكومية ومكاتب الوزارات على حضورها من أجل الترويج لمشروعهم وأهدافهم في "حوثنة" القطاع الحكومي، وكذا محاولة تعزيز قواعدهم القريبة من الشارع للدفاع عن أفكارهم ومخططاتهم.

ولم تسلم أي شريحة من عملية التعبئة والحشد، فجميع القطاعات الحكومية أصبحت ضمن مخطط "الحوثنة" دون استثناء، هكذا عبر أحد العاملين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء.

وقال الموظف في الشؤون الاجتماعية والعمل إن الميليشيات وعبر دائرة ما يسمونه "التعبئة العامة" قامت خلال الأيام الماضية بإقامة دورات ومحاضرات مكثفة لذوي الاحتياجات الخاصة، أو العاملين في المرافق أو المؤسسات المعنية بالتعامل مع شريحة المعاقين وغيرهم من أصحاب الهمم الذي يحتاجون للرعاية والمساعدة وليس للتعبئة.

ونهاية الأسبوع الأخير من يوليو، أعلنت دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية في صنعاء، اختتام دورة تعبوية أطلق عليها اسم "الفتح الموعود والجهاد المقدس". واستهدفت أكثر من 300 معاق من جرحى الحرب؛ وجاءت بحسب القيادات الحوثية ضمن جهود البناء الثقافي والتربوي.

وبحسب ما نقلته وكالة سبأ النسخة الحوثية، أن القيادات الحوثية أكدت أهمية البناء الثقافي والتربوي لجرحى الحرب بالاستفادة من الكوادر المؤهلة في مجال تعزيز الوعي الثقافي في أوساط المجتمع وغيرها من المجالات. وأن المعاقين تلقوا خلال الفترة من3 وحتى 24 يوليو محاضرات ودروساً تتناسب مع الموجّهات والأهداف التي تسعى الميليشيات إلى تحقيقها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المیلیشیات الحوثیة فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

« بلدك معاك».. انطلاق أكبر قافلة طبية خدمية بقطور

شهد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية و اللواء أركان حرب محمد نصار مساعد قائد المنطقة الشمالية العسكرية، صباح اليوم السبت 25 مايو 2025 انطلاق فعاليات “أكبر قافلة طبية وخدمية وتنموية” من قرية دماط التابعة لمركز قطور، وذلك بالتعاون مع المنطقة الشمالية العسكرية، وعدد من الوزارات والجهات التنفيذية المعنية، ضمن مبادرة “بلدك معاك”، بحضور اللواء أحمد أنور السكرتير العام للمحافظة، والمهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد، ومديري المديريات الخدمية.

وقد حرص المحافظ على التواجد الميداني منذ اللحظات الأولى لانطلاق القافلة، حيث تفقد كافة أقسامها الخدمية والطبية والاجتماعية، واطمأن على توافر الكوادر البشرية والخدمات الفنية داخل العيادات المتنقلة ومواقع تقديم الخدمة، مؤكدًا أن هذه القافلة تمثل ترجمة عملية لرؤية الدولة في بناء الإنسان المصري وتوفير مظلة متكاملة من الرعاية للمواطن البسيط.

وخلال جولته، أكد اللواء أشرف الجندي أن محافظة الغربية تسير بخطى واضحة في تنفيذ التكليفات الرئاسية وتوجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء، قائلًا: “نحن اليوم في قلب قرية دماط لنقول للمواطن: الدولة معاك وفي ظهرك.. القافلة دي رسالة إننا قريبين من كل مواطن في كل قرية ونجع وعزبة، والخدمة هتوصل لحد عندك”.

وقد شهد اليوم الأول من القافلة إقبالًا كثيفًا من المواطنين من قرى وعزب مركز قطور، حيث تنوعت الخدمات الطبية بين جميع التخصصات داخل عيادات متنقلة مجهزة، بالإضافة إلى وحدات فحص بالسونار، وجهاز ماموجرام للكشف المبكر عن أورام الثدي، مع وجود منظومة لتحويل الحالات التي تتطلب تدخلًا جراحيًا إلى كبرى مستشفيات الغربية. كما شارك عدد من الأطباء والخبراء من جامعة طنطا لتقديم استشارات طبية متخصصة ورفع كفاءة الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين.

