28 يوليو، 2024

بغداد/المسلة: أطلق ناشطون عراقيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتشجيع على الزراعة في محاولة لمواجهة التحديات البيئية التي يواجهها العراق. تأتي هذه الحملة في وقت حساس، حيث يعد العراق من أكثر الدول المتأثرة بتداعيات التصحر والجفاف، وفقاً لتقارير منظمات دولية.

الحملة التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الزراعة والتشجير تنطلق رسمياً في تشرين الأول المقبل في جميع محافظات البلاد.

الناشطون يدعون جميع شرائح المجتمع للمشاركة في هذه المبادرة الوطنية، مشددين على أن الزراعة ليست فقط وسيلة لتحسين الاقتصاد المحلي، بل أيضاً أداة حيوية لمكافحة التصحر وتغير المناخ الذي يهدد النظام البيئي العراقي.

من الجدير بالذكر أن التصحر والجفاف يهددان الأراضي الزراعية والمياه السطحية في العراق بشكل متزايد، مما يؤثر على الأمن الغذائي والاقتصاد.

وتقدر المنظمات الدولية أن نسبة كبيرة من الأراضي العراقية أصبحت غير صالحة للزراعة بسبب التغيرات المناخية وسوء إدارة الموارد المائية.

في ضوء هذه التحديات، تأتي حملة التشجير كاستجابة مباشرة وملموسة لهذه المشاكل.

ومن المتوقع أن تتضمن الحملة زراعة ملايين الأشجار في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل توعوية حول طرق الزراعة المستدامة وأهمية الغطاء النباتي في الحد من التغيرات المناخية.

و أهمية الحملة تتجاوز مجرد زراعة الأشجار؛ فهي تسعى إلى خلق حركة مجتمعية واعية ومهتمة بالحفاظ على البيئة.

يعتقد الناشطون أن هذه الحملة يمكن أن تكون نقطة انطلاق لتحفيز السياسات الحكومية نحو الاستدامة البيئية، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية الزراعية وتطوير تقنيات الري الحديث لمواجهة ندرة المياه.

المبادرة تسلط الضوء أيضاً على أهمية التعاون بين المجتمع المدني والحكومة والمؤسسات الخاصة لتحقيق أهدافها. الناشطون يدعون إلى تضافر الجهود لتوسيع نطاق الحملة وجعلها جزءاً من الثقافة العامة للمجتمع العراقي.

ويرى الخبير البيئي عصام الاسدي أنها خطوة إيجابية نحو استعادة جزء من التوازن البيئي في العراق.

والنجاح في هذه المبادرة يعتمد على مدى جدية المجتمع في تبنيها ومدى الدعم الحكومي المقدم لها.

ويقول حسين علي ، طالب جامعي، ان إشراك الشباب والمدارس والجامعات في هذه الحملة يمكن أن يخلق جيلاً جديداً واعياً بأهمية البيئة وحمايتها. كما يمكن للشركات والمؤسسات الخاصة أن تلعب دوراً مهماً من خلال تمويل مشاريع التشجير وتبني مساحات خضراء.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

التحول بصمة.. “اصرفلك” تعيد تشكيل العلاقة بين المواطن والمال

29 مايو، 2025

بغداد/المسلة: حقق العراق قفزة نوعية في قطاع الخدمات المصرفية الإلكترونية، بعد أن احتل المركز الثالث عربياً في عدد البطاقات البنكية المصدرة، بمعدل تجاوز 46.5 بطاقة لكل 100 شخص، متقدماً على الأردن والمغرب، وقريباً من دول الخليج التي طالما تصدرت هذا المجال.

واستند هذا التقدم إلى استراتيجية مزدوجة جمعت بين الدفع المؤسسي من البنك المركزي العراقي والدفع الشعبي من خلال حملات توعية لاقت تجاوباً لافتاً، وفي مقدمتها حملة “اصرفلك” التي أطلقت موجة من التغيير الثقافي في طريقة تعامل الناس مع المال.

وتمكنت الحملة في فترة وجيزة من اختراق جدران العادة النقدية، واستبدالها بخيارات رقمية سهلة وآمنة، حيث غمرت الوسوم مثل #اصرفلك و”أسهلك في الاستخدام” منصات التواصل الاجتماعي، وتحوّلت من مجرد شعارات دعائية إلى تجارب واقعية يشاركها الناس.

وغرد حيدر الزيدي على منصة “إكس” قائلاً: “أول مرة أدفع بالبصمة وبلا كاش في محل أبو عمار، شكرًا لحملة #اصرفلك اللي علمتني الميزة وسهلت الإجراءات”، وهي شهادة متكررة تتردد في أوساط المستخدمين الجدد للدفع الإلكتروني.

واستثمرت الحملة في التواجد الميداني أكثر من اللوحات الإعلانية، فدخلت الأسواق الشعبية، ووقعت شراكات مع المطاعم ومحطات الوقود وحتى البسطات، وهو ما منحها طابعاً شعبياً غير مألوف في حملات التحول الرقمي الرسمية.

وأكد البنك المركزي العراقي في أحدث بياناته أن عمليات الدفع الإلكتروني خلال الربع الأول من عام 2025 ارتفعت بنسبة 62% مقارنة بالعام الماضي، مع تسجيل أكثر من 15 مليون عملية دفع عبر البطاقات ونقاط البيع، ما يعكس تجاوباً واسعاً مع بنية تقنية باتت أكثر ثقة.

وركزت الحملة على فكرة البساطة في الاستخدام والأمان في التجربة، لتزيل الحواجز النفسية والثقافية المرتبطة بالخوف من التكنولوجيا المالية، خصوصاً في بلد ما زال جزء كبير من اقتصاده يدور نقداً وعلى الهامش البنكي.

واندمجت الحملة ضمن مسار رؤية وطنية شاملة للتحول نحو اقتصاد لا نقدي، لكنها لم تسلك الطريق التقليدي في فرض الرقمنة، بل آثرت التدرج والشراكة، عبر لغة قريبة من الناس وخدمات ملموسة على الأرض.

وشهدت معظم المدن العراقية تزايداً في الإقبال على الدفع بالبطاقة أو الهاتف، ويُلاحظ ذلك في محطات النقل، والمحال الصغيرة، وحتى الأكشاك التي أصبحت تضع لوحة “ندعم اصرفلك”، في انعكاس مباشر لتبدل الذهنية التجارية والمجتمعية.

وحظيت “اصرفلك” بقوة مضاعفة لأنها لم تكن مجرد قرار من فوق، بل نتاج حاجة من تحت، حيث أظهر الرصد الميداني أن الناس كانت مستعدة لتبني هذا التغيير، لكنها كانت تنتظر الثقة، والآن وجدوها.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بسبب التغير المناخي .. نصف سكان العالم فى أزمة| ما القصة؟
  • عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي
  • مؤسسات وفرق تطوعية تنظم حملة تشجير في عدد من حدائق بلدة صحنايا بريف دمشق
  • دراسة: نصف البشرية تحت نيران التغير المناخي
  • من التشريع إلى التنفيذ.. الإمارات تسبق المنطقة في معركة التغير المناخي
  • دراسة..نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب التغير المناخي
  • المغرب يطور حبوبًا مقاومة للجفاف لمواجهة تحديات التغير المناخي
  • «التغير المناخي» تعلن تشغيل المركز الزراعي الوطني
  • وزارة التغير المناخي والبيئة تعلن بدء تشغيل «المركز الزراعي الوطني»
  • التحول بصمة.. “اصرفلك” تعيد تشكيل العلاقة بين المواطن والمال