ميزات ذكاء آبل ستتأخر عن النسخة الأولى لنظام آي أو إس 18
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
ستتأخر ميزات الذكاء الاصطناعي المرتقبة من آبل عن موعد إطلاقها المتوقع، مما يعني أنها لن تصدر مع النسخة الأولى لأنظمة التشغيل القادمة لأجهزة آيفون وآيباد، ويأتي هذا التأخير ليمنح الشركة وقتا أطول لإصلاح أي أخطاء أو عيوب، وفق مارك غورمان صحفي بلومبيرغ المتخصص في شؤون آبل.
ووفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، فإن الشركة تخطط لبدء طرح ميزات "ذكاء آبل" للمستخدمين بحلول أكتوبر/تشرين الأول القادم، وذلك ضمن التحديثات التالية لأنظمة التشغيل.
لكن تخطط آبل لإتاحة مزايا الذكاء الاصطناعي لأول مرة لمطوري التطبيقات لإجراء الاختبارات المبدئية في غضون هذا الأسبوع عبر الإصدارين التجريبيين لنظامي آي أو إس 18.1 وآيباد أو إس 18.1. هذه الإستراتيجية غير معتادة من آبل، إذ لا تصدر الشركة عادة نسخا تجريبية لتحديثات متتابعة حتى موعد طرح الإصدار الأساسي من جيل البرمجيات الجديد رسميا للمستخدمين.
كما يشير مارك غورمان إلى أن المخاطرة هنا أكبر من المعهود، لكي تضمن الشركة إصدارا سلسا للمستهلكين لميزات الذكاء الاصطناعي التي تراهن عليها بشدة، تحتاج آبل إلى دعم المطورين لمساعدتها في حل المشكلات واختبار تلك الميزات على نطاق أوسع. لذا أدت تلك التخوفات بشأن استقرار ميزات ذكاء آبل -جزئيا- إلى فصل موعد إصدارها عن موعد الإطلاق الرسمي لنظامي آي أو إس 18 وآيباد أو إس 18.
حين تطرح شركة آبل سلسلة هواتف آيفون الجديدة في سبتمبر/أيلول من كل عام، تحرص الشركة على تثبيت النسخة الأحدث من نظام التشغيل في هذه السلسلة. وهو ما يتطلب الانتهاء من تطوير واختبار نظام التشغيل قبل عدة أسابيع من إصدار الهواتف، حتى يتاح الوقت الكافي لتثبيت النظام عليها قبل شحنها من المصانع.
لذا وفقا لخطة آبل، ستصدر سلسلة هواتف آيفون 16 القادمة دون ميزات الذكاء الاصطناعي، ويجب الانتظار عدة أسابيع لإصدار تلك الميزات في التحديث البرمجي التالي للنظام، كما ذكر مارك غورمان.
وكانت الشركة قد أعلنت عن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في مؤتمر المطورين السنوي في يونيو/حزيران الماضي. وستعمل تلك الميزات الجديدة على معالجة الإشعارات وكتابة النصوص وتلخيصها وتنفيذ عمليات مشتركة بين التطبيقات. كما سيصبح المساعد الرقمي "سيري" طبيعيا أكثر في نظام التشغيل "آي أو إس 18″، إذ سيتيح إدخال الكلام والنصوص معا، وسيتعامل مع مهام مثل النصوص المجدولة والمهام التي تظهر على الشاشة، مثل تحسين الصور والتعبئة التلقائية للنماذج بتفاصيل المستخدم الشخصية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات میزات الذکاء الاصطناعی آی أو إس 18
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)