وشهدت القافلة كذلك تقديم خدمات خاصة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، من خلال وحدة ميدانية تقدم الدعم والعلاج بسرية تامة، بالإضافة إلى أنشطة توعوية للتوعية بخطورة الإدمان وطرق الوقاية والعلاج.

كما شملت القافلة تنفيذ المبادرات الصحية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، وفحص السمنة والأنيميا والتقزم لدى الأطفال، مع تقديم خدمات التأمين الصحي وتسهيل الإجراءات للفئات المستهدفة.

وضمن محور الحماية الاجتماعية، تم استقبال طلبات الراغبين في التقدم للحصول على معاش “تكافل وكرامة”، وتيسير استخراج “كارت الخدمات المتكاملة” لذوي الهمم، فضلًا عن تقديم خدمات الأحوال المدنية لاستخراج بطاقات الرقم القومي للسيدات من خلال وحدات ميدانية.

وفي إطار التمكين الاقتصادي، شهدت القافلة ملتقى توظيف شاركت فيه شركات من مختلف القطاعات، وتم التعاقد مع عدد من الشباب فورًا، إلى جانب تدريب الحرفيين داخل عربة وزارة العمل على مهارات الكهرباء والسباكة والخياطة والتطريز وغيرها من الحرف اليدوية.

كما تم تفعيل خدمات سيارات المراكز التكنولوجية لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين داخل القرية، وتنفيذ قوافل لمحو الأمية، وتنظيم ورش عمل توعوية وندوات تثقيفية بالتعاون مع مديريات الصحة والشباب والتضامن، وشهد الملعب الخلفي لمستشفى دماط فعاليات رياضية وتثقيفية استهدفت الأطفال والشباب، فضلا عن معرض خيرى للملابس من الهلال الأحمر ومعرض أيادي مصر للمنتجات اليدوية وعروض رياضية وورش شبابية نظمتها مديرية الشباب والرياضة وأنشطة ترفيهية وتفاعلية داخل وخارج أرض الملعب.

وعبّر أهالي قرية دماط وقرى مركز قطور عن بالغ امتنانهم لما لمسوه من اهتمام ورعاية من الدولة، موجهين رسائل شكر وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على هذه المبادرات التي تمس احتياجاتهم الحقيقية، مؤكدين أن ما تقدمه الدولة اليوم ليس خدمات فقط، بل هو إحساس بالأمان والانتماء.

وقد حرص المحافظ على الاستماع لمطالب وشكاوى المواطنين خلال جولته، مؤكدًا أن هذه القوافل هدفها الأول هو بناء جسور الثقة والتواصل مع المواطن، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات، خاصة في القرى والنجوع التي تحتاج إلى دفعات دعم حقيقية.

واختتم محافظ الغربية جولته بالتأكيد على أن هذه القافلة بداية لسلسلة من القوافل الشاملة التي ستجوب مختلف قرى المحافظة، مشيرًا إلى أن تنمية الإنسان تبدأ من الرعاية والاحتواء وتقديم الخدمة باحترام وكرامة.

يُذكر أن القافلة تستمر حتى الخميس 29 مايو الجاري وتُقدَّم كافة خدماتها بالمجان، من خلال بطاقة الرقم القومي لمن هم فوق 16 عامًا، أو شهادة الميلاد لمن هم دون ذلك.

مقالات مشابهة

  • وزارة الإصلاح المؤسسي: ضرورة وطنية لإنقاذ الدولة السودانية
  • تفاهمات سوريّة أمريكية.. نزع الكيميائي وبحث دمج «قسد» في مؤسسات الدولة
  • أنيسة الهوتية تبحث في الأردن تعزيز التعاون الثقافي والفني لخدمة "ذوي الإعاقة"
  • سجن وغرامة وتعهد بعدم الكتابة.. حكم حوثي جائر ضد الصحافي المياحي في صنعاء
  • « بلدك معاك».. انطلاق أكبر قافلة طبية خدمية بقطور
  • فريق مدرسة الإمام الحسين في سنحان يحرز لقب دوري الدورات الصيفية بصنعاء
  • إدارة ترامب تفرض قيودا جديدة على الصحفيين داخل البنتاغون
  • الحجار من النبطية: لم ننتظر ضمانات لاجراء الانتخابات في الجنوب
  • تقييم داخل البيئة الشيعية
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني